حوار بين عزرائيل و .. الرئيس حسني مبارك!

محمد عبد المجيد Ýí 2010-01-03


 
 
 أوسلو في 3 يناير 2010
كان الرئيسُ مبارك جالساً علىَ أريكةٍ مُريحةٍ، وقد بدا مُرْهَقاً يَغلبه النُعاسُ لثوانٍ، ثم يستيقظ فجأة كأنه يخشىَ أنْ تكون تلك الشهقة الأخيرة.
وبعد الغفلة الخامسة ظهَرَ أمام ناظريه مَلَكُ المَوّتِ علىَ مسافةٍ تبدو كأنها بَرْزَخٌ يفصل الحياتيّن في عدة أمتار بطولِ الغرفةِ الأنيقة التي يتوسطها تلفزيون حديثٌ تطلُ مِن شاشته مُذيعَةٌ بلهاءُ جاءَ أمْرُ تعيينها مِن خالها القريبِ مِن صانع القرار!
انتفض الرئيسُ وكاد يسقط صريعاً من الخوف، فابتسم عزرائيل وقال له: جئتك، سيدي الرئيس، لأتحاور معك، لا لأقبض روحك، فالحيّ القيوم لم يأذن لي بعْدُ بقبضها.
مبارك: خِلتُكَ وجدتَ عملا مع المعارضة المصرية، أو مررت على الدكتور محمد البرادعي فأسَرَّ إليك ببعض أمنياته، أو أنك تنهي ولايتي الخامسة قبل موعدها المُحَدّدّْ بأقل من عامين!
عزرائيل: أردت فقط أن أتأكد منك شخصياً إنْ كان الموت يخيفك، ومشهدُ يومِ الحساب يدلف بين ألفينة والأخرى إلى مخيلتك فيستيقظ ضميرك للحظات قصيرة، ولو كانت طرفة عين!
مبارك: تقصد توبتي قبل زيارتك الحقيقية لقبض روحي، أليس كذلك؟
يا سيدي عزرائيل، لو وقف كل حفاري القبور أمام القصر ومعهم نعوش وأكفان، وحَلّقَ البوم فوق رؤوسهم، واستيقظت ضمائر طغاة الأرض فإن مشاعري المتجمدة، وقلبي الأكثر قسوة من صخور الدنيا كلها، وضميري الذي مات مع صعودي عرش مصر، ستظل كلها معادية للمصريين، وكارهة لأبناء أرض الكنانة، ولو كنت أنت على مبعدة دقائق معدودة من ارسالي إلى القبر الموحش والمظلم فإنني أتلذذ، وأستمتع، وأسعد بشقاء المصريين، وأقرأ تقارير عن عذاباتهم يشيب لها شعر الجنين، وأعرف عن حالات من الانتهاك والاغتصاب والحرق والسلخ والقمع، ومع ذلك فإنهم لثلاثة عقود لم يثوروا، ولم يغضبوا، ولم بعترضوا، وهم يخشونني أكثر من خشيتهم الله، عز وجل.
عزرائيل: لقد رأيت طغاة كُثراً، وعرفت قوتهم وضعفهم، واستمعت لنبضات قلوبهم وهي تخفت، وتضعف قبل أن أنهي مهمتي التي أولاني إياها ربُ العزة، لكنني لم أرَ طاغية على شاكلتك!
معظم الطغاة لهم مع القبضة الحديدية إيجابيات يظنون أنها تشفع لهم، فستالين الذي قتل ستة ملايين من أبناء شعبه هو باعث النهضة السوفييتية، وهو الأب الروحي لصمود الشعب السوفييتي والجيش الأحمر أمام جحافل الرايخ الثالث. وماوتسي تونج صانع الصين الحديثة رغم فظائع نظام حكمه، وزين العابدين بن علي تحولت تونس في عهده إلى وطن في سجن، لكن النهضة الاقتصادية والسياحية حققت تقدما ملموساً رغم أن كرامة المواطن التونسي تراجعت إلى عصر العبودية. ومحمد رضا بهلوي قام بصناعة السافاك، وجعل اقتصاد بلده النفطي في أيدي صانع القرار الأمريكي، لكنه بنىَ قوة ضاربة في الخليج، وحققت إيران في أيامه ما لم تحققه دول المنطقة مجتمعة، والقائمة تطول .....
