Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2025-02-22
عزمت بسم الله،
نحن على أبواب من بداية شهر خير من ألف شهر، لأن أحسن الحديث (القرآن) أُنزل فيه على قلب الرسول محمد عليه السلام. يقول سبحانه: وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ. الشعراء 192/194. أي أن القرآن نزل كاملا على قلب الرسول في الليلة المباركة في الشهر المبارك رمضان. شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ... البقرة 185. لا يوجد على البسيطة كتابٌ هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، إلا كتاب القرآن العظيم، (لأنه الكتاب المهيمن على ما سبقه من الكتب المنزلة، ولأنه الرسول بعد وفاة النبي إلى قيام الساعة) الذي أُنزل في ليلة القدر من شهر رمضان الذي فيه ليلة خير من ألف أشهر، تنزل الملائكة فيها والروح (جبريل) عليه السلام، بإذن ربهم من كل أمر، أي بكل ما قدَّر الله تعالى أن يقع في كامل العام مما يرتبط بالأرض من الهداية والإرشاد والمواليد والوفيات وكل حوادث ذلك العام، إلى ليلة القدر من العام المقبل. إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر*ِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ. القدر 1/5. وليلة القدر لا يعلمها إلا الله تعالى متى تكون بين ليالي رمضان، (وليس لليلة النصف من شعبان ذِكرٌ في القرآن، ولا لما يُحكى مما حدث فيها من لهو الحديث). وكان إخفاء ليلة القدر لحكمة أرادها الله تعالى ليتسابق المؤمنون في الخيرات والعمل الصالح، من مراجعة اليتامى والمساكين، والإكثار من الإنفاق مما استخلفنا الله تعالى فيه، لكن أكثر الناس وخاصة رجال الدين لا يقدسون شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، إنما يَنزِلون إلى ما افتري على النبي من أقوال وأفعال كتبتها أيدي البشر بعد موت النبي بقرنين وأكثر، هاجرين العمل بما جاء في القرآن من أوامر ونواهٍ من لدن حكيم عليم، متبعين السبل التي نهوا عنها فأضلتهم وأضلوا كثيرا، لأن الله تعالى قال عن كتاب القرآن: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. الأنعام 153.
إن المسلمين يقرؤون في كل ركعة من صلاتهم (اهدنا الصراط المستقيم) لكنهم لا يهتدون. يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ* إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ* وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ. البقرة 168/170.
والدليل على ذلك وضْعُ المسلمين من يوم وفاة النبي إلى يوم الناس هذا، لدليل قاطع على أن المسلمين لم يمتثلوا لأمر الله تعالى ولم يهتدوا ولم يجتنبوا نهيه، فاتبعوا السبل وهجروا القرآن فتفرقوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون يكفرون بعضهم بعضا.
وأتساءل: ما الفرق بين كتاب الله تعالى (القرآن) المنزل وحيا على الرسول، وما افتري عليه من روايات؟ هل هو وحي كذلك؟
الجواب: في نظري هو بما أن القرآن العظيم لا يحتاج إلى إثباته بالعنعنات (عن فلان عن فلان)، لأنه وحي من الله تعالى محفوظ من لدنه سبحانه، تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ويزيدهم خشوعا. قال رسول الله عن الروح عن ربه: أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ* اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ. الزمر 22/23. أما ما نسب إلى النبي مما تلفظ به لا يُعتبر من الوحي أبدا، لأن الرسول عندما ينطق فإنه ينطق بالوحي دون إرادته، أما عندما يتلفظ فإنه يقول ما يشاء بإرادته كغيره من البشر.
فهل رجال الدين الذين يوردون في خطبهم روايات ظنية كتبتها أيدي بشر مطمئنون واثقون مما ينقلون عن الرسول؟
الجواب: في اعتقادي هم غير مطمئنين ولا واثقين مما ينقلون من كتب البشر من لهو الحديث المضل عن سبيل الله تعالى. يقول سبحانه عن الرُّسل المبشرين المنذرين وآخرهم النبي محمد عليه السلام: رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا* لَّكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلالاً بَعِيدًا* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا* إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا* يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. النساء 165/170.
إن هذه الآيات العظيمة تقشعر منها جلود الذين يوقنون بيوم الفرقان يوم التناد، يوم ينفع الصادقين صدقهم. وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ* يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ. غافر32/33.
قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. المائدة 119.
ختاما: إن المسلمين يقرؤون في كل ركعة من الصلاة سورة الفاتحة، التي فيها الدعاء وهو الطلب من الله تعالى الهداية إلى الصراط المستقيم، (اهدنا الصراط المستقيم) لكن أكثرهم لا يتبعون القرآن الذي هو الصرط المستقيم.(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ)بل يتبعون ما كتبت أيدي البشر كالبخاري والكافي وغيرهما، فضلوا وأضلوا كثيرا، وهم يحسبون أنهم على الصراط المستقيم، بينما حسب القرآن هم من المغضوب عليهم والضالين، لأن الله تعالى يقول:
كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* ( القوم الظالمون هم الذين يشركون كتاب الله تعالى الذي جاء بالبينات بكتب البشر). أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ* خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ* إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللَّه غَفُورٌ رَّحِيمٌ* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ. آل عمران 86/91.
قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ* لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ* ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ* لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ* فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ* فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ*
فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ* هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ* نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ. الواقعة 49/57. صدق الله العظيم.
وهذا تفسير من المنقب القرآني. لآخر سورة الفاتحة: ((صراط الذين أنعمت عليهم))
أنه تفسير ل: (الصراط المستقيم) أي الصراط المستقيم هو صراط الذين أنعمت عليهم، بهدايتهم من النبيين والأئمة والصالحين. ((غير المغضوب عليهم)) فإن من أنعم عليه بالهداية لا يكون مغضوبا عليه، ((ولا الضالين)) أي الضال المنحرف عن الطريق. والضال يمكن أن يكون مغضوبا عليه إذا كان عن تقصير، ويمكن أن يكون غير مغضوب عليه إذا كان عن قصور. والمسلم يطلب من الله تعالى أن لا يكون من هؤلاء ولا هؤلاء.
وهذا تفسير القرطبي:
وقيل: " المغضوب عليهم " المشركون.
و " الضالين " المنافقون.
وقيل: " المغضوب عليهم " هو من أسقط فرض هذه السورة في الصلاة، و " الضالين " عن بركة قراءتها.
وقيل: " المغضوب عليهم " باتباع البدع، و " الضالين " عن سنن الهدى.
قلت: وهذا حسن، وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأعلى وأحسن.
تفسير القرطبي - (ج 1 / ص 150) المكتبة الشاملة.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.
هل ما نسب إلى النبي محمد من حديث أو فعل هو فعلا وحي من عند الله تعالى؟
حسب البخاري، النبي كان يُخيَّلُ إليه أَنَّه يَأْتِي النِّساء ولَمْ يَأْتهِنَّ.
دعوة للتبرع
أربعة أسئلة: وردت هذه الأسئ لة فى رسالة خاصة من أخى...
الدعاء بالانتقام : تعرضت للظلم من شخص أحسنت اليه فرد الجمي ل ...
الاقتداء بالرسول: اذا كان الانس ان يبحث دائما عن قدوة له فهل لنا...
قتل المجنون : هل يجوز قتل المجن ون الذى لا يرجى شفاءه و الذى...
رحم الله أبى وأخاك : الشيخ احمد قرأت لك عن موضوع الهدا ية وانها...
more