هل أنت خصم لرب العزة جل وعلا ؟
مقدمة :
1 ـ جاءنى هذا السؤال : ( كيف يكون الانسان المخلوق الضعيف خصيما لربه لأن الله سبحانه وتعالى يقول : ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) النحل ). هذا يشمل البشر جميعا ، فهل من الممكن أن أكون أنا وانت خصوم لربنا ؟ أرجو أن توضح هذا .
2 ـ ولأهميته أرد عليه بهذا المقال :
أولا : عن الخصومة :
خصومة الانسان لربه الخالق جل وعلا جاءت مرتين ، قال جل وعلا :
1 ـ ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) النحل )
2 ـ ( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) يس ).
نتوقف معهما بالتدبر ، بعون الرحمن جل وعلا :
الفارق بين الآيتين :
أن أحدهما جاءت بالاسلوب التقريرى : ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) النحل )، والأخرى بالاستفهام الانكارى : ( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) يس ).
المشترك بينهما : الله جل وعلا خلق الانسان من نطفة فإذا بالانسان يكون للخالق جل وعلا خصيما مبينا .
أهم المصطلحات القرآنية فى الآيتين
( الانسان )
البشر هم من آدم الى نهاية العالم : ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) ص ).
يلاحظ فى الآيتين وصف البشر بالانسان فى الآيتين . ومصطلح الانسان يأتى عن البشر فى موضعين :
1 ـ خلق الانسان . وهذا يشمل جميع البشر .
2 : آيات كثيرة عن خلق الانسان ، منها قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) السجدة )
2 / 2 : ( أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْئاً (67) مريم )
2 / 2 : ( خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الرحمن )
2 / 3 : ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) الرحمن )
2 / 4 : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) ق )
2 / 5 : ( فَلْيَنظُرْ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) الطارق )
2 / 6 : ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) العلق )
2 / 7 : ( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2) الانسان ).
3 ـ وصف البشر العُصاة :
وهم أغلبية البشر . فوصف الانسان يلحق بمجرمى البشر وليس بالمتقين منهم . وهذا فى :
3 / 1 : فى الدنيا ، والآيات كثيرة منها :
3 / 1 / 1 : ( وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) الاحزاب )
3 / 1 / 2 : ( إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) الزخرف)
3 / 1 / 3 : ( وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنسَانَ كَفُورٌ (48) الشورى )
3 / 1 / 4 : ( إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) العاديات )
3 / 1 / 5 : ( إنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) العلق )
3 / 1 / 6 : ( قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) عبس )
4 ـ ويأتى إستثناء المتقين من مفهوم ( الانسان ) أى البشر العصاة .
وهذا فى قوله جل وعلا :
4 / 1 : ( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) العصر )
4 / 2 : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) التين )
4 / 3 : ( إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) المعارج )
5 : فى الآخرة : سيكون ( الانسان ) فى النار بينما يدخل المتقون أصحاب النفس المطمئنة فى جنة الرحمن جل وعلا . قال جل وعلا : ( كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) الفجر ).
خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ
جاءت مراحل خلق الانسان من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ..الخ فى آيات قرآنية : ( الحج 5 ، المؤمنون 12 : 14 ، غافر 67 ) . مرحلة النطفة معروفة مرئية ، فهى مزيج من منى الرجل وبويضة الأنثى ، والتى إذا لم تتلقح تخرج فى حيض موصوف قرآنيا بأنه ( أذى ) : ( البقرة 222 ). والمنى إذا خرج من الرجل وحب عليه الغُسل : ( النساء 43 ) ( المائدة 6 ). منى الرجل مُستقذر، مع إنه هو الذى يتحدد به جنس المولود ذكرا أو أنثى : ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) النجم ) .
وهنا يأتى معنى الاحتقار بإختيار كلمة ( نطفة ) فى الآيتين : (خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) النحل )2 ـ ( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) يس ). أى فكيف لهذا المخلوق من نفطة مستقذرة أن يكون خصيما مبينا للخالق جل وعلا . يعزّز هذا قوله جل وعلا عن الانسان : ( قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) عبس ). قوله جل وعلا عن الانسان : (قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ) تستلزم مقالا بحثيا فى تدبر خطورتها .
( فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ )
( فَإِذَا ) تفيد تناقضا بين موقف الانسان المخلوق من نطفة مستقذرة وتحوله الى خصيم مبين لربه الخالق جل وعلا .
( هو ) هذا اللفظ ( هو ) يأتى تحقيرا هنا حسب السياق ، وقد يأتى ( هو ) تعظيما وتقديسا للخالق جل وعلا ، مثل : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) ). والأهم فى الاستشهاد هو هذه الآية الكريمة : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) لقمان ). نلاحظ مجىء لفظ ( هو ) عن الحق الله جل وعلا ، ولم يأت عن الباطل .
