هل أحسن الهدي هدي‎ ‎محمد‎! ‎‏ ‏أم أحســن الهــدي بمـا هـداه الـلـه؟

أحمد خلف Ýí 2008-02-22


هل أحسن الهدي هدي‎ ‎محمد‎! ‎‏ ‏أم أحســن الهــدي بمـا هـداه الـلـه؟ ‏
أم يكون الهدي على أيدي رجال الدين وما‎ ‎معهم اليوم من بدائل عن‎ ‎القرآن ‏العظيم ليس فيها‎ ‎هدى ولانور؟
خلاصة القول: ‏كل من يقول من علماء المسلمين إلى هذا اليوم‎:‎‏ ‏إن أحسن الهدي هدي‎ ‎محمد‎! ‎‏ ‏علينا أن نذكره أن قوله هذا فيه إشراك صريح والعياذ بالله عليه‎ ‎أن يتجنبه، ‏مكتفيا بذكر أمر الله الدائم الذي يتكرر في آيات القرآن الكريم‎:‎‏ ‏‎) ‎قل: إن الهدى هدى‎ ‎الله) 73-3‏‎.‎‏ ‏كي يتذكر أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل للناس من بعد آدم آلاف‎ ‎الرسالات ‏وحيا لآلاف الأنبياء والرسل من أقوام الأرض وقبائلها وشعوبها،‎ ‎لإخراجهم ‏بها من ظلمات الضلال والكفر والإشراك بالله، إلى‎ ‎نورإلهدى والإيمان ‏والتوحيد لله سبحانه ولدينه الحق ولسنته ولحديثه‎ ‎وشفاعته سبحانه لا شريك ‏له في كل ذلك أحدا من خلقه أبدا‎.‎‏ ‏وإن تساءلنا: طالما الموضوع بتلك البساطة، فلم رفض أهل‎ ‎الكتاب رسالة ‏القرآن؟‎ ‎‏ ‏ولم هجر المسلمون من بعد الراشدين كتاب الله وتعلقوا بكتب‎ ‎أخرى؟ ‏نقول : المشكلة تكمن في سوء فهمنا للشيطان ، من هو؟ وكيف‎ ‎يمكننا ‏التعرف عليه؟ ثم كيف يمكننا اجتنابه؟‎ ‎‏ ‏أغلب المسلمين ما زالوا يظنون أن الشيطان هو فقط إبليس الذي‎ ‎كان من ‏الجن أو أحد أحفاده، دون أن يدرك حقيقة وجود شياطين كثيرة من الإنس ‏أخطر من‎ ‎إبليس وذريته على ذرية آدم الذي كان أول الإنس من البشر، ‏ومن أخطر شياطين الإنس‎ ‎على الفرد الإنساني شيطانه الخاص المتمثلة ‏بنفسه الأمارة بالسوء‎.‎‏ ‏نعم إن الله تعالى قد نبهنا في القرآن على عداء‎ ‎الشيطان الدائم لنا، لكن أغلبنا ‏إستهان بذلك التنبيه‎ ‎وتجاهله، كما إستهان أيضا بالشيطان بدليل أنه لم يسع‎ ‎للتعرف عليه لإيجاد وسيلة‎ ‎ناجعة لاجتنابه‎.‎‏ ‏على الإنسان قبل أن يؤمن بدين آبائه أن يتحقق ويبحث عن برهان‎ ‎الله ‏ودليله الذي لا بد سيجده كل باحث عنها في كتابه الكريم كي يطمئن قلبه ‏الذي هو‎ ‎جهاز تفكيره من أجل تصديقه والإيمان به بعد ذلك‎.‎‏ ‏علينا أن نتخذ كما أمرنا ربنا من إبراهيم عليه الصلاة والسلام‎ ‎في هذا ‏الموضوع أسوة (قدوة) حسنة، فهو أول من أعلمنا سبحانه أنه كان قد شك ‏في دين‎ ‎آبائه قبل أن تأتيه الرسالة وقبل أن يصبح نبيا رسولا‎. ‎‏ ‏على الفرد منا قبل أن يؤمن بشيئ أن يطلب ويبحث عن البرهان‎:‎‏ ‏‏(‏‎ ‎قل هاتوا برهانكم إن‎ ‎كنتم صادقين *) 111-2‏‎.‎‏ ‏بعد أن يرى الدليل والبرهان بنفسه عليه أن يبشر الناس وهو يقول‎: ‎‏ ‏‏(‏‎ ‎يا أيها الناس قد جاءكم‎ ‎برهان من ربكم ....*) 174- 4‏‎.‎‏ ‏وإن تساءل: كيف يمكن لمسلم مثلي، ورث دينه عن آبائه الأولين،‎ ‎أن يصل ‏إلى برهان الله تعالى ليكتشف بعدها الحق والحقيقة؟ أقول: كما أن الطائر‎ ‎المسجون في القفص لا يمكنه الطيران إلا إذا تحرر من قفصه أولا، كذلك ‏لا يمكن لأي‎ ‎متدين بأي دين أن يصل للحقيقة قبل تحرره من الأفكار الآبائية ‏السلفية عن الدين‎ ‎الذي يحمله بالوراثة بغض النظر عن إسم ذلك الدين‎.‎
بالتالي لا يمكن لأي متدين يتبع دينا ما، الوصول إلى الحق الذي‎ ‎هوالله ‏تعالى ودينه الحقيقي الذي اشتق اسمه من السلم والسلام، قبل أن يؤمن به‎ ‎ويوحده متجنبا الإشراك به سبحانه، سواء كان ذلك الإشراك بأحد من خلقه ‏مثل أحد من‎ ‎ملائكته أو أحد من أنبيائه ورسله، ثم يصل بعد ذلك لحقائق الله ‏تعالى التي في كتابه‎ ‎الأخير الذي كتب وحفظ يوم نزوله: القرآن‎ ‎العظيم، ثم ‏يؤمن بما في ذلك الكتاب من علم وهدى ونور بعد التعرف على‎ ‎براهينه، ‏مبتدئا بالشك في الأفكار الآبائية التي تتعارض مع آيات القرآن، فيبدأ‎ ‎بنبذ ما ‏تأكد وثبت له نتيجة المقارنات التي أجراها حقيقة بطلانها حتى وإن‎ ‎كانت ‏من الأفكار المكتوبة في كتب الفقه والتفسير والتأويل للقرآن وآياته البينات‎ ‎لوحدها، أو كانت من الكتب التي مازال أغلب المسلمين يعتبرونها من كتب ‏الدين‎ ‎المقدسة، أو كانت من الأفكار التي كان وما زال يسمعها من أغلب ‏رجال الدين‎ ‎المحترفين عند أهل السنة أو أهل الشيعة دون أن يرى ما ‏يؤيدها في القرآن‎ . ‎
وإن تساءل، طالما الموضوع سهل إلى هذا الحد؟ ‏فما هو سر إمتناع تلك‎ ‎الفكرة من التحقيق إلى اليوم في عالم المسلمين؟
أقول: إن هذا التساؤل يعيدنا إلى كل ما ذكرناه من قبل عن مصلحة‎ ‎الحاكم ‏الدنيوية مع ملإه من مشروع تبديل القرآن الداعي للعدل والإحسان والآمر‎ ‎بإعطاء ما للفقراء من حق معلوم في أموال الأغنياء، والقاضي بمنع التسلط ‏والظلم‎ ‎والعدوان على الناس من غير حق‎.‎
كل ذلك دفع الحكام الراغبين بالتسلط على تجاهل آيات القرآن‎ ‎والسعي على ‏استبدالها بنصوص أخرى تسمح له بما يشاء، معتبرا نفسه راعيا للأمة التي‎ ‎حولها لهم رجال الدين الكبار إلى قطيع مدجن ومطيع، سموه تلطفا بالرعية، ‏دون أن‎ ‎يعلن أحد من علماؤه أن الراعي لايقود إلا قطيعا، وأي قطيع في ‏العالم إذا أهمل‎ ‎وترك للجهل وللفقر فهو غير قادر وحده على فهم كتاب الله ‏لوجود كثير من الأفكار‎ ‎والمواضيع التي تحتاج إلى تفسير وبيان وتأويل ‏فوضعوا لها كثيرا من كتب الحديث‎ ‎والتفسير والبيان والتأويل، التي تقرر ‏للناس وتحكم عليهم سلفا بأنهم أعجز من أن‏‎ ‎يفهموا القرآن وحدهم، لذا لابد ‏لهم من الإستعانة لفهمه بفقهاء الدين المحترفين،‎ ‎هكذا تم إستيلاء حكام ‏المسلمين الراغبين بالتسلط على كلمة الله‎ ‎تعالى ودينه جملة وتفصيلا، ‏لتحقيق رغباتهم مراعين بالطبع، مصلحة حاشيته وأعوانه‎ ‎الدنيوية ليبقيها ‏موالية له على الدوام‎.‎
أما إن تساءل، ماذا إذا إبتعد المسلم عن كل تلك المصادر، هل‎ ‎يهتدي إلى ‏الحق والحقيقة؟‎ ‎‏ ‏أقول: لا طبعا لأن كل الأفكار الآبائية (السلفية) التي سمعها قبل ذلك‎ ‎ستبقى ‏في لا شعوره مشكلة موانع وحواجز لا يستطيع عقله تجاوزها‏‎.‎‏ ‏لذا فلا بد للباحث عن حقيقة دين الله تعالى بعزم وتصميم أن‎ ‎يكون على قدر ‏كاف من الإرادة القادرة على نبذ الأفكار الآبائية التي يكتشف‎ ‎معارضتها مع ‏القرآن‎. ‎‏ ‏كما يجب أن يكون ذوعزيمة كافية تدفعه على حسن المثابرة والتصميم‎ ‎في ‏مجاهدة النفس اللوامة والأمارة بالسوء لتعويدها على قراءة كتاب الله قراءة‎ ‎تفكر وتدبر، كما أنصحه على تفضيل قراءة الفجر منها على كل القراءات:‏‎ ‎
‏(‏‎ ‎وقرآن الفجر إن قرآن‎ ‎الفجر كان مشهودا*) 78-17‏‎.‎‏ ‏كما عليه بعدها أن يكون قادرا على هجر كل الكتب الصفراء التي‎ ‎ألفت في ‏عصور الطغيان لخلفاء المسلمين سواء كانوا من الأمويين أو‎ ‎من العباسيين ‏أو من الفاطميين أو من العثمانيين،‎ ‎شرحا أو تفسيرا أو تأويلا لكتاب الله‎.‎‏ ‏على المسلم أن يختار قبل فوات الأوان من الأحق أن يتبع‎ :‎‏ ‏هل هو الله تعالى وقرآنه العظيم الحاوي على هدى الرحمن‎ ‎ونوره أم ما مع ‏رجال الدين من بدائل‎ ‎عن القرآن نسبت إلى الرسول الأمين ظلما على أنها ‏أحاديثه الشريفة‎ ‎ومعها أحاديث أخرى ليجعلوها في مقام الوحي السماوي ‏سموها الأحاديث القدسية رغم‎ ‎استنكارالرسول الأمين بداية لأي حديث مع ‏حديث الله تعالى وهو يقول‎:‎‏ ‏‏((‏‎ ‎لا تكتبوا عني‎ ..... ‎‏)). ‏خلاصة القول: لقد أرسل الله سبحانه وتعالى للناس من بعد آدم‎ ‎آلاف ‏الرسالات وحيا إلى آلاف الأنبياء والرسل من أقوام الأرض وقبائلها‎ ‎وشعوبها، لإخراجهم بها من ظلمات الضلال والكفر والإشراك بالله، إلى‎ ‎نورإلهدى والإيمان والتوحيد لله ولدينه الحق ولسنته ولحديثه وشفاعته‎ ‎سبحانه لا شريك له في كل ذلك أحدا من خلقه أبدا‎.‎
ألا يقول لنا السلفي أن فرقته وحدها هي المهتدية والهاديه والناجية من‎ ‎كل ‏الفرق ؟ ‏علما أن الفرقة المهتدية الناجية هي فقط الفرقة التي تستطيع أن‎ ‎تعلن للناس ‏أن الله تعالى هو رب العالمين جميعا بلا إستثناء لأحد ودينه‎ ‎واحد لكل خلقه ‏لا دين لله تعالى سواه، سماه سبحانه بالعربية في آخر الرسالات‎ ‎دين السلم، ‏وهذه يمكن ترجمتها لكل لغات العالم، ودين الله هذا يأمر‎ ‎بالعدل والإحسان ‏والتقوى، وينهى عن العدوان والفحشاء والبغي، فمن آمن بكل هذا وعمل‎ ‎في ‏الأرض عملا صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون‎.‎‏ ‏لكن إن تساءل المرء قائلا: طالما الموضوع بتلك البساطة فلم رفض‎ ‎أهل ‏الكتاب رسالة القرآن ولم هجر المسلمون من بعد الراشدين كتاب الله ‏وتعلقوا‎ ‎بكتب أخرى‎.‎‏ ‏الحقيقة أن الله تعالى قد نبهنا في القرآن على عداء الشيطان‎ ‎الدائم لنا وأغلبنا ‏إستهان بذلك التنبيه كما إستهان أيضا بالشيطان نفسه‎. ‎
كل إنسان عاقل وراشد عليه قبل أن يؤمن بدين أبائه أو أي دين آخر أن‎ ‎يبحث عن برهان الله تعالى ودليله الذي سيجده إن بحث عنه في كتابه ‏الكريم إن كان ما زال‎ ‎صحيحا كما بلغه ملاك الوحي الكريم لتصديقه ‏والإيمان به بعد ذلك‎.‎‏ ‏على المؤمن المتمسك بحبل الله الذي هو قرآنه ذو الأصل المحفوظ في ‏عرش الله في السموات يحرسه حفظة من الملائكة المكرمين، وفرعه نزل ‏عللى قلب رسولنا الكريم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وحيا من ‏السماء نقله إليه شفويا ملاك الوحي جبريل عليه السلام فكتب كل الوحي ‏خلال حياة الرسول على ما كان متوفرا من وسائل الكتابة كما تروي كتب ‏السيرة على الجلود والعظام، كما حفظ أيضا في صدور المؤمنين المتقين من ‏أصحابه. ‏لذا أرى أن يتخذ كل مؤمن متمسك بالقرآن قدوة حسنة من إبراهيم عليه ‏الصلاة والسلام في هذا الموضوع، كما أمرنا ربنا بذلك، فهو الوحيد من كل ‏الرسل الذي شك في دين أبائه‎ ‎الأولين قبل أن تأتيه الرسالة وقبل أن يصبح ‏نبيا رسولا‎. ‎‏ ‏على الفرد منا قبل أن يؤمن بأي شيء أن يطلب ويبحث عن البرهان: ‏‏(‏‎ ‎قل هاتوا برهانكم إن كنتم‎ ‎صادقين *) 111-2‏‎.‎‏ ‏بعد أن يرى الدليل والبرهان بنفسه عليه أن يبشر الناس وهو‎ ‎يقول: ‏‏( ياأيها الناس قد جاءكم برهان من‎ ‎ربكم ....*) 174- 4‏‎.‎‏ ‏أما إن تساءل قائلا: كيف يمكن لمسلم مثلي، ورث دينه عن‏‎ ‎آبائه الأولين، ‏أن يصل إلى برهان الله تعالى ليكتشف بعدها الحق والحقيقة؟‎ ‎
أقول: كما أن الطائر المسجون في القفص لا يمكنه الطيران إلا إذا‎ ‎تحرر ‏من قفصه أولا، كذلك لا يمكن لأي متدين بأي دين أن يصل إلى الحقيقة قبل ‏أن‎ ‎يتحرر من الأفكار الآبائية السلفية عن الدين الذي يحمله بالوراثة بغض ‏النظر عن إسم‎ ‎ذلك الدين‎.‎‏ ‏بالتالي لايمكن لأي مسلم سنيا كان أم شيعيا، أن يعرف الحق الذي‎ ‎هوالله ‏وأن يعرف حقيقة دينه الذي اشتق اسمه من لفظ السلم والسلام، قبل أن يؤمن‎ ‎بالله تعالى ويوحده متجنبا الإشراك به، سواء أشرك به أحدا من خلقه من ‏الملائكته أو‎ ‎أحدا من أنبيائه ورسله، واصلا بعدها إلى الحقــائق التي في ‏كتاب الله: القرآن العظيم‎ ‎مؤمنا بها بعد رؤية البرهان في أياته، فيعلم أن ذلك ‏الكتاب هو من عند الله تعالى‎ ‎وحده لا شريك له، بادءا بعدها بالشك في كل ‏الأفكار الآبائية، كي يتأكد بنفسه على ‏‎ ‎مطابقتها لمفهوم الآيات القرآنـيــة ‏فيبقيها أو يكتشف أنها تقع في مجال الباطل فيهجرها؟ ‏صحيح أن تلك العملية ليست سهلة لكن عليه أن يمرن ذاته على‎ ‎تقبلها كأن ‏يقول في نفسه طالما ثبت لي تناقضها مع آيات القرآن بالعقل والبرهان،‎ ‎فلم ‏لا أنبذها وأتحرر منها حتى وإن كانت مكتوبة في‎ ‎كتب الفقه والتفـسـيـر ‏والتأويل التي ما يزال أغلب المسلمين يعتبرونها من كتب‎ ‎الدين المقدسة. ‏أو حتي ولو كانت من الأمور التي ما يزال يسـمـعـها من رجال الدين‎ ‎المحترفين عند أهل السنة أو أهل الشيعة‎.‎‏ ‏أعلم سلفا أن الموضوع ليست بتلك السهولة، لذا على القارئ أن‏‎ ‎يتذكر ‏مصلحة الحاكم وأتباعه الدنيوية من تلك الأفكار التي زرعها العلماء ‏المأجورين من شياطين الإنس من الذين كانوا يعلمون ويحرفون منذ القدم ‏في‎ ‎عقول الآباء‎.‎‏ ‏عليه أن يتذكر مشروع الحاكم المستبد، على تبديل القرآن الذي يدعو للعدل ‏والإحسان ومنع التسلط والظلم والعدوان على الناس. ‏فالحاكم الذي‎ ‎يرى في نفسه ومركزه القوة، إن كان تعلقه بالدنيا ومتعها أقوى ‏من إيمانه بحقائق القرآن، نجده قد طغى وتجبر معتبرا نفسه راعيا والناس ‏من حوله قطيعه الخاص، وهو المالك لهم ولأموالهم وأرواحهم التي يبدأ ‏التصرف بها كيف يشاء. ‏كما عليه بعدها أن لا يترك ما عود نفسه عليه من عادة قراءة القرآن قراءة ‏تفكر وتدبر،‎ ‎مفضلا قراءة الفجر منها على كل القراءات. ‏كما عليه بعدها أن يتجنب إشراك الكتب‎ ‎الصفراء، التي ألفت في عصور ‏الطغيان، لخلفاء ما بعد الرشد عند المسلمين، سواء كانوا‏‎ ‎أمويين أو عباسيين ‏أو فاطميين أو عثمانيين، عالما أن القرآن يفسر بعضه بعضا، ومؤمنا‏‎ ‎أنه ‏أسهل كتاب في الأرض للفهم الإنساني، وهو الكتاب النثري الوحيد الذي ‏يسهل حفظه‎ ‎في الذاكرة الإنسانية، حتى ولو كان الحافظ يجهل لغة القرآن ‏العربية‎.‎‏ ‏أما إن تساءلنا، ماذا إذا كان قلب أحدنا يميل إلى حب النبي‎ ‎الرسول محمد ‏أكثر من باقي الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام أجمعين، رغم اشتراط ‏الله تعالى على المؤمنين ألا بين أحد منهم؟ ‏نقول: إن ذلك أمر ليس من طاقة الإنسان التحكم فيه، فقد يكون بين‏‎ ‎الناس ‏من يميل قلبه إلى أحد منهم أكثر من غيره، هذا أمر لا بأس فيه شريطة أن ‏لا يكره‎ ‎أو يحقد أو يحسد أحدا من باقي الأنبياء والرسل ولا يـفــرق في ‏التعظيم بلسانه أحدا‎ ‎منهم على أحد.‏‎ ‎‎ ‎أما إن تساءلنا ماذا عن رجال الدين، أليست محبتهم واجبة؟ ‏‎ ‎‏ ‏‎ ‎‎ ‎نقول ليس في أمر الحب وجوب. لكون الحب عاطفة تنشأ نتيجة مواقف‎ ‎وتصرفات المحبوب وما يملك من محاسن الأخلاق والقدرة على حسن ‏التصرف في الملمات‎ ‎فيميل قلب الإنسان إليه ويحبه، أما إن كان على ‏النقيض من ذلك فسينفر منه ويبتعد‎ ‎عنه‎.‎‏ ‏لذا على المسلم قبل أن يحب أحدا من رجال الدين ويثق بما يقوله‎ ‎أن يسأل ‏نفسه قائلا: ‏من الذي يدفع لعالم الدين المحترف هذا أجره الذي ما يزال يعيش‎ ‎به هو ‏وأهله عيش الرفاه، وأغلب الناس من حوله يعيشون عيش الكفاف‎. ‎‏ ‏سؤالك لنفسك هذا السؤال البسيط مهم جدا، لأنك إن عرفت الجواب‎ ‎الصحيح ‏ستعلم بعدها‎:‎‏ ‏‎ ‎لصالح من يعمل عالم الدين هذا؟ وبتوجيهات من يتكلم؟‎ ‎‏ ‏هل يعمل لصالح الفقراء والمظلومين كما يدعي؟‎ ‎‏ ‏أم هو وأمثاله يعملون غالبا لصالح الحكام والمتنفذين من‎ ‎الأغنياء والمترفين ‏من الذين لهم مصالح دنيوية فيما يرغبون أن يروج لهم بين الرعية‎ ‎عن ‏محاسنهم؟‎ ‎‏ ‏حجر الكشف يكون باختبار فتاويهم، فهي إن كانت تأتي غالبا‎ ‎متطابقة مع ‏مصالح الحكام المستبدين مع مناقضتها لما ورد في القرآن الكريم فهم على ‏الأرجح أجراء‎ ‎عندهم‎.‎‏ ‏أما إن كانت فتاويهم تأتي غالبا متطابقة مع روح القرآن‎ ‎ومتماشية مع ‏مصلحة الغالبية العظمى من الفقراء في بلاد المسلمين منذ أيام معاوية‎ ‎وإلى ‏هذا اليوم فلا بد أنهم من رجال الدين الأتقياء‎.‎

اجمالي القراءات 3959

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عادل ال منصور     في   السبت ٢٣ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[17094]


بسم الله الرحمن الرحيم


{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى



مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى



وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى



إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى



عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى



ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى



وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى



ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى



فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى



فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى



مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى



أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى



وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى



عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى



عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى



إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى



مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى



لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى



أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى



وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى



أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى



تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى



إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى



أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى



فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى



وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى



إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى



وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا



فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا



ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى  } سورة النجم


2   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   السبت ٢٣ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[17115]


عزمت بسم الله،

أخي العزيز الأستاذ نيازي عزالدين سلام الله عليكم،

جزاؤكم عند المولى تعالى عن هذا المقال وغيره مما تخط أناملكم المباركة رغبة في الإصلاح السلمي والعودة بالمسلمين إلى الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق واتباع السبل.



في الحقيقة لو كنا نتدبر أحسن الحديث لوجدنا أنه يحذرنا من اتباع الآباء إذا ما خالفوا هدي الله وصراطه المستقيم، ونحن مطالبون بالتأسي بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي رفض اتباع آباءه لما وجدهم على ضلال مبين. يقول تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(74). الأنعام.



في نظري لن يغير الله ما بنا من ذل وفقر ومأساة حتى نغير ما بنا من هجر لكتاب الله وتمسكنا بغيره من كتب البشر المقدسة، معتقدين أنها من عند الله وما هي من عند الله إن هي إلا من لهو الحديث و قول البشر، وسيصلى سقر من يؤمن بها، ويهجر أحسن الحديث كتابا وهو الكتاب الوحيد الذي سوف نسأل عنه يوم الدين. يقول تعالى: يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ(1)قُمْ فَأَنذِرْ(2)وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ(3)وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ(4)وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ(5)وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ(6)وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ(7)فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ(8)فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ(9)عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ(10)ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا(11)وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا(12)وَبَنِينَ شُهُودًا(13)وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا(14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ(15)كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا(16)سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا(17)إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ(18)فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ(19)ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ(20)ثُمَّ نَظَرَ(21)ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ(22)ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ(23)فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ(24)إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ(25)سَأُصْلِيهِ سَقَرَ(26)وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ(27)لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ(28)لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ(29)عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ(30). المدثر.



أخي الأستاذ عزالدين قلتم: فكتب كل الوحي ‏خلال حياة الرسول على ما كان متوفرا من وسائل الكتابة كما تروي كتب ‏السيرة على الجلود والعظام. اهـ.



هل تعتقدون أن القرآن كتب على العظام وغيرها؟ وأين كانت المعلقات تكتب وكيف كانت تكتب؟ وهل كانت تكتب على العظام؟ كيف كان القرآن العظيم يكتب في نظركم؟ هل كان الرسول عليه السلام يملي ما أنزل إليه على الصحابة فيكتبوه؟ هل لم يكن يحضر إملاء القرآن إلا من يعرفون بكتاب الوحي؟ وما علاقة غيرهم من الصحابة بكتابة القرآن مثل أبي بكر وعمر وعلي وعثمان رضي الله عنهم؟




هذه بعض الأسئلة أرجو من فضلكم التكرم بالإجابة عنها مما علمكم الله وأجركم مضمون يوم الدين عند الله تعالى.

تقبلوا أخلص تحياتي .إبراهيم دادي.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-02-06
مقالات منشورة : 0
اجمالي القراءات : 0
تعليقات له : 21
تعليقات عليه : 121
بلد الميلاد : Sudan
بلد الاقامة : Sudan

احدث مقالات أحمد خلف
more