أما أنت فليست لك إيجابية واحدة منذ أنْ توَليّت الحُكم لأكثر من ثمانية وعشرين عاماً!
تراجعت مصر بفضل كراهيتك لشعبها في كل المجالات، وبدا أنَّ هناك عهدا بينك وبين خصومها على أن تجعلها، قبل أن أقبض روحك، الأخيرة في كل شيء.
مبارك: كل الدلائل تشير إلىَ عبثية حكمي، وأنا لا أخشى اللهَ أو الموتَ أو يومَ الحساب أو حتى ضميرا يقظاً يأتيني ليلاً أو نهاراَ!
المصريون قادرون على تبرير كل جرائمي، وكل مصري من النوبة إلى الثغر يمكنه أن يقصّ عليك ما يجعل الحجرَ يذوب حُزنا وهَمّاَ وكَمداً، وأي إنسان وضع الله في جمجمته ذرة عقل لا تراها العين المجردة كان ينبغي أن يصبح في مقدمة المناهضين لحُكمي.
أنا أتحالف مع الإسرائيليين ضد الفلسطينيين، وضد جيش العبور، وأهين جيشنا الذي شاهد جنرالاته طائرات الدولة العبرية تخترق سماء مصر، وتدك مواقع الفلسطينيين.
وأنا أعطي أوامرَ بالقبضِ علىَ فلسطيني يهرب من القصف الإسرائيلي ويظن أنه يلجأ إلى رحمة أشقائه المصريين.
وأنا أبني جداراً فولاذياً أشدّ قوة ومَنَعة من الجدار الإسرائيلي الذي يفصل أهل فلسطين عن وطنهم.
وأنا صانع الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط، وأحتقر المصريين كما لم يحتقرهم أيّ فرعون منذ بناة الأهرام، ولا أستجيب لصراخِهم، وعويلهم، واستجدائهم حتى أنني أتلذذ بوجود آلاف من الأبرياء خلف القضبان في سجون مظلمة، وأشعر بغبطة عندما أتخيل أولادهم وزوجاتهم وأحبابهم وقد أبيضت أعينهم من الحزن والبكاء عليهم.
قرأت آلافَ التقارير في الصحف المصرية والعربية والغربية ومنظمات حقوق الإنسان وزاد شبقي ونهَمي لأجعل من مصر سَلخانة، ولولا خشيتي من الرأي العام الدولي لأمرت زبانيتي بإبادة المصريين لأستريح منهم، ولعلك تعلم، سيدي عزرائيل، أن ثلث ميزانية الدولة تذهب لأكثر من مليون رجل أمن يقومون بحمايتي من هؤلاء الأوغاد الذين أستخف بهم فيطيعونني.
وأنا نجحت في جعل مصر تقوم بتسليم الريادة إلى دول لم تكن تساوي قرية أو نجعاً أو أحدَ أحياءِ القاهرة القديمة.
وأنا صنعت المصريَّ المتخاذلَ، والخائف، والمرتشي، والجاهلَ،  والفهلوي، والبلطجي، وعدوَ الثقافة، والمتحالف مع الأمن ضد أمه وأبيه وأصدقاء عمره.
وأنا قضيت علىَ كل محاولات الإنقلاب ضدي، وأقوم دائما بتغيير مواقع الجنرلات، وأراقب تحركاتهم وأحاديثهم وزياراتهم العائلية، وأسعى لأنْ أقرأ طموحاتهم وأحلامَهم.
وأنا أكره أجهزة الاستخبارات الوطنية التي لا يزال المصريون يحبونها، ويقدّسون أفرادَها، وتدمع أعينهم من بطولاتها، لذا فقد جعلتُ رئيسَها وسيطا بين القاتل والقتيل في فلسطين، وجعلتها مكشوفة أمام الموساد، فأنا في حماية تل أبيب وواشنطون.
وأنا أكافيء كل من يَسرق أو ينهب أو يفشل أو يعذب مصريا، حتى أنني منحت أوسمة لثلاثة ضباط شرطة متهمين بتعذيب المصريين، وعندما خرج وزيرُ الإسكان السابق من الوزارة بعشرات التهم الموثقة، أعطيته منصبا لائقا به، وراتبا مغريا.
أعمالي كلها تشهد بأنني عدو المصريين الأول، لكنهم لسذاجتهم، وعبطهم، وجبنهم، وخشيتهم على لقمة عيش من فتات أصدقاء ابني يبررون كوارث ومصائب وفواجع وطن يكاد يغرق في السموم والأوبئة والأمراض والجوع والتسول والعشوائيات وسكن المقابر.
عزرائيل: لستَ في حاجة لأنْ تسرد على مسامعي جرائمك، فسيذكرك تاريخ مصر لقرون طويلة قادمة.
لقد تعَرّتْ مصرُ عندما أعطيت التوجيهات لإعلام أنس الفقي أنْ يستعرض عضلاته، وألسنة مُذيعيه، وغباء الرياضيين، وحماقة الفنانين، فرَدّ عليك الآخرون،ونشروا غسيل بلدك على العالم، فصغرت مصر في أيام معدودات لتصبح مثلَ كرة قدم شراب بين أقدام صِبْيَة لا تعرف إنْ كانوا يمررونها أو يدوسون عليها!
لم أرَ في كل الطغاة الذي قبضت أرواحَهم زعيماً أكثر وقاحة منك وهو يفتخر بنظام تعليم يدفع من بطون الجامعة إلى الوطن جهلة وأنصاف أميين، ويفتخر بوسائل إعلام يخجل منها المصريون في داخل وخارج مصر، ويعتز بالفاشلين من الوزراء، ويحمي اللصوص وناهبي الثروات، ويفسح المجالَ لثقافة الفهلوة.
مبارك: قل كلَّ ما تعرف، لكنني باقٍ فوق رؤوس المصريين، وسعادتي في تعاستهم، وثمانون مليونا منهم لو أوجعهم الحزنُ على بلدهم وزفروا زفرة واحدة لهربت أنا وأسرتي وكلاب قصري على أول طائرة تتوجه بنا إلى تل أبيب أو واشنطون أو في خيمة يبنيها لنا رسول الصحراء على مشارف بنغازي.
لقد صنعتُ المصري المُحَصَّن للاستجابة لدعوات الثورة ضد الظلم.
أقسم لك بأنني أستطيع الآن أنْ أجعل مصرَ كلها تخرج، وتضع رقابها تحت قدمي ابني جمال لو أنني سلطت عليهم حمقى الشاشة الصغيرة أو أمرت رؤوس الأزهر الشريف والكنيسة القبطية بالكذب على الله تعالى، والادعاء أن السماء تبارك الدماء، وأن محمداً والمسيح، عليهما السلام، لو كانا في مصر لأعطيا صوتيهما لابني جمال!
لست أنا فقط الذي يلهب ظهور المصريين، لكنهم هم الذين يُعَرَّون ظهورَهم وأقفيتهم لكرباجي!
هل عرفت شعبا واحدا في العالم تكون قوانين الطواريء هي القاعدة التي تحكمه، ولم يعش يوما واحدا في ظل الحرية والأمن والدستور الطبيعي والقوانين غير الاستثنائية؟
إذا هاجمني واحدٌ من الأحرار تصدى له سبعون من العبيد، وإذا تفوّه الدكتور البرادعي، الذي كان يمثل للمصريين رمزا للفخر، بكلمةٍ واحدة عن ترَشحّه على استحياء نهشت كلابي لحمَه وشرفه وتاريخه قبل أنْ يعود إلىَ أرض الوطن.
لا تقل لي، سيدي عزرائيل، بأنهم لا يعرفون، وأنهم لم يشاهدونني أدَمّر بلدَهم، فكلهم، من قضاة ومحامين وإعلاميين ورجال دين إسلامي ومسيحي، وأكاديميين، ومثقفين، وجنرالات في الجيش، وضباط أشراف في الشرطة والمخابرات، ومفكرين، وأدباء، وشعراء، وقيادات طلابية، وعاطلين عن العمل، ومرضى، وأهالي المعتقلين الأبرياء، وستة ملايين مصري في الخارج، كانوا شهود زور، ووقفوا في صف الشيطان، ويقدمون مئة تبرير لخوفهم، وصمتهم، ورعشة رُكبِهم، واصطكاك أسنانهم.
إنهم واقفون وقد فغروا أفواههم في مزاد بيع وطنهم، وكل منهم على استعداد لتبرير موقفه المتخاذل، وأيضا على استعداد لأن يشهد اللهَ على ما في قلبه وهو ألدّ الخِصام.
عزرائيل: لو نزل غضبُ الله على شعب فإنَّ أبناءَ مصر سيكون لهم النصيب الأكبر من هذا الغضب!
لقد كرّمهم اللهُ فرفضوا الكرامة، وأغناهم فأفقرتهم فأطاعوك!
السماءُ غاضبة على جيش العبور وعلى جنرالاته وعلى الأحرار والشرفاء وكل من يستطيع في موقعه أن يناهض حُكمك الفاشي والإرهابي ولم يفعل.
مبارك: هل صحيح أن صلوات المصريين في مساجدهم وكنائسهم لا يقبلها الله؟
عزرائيل: إنها مشروطة بالدفاع عن الحق والعدل والخير والوطن، ومشروط بمقاومة الفساد والظلم والذل، ومشروطة بكراهية العنصرية والطائفية، ومشروط بحب الجار وابن الوطن المختلف دينيا ومذهبيا وعقيديا وطائفيا.
صلوات المصريين الذين يعرفون جرائمك، ثم يصمتون أو يبررونها، أو يجدون لها أعذاراً، هي صلوات باطلة لأنها جمعت الدين مع الظلم، والعبادة مع الفساد، والدعاءَ مع الغش، وتكدست المساجد والكنائس رياءً ونفاقا وخوفا، فتمكنت أنت وكلاب قصرك من تدمير وطن، وتخريب أمة.
مبارك: لو بعث الله كل أنبيائه مرة أخرى ونصحوني لما استمعت إليهم!
إنني أهش على غنمي، أعني شعبي فيطيعونني قبل أن يرتد إلىَّ طرفي.
الموت، سيدي عزرائيل، لا يخيفيني، ولعله تناهى إلى سمعك تصريح صفوت الشريف وهو يؤكد للمصريين أنني، في الثالثة والثمانين من عمري عام 2011، مُرَشَّح الرئاسة، ولو ترشح أحدهم أمامي فسألقنه درساً تلقى مثله أيمن نور.
عزرائيل: لكنني عائدٌ إليك في الشهقة الأخيرة، وحينئذ لن ينفعك ندم أو بكاء!
مبارك ضاحكاً: وحتى تأتيني في زيارتك الأخيرة فإنني ساجعل مصر مُكبلة بمعاهدات ظالمة، ومحاطة بجدار فولاذي، ومثقلة بديون إلى يوم الدين، ومرهقة، وتعبة، ومُسَمَّمة من مياه النيل، وعطشى وهو يجري فيها، ولن أتركها قبل أن يصبح كل مصري مريضا أو سجينا أو معاقا أو متسولا أو نائما على الرصيف حيث لا مكان له في العشوائيات أو المقابر.
دعني أهمس في أذنك بكلمة سر، سيدي عزرائيل، وأقول لك بأنني في حماية أمريكا وإسرائيل، والجيش الذي تتحدث عنه لا يتحرك جندي من ثكنته إلا ويبلغني بذلك أصدقائي في تل أبيب، ويحميني الذين يطلق المصريون عليهم أشراف الوطن في أمن الدولة والجيش والمخابرات، ويحميني القلم الذي يأكل منه الصحفيون حراما، وتحميني قلوب ترتجف خوفا ورعبا.
عزرائيل: كل ديكتاتور قال من قبل هذا الكلام، ثم تبين للناس أنه نمر من ورق، ولو عرف الذين يتحاورون الآن في الاطاحة بك أن عرشك أوهن من بيت العنكبوت لعجلوا في البيان رقم واحد.
وإن غدا لناظره لقريب.
 

 

اجمالي القراءات 18880

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٤ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44657]

أصفق إعجابا بقلمك الرائع أستاذ محمد عبد المجيد

جرأتك فى الحق ، لا يعدلها إلا قوتك فى الحجة ، ولا مثيل لقوتك فى الحجة إلا بلاغتك وفصاحتك وتمكنك من لغتك العربية . المحتوى ممتاز ، و الشكل اللغوى ممتاز.


والاعجاب بما تكتبه يزداد..!


كل عام وأنت بخير يا طائرالحرية الذى يغرد بعيدا وحيدا فى الشمال ، يحمل فى قلبه محنة الوطن،   مستمتعا بنقاء الجو بعيدا عن تلوث الوطن.


2   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الثلاثاء ٠٥ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44669]

شكر لأستاذنا الدكتور أحمد صبحي منصور

أخي الحبيب الدكتور أحمد صبحي منصور،


وأنت وأسرتك الكريمة وقلمك وأفكارك بألف خير.


أمْا أنني مستمتع في الشمال بنقاء الجو فتعاكسه في المتعة برودة شديدة قد تصل في عطلة نهاية الأسبوع، وفقا لمصلحة الأرصاد الجوية، إلى 30 تحت الصفر!


شكرا جزيلا، استاذنا الكبير، على تلك الكلمات الوسامية التي أتشرف بها، وتسعد قلمي، وتتراقص منها طرياً حروف لغتي، وتبتهج لها ضادي.


أنا فعلا في حالة هيام وعشق وصبابة مع لغة أهل الجنة، وما يغضبني شيء على الشبكة العنكبوتية أكثر من غضبي على المولعين باهانة لغتنا، فلسان الذي يكتبون به خربشاتهم أعجمي ولو بدا للبعض كأن له صلة بالدُرِّ الذي في أحشاء البحر كامن!


وأما قول الحق، فأنت أستاذنا بدون منازع، ولو كنتُ أنا مقصّرا في حقك الإنترنيتي عليّ، فتأكد أنني واحد في مقدمة المعجبين بقلمك وشجاعتك وفكرك وتفسيرات لقرآن تقرأه على الناس على مكث و .. وبعقل مستنير.


وتقبل محبتي الخالصة.


محمد عبد المجيد


طائر الشمال


أوسلو   النرويج


3   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الثلاثاء ٠٥ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44672]