( خَصِيمٌ )
خَصِيمٌ هو لفظ مبالغة من ( خصم ). الانسان ليس خصما لربه جل وعلا بل هو متطرف فى خصومته أو ( خصيم ). وجاء لفظ ( خصم ) بدون مبالغة فى القرآن الكريم : ( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) ص) ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ )(20) الحج ).
( مبين )
ليس فقط خصيما بل هو خصيم واضح مبين لرب العالمين . ونلاحظ وصف خصومة الانسان لربه جل وعلا ب ( مبين ) مرتين ، كما أن وصف القرآن الكريم كتابا وقرآنا ب ( مبين ) جاء مرتين :
1 ـ ( الرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1) الحجر )
2 ـ ( طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1)النمل )
والمعنى واضح ، هو أن الخصومة المبينة الواضحة هى لكتاب الله الحق المبين .
ثانيا :
من هو الخصيم المبين لرب العالمين
مفهوم أن تكون هناك خصومات بين البشر ، وهم متساوون من حيث الخلق . ولكن من غير المفهوم أن يكون المخلوق خصيما مبينا للخالق جل وعلا .
متى تكون خصيما مبينا لربك جل وعلا :
1 ـ ( الحق ) يأتى بمعان متنوعة:
1 / 1 : يأتى وصفا لله جل وعلا مثل : ( ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62) الانعام ) .
1 / 2 : ويأتى وصفا للقرآن الكريم مثل : ( وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (66)الانعام ) .
2 ـ فى ( الله ) جل وعلا ( الحق ) وفى قرآنه ( الحق ) لا مجال للتوسط . لا مجال للمنطقة الرمادية . إما أبيض وإما غير أبيض .
2 / 1 : عن الله جل وعلا الحق لا توسط . قال جل وعلا :
2 / 1 / 1 : ( فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ (32) يونس ).
2 / 1 / 2 : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) لقمان ).
2 / 3 : وهذا معنى ( لا إله إلا الله ) . فهى حصر للألوهية فى الله جل وعلا وحده . فأى إيمان أو تقديس لغير الله جل وعلا ولو بنسبة 1 % يكون كفرا وشركا .
يجب أن يكون الايمان به جل وعلا خالصا ، وأن تكون العبادة خالصة له وحده : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ) (3) الزمر )( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) الزمر ) .
الأغلبية الساحقة من البشر يقدسون أشياء مخلوقة من بشر وحجر وحيوان مع إنه جل وعلا قال : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) (36) النساء )
3 ـ عن حديث الله جل وعلا فى قرآنه الحق لا توجد منطقة وسط أو رماية . لا إيمان إلا بحديثه فى القرآن الكريم وحده ، ولا إيمان بحديث آخر غيره : ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الاعراف ) ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ( 50 ) المرسلات )( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) الجاثية ).
4 ـ هنا قضية فيها ظالم ومظلوم .
المشركون هم الظالمون لأن الشرك ظلم عظيم : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) لقمان ).
المتقون ينصرون الله جل وعلا وينصرون قرآنه . غيرهم من أغلبية البشر ينصرون آلهتهم وكتبهم المقدسة وأساطيرهم الخرافية . وصدق الله العظيم : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً (55) الفرقان ).
الأحاديث الشيطانية المفتراة تنتشر متمتعة بالتقديس فى البخارى وغيره .
أشد البشر ظلما لرب العزة جل وعلا هو من يفترون عليه الكذب ودفاعا عن إفتراءاتهم يكذبون بالقرآن الكريم . والمحمديون فى ظلمهم لرب العزة جل وعلا لم يقرأوا قوله جل وعلا :
1 ـ ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) الانعام )
2 ـ ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ )(37) الأعراف )
3 ـ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) يونس ) 4 ـ ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) العنكبوت )
5 ـ ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32) الزمر ) .
أخيرا
حين ظهر أهل القرآن ينشرون حقائق الاسلام ويبرئونه من إفتراءت أئمة الضلال تعرضوا ــ ولا يزالون ـ لاضطهاد من أكابر المجرمين ومعهم الأغلبية الساحقة . هذا يؤكد قوله جل وعلا :
1 ـ ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) النحل )
2 ـ ( أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) يس ).
اجمالي القراءات
2783
الإنسان المخلوق من ماء مهين حقير يكون خصيما مبينا لرب العالمين . قال جل وعلا فى وصف النطفة :
1 ـ ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) السجدة )
2 ـ ( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) المرسلات )
تذكر أيها الانسان إنك مخلوق من ماء مهين ، ثم تحمل فى داخلك البول والغائط ( البراز ) ثم تموت وتتحول الى جيفة قذرة ، يكون تكريمك بدفنها بعيدا عن الرؤية والشم .