لا تقديس لغير القرآن ..

مما لا شك فيه أن جميع المسلمين يؤمنون بالقرآن الكريم ،كما أنهم يؤمنون بأن القرآن هو كلام الله عز وجل ، وكل المسلمين يؤمنون بهذا وبلا جدال ، وإن كانوا مختلفين على طريقة العبادة لله ، لأنهم تعددوا في المذاهب والفرق والطوائف والشيع ، لكن في النهاية الجميع على يقين تام أن القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل الذي أنزله على رسوله عليه السلام ليكون رحمة للعالمين ..

 
وسوف أطرح بعض الاستفسارات ، وبعدها سأوجه سؤالا لجميع المسلمين :

1ـ من المعروف أن الله أرسل جبريل ليبلغ القرآن للرسول لينذر به الناس و يخرجهم من الظلمات إلى النور ، هذا عن القرآن ..

2 ـ الأحاديث القدسية الكثير من المسلمين يقولون أنها كلام الله ، ولكن لا يأخذ بها مثل القرآن ..

3 ـ الأحاديث فهم أيضا يقولون أنها كلام الرسول ، كما يقولون أنها وحي من عند الله عز وجل للرسول مثل القرآن ..

السؤال هو ـ هل قال الله لجبريل عند تبليغ الرسول الوحي ـ قل لمحمد أن هذا كلامي ، وقل له أن هذا ليس قرآنا ، أو قال جبريل من نفسه للرسول أن هذا كلام الله وليس قرآنا ..؟؟
وأعتقد أن جبريل عليه السلام مبلغ للرسالة فقط ، فكيف عرف النبي عليه السلام أن هذا قرآن ، وأن هذا حديث قدسي ، وان ذاك حديث غير قدسي ، ولذلك لم يكتبها في المصحف وتركها مشاعا لتكتب بعد وفاته بحوالي قرنين من الزمان ..

وأنا هنا شأني شأن كل مسلم يغار على دينه ، ولكن في نفس الوقت أريد إجابة شافيه من القرآن الكريم كلام الله ..

وإذا افترضنا أن الأحاديث القدسية هي كلام الله كما يقولون ـ من الذي قرر أو أجاز من البشر عدم الأخذ بها مثل القرآن على الرغم أنها كلام الله كما يدعون ، وهل أمره المولى عز وجل بذلك كما يفترون ، وتعالى الله علوا كبيرا أن يقول المولى عز وجل كلاما ، مختلفا في قدسيته ومصداقيته فكلام الله واحد ، لا مبدل لكلماته ..
فهم يقولون أن هذه الأحاديث وحي ، والقرآن يقول للنبي أن يتبع ويستمسك بما أوحي إليه من ربه ـ فكيف يكون وحي الله به جزء ضعيف وآخر قوي ، وآخر لا يساوي في مصداقيته القرآن ..؟؟
يقول عز وجل لرسوله الكريم
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) يونس : 109
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) الأحزاب :2
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) الزخرف : 43