متى تلين القلوب

استاذنا محمد عبدالمجيد  لكم تتمنى من القائمين على حكم مصر بالحديد والنار أن تلين قلوبهم  على الشعب المسكين كما لان الحديد بالنار ولكن لن تلين قلوبهم لأنه قد (ران على قلوبهم ) فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب المهين , أنت تدع فلا يستجاب لدعائك وكما قال ربنا ( إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا)  فأين هؤلاء ممن يفتدون مصرا فعلا ( مصر التي في خاطرى وفي دمي أفتديها بكل روحي ودمي) هذا هو المصرى وياريتك استاذنا الفاضل تدعو فعلا المصرى والذي ارتوى فعلا بماء النيل قبل أن يلوث  . ومع ذلك فلكم نتمنى أن يصحو الضمير للحظة سوف تتغير على أثر ذلك وجه المعمورة وسيعد هذا بمثابة جميل في الأعناق لن ينسى  . فما هو الأفضل  ياسيدي ؟ أن أعمل لبلدي وأبناء بلدي، أو ضد رفعة شأن بلدي ، ومايتمناه أبناء بلدي . وننتقل إلى الشأن الفلسطيني .. وطول عمرنا بننتقل للشأن الفلسطيني.


4   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الأربعاء ٠٦ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44696]

كلام منسق وواقعي بالفعل

 الأستاذ المحترم و المهموم دائماً بقضايا بلده / محمد عبد المجيد كلامك منسق وواقعي بالفعل ولا يجد صاحب بصر وبصيرة يمكن أن ينكره اللهم  إلا من يضحكون على أنفسهم وتغسل أدمغتهم ليل نهار وباستمرار بالأعمال البطولية التي قام بها في الماضي وأنه يضحي من أجلنا جميعاً ولكننا غير مقدرين لهذه التضحيات .ولكن ماذا نقول لهؤلاء وما الذي يمكن فعله معهم ؟؟؟


حفظك الله من كل سوء، ودمت بكل خير


5   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الخميس ٠٧ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44738]

الشرف في الصدق وفي الوقوف ضد الطغاة والمستبد.

طائر الشمال المهاجر منذ ثلاثين عاماً يحلق في سماء الحرية والفكر ، ولغته بليغة فصيحة رغم كل هذه السنين العديدة ، وبعيداً عن منشأ هذه اللغة العربية الرصينة ، ولا أدري كيف احتفظت بهذه الرصانة اللغوية طوال هذه الأعوام ، ربما تخبرنا في مقال خاص عن هذه المعادلة الصعبة. وتعلم أبناء العربية كيف لهم أن يفهموا مفردات لغتهم العربية لغة القرآن الكريم ، لأنهم لو فهموا بعض مفرداتها الأساسية كالحرية والعدالة والمساواة ، ووعوها وتشربوها لما خنعوا للمستبدين الطغاة من الحكام والملوك والرؤساء العرب.


أخبرهم أيها الطائر المحلق في سماء الحرية كيف أن مفردات لغتهم تتضمن مفاهيم نصرة المظلوم والوقوف في وجه المستبد ، وأن هذا هو الجهاد السلمى والعصيان المدني ضد الطغاة.


وأن الشرف لا يختزل في " الدفاع عن الأنثى" بل الشرف كل الشرف في الصدق والصمود ضد الطغاة والمستبدين وعدم التماس الأعذار لتبرير الظلم .


6   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الخميس ٠٧ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44749]

أخي الأستاذ أيمن عباس والحيرة بين التأثير في الزعيم أو الشعب

أخي العزيز الأستاذ أيمن عباس،


قد نوجه حديثنا للزعيم لكي يغضب الشعب، وقد يكون الحديث موجها لقوى الشعب لكي يتحرك الغاضبون من ثكناتهم العسكرية، لكنني لم أقل بأن المستبد يهتز لحفنة من المقالات تهز الجبال هزا.


إن هناك دائما مستشاري السوء الذي يعيدون صياغة كلمات التمرد، ويجعلونها في مصلحة الذي يطعمهم ويحميهم.


لا تنس، أخي العزيز، بأن الطغاة يعتبرون الكتابة عبثا، ثم هناك القبضة الأمنية التي تجعل المستبد مطمئناً لتحجيم وتقزيم مناهضيه.


أما الشأن الفسطيني فهو شأن عربي رغم أنف ( البيت بيتك) والاتصال الهاتفي من علاء مبارك، والكفر بالعروبة تَقَرُّب إلى السلطة فقط.


الفلسطينيون يخسرون معركتهم عندما تتراجع مصر، وبقدر مساحة الحرية والوطنية في القصر الجهوري بالقاهرة يقترب الفلسطينيون من النصر.


شكرا جزيلا، أخي العزيز الأستاذ أيمن عباس، على اهتمامك الكريم بكتاباتي، والله يرعاك.


 


محمد عبد المجيد


طائر الشمال


أوسلو  النرويج


الآن 19 درجة تحت الصفر!


 


7   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الخميس ٠٧ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44766]

البصر والبصيرة في أحلام الأخت نورا الحسيني

الأخت العزيزة نورا الحسيني،


البحث عن الذي وصفتيه بأنه صاحب بصر وبصيرة أمر في غاية الصعوبة حيث تكدست الشبكة العنكبوتية بالتكفيريين الذين لا يرى أي منهم أبعد من أرنبة أنفه.


وأنقل إليك رسالة قام أحدهم بتوزيعها عن طريق جروب ردا على مقالي أعلاه، ولك، أختي العزيزة، أن تتخيلي صاحب البصر والبصيرة!


السلام عليكم ياإخواني المسلمون والسلام لغيرالمسلمين لمن اتبع الهدىونتمنى من مجموعةالكاتب العربي ألاينشر مثل هذه المقالات السيئة التي لاتجوز في شريعتنا الإسلاميه ، لأنها تسيء لمقام الملائكة الكرام . فإن كان الكاتب مسلما جاهلا فليتب إلىالله ويعتذرللقراء . وأما إن كان مكابراأو جاحدا فلابارك الله في قلمه وجعل مايكتبه وبالا عليه وحسرة وجازاه بما يستحق


mrslwmstqbl@gmail.com


الأخت نورا الحسيني،


مشكلتنا في كمية الكراهية التي نستنشقها مع الهواء، ونرضعها مع حليب أمهاتنا، وتنفخ فيها الطائفية والعنصرية والاستعلاء.


مشكلتنا أننا قضاة في تعاملاتنا اليومية، وأننا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعضه و .. وببعضنا!


مشكلتنا أننا في زمن لم تعد الكلمة تؤثر في عقولنا ونفوسنا وعواطفنا، ويمر العربي والمسلم على كارثة فيبحث عن أصغر ما فيها ليربطه بالدين.


عندما نشرت مقالا عن السجون والمعتقلات والتعذيب والمهانة والاعتقال العشوائي والاختفاء القسري، أرسل لي أحدهم ، منذ ثلاثة أعوام تقريبا، معقبا على المقال: لقد بلغني أنك قلت بأن ملك الموت هو عزرائيل في مقالك المذكور، وليست هناك أدلة، لذا وجب التنويه، وعليك بتصحيح كتاباتك!


وأنا أشك أن صاحبنا قرأ المقال، وربما لا يعرف الفارق بين الألف وكوز الذرة!


نحن، الأخت العزيزة نورا الحسيني، نحتاج لعقد من الزمان لاحصاء مشاكلنا قبل أن نبدأ في وضوع حلول لها.


مع تحياتي القلبية.


 


محمد عبد المجيد


طائر الشمال


أوسلو   النرويج


 


8   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الإثنين ١١ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44847]

الأستاذ محمود مرسي ولغتنا العربية

أخي العزيز الأستاذ محمود مرسي,


شكرا على اقتراحك لي بكتابة مقال عن اللغة العربية في الغربة، وعن الاحتفاظ بها، ونقلها إلى الأولاد، والاستمتاع بها ولو كان الكتابُ طلاسم وألغازاً فلسفية في نظرية النسبية!


لقد وفقني الله مع أولادي فهم يحبون اللغة حباً شديدا، فابنتي الكبرى درست حتى الثانوية العامة بلغتها الأم، النرويجية، في أوسلو ، والجامعة في الاسكندرية بالعربية والانجليزية، والاسبانية في غرناطة، والماجستير في الترجمة بجامعة مترو بوليتان بالعاصمة البريطانية، وهي تعمل في لندن مترجمة من الانجليزية والاسبانية إلى النرويجية، ويمكنها أيضا أن تترجم، بصفة غير رسمية، من الفرنسية والعربية.


ومجدي حصل على بكالوريوس فلسفة في جامعة أوسلو، لكنه درس أيضا في الجامعة اللغة العربية، ودرس الاسبانية في كوستاريكا، فضلا عن الانجليزية والفرنسية.


عندما كانت ابنتي في الاسابيع الأولى من عمرها قالت لي والدتها النرويجية، زوجتي السابقة، بأن لا فائدة من الحديث إليها بالعربية لأنها لا تزال صغيرة، فقلت لها بأن اللغة ليست حروفا ومفردات، لكنها نغمة، وصوت الأب، وارتباطات شرطية مع كل ما حولها من موسيقى ورائحة وحياة أسرية .. الخ


ونجحت التجربة بفضل الله، متمنيا أن تكون أسهل مع ناصر الذي سيكمل عامه الحادي عشر، ويسمع العربية كثيرا من والدته المصرية.


تفاصيل التجربة لأكثر من ثلاثين عاما تحتاج فعلا إلى مقال، لكنني أخشى أن ينحو للنرجسية والحديث عن الذات، لذا فهو مؤجل إلى حين.


نعم، أخي العزيز الأستاذ محمود مرسي، ففي لغتنا كل أسباب الثورة والحربة والتسامح ، وما يميز اللغة العربية هو وفاؤها، فإن أحببتها منحتك من كنوزها الكثير، وفتحت لك مغارة علي بابا تنهل منها ما تشاء، وإن عشقتها غراما واحتراما وتقديرا، وجعلتها لا تخرج من بين شفتيك إلا عبر لسان عربي مبين، فإنها لا تبخل عليك بمفردات قبل أن تستدعيها، وتستبدل لك واحدة مكان أخرى لتساعدك على تنسيق الضاد مع الفكرة، وتخفي عنك ألفاظا لم تكن تليق ببيانك.


ولغتنا العربية لا تغضب منك إن أعدت صياغتها مرات و .. مرات، وتبتسم لك إذا صنعت منها جملا جديدة، كما فعل مصطفى صادق الرافعي عندما أهدى حبيبته كلمة ( أما قبل ) بدلا من ( أما بعد )، فهو أول من استخدمها.


تحياتي لك ومحبتي


محمد عبد المجيد


طائر الشمال


أوسلو   النرويج


9   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الإثنين ١١ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44851]

ليس هذا من فراغ .

طائر الشمال الأستاذ الكبير محمد عبد المجيد أسعدني جداً ردك المفصل على مداخلتي على مقالكم المركز والبليغ ، والذي كما أمتعنا بأسلوب بنائه الفكري ، أسعدنا بأسلوبه الدبي الذي يرقى إلى مرتبة الأدب .


وهذا ليس من فراغ ، بل نتيجة حب للغة وعزيمة لا تلين في مواصلة الارتقاء بها وتوريثها للأبناء حفظهم الله ووفقهم لما فيه سعادتهم وتفوقهم .

اما من ناحية طلب مقال منكم لشرح وبيان كيفية حفاظك على هذا التفوق اللغوي في بلاد المهجر ، فليس هذا من النرجسية في شيء ، وإنما هو من قبيل الوقوف على تجربتك الذتية أنتم وأسرتكم الكريمة ، لكي يفيد منه كل طالب علم مغترب في مجال اللغة العربية والفكر الحر، لكي يصل إلى ما يرنو إليه في مشواره الفكرى والتنويري.


حفظكم الله ورعاكم والسلام عليكم ورحمة الله

 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 6,180,569
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway