ألف فكرة وفكرة لتغيير الصور النمطية حول الإسلام في المناهج الدراسية الأوروبية

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٩ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصراوى


ألف فكرة وفكرة لتغيير الصور النمطية حول الإسلام في المناهج الدراسية الأوروبية

9/28/2010 9:29:53 PM

تزداد حدة الجدل الدائر حول كيفية التعايش بين الألمان والأقلية المسلمة، جدل اتخد أبعادا غير مسبوقة في سياق النقاشات التي أثارها كتاب "ألمانيا تلغي نفسها بنفسها" لصاحبه تيلو ساراتسين والذي تضمن أطروحات وصفها الكثيرون بالاستفزازية، ومِن المستغرَب أن نسبة عالية من المواطنين الألمان تعتقد أن مثل هذه الآراء صحيحة. لكن الخبراء يُرجِعون ردود فعل الشارع الألماني هذه إلى الصورة الخاطئة والناقصة التي تشكلت في الرأي العام الألماني عن المسلمين. صورة نمطية يحاول تغييرَها مشروعُ "ألف فكرة وفكرة" الذي يشرف عليه معهد "غيورغ إيكرت" الدولي لبحوث المناهج المدرسية في مدينة براونشفايغ الألمانية.

 

 

 

ضرورة تثقيف التلاميذ الأوربيين

 

منذ ثلاث سنوات يقوم مشروع "ألف فكرة وفكرة" بإعداد موادّ تعليمية مجانية عن الإسلام على الإنترنت للمعلمين الأوروبيين المهتمين بذلك. ويركز هذا الموقع الإلكتروني على عرض موضوعات في التاريخ والثقافة الإسلامية وعن الشباب والدين والعيش المشترك والرياضة في المجتمعات الإسلامية. ويهدف من ذلك أن تساعد هذه المعلومات على تقديم مادة تدريسية للمدارس الأوروبية تعرِض المسلمين وثقافتهم وتاريخهم من وجهة نظر مختلفة عن تلك الموجودة حالياً في الكتب المدرسية الأوروبية. وقد قام خبراء ومتخصصون بإعداد أكثر من 61 مادة تعليمية إلى الآن، تضم مواضيع متنوعة عن المسلمين يمكن استخدامها في الصفوف المدرسية الألمانية المختلفة. ولا تنطبق هذه المواد التعليمية على دروس الاجتماعيات والتاريخ فحسب، وإنما تتضمن أيضاً معلومات عن الموسيقى في العالم الإسلامي أيضاً. فبالنسبة لكثير من التلاميذ الأوروبيين يُعتبر وجود موسيقى الهيب هوب في أفغانستان مثلاً اكتشافاً مدهشاً، وهي مادة يمكن الاطلاع عليها على موقع "يوتيوب" ضمن فيلم في وحدة تعليمة لموقع "ألف فكرة وفكرة"، واسم هذا الدرس "موسيقى على طول طريق الحرير".

ويُستكمل الدرس من خلال نصوص تعليمية تساعد على تثقيف المعلمين الأوروبيين، خاصة الناطقين بالألمانية في ألمانيا وسويسرا والنمسا، حول جوانب قد لا يعرفونها عن المسلمين، وتعريف التلاميذ والشباب الأوروبيين بأن مشكلاتهم التي يواجهونها في الحياة اليومية هي ذاتها التي يعاني منها نظراؤهم في الجانب الآخر، كما تقول مديرة المشروع غردين يونكر والتي قالت بهذا الصدد "نريد من خلال المشروع توضيح أمور مهمة، منها مثلاً أنّ الفنانين الأوروبيين والمسلمين في مقدورهم التفاعل معاً وتبادل الخبرة، ومنها أيضاً أننا نريد توضيح نظام ومحتوى المناهج المدرسية في البلدان العربية للمعلمين لدينا، وأيضاً ماذا يتوقع الآباء والأمهات العرب من أبنائهم، ليتمكن معلمونا من استضافة التلاميذ القادمين من هذه البلدان ومن إفادتهم".

"المناهج الأوروبية تختزل التاريخ الإسلامي بالحروب الصليبية"

المعهد المشرف على الموقع الإلكتروني يعمل في جميع أنحاء أوروبا جنباً إلى جنب مع الجامعات وينظم حلقات دراسية لتدريب المعلمين من خلال موقع الانترنت الذي يُقدَّم باللغتين الألمانية والإنكليزية. ردود فعل المعلمين الأوروبيين ايجابية ، كما تقول غيردين يونكر، بل إن معظمهم مُمْتن لهذه المساعدة لأنهم يشعرون بالحاجة إلى اللحاق بالركب في هذا المجال، وتتابع "موضوع الإسلام في مجال التعليم الأوروبي مهمَل منذ القرن السابع عشر. إنه أمر يستحق الشجب والانتقاد. فمنذ ذلك الحين قرر مسيحيو أوروبا وضع حدود بينهم وبين الإسلام، مشددين على أن المسلمين لا ينتمون إلى بلدانهم. وكان كل ما يَرْوُونه لأجيالهم هو قصة انتشار الإسلام فقط، إلى جانب هجمات المسلمين على أوروبا بالإضافة إلى الحروب الصليبية وبأن الأوروبيين كان عليهم الدفاع عن أنفسهم".

وفي القرن التاسع عشر كانت تتضمن كتب التاريخ الأوروبية من ستين إلى سبعين صفحة عن الحروب الصليبية. وكان هذا يُقوِّي الحَمِيَّة القومية الأوروبية بل ويُنشئ شعوراً لدى الأوروبين بأنهم واقعين تحت تهديد الإسلام. لقد تم في الواقع حالياً تخفيض عدد هذه الصفحات لكن المحتوى بحد ذاته لم يتغير في المحصلة النهائية. بل وأدّت هجرة العمال المسلمين إلى أوروبا ومن ثم أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى إعادة تضخيم هذه المشاعر لدى الأوروبيتين، بما تضمنته هذه الأحداث من عناصر واقعية ملموسة.

نقاط الالتقاء أكثر من نقاط الخلاف

وتضيف عالمة الأديان يونكر"إذا قمنا بتصفح بضع صفحات المناهج المدرسية الأوروبية عن المسلمين فإننا سنجد أن الأمر كارثي. فلا يمكن للمرء الكتابة عن الآخرين بهذا الشكل، حتى وإن كان ما يُكتب صحيحا بالفعل، ثم إن هناك في المقابل الكثير من الحقائق الأخرى المشتركة بين المسلمين والأوروبيين، وهي أكثر بكثير. وهذا ما نريد أن نبرزه من خلال منبرنا التعليمي للمدارس الأوروبية".

وتتابع خبيرة الأديان أنه في غياب التناول الملائم لهذه المواضيع في الكتب المدرسية الأوروبية اليوم، فإن إطلاع التلاميذ حول هذه الموضوعات يمثل عبئاً كبيراً على المعلمين، وهكذا فإن هدف مشروعها هو مساعدتهم من خلال تزويدهم بالمواد التعليمية الملائمة. وتنفي وجود أية بيانات موثوق بها إلى الآن حول تقييم استفادة التلاميذ من هذا المشروع أو عن مدى نجاحه أو فشله، لكنها تؤكّد بأن المشروع يقوِّي التفاهم المتبادل والتلاحم بين التلاميذ الأوروبيين ونظرائهم من ذوي الخلفيات المسلمة، وذلك حين يدركون أن كِلا منهما قريب من الآخر رغم كل الاختلافات.

بيتر فيليب / علي المخلافي

اجمالي القراءات 3620
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عباس حمزة     في   الأربعاء ٢٩ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51614]

انا عندي احسن فكرة

ان يغير المسلمون سلوكياتهم وان يفيقوا من غفلتهم  وان يتوبوا من اساءتهم لدينهم  وان يحترموا مخالفيهم
ولكم مني السلام
حمزة

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more