سؤالان

الأربعاء ١٠ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : نعرف الصناعة وهى من مظاهر التقدم البشرى . فهل وردت فى القرآن الكريم بنفس المعنى ؟ السؤال الثانى : ما معنى حبط وأحبط ؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

( صنع ) ومشتقاتها من ألفاظ القرآن الكريم ، ونتتبعها كالآتى :

الصناعة الالهية : قال جل وعلا

1 ـ  فى خطاب مباشر لموسى عليه السلام : (  وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) طه) ، ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)  طه ). وهذا تكريم لموسى عليه السلام الذى كان جل وعلا يكلمه تكليما ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) النساء ). والصناعة هنا  بمعنى الخلق والإعداد .

2 ـ ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) النمل) الصناعة هنا بمعنى الخلق للجبال .

صناعة البشر بمعنى الصناعة المعروف لدينا .

قال جل وعلا

1 ـ عن صناعة نوح عليه السلام للسفينة :

1 / 1 :  ( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ اصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)المؤمنون ).

1 / 2 :  ( وَاصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) هود ). الصناعة هنا بتوجيه ووحى إلاهى ، إذ كانت آية . قال جل وعلا : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) العنكبوت ).

2 ـ ـ وبنفس التوجيه الالهى تعلم داود عليه السلام صناعة الدروع ، قال جل وعلا :( وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80) الأنبياء ).

3 ـ بلغ قوم عاد مرحلة فائقة فى البناء والتشييد ، ومنها بناء مصانع لتجديد السلالة البشرية . نفهم هذا من قوله جل وعلا عنهم : ( كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) الشعراء )

4 ـ ثم إشتهر فرعون موسى شأن الفراعنة ببناء المسلات : ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ (12) ص )، والعمائر الضخمة. وبعد غرق فرعون وقومه وجنده تم تدمير ما تركه من عمائر وصناعات ، لذا لا توجد آثار لهذا الفرعون مع شهرته . قال جل وعلا : ( وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الاعراف ).

5 ـ صناعة السحر فى عصر فرعون موسى . عن مباراة السحر بين موسى عليه السلام والسحرة وكيف إستطاعوا بمهارتهم فى فنّ السحر والخداع أن يؤثروا على موسى نفسه ، نقرأ قوله جل وعلا : ( قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) طه )

6 ـ  وبدون مصطلح الصناعة قال جل وعلا عن بعض الأمم السابقة : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) الفجر ).

صنع بمعنى ( عمل ) . وهو على ثلاثة أنواع ، والله جل وعلا عليم بما يصنعون :

بمعنى العمل خيرا أو شرا . قال جل وعلا :

1ـ ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) النور)

2 ـ ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)العنكبوت )  

بمعنى العمل السىء فقط . قال جل وعلا :

1 ـ ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) فاطر )

2 ـ ( وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمْ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) المائدة )

3 ـ ( وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) المائدة )

4 ـ ( وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) الرعد )

5 ـ ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104)الكهف )

6 ـ ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) النحل ).

بمعنى العمل الطيب الحسن .

قال جل وعلا : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) هود ) .

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ ندخل بهذا على إجابة السؤال الثانى عن ( الحبط ) أو تضييع ثمرة الأعمال الصالحة للكافرين يوم الدين . لا يخلو الكافرون من أعمال صالحة . منهم الذين لا يؤمنون بالآخرة ومستغرقون فى الدنيا ، ويؤمنون بالله جل وعلا وبشركاء معه ، ولكن يتبرعون لأعمال الخير . هؤلاء يعطيهم الله جل وعلا جزاء أعمالهم الخيرية فى الدنيا فقط ، ويحبط أو يضيع أجرهم فى الآخرة . أى حبط ما صنعوا فى الدنيا من أعمال صالحة وباطل ما كانوا يصنعون . وهذه مأساة يقع فيها ملايين البشر .

2 ـ وفى تصوير هذا الحبط لأعمالهم نقرأ قوله جل وعلا :

2 / 1 : ( كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ (167 ) البقرة ).

2 / 2 :  ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً (23)  الفرقان ).

2  /3 : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) النور )

2 / 4 . وجاء هذا تحذيرا لخاتم النبيين ومن سبقه من الأنبياء , قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65) بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ (66)  الزمر ).

ودائما صدق الله العظيم .!!



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1206
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4987
اجمالي القراءات : 53,573,907
تعليقات له : 5,333
تعليقات عليه : 14,632
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


الزانى والزانية: لماذا تقدمت ( الزان ية ) عن الزان ى فى قوله جل...

الاسلام واليهود: تحية عطرة سيدي على جهودك م المبذ ولة في...

هجوم علينا: استاذ أحمد, ذه سلسلة مقالا ت هجوم علي...

هل نملك جسدنا؟: نشرت فتاة تونسي ة صورته ا على الانت رنت ...

( ثاني عطفه ) : ما معنى ( ثاني عطفه ) ؟ هل هو من ( العطف ) بمعنى...

دين إرهابى : نعاني نحن الشيع ه في العرا ق من فتاوى...

مسألة ميراث: مات شخص ولديه 7 الف ولديه اربع خوات واخوي ن ...

غزوة أحد: لاز لت اتابع مقلات كم بكل اهتما م .. غير...

سؤالان : السؤ ال الأول : أنا شيعى متمسك بمذهب ى ...

يخرصون وخراصون: ما معنى الخرص فى قوله جل وعلا ( قتل الخرا صون ) و...

اللعان بالعدل: اود ان استفس ر عن الايا ت التال ية في سورة...

الدين الهامشى: رأيى انك جعلت الدين هامشى فى حياة الانس ان ....

مطلوب عريس : هل استطي ع ان اتعرف على احد من القرا نين بهدف...

عن الاعجاز الرقمى: أنا شاب جزائر ي معجب بالسو اد الأعظ م من...

البقرة 249: سؤالي . في الايه 249 من سورة البقر ة ( إلا من...

more