رمزية الاحتفال باليوم العالمي للمراة في مجتمعنا المغربي بين العقل السلفي و الثقافة الامازيغية الاصلية ؟

مهدي مالك Ýí 2025-03-06


 

 

رمزية الاحتفال باليوم العالمي للمراة في مجتمعنا المغربي  بين العقل السلفي و الثقافة الامازيغية الاصلية ؟

مقدمة متواضعة                                   

ان أي باحث في تاريخ المغرب سواء ما قبل الإسلام و ما بعده سيجد ان اجدادنا الامازيغيين قد أعطوا المكانة الرفيعة للمراة داخل السلطة السياسية او داخل حركة المجتمع اليومي او داخل البيت العائلي المحترم من طبيعة الحال.

او داخل المجال الفني عبر فنوننا الامازيغية التقليدية على امتداد التراب الوطني أي من الشمال الى الجنوب و من الشرق الى الغرب الخ من هذه المؤشرات الدالة على ان اجدادنا الامازيغيين سواء قبل اسلامهم او بعد اسلامهم قد ادركوا أهمية الأدوار التي تلعبها المراة في مختلف ميادين الحياة العامة و الخاصة  ..

 ان المراة في لغتنا الامازيغية تسمى بتامغارت أي الكبيرة في كل شيء و ليست ناقصة العقل او الدين كما قاله الحديث الكاذب و المنسوب لرسولنا الاكرم عليه الصلاة و السلام بحكم ان القران الكريم قد كرم المراة عبر اياته الكريمات و عبر ذكر أسماء النساء مثل مريم العذراء ام سيدي عسى عليه السلام الخ من أسماء النساء..

 ثم ان القران الكريم لم يحمل زوجة ادم مسؤولية اكل الشجرة لوحدها كما يجتهد تراثنا الإسلامي البشري في ترسيخه في وعي المسلمين الجمعي طيلة قرون من الزمان بل حمل القران الكريم المسؤولية المشتركة بالتساوي بين سيدنا ادم و زوجته حواء كما تسمى في كتب تراثنا الإسلامي البشري حسب ما تعلمته من كتب المرحوم محمد شحرور الفاتحة للعقول .

ان تاريخ المغرب الإسلامي قد تميز بالمركزية المشرقية كما ذهب اليه الدكتور عبد الخالق كلاب أي ان الفاتحين العرب قد جاءوا الى المغرب قصد نشر الدين الإسلامي الحق و مبادئه العليا من قبيل المساواة بين المسلمين كاسنان المشط كحديث نبوي يقبله العقل و المنطق و العدل و الرحمة الخ عناوين الدين الإسلامي الحقيقي عندما كان الرسول الاكرم حي يرزق ..

اما تولى بني امية الحكم بعد حدوث الفتنة الكبرى بين الصحابة حيث قتل بعضهم بعض الخ من هذه الاحداث الخطيرة التي لا تعطي صورة حضارية لقيم الإسلام العليا بقدر ما تعطي انطباع عام و حاسم على ان الجاهلية القرشية قد رجعت بالقوة في دولة بني امية عبر فضائحها المعروفة في التاريخ الاسلامي حيث ان هذه الفضائح الصارخة تنفع ان تكون أفلام اباحية مع الأسف الشديد خصوصا اقحام مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم اغتصاب نساء الصحابة في تحطيم صارخ لقيم الإسلام الأخلاقية العليا من قبيل ان عرض المسلم و ماله هو حرام كحرمة يوم الحجة الوادع كما قاله الرسول الاكرم في خطبته الشهيرة أي بمعنى ان الدولة الاموية هي رمز الفجور و الفساد بشكل علاني بالنسبة لي بحكم ان ستر العيوب و المعاصي هو امر مطلوب علينا لكن هذه الاخبار تتواجد في كتب التاريخ الإسلامي التي كتبها فقهاء السلف الصالح انفسهم ...

 و ثم يطلب منا ان نصدق ان هؤلاء الاعراب قد جلبوا معهم الدين القويم و الحضارة الإسلامية الراقية الى شمال افريقيا عموما و المغرب خصوصا و أتساءل هنا السؤال التالي عن اية حضارة إسلامية راقية يقصدون بالضبط؟

و كما أقول دائما فان المغرب قد استقل عن المشرق العربي بفعل ثورة اجدادنا العظماء باخلاقهم الإسلامية الرفيعة على هؤلاء الحيوانات البشرية سنة 740 ميلادية و سنة 123 هجرية و هذه الثورة المجيدة كانت احدى الأسباب المباشرة لسقوط الخلافة الاموية في بالمشرق العربي حسب راي الدكتور عبد الخالق كلاب الله يعطيه الصحة باعتباره قد قام باعداد حلقة استثنائية حول ثلاث نساء متميزات في تاريخ المغرب في المرحلة الإسلامية و هن كنزة زوجة ادريس الأول و ليست جاريته على الاطلاق و سارجع الى هذه النقطة الجوهرية لاحقا ضمن هذا المقال المتواضع و زنيب النفزاوية زوجة يوسف بن تاشفين في الدولة المرابطية و الصالحة لالة عزيزة الشهيرة بجبال الاطلس الكبير بصلاحها و تقويها كمتصرفة و عابدة لله الخ من هذه الاوصاف للوالية الصالحة في منطقة سوس العالمة خصوصا و المغرب عموما ....

