مفهوم الكفر في الإسلام
كلمة "كفر" كما وردت في العديد من المعاجم العربية ومنها "لسان العرب" لابن منظور تعني "غطّى"، فتقول كفَرَ الشيءَ أي غطّاه، كفرَ الليلُ بظلامه أي غطى نورَ النهار وحجبه ومن ثم يقال ليل كافر، وكفر الفلاحُ الحبَ، ومنه قيل للزرّاع الكفار، وبهذا المعنى جاء قوله تعالى: "كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ " (الحديد 57: 20). كما أن "الكفر" يستخدم بمعني جحود النعمة وعدم شكرها كما جاء في القرآن الكريم "وبنعمة الله هم يكفرون" (&Cmp;quot; (النحل 16: 72). والمعنى اللغوي هذا يتفق مع الذين حكم الله عليهم بالكفر من أهل الكتاب وهم الأحبار والرهبان الذين كانوا يعلمون بأن نبياً سيأتي من بعد عيسى (ص) ولكنهم كفروا أي غطوا هذه الحقيقة وحجبوها، ومن ثم ينصب معنى الآيات التي تحكم بكفر من قال "إن الله هو المسيح ابن مريم" (المائدة 5: 17) أو قال "إن الله ثالث ثلاثة" (المائدة 5: 73) فقط على تلك الفئة التي ادعت ذلك رغم علمها بحقيقة المسيح، وبناءً على ذلك تطور معنى الكفر ليصبح نقيض الإيمان.
بلوغ الدعوة شرط للحكم بالكفر
لا يجوز الحكم بالكفر إلا على من وصلته الدعوة نقية خالصة قولاً وعملاً، ولابد من التفريق بين من كان يعلم حقيقة الرسول محمد (ص) في التوراة من اليهود ثم كفر هذه الحقيقة وحجبها، وكذلك من كان يعرف حقيقته من النصارى ويعلم أن عيسى عبد الله ورسوله وأنه بشّر بمحمد (ص) ثم أنكر هذه الحقيقة فهو الذي يحكم عليه بالكفر، بينما لا يسري هذا الحكم على من قال بذلك عن جهل نتيجة توارث هذه المقولات.
تعريف الكفر
ومن هنا يمكن تعريف الكفر بأنه إنكار شخص ما للدين الإسلامي جحوداً وعناداً رغم ظهور الحق له بكل السبل المقنعة، بمعنى أنه لابد أن تصله صورة نقية صحيحة مشوِّقة عن الإسلام فإذا رفضها حينها تعمداً واستكباراً فهو كافر؛ ولذلك يربط القرآن الكريم في آيات كثيرة بين الحكم بالكفر وبلوغ الدعوة ومعرفة الحق والهدى فيقول تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ" (محمد 47: 32)؛ حيث جعل الله تعالى بيان الهداية شرطاً للحكم بالكفر كما أن المشاققة ومعاداة النبي مشروطتان ببيان الهدى فإذا لم يتبين فالمشاققة متوقعة ومنطقية، ولابد من التفكر في اختيار لفظ "الهُدَى" الذي يعني انشراح الصدر والطمأنينة لدعوة ما، وليس فقط مجرد سماعها أو القراءة العابرة عنها و"الهُدَى" يتضمن الاقتناع والإعجاب بالدين حتى يرى السامع فيه نوراً وهدى أي أن المقصود وصول دعوة لغير المسلم واضحة جلية مشوقة تصل به إلى الاهتداء. ولا يجب أن نتصور أنه على كل غير مسلم أن يسلم بمجرد سماعة كلمة الإسلام أو بعض آيات قرآنية أو مشاهدته لبعض مناسك إسلامية كالحج مثلا على فرض أن ما يسمعه إيجابياً فما بالنا إذا كان غالبية ما يسمعه ويراه ويعايشه يعطي أبشع صورة عن الإسلام. فهي إذن مسئوليتنا نحن المسلمين أن نثبت للعالم بالفعل قبل القول أن ديننا دين سلام ومحبة ونظافة وانضباط وصدق وعدالة ويكرم الإنسان ولا يفرق بين الرجل المرأة إلى آخر تلك الشبهات المثارة حول الإسلام.
