كتاب جديد للدكتور شاكر النابلسى عن "النظام العربي الجديد

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٩ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً.


كتاب جديد للدكتور شاكر النابلسى عن "النظام العربي الجديد

كتاب النابلسي عن "النظام العربي الجديد"

مقالات متعلقة :

بيروت وعمان – صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في بيروت وعمان، كتاب شاكر النابلسي عن "النظام العربي الجديد".

ويقول النابلسي في مقدمة كتابه:

" هل للدكتاتورية ثمن؟

وهل ثمنها باهظ فعلاً؟

لقد عرفنا أن ثمن الحرية هو الباهظ، وما دفعه الكثير من العرب الآن في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، والبحرين، وسوريا، وما زالوا يدفعون باقي الثمن الذي ربما يمتد دفعه لعدة سنوات قادمة.

فما أغلى الحرية العربية!

وما أغلى الدكتاتورية العربية أيضاً!

ولعل سبب هذا الغلاء، أن العرب منذ العهد الأموي، قد وُضعوا في اقفاص العبودية السياسية/الدينية، وظلوا في هذه العبودية طيلة العهدين الأموي والعباسي، إلى أن جاء المماليك ثم الولاة العثمانيون. وخضع العرب لحكم مجموعة من الطوائف والمذاهب السياسية/ الدينية الحاكمة كالفاطميين، والأيوبيين والاخشيديين، والبويهيين، وغيرهم. وأنت عندما تضع عصفوراً في قفص وتسجنه فيه لمدة طويلة، ثم تقرر إطلاق سراحه، فإن هذا العصفور لا يطير، وفاقد للقدرة على الطيران. وأن العصفور قد أصبح مخلوقاً آخر، ولكنه ليس العصفور الطائر. وفتحُ باب القفص دائماً، لن يغري العصفور على الخروج من قفصه، والطيران، كما كان يفعل قبل حبسه.

كذلك هم العبيد، الذي رفضوا في مناسبات كثيرة، حياة الحرية، وفضلوا البقاء عبيداً.

وكما قال فرويد، فإن "معظم الناس لا يريدون الحرية، لأنها تنطوي على مسؤولية، ومعظم الناس يخافون من المسؤولية."

وهل صحيح "لو أن السماء أمطرت حرية، فسيفتح العبيد المظلات الواقية؟!"

وهل نعجب من العبيد الذي خرجوا يتظاهرون في أمريكا ضد الحرية؟!

أم أننا نعجب من رفض بعض العبيد للحرية، عندما مُنحت لهم في السعودية عام 1962؟!

تلك هي "ظاهرة العصفور والقفص"، والشعوب التي سُجنت طويلاً، فأصبحت العبودية – بالنسبة لها - سجن الحرية، والحرية سجن العبودية."

ويقسم النابلسي كتابه إلى أربعة فصول .

ففي الفصل الأول المعنون بـ (الإسلام السياسي في “الربيع العربي”)، يتحدث النابلسي عن ديمقراطية الإسلام في "العدل والإحسان"، وعن طه حسين والديمقراطية، ويشرح لماذا الديمقراطية اليونانية، وما هو العدل والإحسان في الإسلام؟ ويقرر أن لا خير في النُظم إن لم تحقق العدل! ثم يشرح البون الشاسع بين الدين والسياسة، وماذا يجب على التيار الديني أن يفعل؟ ويقرر أن الإسلاميين المعتدلين هم مطلب اليوم. ثم يتساءل: ماذا يريد الحداثيون والليبراليون؟ ويتحدث عن حقيقة الدولة الدينية في النموذج "الحمساوي"! وماذا فعل الماركسيون بالإسلام. ويستحضر رؤية العقاد والشيخ أمين الخولي في الليبرالية والتجديد. ويشرح منهاج الشيخ الخولي في التجديد، وتجديد الإسلام، كما يراه "هرطيق" دمشق (صادق جلال العظم). ويتساءل النابلسي: هل جددت إيران "الخمينية" الإسلام؟ ويستعرض كتاب عالم الاجتماع العراقي المشهور سامي زبيدة "أنثربولوجيات الإسلام"، فيما يتعلق بإيران والإسلام السياسي، وثورة الخميني و"الإسلام السياسي". ويؤكد أن صناديق الاقتراع ليست الحرية!

وفي الفصل الثاني وتحت عنوان: (التيار الديني في "الربيع المصري")، يشرح النابلسي أسباب صعود التيار الديني/السياسي، وقصة "الإخوان" والخلافة، والصدام مع عبد الناصر، وسعي "الإخوان" الى السلطة، والبروز الكبير للتنظيمات السياسية/الدينية. ثم يعود للتاريخ ليشرح دور المماليك في صعود التيار الديني المصري، ومظاهر الظلام والتخلف في مصر المملوكية، والمصريون وقيم المماليك، والتراث الصوفي المملوكي المدمر. ويستعرض بعض ما جاء في كتاب الشيخ أحمد صبحي منصور عن المماليك في مصر. ثم يقرر النابلسي أن مصر بعد ثورة 25 يناير 2011- التي تعتبر حدثاً فريداً في التاريخ العربي- لقَّنت العرب درساً بليغاً. ثم يتحدث عن مستقبل الديمقراطية في "مصر الجديدة"! وأن كل ما ظهر في مصر كان متوقعاً! ويطالب المصريين والعرب عموماً بمنح التيار الديني الوقت الكافي. ويؤكد أن قوة التيار الديني من ضعف الليبراليين الذين ناموا في العسل. ويناشد المصريين بقوله: أيها المصريون: مهلاً وصبراً.

وفي الباب الثالث المعنون بـ (الدكتاتورية و"الربيع العربي")، يقدم لنا النابلسي تحليلاً نفسياً للدكتاتورية العربية! ويشرح نوعين للدكتاتورية العربية. ثم يشرح أمراض الدكتاتورية، وشرعية الدكتاتوريين الزائفة. وأدعياء الدكتاتورية، ويتساءل: ما الشرعية اليوم؟ ويرى أن عصابات إجرامية تحكم العرب اليوم! وأن العرب شعب مقهور ولكنه متعولم، تحكمه أنظمة قروسطية في الألفية الثالثة! فالشعب العربي داخل التاريخ، والأنظمة خارج التاريخ! ويقرر أن ثمن الديكتاتورية باهظ، ويستعرض أثمان الدكتاتوريات العربية في سوريا وليبيا واليمن. ويكشف النابلسي، في هذا الفصل، أن الثورة العربية تواجه مأزقاً حرجاً، ويتحدث عن أوهام وأحلام الثورات التي لم تتحقق. ثم ينتقل النابلسي للحديث عن الماوردي الذي يعتبره بمثابة مكيافيللي العرب. فيكتب عن مكيافيللي العرب، وتأسيس الفكر السياسي العربي، ووصايا الماوردي اليوم، ووصايا الماوردي الدستورية! ثم ينتقل ليتحدث عن الحداثة في الحياة العربية، فيرى النابلسي حاجة الحداثة إلى سلطان، ويتحدث عن الحداثة والتراث، ويؤكد أن كل أمة تصنع حداثتها، وأن لا حداثة بدون عدل، فالعدل في تداول السلطة، والعدل في الانتخابات، والعدل في عدم السرقة، والعدل في تغيير الدستور. ويقول في نهاية هذا الفصل: اعدلوا فذلك أقرب للحق.

وفي الفصل الأخير تحت عنوان: (طوطم الإرهاب في "الربيع العربي")، يتحدث النابلسي عن الإرهاب والعنف، وظاهرة طوطم الإرهاب، فلسفة عبادة الطوطم، ومعالجة ظاهرة الإرهاب، وفائدة قتل الطواطم!

وجاء الكتاب في 210 صفحة وهو الكتاب الثالث والستون (63) للنابلسي، وأهداه النابلسي الى " ذكرى شهداء الثورات العربية التي ستُنتج النظام العربي الجديد."

اجمالي القراءات 7150
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق