الثقافة المغلوطة

رمضان عبد الرحمن Ýí 2008-03-15


الثقافة المغلوطة

إن المنطق والعقل يجعل الإنسان يفكر فيما يحدث بين المسلمين واليهود، فهم كما ترون كلا الجانبين يريد سحق الآخر، من خلفية ثقافية وليس من خلفية دينية، وإن مثل هذه الثقافة تعبر عن أصحابها عند المسلمين واليهود، ولا تعبر عن أي ديانة، وإن الله سبحانه وتعالى حين أراد بإرسال الرسول إلى الناس أرسله بلسان عربي، أي بلغة من كانوا يسكنون هذه المنطقة، وينطبق ذلك على اليهود والنصارى من أهل الكتاب، يقول تعالى:


((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ)) سورة المائدة آية 77.

ومن الممكن أن يكون دخل في الإسلام من هؤلاء، يقول تعالى:
((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ)) سورة المائدة آية 82.

هذا ما تحدث عنه كتاب الله عن أهل الكتاب من الجانبين، وإن الرسول لم يستورد أشخاص من الدول المجاورة لكي يدخلهم في الإسلام، وحين أقيمت الدولة الإسلامية، وهذا ما أقره القرآن كلام الله، وطبقه الرسول على أرض الواقع، قد جاء بذلك آيات كثيرة لكي يتعايش الجميع في هذه المنطقة دون اعتداء من أي طرف على الآخر، إذا نفذ المسلمين تلك الآيات، يقول تعالى:
((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6})) سورة الكافرون.

وهذا ما أمر به الرسول، كيف يتعامل مع من لا يريد الدخول في الإسلام، إذا أراد المسلمين أن يتعايشوا مع اليهود كما كان يفعل النبي فليقرأوا الآيات التي تخص المسلمين وأهل الكتاب، وإن التحزير بعدم الاعتداء جاء إلى الذين آمنوا كي لا يشوهوا صورة الإسلام العظيم، وأن يعدوا ما استطاعوا من قوة كما قال تعالى:
((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ)) سورة الأنفال آية 60.

أي لا تكونوا بادئين بالعداء، أي أن هؤلاء أعدائكم وأعداء الله يقومون على نفس الأرض، في الجزيرة العربية وما حولها، ولهم حق الوجود كما للمسلمين حق الوجود، على نفس الأرض، وإذا اعترض أحد على هذا الكلام فهو يعترض على نص الآيات وأن المولى عز وجل يقول:
((الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) سورة المائدة آية 5.

فكيف يحلل لنا رب العزة طعام أهل الكتاب إلا إذا كان لهم الحق مثلما للذين آمنوا الحق، وقد قال الله تعالى للرسول:
((وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ)) سورة التوبة آية 6.

وإن المسلمين لو طبقوا الدين كما أمر به الله ما وصلنا إلى ما نحن فيه من الاضطهاد العالمي للإسلام والمسلمين، ولو تخيلنا أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى على حد سواء كانوا يعيشون مع المسلمين في الجزيرة العربية وما حولها في ظل هذا التقدم والإمكانيات ولغة الحوار لأصبحت هذه المنطقة من أجمل مناطق العالم، بلغة التعايش وأن يكون الدين لله والوطن للجميع، من مسلمين وغير مسلمين، ولكن يبدو أن المسلمين واليهود وقعوا فريسة للتآمر الخارجي منذ قديم الأزل، ليظل هذا النزاع مستمر دون إدراك من الجانبان أنهم هم الذين يدفعون الثمن، من قتل هنا وهناك وإنفاق مليارات على السلاح، ظناً منهم أنهم يعيشون في أمن وهذا اعتقاد خاطئ، وإن الأمن لا يأتي بالقوة، وإنما يأتي بالحسنى لمن يجاورك، فماذا لو أنفقت هذه المليارات على تصحيح الثقافة المغلوطة بين المسلمين واليهود؟!.. والتي ذهب بسببها آلاف من القتلى وما زال، وإن جميع النزاعات في شتى بقاع الأرض أوشكت على الانتهاء ولا حياة لمن تنادي في هذه المنطقة الموبوءة وخاصة بين المسلمين واليهود.
ويوجد في العالم آلاف الديانات والمذاهب وهم يتحالفون مع بعض من حيث الاقتصاد والصناعة والتقدم والارتقاء بشعوبهم إلى الأفضل تاركين الدين والعقيدة وحرية الاعتقاد إلى كل إنسان ولهذا أصبحوا أقطاب من القوة والتقدم كما نرى.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 15077

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-29
مقالات منشورة : 363
اجمالي القراءات : 5,393,411
تعليقات له : 1,031
تعليقات عليه : 565
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : الاردن