رمضان عبد الرحمن Ýí 2009-04-23
شرع القرآن وشرع طالبان
في البداية لا أحد يكره أو يعارض أن تطبق الشريعة الإسلامية في أي مكان أو زمان، ولكن قبل أن نخوض في هذا الموضوع يجب أن نعلم ما هو الإسلام الحقيقي:
أولاً: أن يؤمن كل مسلم اعتقد واعتنق الإسلام أن حرية الاعتقاد مكفولة لجميع الناس مسلمين أكانوا أم غير ذلك من الله العلي القدير، بقوله تعالى:
((وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً)) سورة الكهف آية 29.
أي ليس لأحد فضل على أحد في الهداية، وهذا ما بينه كلام الله عز وجل في قرآنه الذي لا يأتيه الباطل، يقول تعالى:
((..... وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ .........)) سورة الأعراف آية 43.
ثانياً: حتى تطبق أي جماعة أو دولة شرع الله المنصوص عليه في القرآن لا بد وقبل كل شيء أن يكون المجتمع في هذه الدول قائم على التكافل والمساواة والحقوق في كل شيء لكي لا يكون هناك عذر إذا تجاوز إنسان وسرق أو زنى أو شهد شهادة زور فيطبق عليه شرع الله كما أنزل، وهذه الأحكام يلتزم بها المسلمين الذين يؤمنون بأن الدولة تكون قائمة على العدل ولكن إذا انشقت جماعة أو حزب عن الدولة كما يحدث في باكستان والصومال وأفغانستان ودول كثيرة من الدول الإسلامية التي يوجد فيها بعض الجماعات الذين يجبرون الضعفاء والفقراء على إطاعة المتسلطين عليهم بقوة السلاح، تحت حجج نحن نريد تطبيق الشريعة.
أي شريعة هذه التي يتحدث عنها هؤلاء؟.. أي شريعة تقول أنك تهدد الناس بالقتل والقهر والذل والجوع حتى يخضعوا، ألا يرى معي المستنيرين من المسلمين أن تلك الأفعال لا تمت لشرع الله بشيء، بل بالعكس أن هذا يشوه في صورة الإسلام والمسلمين، وكان من باب أولى أن تسعى هذه الجماعات وأن تسخر كل هذا المجهود الذي ذهب هباءً في الدفاع عن الفقراء وعن الذين يموتون من الجوع والأمراض في هذه الدول ثم بعد ذلك يتحدثون عن تطبيق الشريعة كما يقولون، أي تحرير الناس من الاستبداد والاستعباد وهذا يجب أن يكون في الدرجة الأولى، كما فعل الرسول من قبل حين قام بتحرير الضعفاء والفقراء الذين كانت تنتهك حقوقهم الإنسانية والمعيشية ولم يلزمهم بتطبيق الشريعة الإسلامية عن طريق قتل النساء والأطفال وخطف الأبرياء كرهائن حتى يلتزموا بدين الله، الذي يأمر بالرحمة والإحسان والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد، حتى لا ينهار هذا المجتمع.
لقد حقق الرسول كل ما هو سامي تجاه الإنسانية في دولة الإسلام الأولى، وبين المسلمين وغيرهم حتى أصبح الرسول رمزاً للبشرية جمعاء إلى أن أتى عصر التشدد والجهل وأصحاب الأنفس المريضة والذي بسببهم أصبح الإسلام ورسول الإسلام متهمين بالإرهاب في نظر الذين لا يعلمون شيئاً عن سماحة ورحمة الإسلام الحقيقية، هذا ما حققته جميع الحركات والجماعات التي خرجت عن شرع القرآن محملين الدين أوزارهم، ومن الخطأ الفادح عند هؤلاء المتشددين أن ما يقومون به من أفعال وأعمال الإسلام والمسلمين بريئون منه ويجب على الدول الإسلامية أن توظف آلية لكشف حقائق هؤلاء وتعريتهم أمام العالم، حتى نثبت أن هذا التشدد ليس له علاقة بالإسلام ولا بالمسلمين ولا رسول المسلمين.
رمضان عبد الرحمن علي
الشكر للأستاذ رمضان على هذا المقال السهل الممتنع ، ونتمنى أن يكمل المشوار بمقالاته التي تدافع عن الإسلام ..
الجنسية بين بلاد الغرب المسيحية وبلاد الشرق الإسلامية
الأوبرا المصرية وعبد الرحمن وسحاب
فلسطين وبني إسرائيل بين السلفية والصهيونية
دعوة للتبرع
قتال الملائكة : هل قاتلت الملا ئكة مع المسل مين فى ( بدر ) ؟...
لحم الخنزير من تانى : فكسون ا العظا م لحما) ( او كالذي مر على قرية...
علاقات بريئة : كنت قد قرأت لك جوابا لسؤال سالك اياه احد...
الجاهلية: ما معنى الجاه لية ، وهل لها صلة بالجه ل ؟ أم...
العالم سبيط النيلى : لطالم ا اذهلت ني بحوث نصر حامد ابو زيد ومحمد...
more
الأستاذ رمضان وجهة نظرك في تحقيق العدالة والاهتمام بالفقراء اولا قبل اجبارهم على تطبيق الشرعة هي وجهة نظر تستحق الاحترام والتقدير فيجب على دعاة تطبيق الشرعة في جميل الدول الاسلامية الاهتمام بالفقر والفقراء أولا وتوفير حياة كريمة لهؤلاء الفقراء تليق بالانسان بدلا من أن يفرضوا عليهم دين من صنع وتأليف البشر تحت دعوى تطبيق الشريعة ، وكما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام حين أسس أول دولة مدنية في الإسلام خلص الناس من الاستعباد والظلم وساد العدل والرحمة والمسالواة بين الناس وأصبح الدين حرية بالاختيار لا بالاجبار في حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام فأين هؤلاء المتششددون من رسول الله ومن دين الله حفظنا الله وإياكم وبارك الله فيكم وفي قلمكم