وفي هذا الصدد يساوي الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه (فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة) بين من لم تصلهم رسالة الإسلام أصلا وبين من وصلتهم صورة مشوهة عنه وعن نبيه فكلاهما معذور، كما يعتبر محمد الغزالي في (مع الله، دراسات في الدعوة والدعاة) من وصلته صورة محرفة ومنفرة عن الإسلام بالجاهل الذي لا يدري حقيقة الدين وهو معذور قياساً على قوله تعالى "ذلك بأنهم قوم لا يعلمون" (التوبة 9: 6)، وأرى أن من كفر بالإسلام تأثراً بالصورة السيئة التي وصلته عنه يٌعد كافراً فقط بهذه الصورة لا كافراً بحقيقة الإسلام التي لم تصله أصلاً، كما يجب التفريق بين اليهود والنصارى من منظور فهمهم للألوهية حيث أن اليهود لا يقولون بالتثليث.
من هم أهل الفترة؟
مصطلح أهل الفترة يدل على أولئك الناس الذين عاشوا مابين رسالتي المسيح ومحمد عليهما الصلاة والسلام ولم يتسنى لهم أن يتبعوا أحداً من الأنبياء وهم غير مطالبين بتكليف شرعي لغياب الرسالات عنهم وهم على أرجح أقوال العلماء في الجنة لأنهم مؤمنون بالفطرة بوجود الخالق عز وجل. وهنا سؤال يطرح نفسه: هل يوجد في عصرنا هذا عصر السرعة حيث الاتصالات عبر الانترنيت والفضائيات من يمكن مقارنتهم بأهل الفترة؟ الجواب نعم وألف نعم! لدى الكثير من غير المسلمين اليوم ألف مبرر كي لا يعتنقوا الإسلام كدين؛ فهم يرفضون ممارسة الكنيسة ورجال الدين فيها، وفي ذات الوقت ليس لديهم البديل المقنع. هنالك الملايين من أمثال هؤلاء في عالمنا المعاصر، إنهم يسمعون عن الإسلام والمسلمين من خلال وسائل الإعلام المتوفرة لديهم، يسمعون عن عمليات انتحارية وقتل الأبرياء وحرق المساجد والمعابد وقتل من هم من أهل الكتاب على الهوية بل وقتل المسلمين أيضاً وخطف الناس ومن على شاشات التلفاز يرون المتطرفين والإرهابيين وهم يقطعون رؤوس الأبرياء بدم بارد باسم الإسلام وهم يرددون "الله وأكبر" حتى كره هؤلاء الذين هم من أهل الفترة اليوم سماع عبارة "الله اكبر" لأنها خلقت لديهم وعياً بأنها لا تستخدم إلا في قتل الأبرياء. أليس كل هؤلاء من أهل الفترة؟ من هو المسؤول عن وجود أهل الفترة في هذا الزمان؟ إنه نحن! وماذا فعلنا بتراث وثقافة ورثناهما عن السلف دون التفريق بين الديني والسياسي وبين الغث والسمين حتى صرنا إلى ما نحن فيه الآن!! فهل يمكننا أن نتحدث عن رسالة الحب والرحمة؟ ومن سيصدق ذلك عندما يرى أفعالنا وواقعنا في مجمله؟ يا أهل القرآن ليس أمامنا إلا خيار واحد وهو أن نخلق في نظرتنا للآخر ثقافة إسلامية بمرجعية الرحمة والحب والحكمة والموعظة الحسنة.
نظرة الإسلام للكفار
تنقسم نظرة الإسلام للكفار إلى شقين، نظرة دنيوية وأخرى أخروية: النظرة الدنيوية تتعلق بكيفية التعامل معهم والأخروية تتعلق بحالهم يوم القيامة من حيث العذاب وعدمه. وهناك آيات قرآنية تتحدث عن عذاب الكفار وهنا يجب التفريق بين الكفر ابتداءً والكفر ردة. فالكفر ردة أمره إلى الله وعذابه صريح فقط يوم القيامة ومختلف على عقابه في الدنيا. أما الكفر ابتداءً فلا بد من النظر إلى حال هؤلاء الكفار من حيث وصول الإسلام إليهم، بمعنى أنه لابد أن تصلهم صورة نقية صحيحة مشوقة عن الإسلام كما بينا سالفاً، فإذا رفضوه حينها تعمداً واستكباراً فهم كفار ويدخلون في التساؤل التالي وهو كيفية التعامل مع الكفار. أما إذا وصلتهم صورة مشوهَة مُنفِّرة من الإسلام وأتباعه وهو غالب الحال اليوم فمن الطبيعي أن يرفضوا هذا الطرح ثم لا يجوز أن نسميهم كفاراَ.
معاملة أهل الكفر
من المسلمين من يتصور أن الإيمان الديني ملازم للتعصب لا يفارقه؛ لأن المؤمن بدينة يعتقد أنه على الحق، وما عداه على الباطل، وأن إيمانه هو سبيل النجاة، وأن من لم يؤمن بكتابه المنزل، وبنبيه المرسل، فهو ذاهب إلى الجحيم، ولا تنفعه أعمال الخير التي قدمها في الدنيا. مثل هذه التصورات عن الآخر تنشئ الكراهية والعداوة بين الناس وكثيراً ما تؤدي إلى حروب دموية بين الطوائف والشعوب المختلفة دينياً وهو ما سجله التاريخ سواء بين المسلمين والنصارى أو بين الطوائف والمذاهب الدينية داخل الدين الواحد، كما بين الكاثوليك والبروتستانت وكذلك السنة والشيعة. وأرى أن حل هذه المشكلة يتمثل في نشر ثقافة قبول الأخر، ثقافة التسامح لا التعصب، والتعارف لا التناكر، والحب لا الكراهية، والحوار لا الصدام، والرفق لا العنف، والرحمة لا القسوة، والسلام لا الحرب. ولابد أن تقوم هذه الثقافة على ركائز أوجزها العلامة يوسف القرضاوي في مقال له بعنوان " ثقافة التسامح عند المسلمين" فيما يلي:
. إقرار التعددية
أي إقرار ظاهرة التعددية أو التنوع وأنها ظاهرة طبيعية وسُنّة كونية؛ فمع الإيمان بوحدانية الخالق لابد من الإيمان بتعددية الخلق في مجالات شتى مثل التعددية العرقية التي أقرها الله تعالى بقوله "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" (الحجرات 49 :13)، والتعددية اللغوية: "وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ "(الروم 30: 22)، والأهم التعددية الدينية: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (يونس 10: 99)، وهناك التعددية المذهبية والفكرية داخل الدين الواحد لأن الله أنزل الدين نصوصاً قابلة لتعدد الرؤى والاجتهادات، ولو شاء أن يجمع الناس على رأي واحد وعلى مذهب واحد، لجعل الدين كله قائماَ على نصوص قطعية الثبوت، قطعية الدلالة ،فلا مجال فيها لاختلاف.
2. حساب المختلفين إلى يوم القيامة
إن حساب المختلفين في دياناتهم ومذاهبهم واتجاهاتهم الدينية والأخلاقية التي نشئوا عليها ليس إلينا، ولكن إلى الله وحده وليس في هذه الدنيا، ولكن في الدار الآخرة، يوم القيامة. وهذا ما أكده القرآن في مواضع شتى منها: " اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (الحج 22: 69). كما يعدد القرآن أصحاب الديانات المختلفة من كتابيين ووثنيين وغيرهم ويبين لنا أن الله هو الذي يفصل بينهم يوم القيامة: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (الحج 22: 17). وهذا التصور من شأنه أن يخفف من النظرة السوداوية للآخرين مهما يكن اعتقاد المتديّن ونظرته إلى نفسه ونظرته إلى غيره؛ فكل متدين يؤمن أنه هو المهتدي وغيره هو الضال وهو المبصر وغيره هو الأعمى ولكن حساب ذلك إلى الله.
3
. اعتبار البشرية كلها أسرة واحدة
الإسلام ينظر إلى البشرية كلها أيا كانت أجناسها وألوانها ولغاتها وأقاليمها وطبقاتها بوصفها أسرة واحدة، تنتمي من جهة الخلق إلى رب واحد، ومن جهة النسب إلى أب واحد، وهذا ما نادى به القرآن كل الناس دون النظر إلى أي فوارق في اللون أو العرق أو الدين، فقال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً" (النساء 4: 1)
4. تكريم الإنسان لإنسانيته وحدها
أي تكريم الإنسان من حيث هو إنسان، بغض النظر عن لون بشرته أو لون عينيه، أو صبغة شعره، أو شكل أنفه أو وجهه، أو بالنظر إلى لغته أو إقليمه الذي يعيش فيه، أو عرقه الذي ينتمي إليه، أو طبقته الاجتماعية التي ينتسب – أو ينسبه الناس- إليها، أو حتى دينه الذي يعتنقه ويؤمن به. وذلك أن أساس التكريم في نظر القرآن هو الآدمية ذاتها، كما قال تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً" (الإسراء 17: 70)
5. البر والقسط للمسالمين من غير المسلمين
إقرار التعامل بالبر والقسط مع المسالمين من غير المسلمين وهناك آيتان جديرتان أن تكونا دستوراً جامعاً في هذا الشأن: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (الممتحنة 60: 8 ،9)، حيث يأمر الله تعالى المسلمين بالبر والقسط مع من يسالم المسلمين ولا يعتدي عليهم، والبر لا يدل على التسامح فقط، بل يتعداه إلى المودة والتعاطف والمساعدة حيث يستخدم هذا المصطلح في السياق الإسلامي غالباَ في الإشارة إلى علاقة الابن بوالديه.
6. الدعوة إلى الحوار بالتي هي أحسن
الدعوة إلى حوار المخالفين بالحسنى تنفيذا لقوله تعالى: "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (النحل :125)، ولابد من التفكر في حكمة اختيار أفعل التفضيل "أحسن" وصفا لأسلوب المجادلة المنشود؛ فأفعل التفضيل يدل على اشتراك اثنين في صفة ما وزيادة أحدهما على الأخر، بمعنى أنه لا يكفى المجادلة بطريقة حسنة بل لابد من البحث عن طريقة أحسن.
وختاماً أرى أنه من الضرورة الإشارة إلى قضية أظنها في منتهى الخطورة، وهي:
• مفهوم دار الحرب (دار الكفر) ودار الإسلام
من المفاهيم التي أعيد إحياؤها في هذا الزمان دون النظر إلى السياق التاريخي لظهورها مفهوم دار الحرب ودار الإسلام، وفي هذا الصدد يقوم البعض بترديد مقولات لعلماء كثيرين أُسيء فهمهم ويُقرؤون بطريقة انتقائية فضلاً عن نزعهم من السياق التاريخي، من هؤلاء العلماء ابن القيم الذي اتخذ في كتابه "أحكام أهل الذمة" موقفا متشدداً من غير المسلمين تأثراً بظروف عصره حيث سقطت بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية على يد المغول مما كان يمثل خطرا على بقاء الإسلام من الأساس، وهنا نستطيع أن نفهم توسع ابن القيم في إطلاق مفهوم "دار الحرب" التي هي أيضاً "دار الكفر" على كل البلاد التي لا تدين بالإسلام. لكن المؤسف أن المرددين لهذه الآراء ينسون شروطا وضعها أبو حنيفة وغيره لابد من توفرها قبل أن نسمي بلدا ما دار كفر أو حرب، من هذه الشروط أن لا يبقى فيها مسلم آمن بإيمانه ولا ذمي آمن بأمانه، ولا يكون بين المسلمين وبينها عهد، فلو انتفا هذان الشرطان لا يصبح هذا البد دار حرب. وانطلاقاً من أن ميثاق الأمم المتحدة قد ادخل العالم كله في دار العهد فلا وجود اليوم لدار الحرب، كما أن بلاد الغرب قد انتفى عنها الشرط الأول أيضاً حيث يعيش فيها أكثر من 25 مليون مسلم يمارس جميعهم حياته ويؤدي شعائر دينه في حرية تامة في ظل احترام دساتير هذه البلاد وقوانينها. وهنا علينا أن نعلم أن الجهاد شُرع للدفاع ولتبليغ الدعوة إلى البلاد التي رفض حكامها سماع أي شيء عن الإسلام ومنعوا شعوبهم من سماعه، أما الآن فسبل الدعوة ميسرة بطرق سلمية تغني عن الحروب التي هي في ذاتها مكروهة في الإسلام من الأساس: " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَك" (البقرة 2: 216) أي أن القتال وسيلة استثنائية لأوضاع معينة، وله ظروف وحالات وسياق معين، والأصل في علاقة الإسلام بغير المسلمين هو السلام لا الحرب؛ فعلى السلام والمحبة يقوم الدين وبدونهما لا يُقبل أي دين.
اجمالي القراءات
100485
مما لاشك فيه ان العديد من المسلمين خصوصا النوع المسلم بالاسم فقط فهم بحاجة الي وعي ديني و فهم الدين علي حق حيث في هذه الفترة مع انتشار القنوات الفضائية ذات المسمي الديني و التي تستخدم الدين ضد الدين و الكثير من الشيوخ اتباع الشيخ هع الذين يتاجرون بدين الله سبحانة وتعالي فنحن نلتمس العزر للعديد من المسلمين حيث يصل لهم الدين بشكل خاطئ و محرف تماما فهم بحاجة الي وعي ديني و للنوع الاخر بحاجة الي رفع مستوي الوعي الديني لديهم