رمضان عبد الرحمن Ýí 2009-03-07
الأقربون أولى بالمعروف
من المتعارف عليه أنه لا أحد يختار لنفسه عدد أفراد أسرته، من أخوة بنين أو بنات، وغالباً ما تكون حياة الطفولة هي الوحيدة في تاريخ الإنسان التي تمر بإخلاص، حيث ترى الأخوة وهم في سن الطفولة ليس بينهم أي حواجز أو مفارقات في عمر لا يعرفون فيه الحلال من الحرام، ومع ذلك وبتلقائية يشعر كل طفل للآخر بأنه مهتم به ويخاف عليه من أي شيء، وهذا يحدث لجميع الأطفال في دول العالم مع اختلاف أديانهم ومذاهبهم المختلفة، ولا أحد يشكك في إخلاص هذه الفترة عند البشر جميعاً أما بعد أن تمر ويكبر الإنسان ويعلم ما هو الحلال من الحرام ويفرق بينهم، مع الأسف الشديد تجد الكثير من الأخوة يختلفون على أتفه الأسباب، والبعض يأكلون حقوق بعضهم البعض في الميراث وخلافه من حقوق، والبعض يتعالى على أخوته وأسرته لسبب أنه وصل إلى مركز علمي ما أو لأنه أصبح يملك من الأموال ما لا أحد يملكه من أخوته، فيميز نفسه عليهم فيصبح هناك فجوات تجعل الأخوة يعادون بعض ويستعرون من بعض، وهم أخوة من نفس الأب والأم، ثم ترى النقيض بين الأخوة من يقول إنني لي صاحب مخلص لي وأنا مخلص له أكثر من أخوتي، مع العلم أن من يفعل ذلك هو يكذب على نفسه، وكان من باب أولى أن يكون هذا الإخلاص لأقرب الناس له، ولكن بما أنه فقد إحساس الإخلاص مع نفسه ومع أقرب الأقربين إليه يتحدث بهذا الكلام.
مع العلم أيضاً أن أي فرد وصل إلى أي مركز علمي أو أصبح ميسور الحال كان ذلك على حساب أهله وليس على حساب أصحابه، فمن هنا أقول لكل من يجحد تجاه أهله أن يعيد النظر وأن الأقربون أولى بالمعروف بالدرجة الأولى في كل شيء، كما قال المولى عز وجل: ((كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ)) سورة البقرة آية 180.
وسوف أشرح لكم موقف حدث مع اثنين من الأخوة الذين جحدوا بكل المثل الإنسانية، وبالرغم من أنهم من الفقراء المعدمين أصلاً، وكلاهما قائمين في منزل واحد، ولكن منفصلين في المعيشة، حتى أن لكل شخص من هؤلاء خزان مياه مستقل به، فذهب أحدهم في يوم من الأيام ليشتري سيارة مياه ثم بعد أن امتلأ الخزان الخاص به قام وأفرغ باقي السيارة في الشارع حتى لا ينتفع أخيه هو وأولاده من الماء الذي قام بدفع ثمنه أصلاً، فتأثرت من هذا الموقف وقلت هل هؤلاء أخوة أم أعداء؟!..
ثم أن الله يقول ويبين لنا جميعاً:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) سورة التغابن آية 14.
أي أن العداء من الممكن أن يأتي من الأبناء قبل أن يأتي من الأخوة، وأن أي إنسان إذا تعثرت به الظروف أعتقد دون خجل أو مقدمات لا يفكر إلا في أحد من أخوته قبل أبناءه الذين هم من صلبه، وأن ما يقال إلى الأخ أو الأخت لا يقال للأبناء وخاصة إذا تعرض الإنسان لأي محنة، ولهذا أذكر وأقول أن الأقربون أولى بالمعروف.
رمضان عبد الرحمن علي
الجنسية بين بلاد الغرب المسيحية وبلاد الشرق الإسلامية
الأوبرا المصرية وعبد الرحمن وسحاب
فلسطين وبني إسرائيل بين السلفية والصهيونية
دعوة للتبرع
الشهداء / الأشهاد: وَلِي َعْلَ مَ اللَّ هُ الَّذ ِينَ ...
أمل فى المستقبل: فى كتابك ( شاهد على بضعة أشهر من حُكم السيس ى )...
كيف اتصرف مع أبى ؟: ابى تجاوز السبع ين ، عانلن ا طول حياتن ا ...
عن النشر فى الموقع: لماذا لا تسمحو ن باختل اف الرأى فى موقعك م ...
التداوى مطلوب : اعلم ان المرض من الله ولكن ما رايك فيمن يجري...
more
أحسنت يا أستاذ رمضان ، على هذا المقال الفلسفي ، وخاصة ما قلته بخصوص ، حقوق الأهل في ما يحققه الشخص من نجاح ، في الواقع أخي رمضان فإن ما يحققه الشخص من نجاح يشترك معه مجتمعه ،وبالتالي فإن ما يحققه من نجاح يكون لمجتمعه نصب فيه ، وهذا ما يتضح من فعل عظماء مثل بيل جيتس والذي يتبرع بمعظم دخله لبلده والعالم كله بلا أي تحيز ..