تعليق: كتابك : البحث في مصادر التاريخ الديني دراسة عملية من أروع الكتب . | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: عن أَهْلَ الذِّكْرِ، وما تشابه منه > > { تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (8)[50] | تعليق: نعم ، ويا ما فعل بتلك القلوب ذلك العجل. | تعليق: شكرا لكم أستاذي يحي فوزي على التعليق. | تعليق: إن كتاب القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يؤمن به إلا المؤمنون المخلصون العبادة لله تعالى وحده، | تعليق: تعليق ( الجزء الثاني) | تعليق: تعليق (01) | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | خبر: السودان: البرهان ورئيس وزرائه في الخرطوم وكلفة إعادة إعمار البلاد تقدّر بـ700 مليار دولار | خبر: مصر: محكمة جنايات القاهرة تشطب اسم علاء عبد الفتاح من قائمة الكيانات الإرهابية | خبر: شبكات إجرامية تُشغّل متسوّلين أجانب في العراق | خبر: 6 أشهر على قانون العفو العام في العراق: مماطلة وبطء في التنفيذ | خبر: مصر: الحكم على 269 متهماً بـالإعدام في النصف الأول من 2025 | خبر: حسام بدراوي يحذر السيسي من تكرار أخطاء الماضي.. مصر تقترب من لحظة حرجة | خبر: تغير المناخ يفاقم أزمة الغذاء عالميا ويرفع تكاليف المعيشة | خبر: الكون يهتز.. رصد أضخم اندماج لثقبين أسودين نجميين بكتلة 225 شمسا | خبر: سد النهضة وتغيّر المناخ.. “عربي بوست” يتتبع بالبيانات كيف تواجه مياه مصر تهديداً مزدوجاً؟ | خبر: شركات الأدوية تطالب برفع أسعار 1000 صنف والصيدلي يتحمل الخسائر وحده | خبر: انتقادات حقوقية ضد مصر لتجاهلها توصيات أممية بشأن التمييز وانتهاكات حرية الدين | خبر: تشاؤم واسع يسود الأسر المغربية بشأن الأسعار والمعيشة والتشغيل | خبر: إضراب 30 سجيناً سياسياً عن الطعام في مصر... وتسريب رسائل صادمة | خبر: إيكونوميست: الهجمات الحوثية ضد السفن تعود من جديد وصعوبات في منعها | خبر: صندوق النقد ينتقد هيمنة الجيش على الاقتصاد المصري وتصاعد الديون |
هل جاء محمد ليكون مصلحا إجتماعيا؟

محمد خليفة Ýí 2011-11-22


القرآن المعجز 2 

 

هل جاء محمد (صلى الله عليه وسلم ) مصلحا اجتماعيا فقط  ؟؟

 

لن أتناول في حديثي هذا تعديد مناطق الإعجاز في القرآن الكريم ولا التدليل عليها ولا أهدف من كلماتي إلقاء الضوء على أي منها لكني في الحقيقة أود أن أشير إلى منطقة خاصة وبعيدة عن مناطق الإعجاز المباشر بل ستتوجه كلماتي إلى منطقة خارجية محيطة واقصد بها الظروف البيئية للمجتمع العربي قبل الإسلام ولن أطيل في وصف ما كان عليه هذا المجتمع من تشرذم وتفرق وتناحر وعصبية قبلية تحكمها أسباب القوة والمنعة كل على قدر طاقته وعدته وعدده.

 

في ظل هذا المجتمع الذي اقتضت تضاريسه القاسية من جبال صلدة، ورمال رابية، وعواصف ترابية، تزكم الأنوف والآذان والعيون، وصحاري جرداء، وبوادي صماء مما شكلت معظم مواصفات المرء إذا ما ولد في هذه الأجواء وتواجد في تلك الأنواء من قسوة في القلب، وخشونة التعامل، وصلف الحديث، وجلف المعاملة، وجلمدة الأحاسيس، فكان من أعرافهم قطع الطريق، وسبي النساء والأطفال، واستعباد الرجال ووأد البنات ومعاقرة الخمر ، والتطير، والإستقسام  بالأزلام  ، وغيرها من موبقات هاتيك العصور.

 

وكان من الطبيعي لتوازن هذا المجتمع وبقاءه كل هذه الأحقاب أن تكون هناك نقائض لذلك كله فكان إكرام الضيف، وحفظ الجوار، ونجدة الملهوف، وكان لابد من وجود إعلام ينشر تلك الفضائل ويدعو إليها فكان الشعر الجزل، والنثر الرفيع، وأسواق الكلمة ( عكاظ  ، ذي المجنة  ، مربد ، ..... وغيرها ) فقد كانت أمة العرب أمة جدلية تعشق الحوار وتتغنى به، وكانت لهم في ذلك معارك ثقافية لا تقل أهمية بحال عن معارك القتال.

 

في هذا المجتمع تعلو هامات فكر القوة، حيث تتصدرها ثقافة الفروسية بشقيها :

المادي            بممارسة فنون القتال وإتقان أدواته

والمعنوي        بتكريس سلوكيات الشهامة والمروءة والكرم والحنو على الضعيف (الأطفال، النساء، الشيوخ)

ومثل هذا المجتمع يفرز بطلا، فارسا، مغوارا وقد يكون زلق اللسان حلو الحديث أو يقرض الشعر أو يتحلى بكل

فضائل المروءة والشهامة والكرم.

لكنه لا ينتج فكرا، ولا يخلق ابتكارا يمكنه أن يغير من نفسه أو يعيد تنظيم مجتمعه إلى الأرقى وإلى الأفضل.

 

في هذا المجتمع نفسه جاء محمد صلوات الله وسلامه عليه رسولا من الله وهاديا ومبشرا ونذيرا بكتاب عربي مبين منزل من السماء، جاء دستورا شاملا ومفصلا لكل مناحي الحياة، جاء لينظم علاقة الإنسان بنفسه وبمن حوله ثم مع خالقه جاء معجزا في لفظه، معجزا في بيانه، معجزا في نظمه جاء ليغير ما  بنفس من نزل فيهم

كي يأذن الله بتغيرهم من شراذم متنافرة إلى قلوب متحدة واعدة

هنا تكمن المعجزة الحقيقية، ويتسامق الإعجاز.

ومن نافلة القول الإشارة إلى تهاوي إدعاءات المغالطين وكذب القائلين بأن محمد (صلى الله عليه وسلم) هو الذي قام بكتابة هذا القرآن من تلقاء نفسه وممن تلقاه من أحبار اليهود ورهبان النصارى ومن شراذم الحكائيين ومما يروون من الأقاصيص القديمة والأساطير المتواترة.

 

ونعود للتأكيد بأن المجتمع الذي ظهر به محمد (صلى الله عليه وسلم) - آن ظهر- لا يخلق مصلحا ولا ينتج مفكرا ولا يتمخض عن مرشد مجدد مستنير وكونه قد جاء بما جاء به يخرج به عن دائرة الألفة، وطبيعة التواجد، وبداهة الأسباب

 فلم يكن هذا الذي جاء من موجود هو محمد الإنسان القرشي،

 لكنه جاء بإيـــجاد من الله  فكان رسول الله ونبيه والذي جعله بشيرا ونذيرا ورحمة للعالمين

ومنطق الإيجاد والجعل من الله يقطع بنفي هذه المقولة الجائرة ويقضي عليها .

 

ويبقى أن نشير إلى أن نزوله - القرآن - منجما مفرقا كان لضرورة بناء الدولة، أي أن قراءته بترتيب نزوله يعلمنا كيفية بناء الحضارة، أما قراءته بترتيبه التوقيفي (الترتيب الذي عليه المصاحف) والذي أمر الله به كان ليبين أسلوب إدارة الدولة التي نشأت بالفعل واستمرار قراءتنا له بهذا الأسلوب سوف يدلنا دائما وأبدا إلى أسلم الطرق في إدارة الحضارة وتطويرها إلى أن يرث الأرض ومن عليها.

إن لم يكن في هذا إعجاز...بل كل الإعجاز

فكيف يكون الإعجاز إذن ؟

اجمالي القراءات 9450

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-11-20
مقالات منشورة : 103
اجمالي القراءات : 1,763,255
تعليقات له : 5
تعليقات عليه : 107
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt