نظرات فى كتاب بطلان ما جاء في فضل العقيق والياقوت والزمرد
نظرات فى كتاب بطلان ما جاء في فضل العقيق والياقوت والزمرد وإبطال طرق الشياطين
المؤلف أبو سامي العبدان حسن التمام والكتاب يدور حول حكم فضل بعض المعادن والأحجار وقد تحدث العبدان فى المقدمة عن انتشار كلام الناس حول تلك الأحجار ومن ثم بحث الأمر فقال :
"أما بعد
فقد كثر الكلام وانتشر على ما يسمى بالأحجار الكريمة ولم أجد شيئا يدل على فضلها إلا التختم بالعقيق والياقوت والزمرد والأحاديث الواردة فيها كلها واهية "
وتحدث عما ينسب للنبى(ص) من تختمه بخاتم قضة فقال :
"والنبي (ص) عندما اتخذ خاتما كان فصه منه كما في "صحيح البخاري" (5870) أي من جنسه وهو الفضة وفي "سنن أبي داود" (4217) "من فضة كله فصه منه" وفي "أخلاق النبي (ص) " 2/ 318 لأبي الشيخ "كله من ورق" ولا يعارضه ما أخرجه مسلم (2094) "وكان فصه حبشيا" فإن نسبته إلى الحبشة لصفة فيه إما الصياغة وإما النقش"
ثم ذكر أحاديث التختم بالعقيق وغيره مبينا فساد أسانيدها فقال :
" (1) "تختموا بالعقيق فإنه مبارك"
موضوع أخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 448 والمحاملي في "الأمالي" (111) وابن حبان في "المجروحين" 3/ 138 وابن عدي في "الكامل" 8/ 471 والدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (6218) والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 249 250 وابن الجوزي في "الموضوعات" (1461) من طريق يعقوب بن الوليد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره
وهذا إسناد تالف يعقوب بن الوليد أبو يوسف الأزدي المدني قال الإمام أحمد خرقنا حديثه منذ دهر كان من الكذابين وكان يضع الحديث
وكذبه أبو حاتم ويحيى
وقال أبو داود وغيره غير ثقة
وقال النسائي وابن عدي متروك
وقال ابن حبان يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب
وقال العقيلي
"ولا يثبت في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء"
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 8/ 468 469 ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5941) حدثنا عبد الله بن موسى وعمران بن موسى حدثنا الصلت ابن مسعود حدثنا يعقوب بن إبراهيم الزهري حدثنا هشام بن عروة به
وقال ابن عدي
"وهذا يعرف بيعقوب هذا وليس بالمعروف مدني وقد سرقه منه يعقوب بن الوليد الأزدي مدني أيضا فرواه عن هشام بن عروة كما رواه هو ويعقوب بن إبراهيم الزهري لم أعرف له غير هذا فأذكره"
(2) "انطلق إلى السوق فاشتر له نعلا واستجدها ولا تكن سوداء واشتر له خاتما وليكن فصه عقيقا؛ فإنه من تختم بالعقيق لم يقض له إلا بالذي هو أسعد"
موضوع أخرجه ابن حبان في "الثقات" 7/ 540 541 والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (914) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 290 وابن الجوزي في "الموضوعات" (1462) عن ابن قتيبة حدثنا محمد بن أيوب بن سويد حدثني أبي قال حدثني نوفل بن الفرات عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت أتى بعض بني جعفر إلى رسول الله (ص) فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله أرسل معي من يشتري لي نعلا وخاتما فدعا له بلال بن رباح فقال فذكره
وقال ابن حبان
"البلية في هذا الخبر من محمد بن أيوب بن سويد لأن نوفلا كان ثقة وكان محمد ابن أيوب يضع الحديث وهذا الحديث موضوع"
محمد بن أيوب بن سويد الرملي قال أبو زرعة رأيته قد أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة
وقال الدارقطني متروك
وقال الحاكم وأبو نعيم روى عن أبيه أحاديث موضوعة
وقال ابن المقرئ سمعت أحمد بن عمرو بن جابر الرملي الحافظ يحلف بالله أن محمد ابن أيوب بن سويد كذاب
(3) "أكثر خرز أهل الجنة العقيق"
موضوع أخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 344 345 وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 281 وابن الجوزي في "الموضوعات" (1463) من طريق محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا عبيد بن الغازي [1] قال حدثنا سلم الزاهد قال حدثنا القاسم بن معن عن أخته أمينة بنت معن عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قال رسول الله (ص)فذكره
وقال ابن حبان
"سلم بن عبد الله الزاهد أبو محمد يروي عن القاسم بن معن ما ليس من حديثه لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار"
وقال ابن الجوزي
"سلم بن سالم كذاب كان ابن المبارك يكذبه وقال أبو زرعة لا يكتب حديثه وقال السعدي غير ثقة"
قلت كذا سمى ابن الجوزي أبا سلم سالما ولم تقع في رواية واحد منهم تسمية والد سلم وذكر أبو نعيم هذا الحديث في ترجمة سلم بن ميمون الخواص وحكم عليهما الناجي بالوهم في "التعليق الرشيق" (ص 13) فقال
"ليس ابن ميمون ولا هو سلم بن سالم الزاهد"
وتابع الذهبي في "الميزان" 2/ 185 ابن حبان فسماه سلم بن عبد الله الزاهد وهو الراجح فقد جاء التصريح بأنه أبو محمد سلم بن عبد الله الزاهد عند ابن الجوزي نفسه في "الموضوعات" (972) والجورقاني في "الأباطيل" (419) في حديث "فاقض ما تركت" يرويه عن القاسم بن معن ورواه عنه عبيد بن محمد الغازي
(4) "من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيرا"
موضوع أخرجه ابن حبان في "المجروحين" 3/ 153 154 ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1460) والطبراني في "الأوسط" (103) و"فيما انتقاه ابن مردويه عليه" (38) من طريق زهير بن عباد قال حدثنا أبو بكر بن شعيب عن مالك بن أنس عن الزهري عن عمرو بن الشريد عن فاطمة عن رسول الله (ص) قال فذكره
وقال الطبراني
"لم يرو هذا الحديث عن مالك إلا أبو بكر بن شعيب تفرد به زهير بن عباد"
وقال ابن حبان
"أبو بكر بن شعيب شيخ يروي عن مالك ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به"
وذكر الذهبي في "الميزان" 4/ 503 هذا الحديث في ترجمته وقال
"هذا كذب"
(5) "من تختم بالعقيق ونقش فيه وما توفيقي إلا بالله وفقه الله لكل خير وأحبه الملكان الموكلان به"
موضوع أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1459) أنبأنا أبو القاسم السمرقندي قال أنبأنا أبو الحسن النقور قال أنبأنا أبو عبد الله بن الحسين بن هارون الضبي قال وجدت في كتاب أبي حدثني أبو سعيد الحسن بن علي في منزلي قال حدثنا صهيب بن عباد قال حدثنا أبو بكر الأزرقي قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي عليه السلام قال قال رسول الله (ص)فذكره
وقال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص 252)
"في سنده أبو سعيد الحسن بن علي وهو كذاب وهذا عمله"
(6) "تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر واليمين أحق بالزينة"
موضوع أخرجه الجورقاني في "الأباطيل" (636) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 344 345 وعلقه ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 235 من طريق أبي أحمد بن عبد الله بن عدي الحافظ قال حدثنا عيسى بن محمد بن
عبد الله أبو موسى البغدادي بدمشق سنة ثلاث مائة قال حدثنا الحسين بن إبراهيم البابي قال حدثنا حميد الطويل عن أنس أن رسول الله (ص) قال فذكره
وقال ابن عدي
"حديث باطل والحسين بن إبراهيم مجهول"
وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 530
"حسين يعني ابن إبراهيم البابي لا يدري من هو فلعله من وضعه"
(7) "تختموا بالعقيق فإنه أنجح للأمر واليمنى أحق بالزينة"
موضوع أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ 351 أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد أخبرنا جدي أبو عبد الله الحسن بن أحمد أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي حدثني أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي لفظا حدثني أبو القاسم الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام السلمي حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي حدثني محمد بن الحسن بالباب والابواب حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك مرفوعا به
وقال الحافظ في "لسان الميزان" 3/ 142
"موضوع بلا ريب لكني لا أدري من وضعه؟! "
(8) "تختموا بالعقيق فإن جبريل أتاني به من الجنة وقال يا محمد تختم بالعقيق ومر أمتك أن تختم به"
ذكره الديلمي في "الفردوس" (2324) وإسناده ذكره الحافظ ابن حجر في "الغرائب الملتقطة" مخطوط عن عبد الرحمن بن غزو عن الحسين بن محمد التميمي عن أبي بكر النقاش عن زيد بن علي بن عبد العزيز عن ميمون بن سليمان عن منصور بن بشر الساعدي عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن أبيه عمر مرفوعا به
وقال السخاوي في "الأجوبة المرضية" 1/ 110"وهذا موضوع على عمر فمن دونه إلى مالك"
(9) "من تختم بالعقيق كتب الله له كل يوم عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات"
ذكره السخاوي في "الأجوبة المرضية" 1/ 109 من حديث ابن عمر وعزاه للديلمي وقال
"سنده ضعيف"
(10) "تختموا بالخواتيم العقيق فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام عليه"
ذكره السخاوي في "الأجوبة المرضية" 1/ 109 معزوا للديلمي من طريق علي بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان عن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه وقال
"علي بن مهرويه صدوق وداود بن سليمان يقال له الغازي وهو جرجاني كذبه ابن معين وله نسخة موضوعة بالسند المذكور من جملتها أن الأرض تنجس من بول الأقلف أربعين يوما"
(11) "من تختم بفص الياقوت نفى عنه الفقر"
موضوع أخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 145 وابن عدي في "الكامل" 1/ 281 ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1465) من طريقين عن الفرياناني عن أبي ضمرة عن حميد عن أنس عن النبي (ص) قال فذكره
ولفظ ابن عدي "من اتخذ خاتما فصه ياقوت نفي عنه الفقر"
وقال ابن حبان
"أحمد بن عبد الله بن حكيم أبو عبد الرحمن الفرياناني المروزي كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم وعن غير الأثبات ما لم يحدثوا
وقال هذا خبر باطل ما قاله رسول الله (ص) ولا أنس رواه ولا حميد حدث به ولا أبو ضمرة ذكره بهذا الإسناد"
وقال ابن عدي
"وهذا الحديث باطل بهذا الإسناد وأبو ضمرة ثقة"
(12) "تختموا بالزمرد فإنه ينفي الفقر"
ذكره الديلمي في "الفردوس" (2439) من حديث ابن عباس ولا يصح كما في "المقاصد الحسنة" (320) ولم أقف على إسناده لأن المطبوع منه محذوف الأسانيد لكن أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1464) أنبأنا محمد بن ناصر قال حدثنا محمد بن علي النرسي قال حدثنا علي بن المحسن التنوخي قال حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني قال حدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة الشامي قال حدثنا أحمد بن سليمان بن أبي شيخ الواسطي قال حدثني أبي قال حدثنا حجر بن عبد الجبار الحضرمي عن تميم بن النعمان عن المنصور أبي جعفر عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله (ص)
"تختموا بالياقوت فإنه ينفي الفقر"
وقال ابن الجوزي
"لا أصل له فيه محمد بن عبد الله الشيباني قال أبو بكر الخطيب كان يضع الحديث قال لي الأزهري كان دجالا"
(13) "تختموا بالزبرجد فإنه يسر لا عسر فيه"
ذكره السخاوي في "المقاصد الحسنة" (320) وقال"قال شيخنا يعني ابن حجر إنه موضوع"
(14) "من تختم بالياقوت الأصفر منع من الطاعون"
ذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (17298) وقال
"ابن زنجويه في كتاب الخواتيم عن علي وسنده ضعيف""
وانتهى الرجل إلى أن كل تلك الأحاديث ضعيفة بها رجال كذابون وضاعون
وتلك الأحاديث معارضة لكتاب الله فى عدة أمور :
أولها نفى الأحجار للفقر وهو ما يعارض أن الفقر والغنى بمشيئة الله كما قال تعالى :
" يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر "
ثانيها منعها للمرض ويتعارض هذا مع أن لو كانت الحجارة كالياقوت تشفى وتمنع الأمراض فلماذا وصف الله لنا أدوية مثل عسل النحل
ثم دعنا نتساءل لماذا التختم بالياقوت وحده يمنع الطاعون ؟أليس وجود الياقوت فى الحجرة أو فى ملابس الإنسان مثل التختم ؟
إن هذا لعجيب التختم يمنع وغيره لا يمنع ؟أليس هذا جنونا ؟
ثالثها نفى الهم عن المتختم بها وجليبها الطمأنينة وهو ما يعارض أن مصدر الطمأنينة ذكر الله وهو طاعة أحكام كتابه كما قال تعالى:
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
رابعها أنها تزيل عشر سيئات من سيئات المسلم وهو ما يعارض أن الحسنة تزيل كل السيئات كما قال تعالى:
"إن الحسنات يذهبن السيئات"
خامسها أن بعض الأحجار من الجنة وهو ما يعارض أن الجنة فى السماء عند سدرة المنتهى لا ينزل منها شىء للأرض كما قال تعالى :
" عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
وتحدث الرجل فذكر سؤال أجابت عليه لجنة الفتوى عن نفع الأحجار المذكورة فقال :
"فتوى اللجنة الدائمة
وإتماما للفائدة فإن هذا المبحث سببه أنه سألني الأخ الكريم أبو صالح عبد القادر العراقي السؤال التالي
(هل يوجد أحجار كريمة وأحجار غير كريمة وهناك من يعتقد بهن النفع والضر ويقولون يوجد حجر الهبهاب يستخدم للإيقاع بالنساء والعياذ بالله بمجرد المس لشيء من جسد المرأة فيتعلق قلبها بحامل الحجر وما حقيقة تلبس الجن بالخاتم أفيدونا عن كل هذه الأمور وحبذا لو تفردوه بموضوع؟)
لقد تقدم بيان بطلان ما جاء في فضل الأحجار وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" السؤال رقم (21469)
"يعتقد بعض هواة الخواتم والأحجار الكريمة مثل (العقيق اليماني والفيروزج الإيراني وغيرها) أن لها خاصية وأن لها أسرارا ومنافع ليست لغيرها من الأحجار الأخرى ويروجون لذلك دعايات ويستدلون بأحاديث والأقوال التي ذكرها صاحب كتاب (المستطرف) وهي قول جعفر بن محمد ما افتقرت يد تختمت بخاتم فيروزج وقولهم قيل الخواتم أربعة الياقوت للتعطش والفيروزج للمال والعقيق للسنة والحديد الصيني للحرز وقيل للخوف وذكر من خواص الفيروزج أن النظر فيه يجلو البصر ويقويه وينشط النفس ولا يصيب المتختم به آفة من قبل أو غرق وقال جعفر الصادق ما افتقرت يد تختمت بفيروزج
أما خواص العقيق فإن التختم به وحمله يورث الحلم والأناة وتصويب الرأي ويسر النفس ويكسب حامله وقارا وحسن خلق ويسكن الحدة عند الخصومة قال قال رسول الله (ص)(من تختم بالعقيق لم يزل في بركة) انتهى بتصرف
وهذه الأحاديث والأقوال تصور من هذا الكتاب وتوزع ولما رأيت ذلك وسألت عنه قالوا هذه أسرار وعندما ناقشتهم وقلت لهم إن هذه الأحجار ليست أفضل من الحجر الأسود في الكعبة فيما أعلم وقد قال عمر بن الخطاب (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله (ص) يقبلك ما قبلتك) قالوا إن الله جعل فيها من الخاصية والتجربة أكبر دليل وقد ذكروا بعض القصص منها أنه كان يوجد عند رجل خاتم إذا لبسه الشخص وجامع لم ينزل حتى ينزعه من يده حيث كان يستعيره العريس ليلة زواجه
ومنها أن رجلا ذهب إلى حلاق ليحلق رأسه فلم يستطع أن يحلقه فسأله الحلاق عن السبب أخرج خاتما من كمره وأبعده ثم حلقه بعد ذلك وغير هذه الحكايات كثير والله المستعان
والسؤال يا سماحة الشيخ هل يصح في هذا الباب حديث صحيح أو قول يعول عليه في هذه المسألة وهل ما ورد في هذا الكتاب صحيح يحتج به وهل لهذه الأحجار ميزات تميزها على غيرها؟ أفيدونا أفادكم الله
الجواب "لا يصح عن النبي (ص) حديث في فضل الخواتم والأحجار المذكورة ولا في خواصها فلا يجوز أن ينسب للنبي (ص) ما لم يقله وقد ثبت أنه قال "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" كما لا يجوز أن يعتقد الإنسان في تلك الخواتم فضلا ولا يجوز تصديق ما ينسج حولها من قصص وخرافات
وكتاب (المستطرف) لا يجوز الاعتماد عليه في أمور العلم والدين
قلت وأما حجر الهبهاب وتلبس الجن بالخاتم فهذه الأشياء من الدجل والشعوذة وطرق الدجاجلة والمشعوذين كثيرة فإنهم يمشون على طرق الشياطين قال الله تعالى {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت }
قال الشيخ السعدي
{وما كفر سليمان} أي بتعلم السحر فلم يتعلمه {ولكن الشياطين كفروا} بذلك {يعلمون الناس السحر} من إضلالهم وحرصهم على إغواء بني آدم وكذلك اتبع اليهود السحر الذي أنزل على الملكين الكائنين بأرض بابل من أرض العراق أنزل عليهما السحر امتحانا وابتلاء من الله لعباده فيعلمانهم السحر"
وبعد أن انتهى من الفتوى ذكر ما يحمى المسلم من طرق الشياطين فقال :
"مما يقي المسلم من طرق الشياطين:
أولا الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
قال الله تعالى {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم} وقال سبحانه وتعالى {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون}
واستب رجلان عند النبي (ص) فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه فنظر إليه النبي (ص)فقال "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" متفق عليه من حديث سليمان بن صرد"
والحق أن الاستعاذة بالمعنى المذكور وهو قول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقط لا تعنى عن المسلم شىء فالاستعاذة معناها الاحتماء بطاعة أحكام الله
ثم قال :
"ثانيا قراءة آية الكرسي
عن أبي هريرة قال "وكلني رسول الله (ص) بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله (ص) قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي (ص)يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله (ص) إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله (ص) قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله (ص)يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟ قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو؟ قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله (ص)ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ما هي؟ قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي (ص)أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال لا قال ذاك شيطان" أخرجه البخاري (2311) و (3275) و (5010) وغيره"
والخطأ رؤية الصحابى للجن الممثل فى الغول وهو يخالف أن الجن اسمهم هو المخفيين ومن ثم فلا يراهم أحد ،زد على هذا أن أكل الجن لابد أن يكون خفى مثلهم وإلا ما رأينا التمر مثلا يرتفع فى الهواء بمفرده أو أى أكل أخر ولكننا لا نرى ذلك .
ثالثا قراءة سورتي الناس والفلق
"كان رسول الله (ص) يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما"
أخرجه الترمذي (2058) والنسائي في "الكبرى" (7804) من طريق القاسم بن مالك المزني والنسائي (5494وفي "الشعب" (2327) من طريق عباد بن العوام كلاهما عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال فذكرهوقال الترمذي"حديث حسن غريب"
والخطأ فى الأحاديث من 35 حتى 39 هو أن العين لها تأثير سلبى على المنظور له وهو ما يخالف أن العين لو كان لها تأثير على الأخرين لأصبح الحاسدون هم ملوك العالم لقدرتهم على شل قوة الأخرين ولكننا لا نرى ذلك كما أن العين لو كان لها تأثير لاختار الكفار من لهم عيون لها التأثير للقضاء على النبى (ص)والمسلمين ولم يحاربوهم ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود أثر للعين كما أن الحسد أمر نفسى وليس من العين مصداق لقوله بسورة البقرة "حسدا من عند أنفسهم ".
ثم قال :
"رابعا قراءة آخر آيتين من سورة البقرة
"من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه"
متفق عليه من حديث أبي مسعود الأنصاري
وقال النبي (ص) "إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام فأنزل منه آيتين فختم بهما سورة البقرة ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان"
إسناده حسن أخرجه الترمذي (2882) والنسائي في "الكبرى" (10737) وفي "عمل اليوم والليلة" (967) وأحمد 4/ 2784 والدارمي (3387) والبغوي في "شرح السنة" (1201) من طرق عن حماد بن سلمة عن الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير مرفوعا به وقال الترمذي "حديث حسن غريب"وقال الحاكم"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"وقال في موضع آخر "على شرط مسلم" وأقره الذهبي!
وليس كما قال فلم يخرج مسلم لحماد بن سلمة عن الأشعث بن عبد الرحمن ولا للأشعث بن عبد الرحمن عن أبي قلابة ولا لأبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير
الخطأ أن قراءة أيتيم من البقرةو تبعد الشيطان عن الدار وهو ما يخالف أن الشيطان داخل ألإنسان نفسه ولذا سماهم الله" شياطين الإنس والجم" كما أن رواية جريانه مجرى الدم تعارض هذه ألأحاديث
ما يبعد الشيطان هو طاعة أحكام الله
ثم قال :
"خامسا قراءة سورة البقرة
"لا تجعلوا بيوتكم مقابر وإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"
أخرجه مسلم (780) وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعا
وقال النبي (ص) "اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة"أخرجه مسلم (804) من حديث أبي أمامة الباهلي
والخطأ هنا هو أن البيت المقروء فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان ويخالف هذا أن الشيطان موجود مع الإنسان فى كل مكان بدليل أن الله سماه القرين كما أن قراءة القرآن لا تمنع وجود الشياطين بدليل أن المنافقين كانت الشياطين معهم وحتى المسلمين إذا أذنبوا فإن الشياطين تكون معهم .
ثم قال :
"سادسا من حافظ على هذا الذكر العظيم كان له حرزا من الشيطان
"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك"متفق عليه من حديث أبي هريرة"
والخطأ أن القول أجره عدل عشر رقاب ومئة حسنة ومحو مائة سيئة وهو مخالفة للأجر فى القرآن وهو عشر حسنات للعمل غير المالى مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
والعمل المالى ب700 أو 1400حسنة مصداق لقوله تعالى
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
وأما السيئات فتمحا كلها مصداق لقوله تعالى
"إن الحسنات يذهبن السيئات ".
ثم قال :
"سابعا الحذر من الغضب
عن أبي هريرة "أن رجلا قال للنبي (ص)أوصني قال لا تغضب" فردد مرارا قال لا تغضب"أخرجه البخاري (6116) وفي رواية للطبراني في "مسند الشاميين" (1731) "لا تغضب فإن في الغضب كل شر"
وقال النبي (ص)"إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإذا ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع"أخرجه أبو داود (4782) وصححه ابن حبان (5688)
وقال النبي (ص)"ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"متفق عليه من حديث أبي هريرة"
والخطأ النهى عن الغضب كله وهو ما يحالف وجوب الغصب لدين الله عند ارتكاب الذنوب ولذا قال الله أن المسلمون يغضبون فقال :
"والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون:
ثم قال :
ثامنا من ارتاب من غول أو من صرع جني لآدمي فليؤذن
عن سهيل بن أبي صالح قال "أرسلني أبي إلى بني حارثة قال ومعي غلام لنا أو صاحب لنا فناداه مناد من حائط باسمه قال وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا فذكرت ذلك لأبي فقال لو شعرت أنك تلق هذا لم أرسلك ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله (ص) أنه قال إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص"أخرجه مسلم (389 187) وأبو عوانة (977) والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 103 من طريق روح بن القاسم عن سهيل بن أبي صالح به
وقال أبو عوانة"هذا دليل على أن الرجل إذا أحس بالغول أو أشرف على المصروع ثم أذن ذهب عنه ما يجد من ذلك"
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7436) وفي "الدعاء" (2009) من طريق عدي ابن الفضل عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال
"إذا تغولت لكم الغول فنادوا بالآذان فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله حصاص"
وإسناده ضعيف جدا عدي بن الفضل التيمي متروكوأخرج أبو داود (2570) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (532) وابن الأعرابي في "المعجم" (78) مطولا ومختصرا من طريق هشام بن حسان عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (ص)
"إذا سرتم في الخصب فأمكنوا الركاب أسنانها ولا تجاوزوا المنازل وإذا سرتم في الجدب فاستجدوا وعليكم بالدلج فإن الأرض تطوى بالليل وإذا تغولت لكم الغيلان فبادروا بالأذان وإياكم والصلاة على جواد الطريق والنزول عليها فإنها مأوى الحيات والسباع وقضاء الحاجة فإنها الملاعن"وقال ابن خزيمة"سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول كان علي بن عبد الله يعني ابن المديني ينكر أن يكون الحسن سمع من جابر"
وجاءت رواية بإسناد ضعيف فيها تصريح الحسن البصري بالسماع
أخرجها ابن ماجه (329) وابن خزيمة (2548) من طريق عمرو بن أبي سلمة عن زهير قال قال سالم سمعت الحسن يقول حدثنا جابر ابن عبد الله قال قال رسول الله (ص)"إياكم والتعريس على جواد الطريق والصلاة عليها فإنها مأوى الحيات والسباع وقضاء الحاجة عليها فإنها من الملاعن"وهذا إسناد ضعيف وتصريح الحسن بالسماع خطأ سالم الخياط ضعف وزهير ابن محمد رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها وهذه منها فإن عمرا ابن أبي سلمة شامي وهو أيضا صدوق له أوهام وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9247) أخبرنا هشام بن حسان عن الحسن مرسلا بالسياق الأوللا وأخرجه الدورقي في "مسند سعد" (119) والبزار (1246) و (1247) وابن عدي في "الكامل" 8/ 478 والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 104 من طريق يونس بن عبيد عن الحسن عن سعد قال
"أمرنا رسول الله (ص)إذا تغولت لنا الغول أو إذا رأينا الغول ننادي بالأذان"
وقال البزار
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه ولم نسمعه إلا من حديث يونس عن الحسن عن سعد ولا نعلم سمع الحسن من سعد شيئا"
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9252) عن ابن جريج قال حدثت عن سعد ابن أبي وقاص قال سمعت رسول الله (ص) يقول
"إذا تغولت لكم الغيلان فأذنوا"
تنبيه قوله (ص) "لا عدوى ولا طيرة ولا غول" أخرجه مسلم (2222)
قال البغوي "في شرح السنة" 12/ 173
(ولا غول) ليس معناه نفي الغول كونا وإنما أراد أن العرب كانت تقول إن الغيلان تظهر للناس في الفلوات في الصور المختلفة فتضلهم وتهلكهم ويقال تغول تغولا أي تلون فأخبر الشرع أنها لا تقدر على شيء من الإضلال والإهلاك إلا بإذن الله عز وجل ""
والغيلان والشياطين الجنية لا تظهر أساسا للناس لكونها مخفية وأما أن ألاذان يجعلهم يهربون فيخالف هذا كون الشيطان فى داخل الإنسان يوسوس باستمرار خاصة عند وجود الطاعات لله وفى هذا قال تعالى "من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس "
ولو فرضنا صحة الهروب من الآذان لوجب على الشيطان أن يهرب الآن خارج الأرض لوجود المساجد فى الأرض كلها وخارج الأرض محرم عليه لوجود الشهب التى تصيب من يصعد للسماء .
تاسعا ذكر الله عز وجل حرز للعبد من الشيطان
ثم قال :
"إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها وإنه كاد أن يبطئ بها فقال عيسى إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها فإما أن تأمرهم وإما أنا آمرهم فقال يحيى أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف فقال إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلي فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟! وإن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت وآمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال أنا أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله
قال النبي (ص)وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم فقال رجل يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال وإن صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله"صحيح أخرجه الترمذي (2863) و (2864) وأحمد 4/ 130 و 202 والطيالسي (1257) و (1258) والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 260 والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (124) و (125) و (126) وفي "الشعب" (7090) من طرق عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن الحارث الأشعري مرفوعا به
وقال الترمذي"هذا حديث حسن صحيح غريب"وقال الحاكم"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وأقره الذهبي وليس كما قال فإن زيد بن سلام وجده ممطور إنما أخرج لهما البخاري في "الأدب المفرد"
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8815) و (11286) وابن أبي عاصم في "السنة" (1036) وفي "الآحاد والمثاني" (2510) وفي "الأسماء والصفات" (654) من طريق معاوية بن سلام عن زيد بن سلام به"
والخطأ فى حديث الخمس كلمات أن مفارق الجماعة كافر ويخالف هذا أن مفارق الجماعة قد يكون مسلما وقد يكون كافرا بدليل أن هارون (ص)خالف جماعة بنى إسرائيل عندما عبدوا العجل وفى هذا قال تعالى "ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعونى وأطيعوا أمرى "وبدليل أن الرسل (ص)كلهم قد فارقوا جماعاتهم وأديانهم إلى دين الله كما أن فراق الجماعة واجب إذا ضلت الجماعة
اجمالي القراءات
1845