محمد البرقاوي Ýí 2008-04-29
بسم الله الرحمان الرحيم.
السلام عليكم.
في البداية أشكر الأستاذ فوزي فراج على طريقته الجميلة لفهم القرآن الكريم في سلسلته ( تساؤلات من القرآن لأهل القرآن ) ة قد استحسنت فكرته لأنها تدعو جميع عقول أهل القرآن للتدبر و الإجابة على كل ما استعصى على السائل فهمه. لن تكون مقالتي مجموعة تساؤلات و لكنها مجرد سؤال واحد و الله وحده المعين على تتبع خطوات الحق المبين.
- يقول الله تعالى في سورة الذاريات ( وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَ¤َٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) ). ففهمنا من تلك الآيتان أن الله تعالى اختصّ فئتين معينتين من خلقه هما الإنس و الجن بنوع واحد من التكليف و اتباع الرسالات السماوية كما قال الله تعالى في سورة الأحقاف ( وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِىَ وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29) قَالُواْ يٰقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَـٰباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِىۤ إِلَى ٱلْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30) ) و في سورة الجن أيضا ( قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوۤاْ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانَاً عَجَباً * يَهْدِىۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَـئَامَنَّا بِهِ وَلَن نُّشرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَداً * وَأَنَّهُ تَعَـٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَـٰحِبَةً وَلاَ وَلَداً ).
و لكن لما نلاحظ الآيات المتحدثة عن العبادات و ضرب الأمثال نجدها ترد دائما في شكل حوار أو خطاب للفظ البشر و أعطي أمثلة على ذلك
يقول الله تعالى في سورة البقرة ( شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىۤ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) )
يقول الله تعالى في سورة آل عمران ( فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ (97) ) الخطاب هنا مقصور على الناس فقط.
يقول الله تعالى في سورة الحشر ( لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَـٰشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلأَْمْثَـٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون (21) ) فحسب فهمي الآيات التي ضربها الله تعالى في قرآنه الكريم كانت موجهة للناس و لم يذكر فيها الجن.
أخيرا و ليس آخرا يقول الله تعالى متحدثا عن حاجة عباده إليه و حاثا إياهم على التقوى ( يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ – فاطر -21 ).
و الذي لم أفهمه هل أن عبادة الجن تخنلف عن عبادة الإنس لأن العبادة في القرآن الكريم كانت موجهة للإنس فقط أم أن عبادة الجن تدخل في سياق قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَْرْضِ وَٱلطَّيْرُ صَآفَّـٰتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ – النور -41 ).
و أرجو من الإخوة الأفاضل أن يعينوني بتدبر القرآن الكريم لتعليمي ما لم أعلم فلعل هنالك آيات بينات تجيب عن تساؤلي و لم أنتبه إليها جيدا لقصر فهمي و لكم مني كل التحيات.
اشكرك على هذه التساؤلات القرآنية ،وهي ايضا نتممة لما بدا به الأخ فوزي فراج مشكورا . وتعليقي اني موافق على ماجاء في تحليل الأخ الدكتور عمر.... وأضيف فقط أن الجن على ما يبدوا بتكوينهم الذي خلقوا فيه لهم القدرة على سماعنا والتأثر بما عندنا،لكن العكس على ما يبدوا غير صحيح رغم تأكيد البعض أنهم رأوا الجن.... الله اعلم ...وكون العبادة بمفهومها العام لاتعني فقط الطقوس من صلاة وصوم وحج ، فالعمل الصالح عبادة ، لهذا وقد يكون المقصود والمشترك بيننا ويبنهم العمل الصالح ...لأنهم أيضا سيقفون امام الخالق للحساب والله أعلم
السلام عليكم.
أشكر أخي الفاضل دكتور حسن أحمد عمر و والدنا الغالي زهير قوطرش على اهتمامهما بالمقالة و التفضل بالإجتهاد و التعليق عليها. في الحقيقة أتذكر أن الدكتور أحمد صبحي أو ربما زميل آخر قال أن الشيطان كان من جنس الملائكة أي كلاهما خلق من نار و ليس من نور كما تعلمنا من التراث و أظن كذلك أن صاحب الرأي وعد ببحث مفصل عن الموضوع و ربما نسي ذلك أو انشغل ببعض و أسأل الله تعالى أن يعينه. ففكرت في الموضوع جيدا و استحسنت فكرة البحث بنفسي كما استحسنت أخذ رأي إخواني حول الآيات التي استعصت علي لأستفيد من رأيهم لأقدم مقالة متكاملة و الله الموفق.
أرجو من كل أخ يعلق على المقالة أن يصبر علي إن لم أرد عليه في الحين فأنا منشغل هذه الأيام بالإمتحانات على مدى ثلاث أسابيع و أرجو من الجميع أن يدعوا لي بالنجاح و الله موفقنا لطريق الحق المستقيم.
أخي الفاضل محمد البرقاوي:
تحياتي ودعواتي لك بالخير والتوفيق:
1- إن كلمة الناس في القرآن يُقصد بها البشر وحدهم، يقول الله تعالي:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا.....) (الحجرات 13).
فالشعوب والقبائل هنا تتألف من البشر وحدهم.
ويقول عز من قائل أيضاً في سورة الناس:
(مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ) (الناس 6).
فالواو التي بين الجنة وبين الناس تسمي (واو المغايرة)، أي أن الجنة غير الناس....
2- إن الإنسان لا يستطيع أن يري الجن إطلاقاً، ولكن العكس هو الصحيح، فالجن هو الذي يري الناس
يقول الله تعالي عن الجن في سورة الأعراف مخاطباً للناس:
(.....إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ..... ) (الأعراف 27).
3- إن الله تعالي لم يذكر لنا في القرآن الكريم أنه قد أنزل القرآن للجن، ولكن ذكر أنه قد أنزله للناس فقط، وعليه فقد يكون إيمان الجن بالقرآن الكريم أو إنبهارهم بسماعه ليس شرطاً بأن يكونون مكلفين بإتباعه، فقد تكون لهم كتباً أخري ورسلاً آخرين منوطين بإتباعهم.
دمت أخي العزيز بخير
أخي الفاضل محمد البرقاوي:
أشكرك بالإصالة عن نفسي وبالنيابة عن أولي الألباب الذين قرأوا تعليقاتك تلك حول تفسير معني الجن وجه عام ثم اقتصارك بعد ذلك علي القرآن العظيم وحده فقط، وأنا شخصياً لا اظن أنك قد خرجت عن الصواب في سردك لهذه الاستنتاجات الرائعة التي تبعد كل البعد عن تفسيرات الكهنوت المذهبي بما يحمله من روايات ظنية وأخري تخالف العقل والقرآن الكريم، وملخص القول أن الجن مخلوقات مكلفة، لا يراها الإنسان بينما هي التي تراه، لها رسلها وكتبها الخاصة وإن كانت قد آمنت بالقرآن العظيم وانبهرت به، ومن هذا الجن من هو صالح ومن هو دون ذلك، وأنهم كانوا يقعدون مقاعد للسمع قبل أن يأتيهم الشهاب الذي يفجأهم حينما يحاولون ذلك مرة أخري، وأخيراً فإن إبليس كان من الجن ولكنه ترقي بعبادته إلي مصاف الملائكة يوماً ما، ثم سرعان ما هبط إلي أسفل سافلين نتيجة لكفره بالله عز وجل..
وأعتقد أن هذا هو ما نحن مطالبين بالإيمان به عن الجن قط وليس مطلوب منا الإيمان بشئ آخر خلاف ما تم ذكره في كتاب الله عز وجل.
وأخيراً أدعو الله تعالي أن يوفقك في إمتحاناتك وتكون من الناجحين المتفوقين إن شاء الله وأن تكون قدوة طيبة مشرفة للمسلمين بأن تكون نموذجاً للإنسان المسلم الصالح لما عهدت فيك من خلق طيب وأدب جم وبصيرة نافذة وعلم لا بأس به.
دمت أخي الحبيب بكل خير
قيل إن الإمام مالك حملته أمه ثلاث سنين!!!
هل يحرق الله الاطفال؟معاذ الله
النبى محمد عليه السلام كان يقرأ ويكتب ، وهو الذى كتب القرآن بنفسه.
دعوة للتبرع
الاقباط : اروم التسج يل في هذا الموق ع سكني بغداد...
لا تسامح هنا : تحاور ت مع بعض البخا ريين فقالو ا لي ان...
الحيض والتدخين: قال الله تعالى في سورة البقر ة ...
أربعة أسئلة: السؤ ال الأول : نحن فى مصر نقول ( لك يوم يا...
الدعاء بالزواج : -هل يجوز الدعا ء بالزو اج من رجل معين وهل...
more
تحية طيبة وبعد اشكرك على هذا التدبر القيم وأحب أن اشاركك فيه .
لقد خلق الله تعالى الجن قبل الإنس وكلفهما بعبادته ولأن الجن مخلوق أقدم من الإنسان فإن له كتبه التى يتبعها وشرائعه التى فصلها الله تعالى لهم وعندما استمعوا للقرآن الكريم وللتوراة من قبله فهذا بأمر من الله لهم أن يستمعوا لما يوحيه على بنى آدم ويؤمنوا بما جاء فيها لأنها الحق الذى يطابق نفس الحق الذى أنزل عليهم وآمنوا به وعبدوا الله تعالى بناء على تعاليمه , وكونهم أعلنوا غيمانهم بالقرآن الكريم وبالتوراة من قبله فهذا أمر الله لهم وتكليفاً من الله تعالى لهم بذلك وبذلك تنتظم منظزمة الثقلين فى قوله تعالى ( سنفرغ لكم ايها الثقلان ) وهما الإنس والجن وتنتظم مع قوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .. أما تخصيص الله تعالى ل ( الناس) بالتكليفات القرآنية فذلك لأن القرآن أنزل على أحد هؤلاء الناس وهو الرسول النبى الخاتم ص وأمره ربه بتبيلغ رسالته للناس كافة فهى تكليفات من الله لعباده من الناس ( من بنى آدم ) كما أن هناك تكليفات من الله لعباده من الجن ومن المؤكد أن الله تعالى قد أرسل لهم كتبهم ورسلهم الخاصين بهم ولهم من العبادات والنسك مالا نعرفه وقد يكونون متفقين معنا فى بعضها أو كلها ولكن المؤكد أن الله قد خلقهم لنفس الغرض وهو عبادة الله تعالى .. ومما لا شك فيه وجود جن كفار وجن صالحون واقرأ قول الله تعالى على لسان الجن ( وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططاً )( وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً ) , كما أن الجن كانت لهم بعض القدرات فى الأزمنة التى سبقت نزول القرآن لقوله تعالى على لسانهم عندما تحدثوا عن علم الغيب ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبً * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ))
ومن المؤكد أن كلمة الناس تعنى بنى آدم فقط وتختلف تماما عن كلمة جن ولا يمكن لكلمة الناس أن تكون مشتملة على الجن كما يحاول بعض المتأولين قول ذلك
مع خالص حبى