حوار صحفي خيالي مع فنانة امازيغية عصرية من سوس العالمة؟

مقدمة متواضعة                                

منذ ستينات القرن الماضي ظهرت بوطننا العزيز المغرب ظاهرة المجموعات الغنائية العصرية تغني بالدارجة من قبيل مجموعة ناس الغيوان و مجموعة جيل جيلا و مجموعة لمشاهب الخ من هذه المجموعات المعروفة.

و تغني بالامازيغية أيضا من قبيل مجموعة لقدام و مجموعة ازنزارن سواء الشامخ او عبد الهادي ايكوت و مجموعة ارشاش سواء مولاي علي شوهاد او صالوت اكرام و مجموعة اودادن الخ من هذه المجموعات العصرية الامازيغية سواء في سوس العالمة او في الريف الجريح كما اسميه عبر مقالاتي المتواضعة او في الجنوب الشرقي ........

ان الحركة الثقافية الامازيغية لم تكن بعيدة عن المجال الفني الامازيغي عموما او عن ظاهرة المجموعات الغنائية العصرية خصوصا لان المغرب بعد سنة 1956 قد رفع من شان فنون مدن المركز أي فاس و الرباط و سلا باعتبارها فنون العائلات الاندلسية التي سيطرت على مراكز القرار و النفود بعد الاستقلال الشكلي كما نسميه داخل الحركة الامازيغية الان ...

و كما قلت سالفا فلم تكن الحركة الامازيغية بصيغتها الثقافية بعيدة عن ظاهرة المجموعات الغنائية العصرية خصوصا حيث كانت الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي باعتبارها اول جمعية ثقافية امازيغية أسست  ببلادنا سنة 1967 قد خلقت مجموعة اوسمان في سنة 1975 في قلب العاصمة الإدارية الرباط بهدف تطوير الاغنية الامازيغية من ناحية المضامين و من ناحية الايقاعات حيث استطاعت مجموعة اوسمان بالرغم من كل الظروف المحيطة بها و بالثقافة الامازيغية وقتها ان تكون ثورة هادئة حسب مقاييس ذلك الزمان المتعددة من خلال مشاركتها الناجحة في السهرات داخل المغرب و خارجه مثل فرنسا و بلجيكا التي لن تنسى في تاريخ الاغنية الامازيغية العصرية على الاطلاق مما يعني ان  مجموعة اوسمان كانت سفيرة للثقافة الامازيغية العصرية داخل الوطن و خارجه بدون ادنى شك و كانت حاملة لمشعلها المنير في الاعلام الرسمي حيث كانت الإذاعة الدولية أي الناطقة باللغة الفرنسية تبث أغاني هذه المجموعة الأسطورية بشكل يومي حسب شهادة الأستاذ طارق المعروفي الذي كان احد أعضاءها و له كتاب حول الموضوع تحت عنوان مجموعة اوسمان الامازيغية أصدره المعهد الملكي للثقافة الامازيغية مع العلم ان الأستاذ طارق المعروفي ليس ناطق بالامازيغية أصلا لكنه امن ان الامازيغية هي قضية هوية هذا الوطن الكريم.......

لكن مسيرة هذه المجموعة الأسطورية قد توفقت في أواخر سبعينات القرن الماضي بسبب مشاغل أعضاءها الحياتية و المستقبلية وقتها .

ان الفنان الامازيغي الملتزم عموري امبارك رحم الله كان احدى ثمار مجموعة اوسمان البارزة حيث واصل مشواره الفني المتميز بالتجديد مع الحفاظ على الاصالة عبر اغانيه الجميلة و الحاملة لقضايا الانسان الامازيغي داخل الوطن او خارجه و فاز بعدة جوائز وطنية في مهرجان الاغنية المغربية في منتصف ثمانينات القرن الماضي في ظل تهميش الثقافة الامازيغية الى ابعد الحدود آنذاك و لذلك تعرض المرحوم عموري امبارك للتهميش التلفزيوني حيث  قلما يظهر على شاشات التلفزة المغربية و القناة الثانية طيلة سنوات  التسعينات من القرن الماضي حسب ذاكرتي المتواضعة.

لقد ظل المرحوم عموري امبارك مخلص لطريقته الفنية الرفيعة و دفاعه عن هوية المغربية الاصلية حتى وفاته في يوم 14 فبراير 2015 تاركا وراءه زوجته الموقرة و الفنانة الامازيغية الملتزمة زورا تنيرت و ابنهما سيفاو و تحية لها و زوجها الأستاذ ماسين ازايكو ابن شقيق المرحوم علي صدقي ازايكو بالمناسبة..............

 و خلاصة القول ان ظاهرة المجموعة الغنائية الامازيغية العصرية قد ساهمت بدور فعال في المسار النضالي للحركة الامازيغية منذ سنة 1967 الى الان و في احداث الشعر الامازيغي الحديث الخ من هذه الفضائل ...

الى صلب الحوار الخيالي                           

يشرفني ان استضيف في هذا الحوار الصحفي المتواضع فنانة امازيغية عصرية من سوس العالمة حيث انها من مواليد سنة 1970 بجماعة اورير القروية نواحي إقليم اكادير في اسرة فنية لان ابوها كان رايس كبير داخل جهة سوس وقتها و كان عميها شاعر امازيغي يبيع قصائده للروايس و المجموعات الامازيغية العصرية ............

السؤال 1 من تكونين ؟                                                           

الجواب أولا تحية نضالية لكل رموز الحركة الامازيغية داخل المغرب و خارجه حيث انا اسمي فاطمة بنت الرايس جامع اتنان نسبة الى منطقة اداوتنان المشهورة بالعسل و بحكمها الذاتي عن المخزن قرون عديدة حتى دخول الاستعمار الفرنسي اليها سنة 1927 .      

لقد ولدت سنة 1970 في قرية أورير الساحلية حيث البحر و الشمس المشرقة و البسطاء من الناس يعملون من اجل ضمان الستر و العيش الكريم.

و نشات في اسرة محافظة لكنها فنية بامتياز حيث دخلت الى المدرسة في سن 7 سنوات الى سن 15 سنة ثم اخرجني الوالد لسبب وحيد الا و هو انني أصبحت فتاة جميلة لا يصح لها ان تمشي في الدروب لوحدها في الصباح و في المساء بمعنى ان الوالد كان يخاف علي كثيرا .

السؤال 2  متى كانت بداية مسارك الفني بالنسبة لك؟                            

الجواب بعد خروجي من المدرسة سنة 1985 كنت اذهب مع الوالد الى سهراته الفنية في اكادير و في الدار البيضاء بعد ذلك أي كنت اكتشف اسرار هذه المهنة الصعبة و اتذوق أغاني فن الروايس و أغاني المرحوم عموري امبارك الذي اعتبره مدرسة للجمع بين  الاصالة الامازيغية  و المعاصرة و هكذا كنت أتصور مساري الفني المستقبلي في اواحر الثمانينات و أوائل التسعينات........

لقد شاركت في اول برنامج تلفزيوني لتشجيع المواهب في الاغنية الفرنسية لانني كنت اعشق الغناء بهذه اللغة الأجنبية ..

لكنني فشلت  في هذه التجربة لعدة أسباب لا داعي لذكرها الان حيث اتجهت كليا نحو الاغنية الامازيغية العصرية فاسست  مجموعة تاوسنا للغناء العصري سنة 1993 .....

السؤال 3 ماهية اهم المواضيع التي تناولتها في أغاني مجموعة تاوسنا ؟         

الجواب أولا انني مغنية داخل مجموعتي و انني اكتب الشعر الامازيغي او اخذه من عمي الشاعر حيث تطرقت الى العديد من المواضيع من قبيل الهوية الامازيغية قبل سنة 2001 و بعدها و من قبيل قضية المراة الامازيغية خصوصا في العالم القروي الخ من مواضيع الواقع المعاش لان وظيفة الفنان الامازيغي او الفنانة الامازيغية كانت و مازالت هي نقل الاخبار مهما كان نوعها الى الجمهور الامازيغي العريض...

لكننا نرى الان واقع اخر يتمثل في تحطيم هويتنا الامازيغية او رموزها من طرف طيور الظلام و الرجعية في منطقة سوس العالمة في عز النهار امام الجميع بما فيهم وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية التي لا تتحرك نهائيا حينما يتعلق بالثقافة الامازيغية و رموزها  ...

السؤال 4 هل هناك عراقيل واقفت امام مجموعتك ؟                            

الجواب بطبع كانت و مازالت مجموعة من العراقيل تقف امام أي عمل فني جاد لصالح الثقافة الامازيغية حيث كنا في مرحلة التسعينات نحلم بانشاء مؤسسة وطنية تعنى بالثقافة الامازيغية على الصعيد الوطني و الان تحقق هذا الحلم منذ 21 سنة من عمر المعهد الملكي للثقافة الامازيغية و الفنان الامازيغي مازال يصرخ امام الكاميرات و الإذاعات الخاصة بانه مهمش داخل هذه البلاد المباركة بناسها و باسلامها المعتدل و الوسطي ....

السؤال 5 هل شاركت في سهرات خارج الوطن ؟                                  

الجواب منذ تأسيس مجموعتي تاوسنا أي المعرفة بالعربية سنة 1993 قمنا بجولات فنية داخل الوطن بإمكانياتنا المتواضعة أي ان وزارة الثقافة وقتها لا تدعمنا نهائيا باعتبارنا مجموعة امازيغية ملتزمة حيث يعشقنا الكثير من الناس و خصوصا طلبة الجامعات المغربية و نساء العالم القروي حيث كنا نرى ذلك في عيونهن الحالمة بغد  افضل لهن .

و كما قمنا بعدة جولات في فرنسا و في بلجيكا لدى جاليتنا الامازيغية و المشتاقة الى تراثها الموسيقي الخالد حيث كنت اغني قصائد الرايسات هناك أمثال الرايسة رقية تالبنسيرت و الرايسة فاطمة تحيحت مجاهد الخ و بالإضافة الى اغانيي الخاصة حيث كان هناك تجاوب جميل بيننا و بين الجمهور الغفير لدرجة ان جاء احدهم الي بعد انتهاء السهرة يشكرني كثيرا على احياء تراث فن الرايسات الغنائي حيث هذا يذكرنا ببلادنا المغرب عموما و منطقتنا السوسية خصوصا لان في ذلك الوقت كانت تلفزتنا الوطنية الوحيدة آنذاك تمارس ما نسميه اليوم بالتعريب الشامل و كذا التغريب الشامل ...

السؤال 6 هل تم دعوتك للحضور في أي برنامج إذاعي او تلفزيوني؟        

الجواب طبعا تم دعوتي للمشاركة في برنامج إذاعي على الإذاعة الامازيغية صيف عام 1995 حيث كان المقدم هو الحاج عبد الله طالب علي و كان ذلك السياق التاريخي لم يكن يسمح باي تطرق الى الثقافة الامازيغية بشكل صريح كما هو الحال الان.

و تم دعوتي أيضا في برنامج تلفزيوني للقناة الثانية باللغة الفرنسية سنة 1996 و تم تقديم مجموعتي باعتبارها مجموعة للفلكلور الشعبي ببعده الحقير امام اجواق الطرب الاندلسي الأصيل بالنسبة للسلطة الى يوم الناس هذا و شعرت وقتها بالحكرة  و بالتمييز العنصري في بلادي الاصلية و ليست لغيرنا ....

السؤال 7 هل فكرت في الانخراط في حزب سياسي معين ؟                      

الجواب يصعب الدفاع و النضال من اجل الامازيغية بشموليتها كما تقولها في عهد الحسن الثاني حيث كنا داخل الحركة الثقافية الامازيغية نناضل من اجل اللغة و الثقافة الامازيغيتان و ادماجهما في التعليم و في الاعلام .

و اما بعد سنة 2001 و الشعارات المرفوعة من طرف السلطة العليا بغية المصالحة مع المكون الثقافي الامازيغي  اتجه طائف واسع من الحركة الثقافية الامازيغية نحو مساندة مبادرة المرحوم احمد الدغرني الرامية الى تأسيس الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي في يوليوز 2005 حيث كنت احدى المنخرطات في هذه التجربة التاريخية التي لم تنجح بحكم وجود المعارضات الكثيرة داخل الحركة الامازيغية و داخل الحركة الإسلامية الخ لوجود هذا الحزب المظلوم الى تم حله من طرف وزارة الداخلية سنة 2008 .

        السؤال 8 ما رايك في فن الروايس ؟                                        

الجواب انه تراث الأجداد و الإباء و تراثنا نحن حيث من يحتقر هذا الفن  الأصيل فانه يحتقر التاريخ و الثقافة و الحضارة لهذه البلاد العزيزة و كل دول العالم لها معتقداتها الدينية و تراثها الثقافي و الغنائي بما فيها السعودية باعتبارها مهد الوهابية الحقيرة التي اخذت تعلمنا الإسلام من جديد و تعلمنا ما هو اصلنا الامازيغي الإسلامي ك اجدادنا لم يتركون لنا اسلام امازيغي وسطي يوازن بين الدين و الدنيا و بين الشرع و العرف الخ ...

السؤال 9 هل سافرت الى المشرق العربي؟                                        

الجواب انني احب ان اسافر الى دول العالم مع مجموعتي الغنائية ذات الرسالة الملتزمة بالقضية الامازيغية حيث سافرت الى مصر سنة 2009 للمشاركة في احياء سهرة فنية و هناك جلست للحوار الصحفي مع احدى الجرائد المصرية حول فني الملتزم و حول الثقافة الامازيغية المغربية الخ من هذه المواضيع المتداولة وقتها ..

ثم سافرت الى قطر للسياحة و هذا ما مكان ............

السؤال 10 ما رايك في الصور النمطية للمراة المغربية في المشرق العربي ؟

الجواب لقد علمت من تاريخنا الحقيقي ان ما يسمى بالفتح الإسلامي للمغرب ما هو الا اكذوبة عظمى لان الجيوش الاموية لم تاتي الى اجدادنا الكرام قصد هدايتهم الى الرسالة الإسلامية بل جاءت لغرض اخر يمثل في وطئ النساء و البنات ثم ارسالهن الى خليفتهم بدمشق ليس لهدايتهن الى التقوى و العمل الصالح بل لممارسة الفحشاء معهن في الفراش بالمباركة من طرف الفقهاء و هل تعرف ماذا اقصد ؟ يا اخي .

السؤال 11 هل تعرضت للتكفير و الإخراج من الملة الإسلامية ؟               

الجواب ليس بعد لان هؤلاء الجهلاء يعملون على جعل الناس يكرهون الدين و التدين الاصيلان في مجتمعنا الامازيغي باعتبارهم يحرمون كل شيء تقريبا حتى قراءة الحزب الراتب حيث هكذا هو التدين الوهابي الدخيل الى بلادنا سنة 1979 و الى سوس الأقصى منذ 2018 بفضل بركات تيارات الإسلام السياسي ....

السؤال الأخير  ماهية كلمتك الأخيرة  ؟                            

شكرا                                   

توقيع المهدي مالك