ب3 : إمتداد المعركة خارج الأزهر. كتاب الأزهر عدو الإسلام الأكبر. :
( فهمى هويدى ) وكتاب ( المسلم العاصى )

آحمد صبحي منصور Ýí 2025-12-29


 ( فهمى هويدى ) وكتاب ( المسلم العاصى )

ب3  : إمتداد المعركة خارج الأزهر. كتاب الأزهر عدو الإسلام الأكبر.

مقدمة
1 ـ فى اوائل الثمانينيات كنت أجمع مع عملى فى جامعة الأزهر العمل متطوعا فى جماعة دعوة الحق الاسلامية . كنت الخطيب الأول فيها بعد سفر مؤسسها معارا الى السعودية ، و فى كل خطبة اسبوعية حرصت على مناقشة موضوع قرآنى جديد. بدأت الخطابة فى مساجدهم عام 1982 . ثم دخلت فى خصومة معهم واكبت خصومتى مع الأزهر سنة 1985 الى أن انتهت علاقتى بهم عام 1985 . بعدها تجولت أخطب الجمعة فى مساجد مختلفة ،وحرصت أن أكتب مختصرا لكل خطبة لتكون نواة لمقالة بحثية تنشر فيما بعد . وقبل شهور من القبض علينا فى الاسبوع الأول من نوفمبر عام 1987 كان قد تجمع لدى عدد كبير من تلك الملخصات ، وطلب إخوانى القرآنيون أن اصدرها فى مطبوعات صغيرة تحت عنوان ( دراسات قرآنية ). وكان كتاب ( المسلم العاصى : هل يخرج من النار ليدخل الجنة ؟ ) هو الكتاب الوحيد الذى صدر من هذه السلسلة . 
2 ـ ولهذا الموضوع أيضا حكايته الخاصة. كنت أخطب الجمعة الأولى فى كل شهر بمسجد جماعة دعوة الحق فى طنطا ـ قبل تركى لهم. وحدث أن عاصرت مناقشة حامية احتدمت بينهم حول ( المسلم العاصى : هل يخرج من النار ليدخل الجنة كما يقول البخارى فى الأحاديث أم لا ؟ ) وقد انتظروا معرفة رأيى فى الموضوع عندما اذهب اليهم. قلت لهم إن من يدخل النار لن يخرج منها ،وذكرت لهم الآيات القرآنية. فطلبوا أن أخطب لهم فى الموضوع ـ فجعلته موضوع الخطبة. وسجلت موجز الخطبة فى ورقة كالعادة . وأحدث الموضوع ردود فعل هائلة فى مجتمعات السنيين المعتدلين بين مؤيد ورافض . 
ولذلك عندما انفصلت عنهم وفكرت فى مشروع اصدار سلسلة دراسات قرآنية كان موضوع المسلم العاصى هو البداية لمقترح السلسلة القرآنية، وكان أملنا أن ننشر كتابا صغيرا من السلسلة كل شهرين، وأن نضع اعلانا فى كل كتاب ينوّه بالكتاب التالى. وفعلا كتبت فى الصفحة الأخيرة من كتاب ( المسلم العاصى ) اعلانا عن الكتاب التالى ، وكان ( النسخ فى القرآن الكريم يعنى الكتابة و الاثبات و ليس الحذف والالغاء ). وبمعاونة كريمة من بعض الأخوة القرآنيين قمت بطبع (15 ألف نسخة ) من كتاب (المسلم العاصى) فى مطبعة الأهرام على كورنيش النيل التابعة لمؤسسة الأهرام ،. وتم توزيعه فى شركة توزيع الأخبار، وسارت الأمور سيرا حسنا فى الظاهر ، ولم نكن نعرف أنهم يخططون للقبض علينا. وفعلا تم القبض علينا وصودر المرتجع من نسخ الكتاب ، واتخذوه دليلا ضدى فى نيابة امن الدولة العليا . وأذكر ليلة القبض علينا أنهم صادروا كل ما وجدوه من نسخ الكتاب فى بيتى. وعندما سألونى فى أمن الدولة : هل توجد نسخ أخرى؟ قلت لهم نعم. فأرسلونى بنفس عربة الأمن المركزى ثانيا الى البيت ـ مصفدا بالأغلال ـ لأساعدهم فى جمع النسخ الباقية من أركان البيت . أثناء وجودى فى السجن وبعد الافراج عنى صدرت مقالات تنتقد الكتاب وتهاجم مؤلفه ـ كانت تلك المقالات تفوق حجم الكتاب، وكان ممن انتقد الكتاب وهاجمنى الصحفى أحمد زين و الكاتب الصحفى فهمى هويدى . وقد بعثت لهما بالرد فلم ينشرا الرد .أدى هذا الهجوم ـ كالعادة ـ الى شهرة الكتاب و محاولة كثيرين البحث عنه. وتم تصوير بعض نسخ وتداولها ، فكتب الشيخ عبد المعطى بيومى يصف ذلك بأنه تداول منشورات ، ليحرض الأمن علينا . 

3 ـ السؤال هنا عن خطورة هذا الكتاب الصغير جدا على دين الأزهر وعلى المجتمع المصرى ؟ إنه دعوة للإصلاح بالقرآن الكريم في مجتمع يسيطر عليه أكابر المجرمين من المستبد وأعوانه ، والذين يتنفسون الفساد لأن دينهم الأزهرى يمنحهم الجنة مهما ظلموا ، وحتى لو دخلوا النار فلن يمكثوا فيها سوى يوم أو بعض يوم . الكتاب يُعرّيهم ويجعلهم في خصومة علنية مع القرآن الكريم . ولأنهم لا يستطيعون مواجهة هذا الكتاب الضئيل فليس لديهم إلا الانتقام من المؤلف . وقد واصل فهمى هويدى الهجوم على شخصى وأنا في أمريكا . نعرض للأستاذ فهمى هويدى وهجومه علىّ ، وردّى عليه :  

المقال الأول :  تفكيك فهمى هويدى
ردا على مقالته( تفكيك الاسلام )المنشورة بالأهرام وغيرها يوم الثلاثاء الأخير من مارس    2005
ليست هذه هى المرة الأولى التى يهاجمنى فيها فهمى هويدى ولن تكون الأخيرة .
انه يتهمنى بالعمل مع آخرين على تفكيك الاسلام، مع ان الاسلام الذى أومن به لا مجال فيه للتفكيك لانه القرآن الكريم فقط وهو المحفوظ من لدن الله تعالى والمنزه عن التحريف وعبث البشر. قد يقال انه يخلط بين الاسلام والمسلمين و يتهمنى بالعمل على تفكيك المسلمين. ولكن تفكك المسلمين الى فرق قد بدأ فى عهد الصحابة والفتنة الكبرى، ثم تطور وتشعب. ومنذ عشرة قرون وحتى الآن فالمسلمون قد تفككوا الى ثلاث طوائف كبرى هى السنة والشيعة والصوفية. وكل طائفة منها تفككت داخليا الى مذاهب وفرق مختلفة. طائفة السنة تفككت الى اربعة مذاهب فى القرن الثالث الهجرى، أشدها تزمتا المذهب الحنبلى ، ما لبث الحنابلة ان تفككوا أيضا الى تيارات متشددة مختلفة كان أشدها تشددا ابن تيمية فى القرن الثامن الهجرى، من خلال التيار التيمى نبت تيار أشد عنفا وتطرفا فى العصر الحديث هو الوهابية فازداد بها السنة تفككا. والى الوهابية ينتمى فهمى هويدى يعتبرها وحدها الاسلام نافيا كل المسلمين الآخرين ومتهما كل من يناقش الوهابية بالعداء للاسلام او تفكيك الاسلام ويقوم بالتحريض عليه. ويعتبر الارهابيون تحريضه فتوى بالقتل فيفقد المفكر أو المثقف حياته علنا – كما حدث مع الدكتور فرج فودة- أو يختفى دون أن يستدل عليه أحد – كما حدث مع الكاتب الصحفى رضا هلال، أو يضطر للهجرة كما حدث معى ومع حامد أبو زيد، أو يصرخ محتجا مرتاعا من المصير الذى ينتظره كما حدث مع الدكتور سعد الدين ابراهيم وآخرين. ان ضحايا فهمى هويدى كثيرون ، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر !!
لنقرأ معا مقالته " تفكيك الاسلام" لنتعرف معا على تلك الحالة المسماة فهمى هويدى.
تحدث هويدى : "عن مساع يبذلها الكاتب الأمريكي المتطرف دانيال بايبس لانشاء معهد اسلامي تقدمي يمثل اصوات المسلمين الليبراليين في الولايات المتحدة ".ويقول:. "مشروع بايبس أسفر عن إنشاء مركز تقدمي باسم مركز التعددية الاسلامية‏,‏ أعلن ان الهدف منه هو تشجيع الاسلام المعتدل في الولايات المتحدة والعالم‏,‏ ومحاربة نفوذ الاسلام المسلح‏,‏ واحباط جهود المنظمات ذات التوجه الوهابي المتطرف‏,‏ من خلال وسائل الاعلام‏,‏ وبالتعاون مع المنظمات الحكومية الأمريكية‏".‏ ويقول:" في مقالة تالية نشرتها الوكالة للكاتب ذاته في‏2005/2/24‏ معلومات أخري مهمة عن مسئولي المركز وعن مصادر تمويله‏.‏ فمديره امريكي مسلم اسمه ستيفن شولتز‏,‏ ...‏ أما مساعده فهو مصري‏,‏ كان قد فصل من الأزهر في الثمانينيات بسبب انكاره للسنة النبوية‏,‏ وسافر الي الولايات المتحدة لبعض الوقت‏,‏ ثم عاد الي مصر ليصبح أحد أركان مركز ابن خلدون‏(!)‏ ـ وبعد المشكلات القضائية التي واجهها المركز ومديره في عام ألفين اختفي من مصر‏,‏ وظهر مرة أخري في الولايات المتحدة‏,‏ ليصبح أحد دعاة الاسلام الأمريكي المعتدل‏,‏ وقد أورد اسمه دانيال بايبس ضمن آخرين في مقالة تحت عنوان التعريف بالمسلمين المعتدلين نشرتها له صحيفة ذي نيويورك صن‏(‏ في‏2004/11/24)‏" . ويقول: "مقالة دانيال بايبس التي نشرتها ذي نيويورك صن ذات أهمية خاصة‏,‏ لأنها تكشف عن جهود الاحتشاد المبذولة للتبشير بالاسلام الأمريكي من خلال تفكيك الاسلام واقصائه‏.‏ فقد اعتبر أن ذلك الاحتشاد من قبيل الأنباء السارة حيث زف الي القراء نبأ انخراط بعض المسلمين في حملة مناهضة أنشطة الاسلاميين‏(‏ يقصد المتطرفين والراديكاليين‏)‏ وقال إن هولاء رفعوا أصواتهم بعد أحداث‏11‏ سبتمبر‏.‏ وذكر في هذا الصدد أسماء سبعة اشخاص‏,‏ من بينهم الدكتور صبحي منصور المفصول من جامعة الأزهر‏,‏ والدكتور بسام طيبي‏,‏ وهو من غلاة العلمانيين السوريين‏.‏" ثم يقول :"لعلي لا أكون مخطئا إذا كنت قد أخرجت تلك الجهود من دائرة البراءة‏,‏ علي الأقل فيما يتعلق بالوسائل والمقاصد‏,‏ اذ من حق المرء ان يستريب فيها‏,‏ حين يجد ان الذين يساندون الاعتدال الاسلامي والتجديد هم نفر من عتاة المعادين للاسلام والمسلمين والمتحالفين مع اسرائيل‏,‏ ومن حقه ان يثير العديد من علامات الاستفهام حول العلاقة بين تلك الأنشطة‏,‏ وبين حرب الأفكار التي أعلنتها الادارة الأمريكية في أعقاب‏11‏ سبتمبر‏,‏ واستهدفت بها العمل علي اعادة تشكيل العقل الاسلامي‏,‏ بالتوازي مع اعادة رسم خرائط المنطقة في اطار مشروع الشرق الأوسط الكبير‏.‏ كما ان من حقه ان يثير علامات استفهام اخري حول علاقة تلك الأنشطة بالمقترحات التي تضمنها تقرير مؤسسة راند الأمريكية للأبحاث‏,‏ لتفكيك الاسلام واعادة تركيبه تحت عنوان الاسلام المدني والديمقراطي خصوصا ان بعض تلك المقترحات وجدت لها ترجمة وتجسيدا في الأنشطة التي مررنا بها‏,‏ سواء في منطلقاتها العلمانية أو في استحداث واجهات وقيادات جديدة بديلة لما هو قائم‏,‏ أو في الهجوم علي الاسلام المحافظ والتقليدي‏,‏ أو في تشجيع تيار التصوف‏.‏ ومن حق المرء أيضا ان يتساءل عن أصداء تلك الأنشطة التي تجلت في العالم العربي مؤخرا‏,‏ وتمثلت في بعض المراكز والمنظمات العلمانية التي تصدت للشأن الاسلامي‏,‏ وخاضت في مسألة تغيير الخطاب الديني‏,‏ وتعديل مناهج التعليم‏,‏ ومحاولة اصطناع قيادات فكرية اسلامية ملتزمة بالأجندة العلمانية‏."
ونعلق عليه بايجاز:-
أولا: ان كل تلك المعلومات التى ينقلها هويدى منشورة ومعلنة على الملأ فى المجتمع الامريكى المفتوح الذى يفرض حرية المعلومات ويمنع حظرها، والاعلان عن كل هذه الانشطة مسبقا يدل على انعدام المؤامرة .
ثانيا: الاتجاه السلفى الذى ينتمى اليه فهمى هويدى يقوم على تقسيم العالم الى معسكرين : 1- دار الاسلام – وفيها يحتكر المذهب السنى دين الاسلام لنفسه ويتهم المسلمين الشيعة والصوفية بالكفر والشرك ويضطهدهم فى تسلطه السياسى كما يضطهد أهل الكتاب من أصحاب البلاد الأصليين الذين تمسكوا بدين آبائهم وأجدادهم. 2.- دار الحرب وهى بلاد الغرب الواجب قتالهم لنشر الاسلام وارغامهم عليه ، واعتبار ثقافته غزوا فكريا وتفسير المصائب التى تحدث لنا على انها بسبب تآمر ذلك الغرب علينا. هذه هى الخلفية التى تنبع منها مقالات فهمى هويدى وأمثاله. ومقاله " تفكيك الاسلام " دليل على هذا. فالعنوان " تفكيك الاسلام" يشير الى اعتقاده باحتكار الاسلام بحيث ان أى مسلم آخر لا يجوز له ان يفكر أو يجتهد خارج الاطار الذى يعرفه هويدى والا أصبح مفككا للاسلام. والأمريكيون الذين دخلوا فى الاسلام عن غير طريق المذهب السنى لا يحق لهم ان يختاروا طريقا للعبادة غير طريق السلف وما وجد عليه السلفيون آباءهم والا أصبحوا مفككين للاسلام . وكالعادة لا يرهق هويدى نفسه فى المناقشة لآراء المخالفين له لأنه ليس متخصصا فى الاسلام وعلومه ولا تتعدى معارفه الاسلامية معرفتى الشخصية بجزيرة كوبا، ولذلك يسرع الى اتهامنا بالتآمر على الاسلام .
ثالثا: منذ 1977 وانا أحمل على كاهلى مشروعى الفكرى لاصلاح المسلمين سلميا بالقرآن، فتعرضت للاضطهاد داخل الأزهر وخارجه من الفصل من جامعة الازهر الى السجن والملاحقة الأمنية الى النفى مرتين . فى المرة الأولى التى هربت فيها الى أمريكا سنة 1988 بعد خروجىمن السجن كان السبب فيها هو فهمى هويدى. لم يشأ هويدى ان يهاجمنى وأنا فى السجن لا استطيع الدفاع عن نفسى وأنا أتلقى هجوم عشرات الاقلام تتهمنى بانكار السنة. انتظر هويدى الى بعد خروجى من السجن مرعوبا ليقذفنى بهجوم هائل تحت عنوان " السنة بين الافتراء والاجتراء" ملأه بهجوم على شخصى بالاسم والوصف مؤكدا تكفيرى بكل ما يستطيع من فتاوى. فى اليوم التالى قابلت صدفة بعض الرفاق القدامى من المنتمين للجماعات فرايت الرعب فى وجهه ونصحنى بسبب المعرفة القديمة بالاختفاء لأن مقال فهمى هويدى قد وضع حياتى في مربع الخطر. جاءت اشارات اخرى تحذيرية من أخوة أزهريين وسلفيين شرفاء، كنت قد بعثت لهويدى برد ادافع فيه عن نفسى وارسلت منه نسخة للاهرام ولكن لم ينشر الرد، فاضطررت للهرب بحياتى الى أمريكا ومكثت فيها عشرة أشهر حتى زال تأثير مقال فهمى هويدى فرجعت .
مشروعى الفكرى يؤكد بالقرآن أن الاسلام هو دين العدل والديمقراطية والتسامح والسلام وحرية العقيدة وحقوق الانسان، وان الله تعالى بعث محمدا رحمة للعالمين وليس ليقاتل الناس ليكرههم فى الدين ويقسم العالم الى معسكرين، وانه تعالى خلقنا أخوة من اب واحد وأم واحدة وجعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا لنتقاتل وان أكرمنا عند الله تعالى هو أتقانا وذلك ما سيتم تحديده يوم القيامة وليس الآن حتى لا يتظاهر بعضنا بالتقوى ليركب ظهورنا باسم الدين ، وان الله تعالى جعل لنا ولأهل الكتاب شرائع مختلفة لنتسابق فى الخيرات لا لنتسابق فى التعصب والاثم.
وتأسيسا على هذا المنهج الفكرى عملت بعد عودتى لمصر مع فرج فودة الى أن قتلته فتاوى فهمى هويدى، ثم عملت مع منظمات حقوق الانسان، واشتركت مع مركز ابن خلدون فى نضاله التنويرى ومشروعاته الاصلاحية ومنها مشروع اصلاح التعليم المصرى وغيرها، وفى كل هذا النضال كانت مقالات هويدى تلاحقنا تحرض الأمن والارهابيين الى ان أغلقت الديكتاتورية المصرية مركز ابن خلدون وقبضت على الدكتور سعد الدين ابراهيم واعتقلت بعض أصحابى القرآنيين فاضطررت للهرب ثانيا الى أمريكا فى اكتوبر2001.أثناء اشتداد موجة العداء للاسلام بعد تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر.
مشروعى الفكرى تحدث بالانجليزية فى أمريكا مدافعا عن الاسلام موضحا التناقض بينه وبينه الفكر المتطرف الذى انتج ابن لادن. ودائما ما كنت أرسل أبحاثى وسيرة حياتى لتنشر على الانترنت والى المثقفين الامريكان مما أسفر عن تراجع موجة العداء للاسلام وتوجيه التهمة الى مذهب ابن لادن الارهابية فقط ، وعرفوا ما اصبحوا يسمونه بالاسلام المعتدل. ابحاثى جذبت اهتمام الدكتور بايبس الذى يتهمونه بالعداء للاسلام والمسلمين ،مع انه يكتب الآن ما يدل على احترامه للاسلام وحضارته الا انه يناهض مثلى التطرف المسلح . بل انه الآن يقوم بمناظرة اولئك الذين لا يزالون يتهمون الاسلام كدين ولا يفرقون بينه وبين الارهابيين، وبنفوذه الفكرى ونشاطه المستمر راجع كثيرون مواقفهم، ولكن هذا بالطبع لن يجعل المنظمات السلفية الوهابية ترضى عنه حتى يتبع ملتها وهذا ما لن يحدث بعون الله تعالى. كان لا بد من التعاون بيننا ضد التطرف وثقافته الارهابية، هم يريدون الدفاع عن بلادهم وانا أريد الدفاع عن دينى .
رابعا: أمريكا تتبع القاعدة القرآنية "لا اكراه فى الدين" فيوجد فيها حسب اعتراف هويدى نفسه1586 جماعة دينية منها 700 جماعة غير تقليدية، أى ان كل انسان فى أمريكا حر فيما يعتقد او فيما لايعتقد .و المتطرفون من أتباع "ابن لادن" ابرز من استغل هذه الحرية الدينية الامريكية، فتوسعوا فى انشاء المساجد الجديدة والسيطرة على القائم منها وشراء الكنائس وتحويلها الى مساجد ، وهم يسيطرون على نحو 80% من عدد المساجد البالغ عددها حوالى 1200 فوق التراب الامريكى .وهم يلعنون امريكا فيها ليل نهار باسم الاسلام فى خطبهم وصلاتهم ومنشوراتهم مستغلين التسامح الامريكى والتبرعات الامريكية لبيوت العبادة. وهناك عشرات الجمعيات التى ترعى هذا النشاط وتدافع عنه وتبتز السياسة الامريكية الى درجة ان تعلن نفسها الممثل الوحيد للاسلام والمسلمين فى أمريكا ، وتدخل البيت الأبيض مدعوة اليه بهذه الصفة. ومعروف انه ما من بلد "مسلم" يتمتع أبناؤه أو الأقلية فيه بتلك الحرية. الا ان هويدى لا يكفيه الحرية التى يتمتع بها اخوانه المتطرفون فى حربهم لامريكا فوق أرضها لأنه لا يرضيه وجود مسلمين شيعة وصوفية فى أمريكا لم ينخرطوا بعد فى الوهابية.
خامسا: .أمريكا فى حرب معلنة بعد اعتداء الحادى عشر من سبتمبر الذى يوضح من هو الطرف المتآمر الذى يرسل الدعاة والجنود الى "دار الحرب" مستغلا الحرية الامريكية والانفتاح الامريكى. اكتشفت أمريكا بعد احداث سبتمبر ان التطرف قد سيطر على أغلبية المساجد والمدارس "الاسلامية" والجالية المسلمة الأمريكية. اذن هى تحارب ليس فقط اسامة بن لادن وانما اتباعه فى الداخل الامريكى والفكر الذى ينتمى اليه والذى يسيطر على عقول الملايين من المسلمين الامريكيين. لو استعملت أمريكا اسلوب الحكام العرب لأغلقت تلك المساجد وأعدمت اربابها واعتقلت روادها وحظرت فكرها وصادرت مطبوعاتها، وما كانت فى حاجة لقانون طوارىء لانها فى حالة حرب مع عدو غير مرئى يستعمل حرب الافكار ويحول الشاب المتدين العادى الى قنبلة تسعى على قدمين يدمر نفسه والآخرين، وعلى التراب الأمريكى ملايين من المرشحين لأن يكونوا قنابل انتحارية اذا استمر الشحن الوهابى فى المساجد والمدارس يغسل عقول الشباب المسلم باسم الاسلام. لو كانت أمريكا متعصبة ضد الاسلام لاختارت هذا الحل واغلقت كل المساجد متهمة الاسلام بأنه دين الارهاب مستدلة بزعم الوهابيين بأنهم يحتكرون الاسلام ويتحدثون باسمه. الا أن التحضر الامريكى اختار الطريق الصعب , فأكد الرئيس بوش على حقيقة ان الاسلام دين السلام ، ودعى رؤساء المنظمات "الاسلامية" الوهابية الى البيت الأبيض ليستميلهم الى طريق الصواب. وبدلا من حرب الاسلام نفسه وبدلا من اللجوء الى العنف كان الحل سلميا هو اصلاح المسلمين – فى الداخل الامريكى وفى الوطن العربى – بالاسلام المعتدل فى تصورهم أو الاسلام الحق كما أقول.
ينقم هويدى على أمريكا حريتها الدينية وحقها فى الدفاع السلمى عن نفسها داخل ترابها ويرى ذلك تفكيكا للاسلام ومؤامرة تستوجب العقاب يقول محرضا علينا فى نهاية المقال: " يبدو الاسلام والمسلمون في هذا المشهد كما لو أنهم اصبحوا ساحة مستباحة لكل من هب ودب‏,‏ وهي استباحة لاحدود لها‏,‏ ولا رادع لمن يجترئ عليها‏,‏ لا قيمة ولا كرامة لأهلها‏,‏ الأمر الذي يدعونا الي اضافة سؤال آخر الي ماسبق‏,‏ عمن يستحق اللوم ازاء ذلك الذين تطاولوا واجترأوا‏,‏ أم الذين سكتوا واستكانوا وانبطحوا؟‏!‏"
وبعد .. لقد هربت بحياتى خوفا من تحريض فهمى هويدى وأراه حتى الآن يلاحقنى محرضا على حياتى حتى وانا فى أمريكا. الى اين أهرب منه بعد أمريكا؟
لم يعد لى من سبيل لحماية حياتى سوى اللجوء الى الأمم المتحدة..
أن هذا المقال اقدمه شكوى علنية الى الأمم المتحدة ضد الصحفى المصرى فهمى هويدى الكاتب بجريدة الاهرام المصرية وضد كل من ينشر له مشاركا له فى جريمة التحريض على حياتى وحياة الدعاة للاصلاح.

المقال الثانى :

 تمكين فهمى هويدى
ردا على مقالته "فقه التمكين الأمريكى" المنشورة في الأهرام فى الثلاثاء الأول من شهر ابريل 2005


1- فى مقاله السابق " تفكيك الاسلام" تحدث فهمى هويدى عن التآمر الأمريكى الذى يهدف الى تفكيك الاسلام ومتهما اياى بالعمل فى هذا المخطط ، وقد رددت عليه بمقال :" تفكيك فهمى هويدى".هو الآن يواصل حملته بمقال : "فقه التمكين الأمريكى" وأواصل الرد عليه .
2- بدأ هويدى مقاله قائلا:" تفكيك الأمة سابق علي تفكيك الملة‏,‏ والذين يحاولون جاهدين الآن صياغة إسلام أمريكي لنا‏,‏ ما كان لهم أن يجرأوا علي ذلك أو يفكروا فيه إلا بعد النجاح الذي أحرزوه في انصياع المنطقة للسياسات الأمريكية‏,‏ علما بأن ذلك كله من تجليات انتعاش فقه التمكين في الولايات المتحدة‏,‏ الذي لا يريد للمنطقة أفقا خارج دائرة الخضوع والامتثال". و هو هنا يربط المقال السابق باللاحق معتبرا أمريكا سببا فى تفكيك الأمة والملة . لقد تفكك المسلمون منذ الفتنة الكبرى واستمر تفككهم قبل أن توجد أمريكا ولازال يحدث حتى الآن. والمشهد العراقى الأخير يكتب هذا التفكك بالدماء حين يقوم الارهابيون السنة بقتل الشيعة فى احتفالاتهم الدينية . ولكن هويدي يرى أمريكا مسئولة عن تفكيك الأمة وتفكيك الملة الاسلامية باعتباره مطلبا أمريكيا لتمكين الولايات المتحدة.
3- بعدها يستشهد هويدي باختطاف أمريكا بعض الذين لهم صلة بمنظمة القاعدة واستجوابهم حول معلومات عن القاعدة ، ويتخذ من ذلك ذريعة لاتهام امريكا بانتهاك حقوق الانسان . انه ينقل هذه المعلومات عمن يدافع عن حقوق اولئك المختطفين وهي منظمة امريكية   ، كما ينسى ان أمريكا فى حالة حرب معلنة جديدة فى نوعها يستخدم فيها الارهابيون الفكر الدينى لتحويل الشباب البرىء الى قنابل متحركة تنفجر فى أى زمان وفى أى مكان . وهى أمام هذا الخطر المجهول غير المرئى ملزمة بالدفاع عن أمنها فى الداخل ، خصوصا وأن المتطرفين يسيطرون على أكثر من ألف مسجد على التراب الأمريكي يقومون فيها بغسيل مخ الشباب المسلم بتحويلهم الى "استشهاديين ". والذين يحتجون على امريكا هم الأمريكيون انفسهم مع أن ما تقوم به أمريكا هو أمر مشروع فى حالة الحرب ، أما غير المشروع فهو ما يقوم به الاستبداد العربي والتيار المتطرف من اضطهاد وقتل واخفاء قسري للمفكرين المسالمين الداعين للاصلاح. ويقف فهمي هويدي بقلمه ضد أولئك المصلحين بل ويمهد بقلمه بالتحريض ضد مفكرين مسالمين لا يملكون حولا ولا قوة.
4- ويتحدث بعدها عما يسميه بالاستقواء الأمريكي الذى يسعى للهيمنة على العالم . على أنه ليس عيبا على أى دولة أن تسعى للاستقواء والتمكين بل العيب أن تكون أى دولة فى خيبتنا القوية !!. أمريكا الآن هى أكبر قوة فى العالم وليس عيبا أن تحافظ على مكانتها . وقد سبقها فى احتلال مركز القوة الأولى فى العالم امبراطوريات من الفراعنة والفرس والرومان والعرب والانجليز ولم يقل أحد ان هذا الاستقواء عيب فى حد ذاته، ولا زلنا نفخر بالاستقواء العربى الذى كان فى عهد الامويين والعباسيين والعثمانيين . انما يأتي العيب حين يستخدم الاستقواء لاستعباد الآخرين كما حدث من كل الامبراطوريات السابقة على أمريكا ومنهم العرب المسلمون. أمريكا بعد ان صارت القوة الأولى فى العالم لم تمارس نفس ما ارتكبته الامبراطوريات السابقة من احتلال واستعباد. قبلها عاشت أمريكا منعزلة وفق مبدأ مونروا بعيدة عن تقاتل أوروبا حول المستعمرات ، ثم دخلت الحربين العالميتين للدفاع عن الديمقراطية ، ثم دخلت فى حرب باردة مع الاتحاد السوفيتي أيضا للدفاع عن الديمقراطية والحرية ، وسقط الاتحاد السوفيتي ليظهر التيار السلفى عدوا للحرية مخترعا نوعية جديدة من الحرب الفكرية التدميرية، وبدأ هذا التيار بالاعتداء على أمريكا فى عقر دارها فاضطرها الى الدخول فى حرب ضد عدو خفى متحرك متنقل من المتعذر تحديده أو حصاره .أثناء دفاعها عن الديمقراطية ساندت أمريكا الشعوب الواقعة تحت الطغيان النازى (فى أوربا) والطغيان الياباني (الفلبين) والطغيان السوفيتى الشيوعي (أوربا الشرقية وكوريا الجنوبية وفيتنام الجنوبية وأفغانستان) ، وحررت الكويت المحتلة من صدام ، ثم قامت بتحربر الشعب العراقي منه أيضا ، وهى الآن تدعو المستبدين العرب الى الاصلاح السياسي والتحول الديمقراطي سلما لتفادى الحروب الأهلية والتدخل الأجنبى وتعلن رسميا أنها لن تفرض ديمقراطية من الخارج على العرب، الا أن الاستبداد العربى يرفض الاصلاح السلمى الداخلى . ونجد فهمى هويدي ينقم على أمريكا هذا التدخل الاصلاحي ويعتبره من لوازم التمكين .
5- من الطبيعى أن تحدث تجاوزات فى حروب أمريكا التحريرية فالحرب هى أسوأ خيار حتى لو كانت فى سبيل التحرر من الاستعمار والديكتاتورية، الا ان الديمقراطية التى جاءت بالدماء الأمريكية فى فرنسا وأوربا الى الفلبين وكوريا الجنوبية وأفغانستان – والعراق بعون الله تعالى – تغفر ما حدث من تجاوزات. ثم ان الليبرالية الأمريكية نفسها هى التى تقف بالمرصاد لأى تجاوزات يقع فيها الأمريكان فى الحروب. هذه الليبرالية الأمريكية هى التى أرست عقدة فيتنام فى الضمير الأمريكى ، وبسبب هذه العقدة اضطرت أمريكا للانسحاب من المنطقة تاركة الساحة للخمير الحمر الشيوعيين يقومون بقتل الملايين من السكان فى ابادة جماعية لم يعرف لها القرن العشرين مثيلا.
6- على أن المجتمع الأمريكى ليس محتاجا الى واعظ من نوعية فهمى هويدى أو غيره . اذ أن من القيم الأمريكية العليا فضيلة الاعتراف بالخطأ والأعتذار العلنى عنه وتدريسه فى المقررات الدراسية على التلاميذ حتى يتعلموا من خطأ الأجداد ،حتى أن الطفل الأمريكى يعيش بعقدة الذنب نحو الأمريكان السود والهنود الحمر ، هذا بينما لا زلنا نحن نحرم مناقشة الفتنة الكبرى حتى يظل الصحابة فوق مستوى البشر والخطأ، ولهذا يتعلم الامريكان من أخطائهم بينما لا نزال نهيم فى ظلام الفتنة الكبرى حتى الآن.
7- وينقل فهمي هويدي ما يكتبه بعض المتخصصين الأمريكان من خطط لاعادة بناء الشرق الأوسط على أساس ديمقراطي معتبرا ذلك ضمن التآمر، مع أنها خطط منشورة ومتاحة للجميع وتسعى أمريكا علنا الى اقناع العرب بهذا التحول الديمقراطي السلمي ، ويتملص المستبدون العرب من تطبيق الديمقراطية مع سعيهم المستمر لاسترضاء أمريكا بكل السبل حتى تغض الطرف عن الخيار الديمقراطي.
8- وغريب أن يعتبر هويدي السعي الأمريكي لارساء الديمقراطية فى الشرق الأوسط من أساسيات التمكين الأمريكي . ان المعروف ان أمريكا يسهل عليها ان تسيطر على المستبد الفرد ، وهو ما يحدث الآن فى سيطرتها على بضع وعشرين شخصا يحكمون العالم العربي ، ولكن يكون من المستحيل ان تسيطر على دولة ديمقراطية يحكمها أبناؤها حكما ديمقراطيا حقيقيا ، فكيف تستطيع ان تسيطر على كل الاقطار العربية اذا كانت دولا ديمقراطية ؟ لقد اختارت أمريكا الديمقراطية حلا لمشكلة الارهاب الذى يهددها فى أرضها. فالاستبداد قرين الفساد وهما معا ينتجان جيلا حاقدا يعجز عن حرب الاستبداد فى بلاده ، حيث القمع البوليسي على أشده ، فيلجأ بالهجرة الى العالم الحر لينفث عن غضبه فى الغرب " الكافر". اذن لابد من اصلاح العرب حتى يعيش الغرب فى هدوء. ولكن الأخ هويدي الذى وهب قلمه للدفاع عن الديكتاتورية والتطرف ينقم على امريكا سعيها للاصلاح الديمقراطي ويعتبره تمكينا لها فى العالم .
9- الواقع ان هويدي قد حاز "التمكين " لنفسه عبر ثلاثين عاما يكتب اسبوعيا فى ما يخدم التطرف والاستبداد ويسميه البعض مفكرا اسلاميا ، مع أنه لم يأت بفكره جديدة تضاف للفكر الاسلامي او السياسي ، بل أن العرب والمسلمين فى خلال الثلاثين عاما الأخيرة قد وصلوا بفضله وفضل الاستبداد والفساد والتطرف الى الحضيض . لقد وهب هويدي قلمه للهجوم على أمريكا والغرب وللدفاع عن التطرف والارهاب والسكوت عن الاستبداد والفساد والتعذيب وتوجيه الغضب والاحباط والكراهية الى الغرب وأمريكا بدلا من أن يتوجه الى العدو الحقيقي . وهو المستبد والمفسدون من حوله.
10- لقد صادر عبد الناصر الحرية ليحقق العدل الاجتماعى ويجعل الدولة مسئولة عن كفالة الحياة الكريمة للمواطنين ورفع شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، ثم جاء السادات وعقد الصلح مع اسرائيل ولم يعد هناك مبرر لتأجيل الحرية والديمقراطية فأعطى منها بضع رشفات ثم تمرد عليها وفقد حياته. وجاء حسني مبارك بقانون الطوارئ ومصادرة الحرية والعدالة الاجتماعية ومصادرة حقوق الافراد فى التوظيف والحياة الكريمة واحتكر السلطة والثروة ووصلت به مصر الى الحضيض ، ثم يسعى الآن الى التوريث أو التمديد ليضمن لنفسه وذريته الأمن من المساءلة عما نهب من ثروة مصر.

ولا يزال مبارك فى السلطة حتى الآن للأسباب الآتية:-

1- أنه أعطى فرصة للتيار المتطرف لسيطر ثقافيا ودينيا على عقول الناس ، فأصبح التطرف هو البديل السياسي للنظام العسكري واستغل هذا التطرف لإخافة الناس . كمن يقول أيهم الأفضل ، أنا أم المتطرفون ؟ بعد الصلح مع اسرائيل وانعدام حجة العدو الخارجي الاسرائيلي أو الجبهة الخارجية العسكرية قام حسني مبارك بتنمية وحش التطرف الى درجة معينة يخيف به الآخرين وبحيث لا يكون خطرا على نظامه العسكرى وليحول مصر الى جبهة داخلية حربية تسوغ له أن يحكم مستبدا بقانون الطوارئ .

2- من الطبيعي ان يتعاظم الغضب والسخط عليه ومن الطبيعي ان يحاول مبارك ان يجد مخرجا لهذا السخط بعيدا عنه بأن يوجهه الى جهة أخرى ، فكان لابد ان يتوجه السخط الى أمريكا والى اسرائيل باعتبارهما العدو الأكبر والمتآمر الأعظم على العرب والمسلمين مع ان العدو الحقيقي للشعب هو المستبد وأعوانه . وبالسيطرة على الاعلام والتعليم والأزهر والمساجد اتيح لمبارك ان يغسل عقول الشباب وان يوجه كراهيتهم نحو أمريكا واسرائيل بدلا من ان تتوجه اليه هو. هذا هو السبب الذى تقترب فيه كراهية أمريكا فى الشارع المصرى الى درجة الهوس العصبى مع أن أمريكا منحت مبارك خلال 24 عاما حوالى96 مليارا دولارا معونة أمريكية؟ " هل يجرؤ هويدى على مناقشة مبارك اين ذهبت هذه الأموال هى وأموال بيع القطاع العام ؟"

.3- استخدم مبارك أجهزته القمعية والدعائية والدينية فى مطاردة المصلحين وأغتيالهم معنويا وتشويه سمعتهم لاقفار مصر من الرموز الشريفة الديمقراطية الحقيقية فلم يبق فيها الا معارضة هزيلة خادمة للنظام لا تقوى على مواجهته.
يبقى السؤال الأخير : أين موقع فهمي هويدي من هذه السياسة ؟
الاجابة بايجاز شديد انه الكاتب الحكومي المتمكن الذى يلعب لصالح النظام فى منطقة غاية فى الحساسية هى التطرف ، ويلعب لصالح المتطرفين أيضا فيما لا يضر النظام ، ويلعب لحسابهما معا ضد الاصلاح فيطارد المصلحين ، ويغض الطرف عن الفساد والاستبداد والتطرف والتعذيب والظلم والتوريث والتمديد والنهب والسرقة ، ويتناسى ما يموج به الشارع من مظاهرات تطالب بالاصلاح . ينسى ذلك كله ويوجه سهامه لأمريكا وسعيها للاصلاح الديمقراطي . هذا هو سبب "تمكين" فهمى هويدي فى الأهرام لمدة تزيد على الثلاثين عاما . وفى سبيل الاحتفاظ بهذا التمكين لم ينزعج هويدى بصرخات صرعى التعذيب فى جحيم السجون المصرية، ومن بين اولئك الضحايا الآف الاخوان المسلمين، أو اخوانه المسلمين !!

  شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

  

اجمالي القراءات 215

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5335
اجمالي القراءات : 66,332,037
تعليقات له : 5,527
تعليقات عليه : 14,925
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي