نبيل هلال Ýí 2011-12-12
إذا قيل إن الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب , صاح بعضهم بأنه ليس للشعب أن يحكم فالحاكمية لله , بتحريف متعمد لمعنى الحكم , فليس المقصود منه الحكومة والإدارة وإنما يراد بالحكم "القضاء" .ونسوا أن الديمقراطية هي أن يحكم الشعب نفسه بنفسه لصالح الشعب , كل الشعب وليس لطبقة دون أخرى فضلا عن أن تكون الطبقات المستفيدة هي طبقة الحاكم والنبلاء والكهنة والإقطاعيين , فالله لا يرضى أن يُحكم الناس لغير مصلحة الناس جميعا دون استثناء .
وانتصر الخليفة المستبد الأموي لأسرته الأموية , وحَّول الأمويون الإسلام إلى حلف عقائدي يجمع العرب ويخصهم بامتيازات دون الموالي , وذلك في مصادمة مباشرة ومبكرة لطبيعة الإسلام العالمية. وبعدهم الخلفاء العباسيون اعتمدوا على العنصر الفارسي ثم التركي دون العرب , وانتهى الأمر باعتماد الخليفة العثماني على الانكشارية وهم في الأصل غير مسلمين .
وبعد الفتنة الكبرى عاد ليترسخ المفهوم القبلي في صورة الانتصار للأسرة - الأموية وبعدها العباسية - وتراجع مفهوم الأمة بعد إرسائه أيام النبي والشيخين , إذ وقع الرعيل الأول في أسر ثقافة القبيلة والحكم القبلي والانتصار للعشيرة على حساب الدولة . فالنظام القبلي الحاكم استتر إلى حين وأخفى بعض معالمه التي لم تكن لتمكنه من السيطرة على إمبراطورية فاقت حدودها حكم القبيلة . وظل الحاكم في حقيقة الأمر هو شيخ القبيلة أو الأب الذي تُعتبر معارضته عقوقا وخروجا على الأصول الأخلاقية للقبيلة والأسرة . ولا يزال المفهوم القبلي هو السائد حتى الآن , إذ انتكس مفهوم الدولة - الجامعة لكل الأعراق والأجناس والألوان - التي جاء الإسلام ليضعها دون تمايز في إطار إنساني واحد , وحال المفهوم القبلي دون عالمية الإسلام الذي يحصل غير المسلم بمقتضاها على حقوق لا "يفرضها " له غير الإسلام .
ويقوم النظام النيابي على مسؤولية الحاكم وسلطة الأمة , وطوال تاريخنا الإسلامي- حُكم الخلافة - لم يكن الحاكم مسؤولا قط أمام شعبه "لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون" , ولم يكن للأمة أي سلطة إذ يفعل بها السلطان ما يشاء . وإذا كان الزنا بمعنى من المعاني هو استحلال الحرام والتمتع بدون وجه حق بما للغير مما لا يجوز حيازته والاستمتاع به , بهذا المعنى يكون الملوك المستبدون قد زنوا بالأمة كلها نساء ورجالا , وإذا كان اقتراف الفاحشة يثبت بشهادة أربعة شهود عدول فإن عبث المستبد بشرف الأمة لا تثبته شهادة الأمة بأسرها إذ سقط حقها في الدفاع عن عرضها وشرفها , ومشايخ السلطان جاهزون بفتاواهم لدرء الحدود عن ولى النعم . وظن مشايخ المنابر أنهم ينافحون عن الفضيلة بالدعوة إلى حظر الاختلاط , وتوعُّد من تتطيب بالعطر , إذ انحصر فهمهم للشرف على دائرة الجنس واشتهاء المرأة , ولم يعْنِهم في كثير أو قليل شرف الأمة بأسرها وقد أهدره الفرعون وجنوده على مرأى ومسمع من الكهنة .
شكرا أخي الكريم الأستاذ محمود مرسي على تعليقك الكريم
الأستاذ الفاضل / نبيل هلال
تحية طيبة وبعد
لقد تقضلت سيادتك بتحليل موضوعي ، وبم أننا كنا كشعب تابعين لهؤلاء الأئمة ، إذن فنحن مشاركون في هذه الخطيئة .
والسؤال : كيف ننتقل جميعا من هذا التردي ؟
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، فالأمر هنا يحتاج برامج لتهيئة المناخ لهذا التغيير ، وأعتقد أن هذا لن يأتي إلا بتغيير مفهومنا للدين ، وهذا يتطلب منهج علمي يثق فيه الجميع .
دمت بكل خير
تحيتي للأستاذ أحمد شعبان على ما جاء في تعليقه ,وأتفق معك تماما في أننا ضالعون في استخذائنا طوال تاريخنا كله تقريبا ,أما سؤالك عن كيفية الخروج من نفق التردي, فيسرنى أن أبعث لك برابطين لكتابين لي وفيهما جواب سؤالك .وشكرا لمرورك على مقالي-نبيل هلال :
http://www.4shared.com/file/GZId9Xdz/hilalhilal.html
http://www.4shared.com/document/Iz-bHJXX/____.html
القارئ في تاريخ المسلمين يجد أن النبي الكريم أقام اول دوله مدنية في المدينة ، لم تكن دولة دينية بالمعنى الذي يريده متأسلمين هذه الأيام فكان يعيش يعيش في الدولة المدنية التي أقيمت في المدينة يهود وغيرهم ، ثم جاء أبو بكر ، ليقول كلمته المشهورة :"إني قد وليت عليكم ولست بخيركم .. أطيعوني ما أطعت الله فيكم " انتى إذن الطاعة مشروطة بطاعة الله والالتزام بحقوق الأمة ، هكذا فهمنا الخطاب وهو واضح مع الأخذ بالعلم أن ما حدث في السقفية واختيار أبو بكر لم يكن لم تكن الطريقة المثالية في الاختيار ، ولكن لو نظرنا إلى خطبته وما جاء فيها من مبادئ ومقارنتها بما يقوله متاسلمي اليوم لعرفنا ان الهوة سحيقة . دمتم بخير والسلام عليكم
تحية طيبة للأخت عائشة حسين ,صدقت وأنصفت إذ قلت إن دولة المدينة كانت دولة مدنية بكل المعايير ,ففيها كُفلت حقوق سائر المواطنين بصرف النظر عن الدين أو العرق .ليتهم يعرفون ذلك ,لكن قد أعضل داء الجهل .
أخي العزيز الأستاذ / نبيل هلال
تحية طيبة وبعد
من خلال العنوانين أتساءل عن السبب في تكريس مبدأ الخلافة وكذلك الإمامة وأيضا الاستبداد .
إذ يجب علينا ليس الاكتفاء بالظواهر فحسب ، بل يجب اللجوء إلى معرفة مسببات المرض .
وأرجو أن يكون ذلك محور حوار يهدف إلى الإصلاح .
بوركت وبورك قلمك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - الأنوناكي- ج14
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - عربة حزقيال - ج13
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - سلالة الآلهة- ج12
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - هذا ما تقوله الأساطير - ج11
دعوة للتبرع
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول لدى تساؤل ات عن قوله...
القومية والوطنية: ماهى ( القوم ية ) وما الاخت لاف بينها وبين...
الطلاق قبل الدخول: تم عقد القرآ ن ، وحدثت مشاكل بيننا وفوجئ ت ...
البحر الأحمر فقير : البحر الأحم ر غنى بثروت ه السمك ية ...
more
الاستاذ / نبيل هلال... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بارك الله في مقالاتك الوجيزة التي تفهم ولا تلملم .
ومعك فهمنا أن الشرف عند الاسلاميون المتأسلمين من أبناء القبائل العرب وشويخها الذين تنكروا في صورة حكام وفراعين.. قد اختذلوا شرف الامة في دائرة الجنس واشتهاء النساء وايضا الفلمان ..فقد كان الخلفاء منهم من اشتهر بحب الغلمان بعد ان شبع من كل نساء الاراضي المفتوحة.
وعلم الفقهاء الشعب ان الشرف هو حبس النسا في الخيام.؟