محمد عبد المجيد Ýí 2007-07-15
أوسلو في 2 يوليو 2007
عندما أقنع متزلفو السلطة الرئيسَ العراقيّ السابق صدام حسين بمشروع ( صُوَر القائد المهيب ) لتوزيعها على كل شخص في العراق، وأنْ لا ينسى عراقيٌ واحدٌ زعيمَه وسيّده لحظةً واحدةً ولو وقعت عيناه على أرض خلاء في مكان مهجور، كانوا يعلمون أن الطاغيةَ هو الذي وضع الفكرة في أفئدتهم المذعورة قبل ألسنتهم.
تلك هي المعضلة المعقدة والمتشابكة لصناعة الاثنين معا: الطاغية والشعب، السوط والظَهر، الكفّ والقفا&;فا، الزنزانة وأدوات التعذيب، القلم والأيدي المرتعشة.
العقيد حالة عجيبة ودرامية وكوميدية ومأساة يختلط فيها الضحك بالبكاء ولا تستطيع أنْ تفصلهما، فلا تدري إن كان في القاموس الليبي معنيان مختلفان لكلمة المهرج، وهل يمكن أن تضحك وأنت تستمع إلى حكيم فيلسوف، وأن تبكي في سيرك للتهريج؟
تاريخ أحفاد عمر المختار منذ أقل قليلا من أربعين عاما يجعلنا نعيد النظر في كل الأيديولوجيات والمذاهب والأفكار والزعامات وسيكولوجية الشعوب.
ماذا لو أن صانعي الطغاة وقفوا على قارعة طريق وأختاروا أكثر الناس بلاهة وتخلفا، وعادوا به إلى القصر ليعلنوه سيّداً على الجميع؟
أغلب الظن أن الخطبة الأولى له سيستخرج منها معظم أفراد الشعب جواهر مِن الحِكَمِ، ولآليءَ من العبقرية حتى لو وقف أمامهم، وفتح أزرار ملابسه وطرطر عليهم ( وهو تعبير طفولي للتبول ) !
وربما تخرج الجماهير للتبرك بالطرطرة، ويكتب رؤساء تحرير الصحف الكبرى افتتاحيات تاريخية عن الحدث الجلل الذي سيجعل البلد في ركب الأمم المتقدمة.
لا أعرف لماذا أتصور العقيد يجلس في خيمته الملونة وعن يمينه خزنة تتسع لمليارات الدولارات الخضراء، ووزير ماليته يؤكد له بأنه كلما تمكن من انفاق المال فإن الذهب الأسود يتحول إلى ورق أخضر ويدخل من الناحية الأخرى!
ويخرج الليبيون في مظاهرات يومية احتفالا بهدر أموالهم، والعبث بوطنهم، وبناء سجون جديدة لأبنائهم!
يمدّ العقيدُ يده فيُخرج رزمةً بمليون دولار ويمنحها لفريق كرة قدم ألماني مفلس شريطة أن يرتدي اللاعبون فانيلات عليها شعار الكتاب الأخضر.
ثم يُخرج رزمة للصحفيين والمثقفين وباعة الضمير الذين يتكدسون في المكاتب الشعبية لبلده استعدادا لاطعام أولادهم أموالا حراما نظير الصمت عما يحدث في جماهيرية الصمت.
يفشل في الانضمام لحلف وارسو قبل وفاة الاتحاد السوفييتي تحت حذاء جورباتشوف.
ويفشل في لعب دور رامبو على الساحة اللبنانية.
يقرر القيامَ بعمليات اغتيال واختطاف للكلاب الضالة، أي الشجعان الذين يعارضون طغيانه وتخلفه، ويصمت الغربُ ردحاً من الوقت فلا يزال العقيد قادرا على حلب البقرة الممتدة لنصف شمال أفريقيا ، من السلوم إلى الحدود مع تونس.
يأمر بقتل 1200 مواطن ليبي في سجن ( أبو سليم )، ويصمت الضمير العربي والاسلامي والدولي صَمْتَ الحِملان، فنفط العقيد فيه قوة يسيل لها لعاب الشرق والغرب على حد سواء.
الخَزنة لاتزال مليئةً فيقرر دعم الجيش الجمهوري الايرلندي الذي يثير الفزع والرعب في شوارع لندن، وبعد سنوات يبيع أسرار نفس الجيش للاستخبارات البريطانية.
يفشل في زعامة العالم العربي، فكل أسياد القصر في وطننا العربي الكبير زعماء فكيف يكون بينهم؟
حتى لو لم يبلغ ابن زعيم عربي أربعين عاما ففي خمس دقائق كان مجلس الشعب السوري قادرا على تغيير الدستور وجعل الأربعين تصبح أربعة وثلاثين رغم أنف كل علماء الرياضيات، فنسبية آينشتين لها عدة استخدامات.
يقف العقيد أمام شعبه ويقول لهم بأنهم ماعز، فيضحك الليبيون كما يضحك السجين عندما يصفعه مدير السجن على قفاه.
يَحُكّ جلد رأسه فتظن أن خبرات سنوات الحُكم ستتحول إلى عبقرية وتنزيل من التنزيل، فيقول لشعبه بأن أوروبا تطمع في ليبيا لأن البطيخ الليبي لا مثيل له!
يحضر بعض مؤتمرات القمة العربية، وينفث دخان سيجاره الكوبي في وجه الرئيس مبارك.
ويضحك الزعماء، ويأخذ أكثرهم الأمر هزلا وكأن الشعب الذي يرزح تحت حكم هذا الفاشي لا يستحق من زعمائنا وقفة جادة ورجولية وأمينة.
تآمر تقريبا على أكثر الدول العربية، واشترك في عمليات ارهابية لا حصر لها، وأوجع المغرب سنوات طويلة بدعمه الصحراويين في قضية لا ناقة له ولا جمل.
ظن أن جيشه سيصمد بالسلاح أمام بنادق متهالكة للتشاديين، فعاد الجنود الليبيون في صناديق خشبية كما يعود الأمريكيون من العراق.
قام برحلة في مملكة سوازيلاند، وكانت سيارته تلقي بالعملة الخضراء على فقراء يلهثون خلفها لمجرد تحقيق نشوة أن هناك من يهتف له.
بعدما قام بتسليم كل وثائق واسرار خصوم أمريكا وأوروبا في مقابل وعد بأن لا يكون مصيره كمصير طاغية العراق السابق، سمح له الغرب أن يلعب من جديد لعبة الولد المطيع، لكنه يصيح بين الحين والآخر.
صناعة البطل التي أجاد وصفها المفكر العبقري مالك بن نبي تسمح بمساحة من الحرية لرجل الاستعمار أن يلعب البطولة، وأن يشتم قوى الاستعمار، وأن يلعن سنسفيل جدود الاحتلال وذلك لتغطية الخيانة كما تفعل امرأة لعوب عندما تدعو الناس إلى الصلاة علنا.
أفريقيا الفقيرة والتي تئن تحت الايدز والجوع والمرض والملاريا وحرب العصابات والتفرقة والمذهبية والفساد والقحط والتصحر والجفاف والأمية تنتظر الآن بناء خيمة للعقيد في غانا أو غينيا أو بوتسوانا أو النيجر فربما يصبح كل أفريقي مليونيرا، وربما يأتي النرويجيون والسويديون والسويسريون يعملون أجراء لدى الأفارقة.
والعقيد يؤمهم في الصلاة، ويحدثهم عن الولايات المتحدة الأفريقية كأن الدكتورة كوندي ستبحث عن عمل كخادمة لدى أسرة في ليبيريا حيث تم اختطاف ثلث سكانها، وباعهم القراصنة عبيدا منذ مئات الأعوام.
والعقيد الذي دفع من أموال شعبه أكثر من ثلاثة مليارات دولارا تعويضا لجريمة ارتكبها، قرر أن يصبح زعيما لأفريقيا حتى لو أنفق ما بقي فوق ظهر الأرض من مال وما تحتها من ذهب أسود ولو كان الثمن تحويل الليبيين لمتسولين في جربة وسوسة والحمامات في عهد الجنرال زين العابدين بن علي!
عامان فقط وتحتفل ليبيا بالعيد الأربعين للعبودية المختارة، ويُشَمّر المثقفون والاعلاميون عن سواعدهم ليدبجوا مقالات وقحة في مدح الديكتاتورية، وكتابات عفنة عن ضرورة لعق أحذية الطغاة، وكلمات سافلة عن فلسفة التخلف، والرسالة السامية لرسول الصحراء.
الخطوة القادمة بعد فشل الولايات المتحدة الأفريقية وتفريغ ليبيا من أموال شعبها، ربما يتجه العقيد لتوقيع معاهدة تأجير ليبيا للحكومة الأمريكية، وسيسمح له الأمريكيون أن يشتمهم ويلعن أجدادهم!
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://taeralshmal.jeeran.com
http://www.taeralshmal.com
Taeralshmal@hotmail.com
http://Againstmoubarak.jeeran.com
http://blogs.albawaba.com/taeralshmal
دعوة للتبرع
سؤالان : السؤ ال الأول : لى ولدين , الولد الأكب ر ...
الرضاعة من تانى : إمرأة بأولا دها أرضعت طفلا وبعد وفاة زوجها...
الصيام والسفر: مساء الخير واتمن ى ان تكون بألف خير وكل عام...
رضيع مصاب بنزيف : طفل رضيع خرج بولاد ه مبكره عمره 30 شهر لديه...
الشيعة والارض والشمس: ورد في كتاب الكاف ي عن جعفر الصاد ق ان الارض...
more
بع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
تعلمنا في الجامعة أن مفهوم الدولة هو (شعب ، أرض ، سيادة) ولبيا وفقا لهذا المفهوم ليست دولة فهي فعلا شعب وأرض ولكن السيادة كلها أصبحت في يد مجنون يتلاعب بها كيف يشاء دون رقيب أو حسيب ، لقد استخف قومه فأطاعوه ، كما فعل فرعون من قبله
هل تذكر أخي محمد عندما قال هذا المجنون (أصبح الصبح ، فلا السجن باقٍ ولا السجان) وصدقه من صدقه وعاد المعارضون ليبيا رجالا وعلى كل ضامر من كل فج عميق ، فقبض عليهم قتل بعضهم وسجن بعضهم وذل كلهم ، وحادثة سجن سيرت التي أشرت اليها ، أكاد أجزم أن هذا الرجل ليس معتوها ولا مجنونا ولكنه يهودي (صهيوني) متعصب أبن ميمونه ، وقد مكنه الاستعمار من رقاب ليبيا ليقضي عليها ، وقد فعل ، رغم أني لا أحب تفسير المؤامرة ، ولكن لا أجد تفسيرا آخرا منطقيا لما يحدث في ليبيا ، وأين هذا الشعب الليبي أين أحفاد عمر المختار؟ هل قضى عليهم فلم يبقى إلا الاذناب؟
لا أعرف بالضبط كيف تمكن هذا الازعر من حكم ليبيا لمدة نيف وثلاثين عاما؟ في عصر سيدي/ إدريس السنوسي (كما يطلق عليه الليبيون) خرجت مظاهرة تقول ابليس ولا سيدي ادريس ، فقد استجاب الله لدعائهم وبدلهم ابليس بإدريس
أخوك / شريف هادي