الى صلب الموضوع                              

ان رمزية الاحتفال باليوم العالمي للمراة يمكنها ان تكون افضل في مجتمعنا المغربي بالنظر الى هذه المؤشرات التاريخية و الدالة على استقلال المغرب عن الخلافة المسماة بالاسلامية بشكل تام على الصعيد السياسي و الديني و الاجتماعي بفضل عقلانية اجدادنا العظماء .

لقد تجسدت هذه العقلانية في الجمع بين العرف الامازيغي و الشرع الإسلامي كما أقوله دائما في مقالاتي المتواضعة و في طرد ما يمكن ان نسميه بالجاهلية القرشية من المغرب منذ سنة 123 هجرية و سنة 740 ميلادية و هذه الجاهلية تنظر الى المراة  باعتبارها عورة يجب عليها ان تبقى في البيت تحت رحمة الزوج او عائلته الخ و لا تشارك في الحياة العامة باعتبارها امراة حرة و زوجة الرجل ..

و اما الجارية فعورتها هي من السرة الى الركبة و تباع و تشترى في أسواق النخاسة في المشرق العربي او في الاندلس عندما هرب اخر أبناء بني امية من المشرق العربي الى الاندلس..

 ان الجارية في نهاية النطاف هي عاهرة بامتياز بحكم انها تكشف على كامل جسدها امام الرجال في هذه الأسواق في عز النهار بمباركة من السادة الفقهاء في دولة الخلافة المسماة بالاسلامية  و انها تباع و تشترى بين الخلفاء و الوزراء و علية القوم أي انها دعارة في السياق الإسلامي بالتاطير المباشر من العقل السلفي الفقهي حسب اعتقادي المتواضع حيث قال المفكر المصري الراحل السيد القمني رغم اختلافي مع ما ذهب اليه من الأفكار و الآراء لكنه صرح بكلام حكيم خلاصته ان هناك وثائق سرية لدى الفقهاء و الإسلاميين ستظهر عندما  ترجع ما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية الى الوجود و الحكم من جديد .........

اما في المغرب فان الامر قد اختلف كثيرا حيث لا وجود لبيع الجواري لدى الامازيغيين المسلمين حسب ما قاله الدكتور كلاب و حسب ما قالته الفنانة الكبيرة فاطمة  تاباعمرانت في احد قصائدها الرائعة سنة 2012 أي في سياق تولي حزب العدالة و التنمية رئاسة الحكومة المغربية بمعنى ان اجدادنا الامازيغيين رغم اسلامهم قد احتفظوا للمراة بمكانتها الرفيعة داخل السلطة السياسية الى حدود الدولة المرابطية على حد  علمي المتواضع حيث ربما أكون مخطئا في هذه النقطة ..

 و داخل المجتمع عبر قوانين وضعية امازيغية التي كانت على سبيل المثال لا حصر تعاقب من يضرب المراة بقدر من المال حسب ما سمعته في محاضرة للأستاذ عصيد سنة 2012 اذا كانت ذاكرتي قوية و بالإضافة الى قانون الكيد و السعايا بمعنى ان اجدادنا العظماء كانوا بعيدين كل البعد عن ادبيات العقل السلفي بخصوص المراة و التمييز الإيجابي بين الدين و الشأن العام ...

لكن مع كامل الأسف قد تغير كل شيء في ظرف اكثر من 60 سنة من الاستقلال الشكلي بالنسبة للامازيغيين و هويتهم السياسية و التنويرية داخل الدولة الوطنية الحديثة كما تسمى الان حيث شكل ارتباط المغرب بالمشرق العربي منذ سنة 1956 الى الان كوارث عديدة لا نهاية لها داخل الفكر الديني الرسمي او المجتمعي بحكم غزو تيارات الإسلام السياسي المشرقية و المذهب الوهابي المتوحش اثناء العقود الماضية مما ساهم في شيوع ادبيات العقل السلفي المتجاوزة أصلا في مجتمعنا الان ..

اذن كفى من الأوهام السلفية لان اجدادنا كانوا مسلمين اكثر من بني امية المارقين حيث ان اجدادنا لم  يقتلوا اهل البيت النبوي الشريف على الاطلاق و لم يغتصبوا نساء الصحابة على الاطلاق...

 و على عكس من ذلك قد استقبلوا ادريس الأول الهارب من بطش العباسيين بمشرقهم العربي و اكرمه و اعطوه ابنتهم كنزة للزواج الشرعي و ليس كجارية نهائيا  كما يقول المؤرخين المغاربة بالمركزية المشرقية أي احتقار الذات الامازيغية الإسلامية بصريح العبارة ..........

توقيع المهدي مالك                       

اجمالي القراءات 544

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-04
مقالات منشورة : 300
اجمالي القراءات : 1,531,046
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco