هل (كنتم خبر أُمة ) مقصود بها المُسلمين أم اليهود؟؟

عثمان محمد علي Ýí 2025-02-25


هل (كنتم خبر أُمة ) مقصود بها المُسلمين أم اليهود؟؟
سؤال من صديق غالى وعزيز ::
التعقيب ::
بإختصار شديد ::
يا صباح الفل صديقى الغالى ....... المفهوم العام لقوله تعالى (كُنتم خير أُمة) ...... يجب أن يُفهم من السياق العام للآية ومن الآيات التى وردت فيها الآية نفسها .
فقد وردت فى قوله تعالى (كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ (110) آل عمران . فى خطاب موجه للمُسلمين الذين أسلموا مع النبى عليه السلام ،وللذين سيأتون من بعدهم ويؤمنون بما فى القرءان من تشريعات ،ويُطبقونها ..فإن لم يؤمنوا بالله ، وبالقرءان وتشريعاته ولم يُطبقوها فى حياتهم العامة والخاصة ،فلن يكونوا من خير اُمة .
والخيرية هُنا لها جزأين ..جزء مُتعلق بالشئون المدنية فى الحياة ، وهذا مُتاح للناس جميعا ، ويتلخص فى (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المُنكر ) والمعروف هو (العدل ) ،والنهى عن المُنكر هو (النهى عن الفساد ومواجهته بكل السُبل (بالنصج ، وبالقانون ،وبعقاب المُفسدين المُصرين على الفساد والإفساد فى الأرض ) .. بمعنى (الإصلاح العام المُستمر بكل أنواع وألوان الإصلاح - تعليم - سياسة - إقتصاد - إجتماع - تشريعات مدنية - وووووو ) .. وهذا النوع من الخيرية وصلت إليه وفلحت فيه (أوروبا -وأمريكا الشمالية -وبعض الدول الأسيوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة) .
الجزء الثانى فى الآية مُرتبط بالفوز بالخيرية والمكانة العالية يوم القيامة ،وشروط الفلاح والفوز به تتلخص فى تكملة الآية بجملة ( وتؤمنون بالله ) ...... فلو آمن المُسلمون إيمانا صادقا بالله جل جلاله ، وطبقوا قواعد ( الأمر بالمعروف والنهى عن المُنكر ) - الإمر بالعدل والإصلاح المُستمر ،ونهواعن الفساد وقاوموه وواجهوه ،وحاكموا وعاقبوا المُفسدين مدنيا فى حقوق الناس وليس فى حقوق الله ...... فسيكونون بكل تأكيد وصدق من خير أُمة اُخرجت للناس منذ آدم عليه السلام وإلى أن تقوم الساعة ..
وجاء التعبير بالماضى فى قوله تعالى ( كُنتم خير أُمة ) دليلا على التأكيد على حدوثه ، ووقوعه على أرض الواقع ، فالتعبير بالماضى فى صيغ القرءان أثناء خطابه وتعبيره عن أمور فى الحاضر أو المُستقبل هو نوع من التأكيد على تحقيقها وحدوثها ،وعلى أنها أمر مُسلم به وواقع لا محالة ..
.وهذه صيغة من صيغ القرءان التى تفرد بها ،فأحيانا يُحدثك بإسلوب الماضى ،وهو يتحدث عن المُستقبل ، ويُحدثك بالمضارع وهو يتحدث عن الماضى ، ويُخاطبك بالمفرد وهو يتحدث للجمع ، والعكس .....
ولو رجعنا لسياق الآيات التى جاءت فيها آية _ كُنتم خير أُمة أخرجت للناس ) من الآية 100 إلأى 110 آل عمران _ فسنجد فيها تعليمات متكاملة لأسباب هذه الخيرية منها - الإعتصام بالقرءان الكريم وتشريعاته - الأمر بتقوى الله الدائمة والمُستمرة والإسلام والتسليم له سُبحانه وتعالى --الإعتصام بالقرءان والإتحاد وعدم الفرقة والتشتت - الإصلاح المُستمر فى المجتمع - التحذير من الفرقة والتشتت والكُفر بالله وبيان نتيجة هذا يوم القيامة - وكل هذه الأوامر من حدود الله وتشريعاته التى أمرنا بها - ثم إختتم بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهو الأمر بالعدل والنهى عن الفساد ومواجهته ،ثم مسك الختام بأن يكون كل هذا ضمن الإيمان بالله وحده جل جلاله لنكون أو ليكون الشخص من خير اُمة اخرجت للناس فى الدُنيا والآخرة ..
وإقرأوا كل هذا فى الأيات 100 إلى 110 من سورة آل عمران ...
((يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ كَٰفِرِينَ (100) وَكَيۡفَ تَكۡفُرُونَ وَأَنتُمۡ تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمۡ رَسُولُهُۥۗ وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ (101) يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ (102) وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ (103) وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ (105) يَوۡمَ تَبۡيَضُّ وُجُوهٞ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهٞۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡوَدَّتۡ وُجُوهُهُمۡ أَكَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ (106) وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبۡيَضَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فَفِي رَحۡمَةِ ٱللَّهِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ (107) تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۗ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلۡمٗا لِّلۡعَٰلَمِينَ (108) وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ (109) كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ (110))) آل عمران .
اجمالي القراءات 1020

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق