السنة تقضي على القرءان في كتب لهو الحديث.

Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2022-01-16


السنة تقضي على القرءان في كتب لهو الحديث.

عزمت بسم الله،

كنت أبحث عن مقولة ( السنة تقضي على القرءان) في المكتبة الشاملة ل 1800 كتاب، فوجدت ما يلي في بعض الكتب منها شرح النيل وشفاء العليل للشيخ اطفيش، لسان الميزان، ميزان الاعتدال، الموضوعات، الجامع لأخلاق الراوي وأدب السامع للخطيب البغدادي، الفقه والمتفقه للخطيب البغدادي، منزلة السنة في الإسلام، البحر المحيط، الطرق الحكمية، وأخيرا نهاية الأرب في فنون الأدب.
المزيد مثل هذا المقال :


إن هذا القول: (فَقَالَ رَجُلٌ : فَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَقَالَ ( رسول الله) : وَيْحَك ، مَا قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ؟ وَمَا الْحَجُّ بِغَيْرِ عِلْمٍ ؟ وَمَا الْجِهَادُ بِغَيْرِ عِلْمٍ ؟ ( أَمَا بَلَغَك أَنَّ السُّنَّةَ تَقْضِي عَلَى الْقُرْآنِ ؟ وَالْقُرْآنَ لَا يَقْضِي عَلَى السُّنَّةِ ) وَالْقَضَاءُ التَّبْيِينُ وَالتَّخْصِيصُ .) المنسوبة إلى الرسول محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، افتراء عليه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتقول الرسول على الله تعالى لأنه قد أنذر عن ذلك في سورة الحاقة من الآية 38 إلى 47. (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ*وَمَا لَا تُبْصِرُونَ*إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ*وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ*وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ*تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ*وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ*لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ*ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ*فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ*).

فعلى أولي الألباب المخلصين العبادة لله وحده أن يُنفوا مثل هذه الروايات عن قول الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، ولا يتركوها في الكتب، لأنها افتراء على الرسول وتسبب التشكيك في مصداقيته، فيستغلها أعداء الدين لضرب القرءان العظيم، وربما تسبب أمثال هذه الروايات في إلحاد الكثير من الناس، لأننا في القرن الواحد والعشرين حيث سهولة البحث متوفرة للجميع. لقد حذرنا الله تعالى فقال رسول الله عن الروح عن ربه: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللَّاعِنُونَ* إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(160). البقرة.
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ(175). البقرة.
إليكم ما جاء في كتب البشر:

بَابٌ فِي الْمَجْلِسِ وَحَقِّهِ ( مِنْ سِيرَةِ السَّلَفِ اجْتِمَاعٌ عَلَى مُهِمٍّ وَإِنْ دُنْيَوِيًّا وَ ) اجْتِمَاعٌ ( بَعْدَ عَتَمَةٍ عِنْدَ أَفْضَلِهِمْ لِلذِّكْرِ بِمَجْلِسٍ وَخِتَامٍ بِالْقُرْآنِ وَالدُّعَاءِ فَإِنْ تُسَاوَوْا فِي الْفَضْلِ فَ ) لِيَجْتَمِعُوا ( عِنْدَ أَكْبَرِهِمْ سِنًّا وَإِنْ كَانَ لَهُمْ مَسْجِدٌ اجْتَمَعُوا فِيهِ لَيْلًا إنْ أَمْكَنَهُمْ بِمَجْلِسٍ ) ، وَعَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { عَلَى الْعَالِمِ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ بِكِتْمَانِ عِلْمِهِ مَا لَمْ يُحْتَجْ إلَيْهِ ، فَإِنْ اُحْتِيجَ إلَيْهِ نَفَعَ ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } وَقَالَ : { إذَا ظَهَرَتْ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي فَعَلَى الْعَالِمِ أَنْ يَنْشُرَ عِلْمَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنُهُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } وَيُرْوَى الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ : { قَدْ يَعْبُدُ اللَّهَ الْعَالِمُ بِكِتْمَانِ عِلْمِهِ } إلَخْ بِلَفْظِ الْخَبَرِ ، وَمَعْنَاهُ الْأَمْرُ ، وَهَذَا أَوْلَى مِنْ أَنْ يَكُونَ إخْبَارًا عَنْ قِلَّةِ ذَلِكَ ، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { الْمَجْلِسُ الصَّالِحُ يُكَفِّرُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَلْفَيْ مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ السُّوءِ } وَعَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { مَا جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إلَّا حَفَّتْ بِهِمْ الْمَلَائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ } وَعَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { حُضُورُ مَجْلِسِ الْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ حُضُورِ أَلْفِ جِنَازَةٍ إذَا كَانَ مَنْ يَقُومُ بِهَا ، وَأَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ ، وَصِيَامِ أَلْفِ يَوْمٍ ، وَصَدَقَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمِنْ أَلْفِ حَجَّةٍ سِوَى الْفَرِيضَةِ ، وَمِنْ أَلْفِ غَزْوَةٍ بِمَالٍ وَنَفْسٍ سِوَى الْوَاجِبَةِ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ يُطَاعُ بِالْعِلْمِ وَيُعْبَدُ بِالْعِلْمِ ، فَخَيْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَعَ الْعِلْمِ ، وَشَرُّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَعَ الْجَهْلِ ، فَقَالَ رَجُلٌ : فَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَقَالَ : وَيْحَك ، مَا قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ؟
وَمَا الْحَجُّ بِغَيْرِ عِلْمٍ ؟ وَمَا الْجِهَادُ بِغَيْرِ عِلْمٍ ؟ أَمَا بَلَغَك أَنَّ السُّنَّةَ تَقْضِي عَلَى الْقُرْآنِ ؟ وَالْقُرْآنَ لَا يَقْضِي عَلَى السُّنَّةِ } وَالْقَضَاءُ التَّبْيِينُ وَالتَّخْصِيصُ .
شرح النيل وشفاء العليل - إباضية - (ج 9 / ص 452/ 453) المكتبة الشاملة.
ملاحظة: هذه الرواية مثلها تماما جاءت في:
الموضوعات - (ج 1 / ص 223) المكتبة الشاملة.
لسان الميزان - (ج 1 / ص 80) المكتبة الشاملة. ولم أجد هذه الرواية في مسلم وأبو داود وأحمد. كما جاء في كتاب شرح النيل في الملاحظة رقم 4. ( رواه مسلم وأبو داود وأحمد).

قال ابن عدي كان يضع الحديث لابن كرام على ما يريده فكان بن كرام يخرجها في كتبه عنه فمن ذلك حدثنا ابن كرام حدثنا أحمد عن أبي يحيى المعلم عن حميد عن أنس رضي الله عنه " يكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة يجدد الله سنتي على يده... " الحديث حدثنا ابن كرام حدثنا أحمد عن الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه حديث " اطلبوا العلم ولو بالصين " وله عن أبي البختري هو شر منه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً " من امتشط قائماً ركبه الدين " قال بن حبان هو أبو علي الجويباري دجال من الدجاجلة روى عن الأئمة الوف حديث ما حدثوا بشيء منها. فمن ذلك عن ابن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً " الإيمان قول والعمل شرائعه لا يزيد ولا ينقص " وقال النسائي والدارقطني كذاب قلت الجويباري ممن يضرب المثل بكذبه ومن طاماته عن إسحاق بن نجيح الكذاب عن هشام بن حسان عن رجاله " حضور مجلس عالم خير من حضور ألف جنازة ومن ألف ركعة ومن ألف حجة ومن ألف غزوة " وبه مرفوعاً قال " أما علمت أن السنة تقضي على القرآن " انتهى وجدت في نسخة من الميزان بخط الواني عقب هذا وقد روى البيهقي أن الجويباري روى عن محمد بن عبد الله الفلسطيني عن جويبر عن الضحاك عن بن عباس رضي الله عنهما سأل عبد الله بن سلام نحواً من ألف مسألة وقال الفلسطيني لا يعرف وجويبر متروك وقال البيهقي أما الجويباري فإني أعرفه حق المعرفة بوضع الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وضع عليه أكثر من ألف حديث وسمعت الحاكم يقول هو كذاب خبيث ووضع كثيراً في فضائل الأعمال لا تحل رواية حديثه بوجه وسمعت الحاكم يقول اختلف الناس في سماع الحسن من أبي هريرة فحكى لنا أنه ذكر ذلك بين يدي الجويباري فروى حديثاً مسنداً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سمع الحسن من أبي هريرة انتهى وقال الخليلي كذاب يروي عن الأئمة أحاديث موضوعة وكان يضع لابن كرام أحاديث مصنوعة وكان بن كرام يسمعها وكان مغفلاً وذكر الجوزقاني في الموضوعات فيه نحواً مما قاله بن حبان وكان بن كرام يسميه أحمد بن عبد الله الشيباني وقال أبو سعيد النقاش لا نعرف أحداً أكثر وضعاً منه وقال ابن حبان في ترجمة إسحاق بن نجيح الملطي تعلق به أحمد بن عبد الله الجويباري فكان يروي عنه ما وضعه إسحاق ويضع عليه ما لم يضع أيضاً.
لسان الميزان - (ج 1 / ص 80) المكتبة الشاملة.

عن حميد، عن أنس: يكون في أمتى رجل يقال له أبو حنيفة يجدد الله سنتى على يده..الحديث.
ابن كرام، حدثنا أحمد، عن الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة حديث: اطلبوا العلم ولو بالصين.
وله، عن أبى البخترى - وهو شر منه - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - مرفوعا: من امتشط قائما ركبه الدين.
وقال ابن حبان: هو أبو على الجويبارى دجال من الدجاجلة.
روى عن الائمة ألوف حديث ما حدثوا بشئ منها، فمن ذلك: عن ابن عيينة، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس - مرفوعا: الايمان قول، والعمل شرائعه، لا يزيد ولا ينقص.
وقال النسائي والدارقطني: كذاب.
قلت: الجوبارى ممن يضرب المثل بكذبه.
ومن طاماته: عن إسحاق ابن نجيح الكذاب، عن هشام بن حسان، عن رجاله، قال: حضور مجلس عالم خير من حضور ألف جنازة، ومن ألف ركعة، ومن ألف حجة، ومن ألف غزوة.
وبه - مرفوعا، قال: أما علمت أن السنة تقضى على القرآن (1).
وقد روى البيهقى أن الجويبارى روى عن محمد بن عبدالله الفلسطيني، عن جويبر (2)، عن الضحاك، عن ابن عباس من مسائل عبدالله بن سلام نحوا من ألف مسألة.
وقال الفلسطيني: لا يعرف.
ميزان الاعتدال - (ج 1 / ص 107) المكتبة الشاملة.

باب تقديم حضور مجلس العالم على غيره من الطاعات روى محمد بن على بن عمر المذكر قال حدثنا إسحاق بن الجعد قال حدثنا أحمد بن عبدالله الهروي قال حدثنا إسحاق بن بحبح قال حدثنا هشام بن حسان حدثنا محمد بن سيرين حدثنا عبيدة السلمانى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال " جاء رجل من الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاهد فقال يا رسول الله إذا حضرت جنازة وحضرت مجلس عالم أيهما أحب إليك أن أشهد ؟ فقال: إن كان للجنازة من يتبعها ويدفنها فإن حضور مجلس عالم خير من حضور ألف جنازة تشيعها، ومن حضور ألف مريض تعوده، ومن قيام ألف ليلة للصلاة، ومن ألف يوم تصومها، ومن ألف درهم تتصدق بها، ومن ألف حجة سوى الفرض، ومن ألف غزوة سوى الواجب تغزوها في سبيل الله بنفسك ومالك، وأين تقع هذه المشاهد من مشهد عالم ؟ أما علمت أن الله يطاع بالعلم ويعبد بالعلم، وخير الدنيا والآخرة من العلم، ومن شر الدنيا والآخرة من الجهل، فقال رجل: قراءة القرآن ؟ فقال: ويحك وما قراءة القرآن بغير علم ؟ وما الحج بغير علم ؟ وما الجمعة بغير علم ؟ أما علمت أن السنة تقضى على القرآن، وأن القرآن
لا يقضى على السنة ؟ "..
الموضوعات - (ج 1 / ص 223) المكتبة الشاملة.

173 - أنا أحمد بن محمد بن أحمد المجهز ، قال : حدثني عبد الرحمن بن عمر الحافظ ، بدمشق من لفظه ، نا علي بن أحمد المقابري البغدادي ، نا بشر بن موسى ، قال : سمعت يحيى بن معين ، يقول : « ويل للمحدث إن استضعفه أصحاب الحديث » ، قلت له : يعملون به ماذا ؟ قال : إن كان كذوبا سرقوا كتبه ، وأفسدوا حديثه ، وحبسوه وهو حاقن (1) حتى يأخذه الحصر ، فيقتلوه شر قتلة ، وإن كان ذكرا فحلا استضعفهم وكانوا بين أمره ونهيه ، قلت : وكيف يكون ذلك ؟ قال : يعرف ما يخرج من رأسه ويكون هذا الشأن صنعته ، أما سمعت أبا بكر الهذلي كيف يقول : قال لي الزهري : أيعجبك الحديث ؟ قلت : نعم ، قال : أما إنه يعجب ذكور الرجال ويكرهه مؤنثهم ، أما ذكور الرجال فهم الذين يطلبون الحديث والعلم وعرفوا قدره ، وأما مؤنثهم فهم هؤلاء الذين يقولون : إيش نعمل بالحديث ، وندع القرآن ؟ أوما علموا أن السنة تقضي على الكتاب ، أصلحنا الله وإياهم «
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي - (ج 1 / ص 194). المكتبة الشاملة.

228 قلت لأبي : إذا لم يكن عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء مشروع ، يخبر فيه عن خصوص أو عموم ؟ قال أبي : ينظر ما عمل به أصحابه ، فيكون ذلك معنى الآية ، فإن اختلفوا ، ينظر أي القولين أشبه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يكون العمل عليه وقال عبد الله : سألت أبي ، قلت : أتقول في السنة تقضي على الكتاب ؟ قال : قد قال ذلك قوم منهم مكحول والزهري أرى قلت لأبي : فما تقول أنت ؟ قال : أقول : إن السنة تدل على معنى الكتاب ؟
الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي - (ج 1 / ص 256) المكتبة الشاملة.

والأحاديث في معناه كثيرة معروفة في " الصحيحين " وغيرهما . إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة المعروفة لدى أهل العلم بالحديث والفقه . ومما تقدم يتبين لنا أيها الإخوة أهمية السنة في التشريع الإسلامي فإننا إذا أعدنا النظر في الأمثلة المذكورة فضلا عن غيرها مما لم نذكر نتيقن أنه لا سبيل إلى فهم القرآن الكريم فهما إلا مقرونا بالسنة ...
. وفي المثال الثالث : لولا الحديث أيضا لحرمنا طيبات أحلت لنا : الجراد والسمك والكبد والطحال . وفي المثال الرابع : لولا الأحاديث التي ذكرنا فيه بعضها لاستحللنا ما حرم الله علينا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من السباع وذوي المخلب من الطير . وكذلك المثال الخامس : لولا الأحاديث التي فيه لاستحللنا ما حرم الله على لسان نبيه من الذهب والحرير ومن هنا قال بعض السلف : السنة تقضي على الكتاب.
منزلة السنة في الإسلام - (ج 1 / ص 12) المكتبة الشاملة.

مَا يَحْكِي دَاوُد فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ .
وَقَالَ ابْنُ كَجٍّ : لَا شَكَّ فِي الْجَوَازِ ، لِأَنَّ الْخَبَرَ الْمُتَوَاتِرَ يُوجِبُ الْعِلْمَ كَمَا أَنَّ ظَاهِرَ الْكِتَابِ يُوجِبُهُ . وَأَلْحَقَ الْأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُورٍ بِالْمُتَوَاتِرِ الْأَخْبَارَ الَّتِي يُقْطَعُ بِصِحَّتِهَا .
كَتَخْصِيصِ آيَةِ الْمَوَارِيثِ بِحَدِيثِ : { لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ ، وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ } وَهُوَ مِثَالٌ لِلْقَوْلِيَّةِ . وَمَثَّلُوا لِلْفِعْلِيَّةِ بِأَنَّ قَوْلَهُ : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي } مَخْصُوصٌ بِمَا تَوَاتَرَ عِنْدَهُمْ مِنْ رَجْمِ الْمُحْصَنِ تَنْبِيهٌ كَلَامُ الشَّافِعِيِّ فِي الرِّسَالَةِ " يَقْتَضِي أَنَّ السُّنَّةَ لَا تَخُصُّ الْقُرْآنَ إلَّا إذَا كَانَ فِيهِ احْتِمَالُ التَّخْصِيصِ ، فَإِنْ قَالَ فِيهَا : وَيُقَالُ خَاصٌّ حَتَّى تَكُونَ الْآيَةُ تَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أُرِيدَ بِهَا الْخَاصُّ ، فَأَمَّا إنْ لَمْ يَكُنْ مُحْتَمَلَةً لَهُ فَلَا يُقَالُ فِيهَا بِمَا لَا تَحْتَمِلُ الْآيَةَ ، وَهُوَ الثَّابِتُ فِي الْحَدِيثِ : { أَنَّهُ يُؤْخَذُ مِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارٌ } ، وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِهِ فِي نَسْخِ السُّنَّةِ الْقُرْآنَ .
الرَّابِعَةُ : يَجُوزُ تَخْصِيصُ السُّنَّةِ الْمُتَوَاتِرَةِ بِالْكِتَابِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ ، وَعَنْ بَعْضِ فُقَهَاءِ أَصْحَابِنَا الْمَنْعُ ، وَعَنْ أَحْمَدَ رِوَايَتَانِ .
قَالَ ابْنُ بَرْهَانٍ : وَهُوَ قَوْلُ بَعْضِ الْمُتَكَلِّمِينَ .
وَقَالَ مَكْحُولٌ ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ : السُّنَّةُ تَقْضِي عَلَى الْكِتَابِ، وَالْكِتَابُ لَا يَقْضِي عَلَى السُّنَّةِ.
تَنْبِيهٌ سَيَأْتِي فِي بَابِ النَّسْخِ مِنْ كَلَامِ الشَّافِعِيِّ أَنَّ السُّنَّةَ لَا يَنْسَخُهَا الْقُرْآنُ إلَّا إذَا كَانَ مَعَهَا سُنَّةٌ تُبَيِّنُ أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ ، وَإِلَّا خَرَجَتْ السُّنَنُ عَنْ أَيْدِينَا ، فَيُحْتَمَلُ أَنَّ لَنَا هُنَا اشْتِرَاطَهُ ، وَيُحْتَمَلُ خِلَافُهُ ، وَالْفَرْقُ أَنَّ النَّسْخَ رَفْعٌ فَهُوَ أَقْوَى مِنْ التَّخْصِيصِ .
الْخَامِسَةُ : يَجُوزُ تَخْصِيصُ عُمُومِ الْكِتَابِ ، وَكَذَا السُّنَّةُ الْمُتَوَاتِرَةُ بِالْإِجْمَاعِ لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ الْخَطَأُ فِيهِ ، وَالْعَامُّ يَتَطَرَّقُ إلَيْهِ.
البحر المحيط - (ج 4 / ص 212) المكتبة الشاملة.
سَمَّاهُ كِتَابَ طَاعَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
وَاَلَّذِي يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ اعْتِقَادُهُ : أَنَّهُ لَيْسَ فِي سُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّحِيحَةِ سُنَّةٌ وَاحِدَةٌ تُخَالِفُ كِتَابَ اللَّهِ ، بَلْ السُّنَنُ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ عَلَى ثَلَاثِ مَنَازِلَ .
الْمَنْزِلَةُ الْأُولَى : سُنَّةٌ مُوَافِقَةٌ شَاهِدَةٌ بِنَفْسِ مَا شَهِدَ بِهِ الْكِتَابُ الْمُنَزَّلُ .
الْمَنْزِلَةُ الثَّانِيَةُ : سُنَّةٌ تُفَسِّرُ الْكِتَابَ ، وَتُبَيِّنُ مُرَادَ اللَّهِ مِنْهُ ، وَتُقَيِّدُ مُطْلَقَهُ .
الْمَنْزِلَةُ الثَّالِثَةُ : سُنَّةٌ مُتَضَمِّنَةٌ لِحُكْمٍ سَكَتَ عَنْهُ الْكِتَابُ فَتُبَيِّنُهُ بَيَانًا مُبْتَدَأً وَلَا يَجُوزُ رَدُّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الْأَقْسَامِ الثَّلَاثَةِ وَلَيْسَ لِلسُّنَّةِ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ رَابِعَةٌ .
وَقَدْ أَنْكَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَلَى مَنْ قَالَ : " السُّنَّةُ تَقْضِي عَلَى الْكِتَابِ " فَقَالَ : بَلْ السُّنَّةُ تُفَسِّرُ الْكِتَابَ وَتُبَيِّنُهُ ، وَاَلَّذِي يَشْهَدُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِهِ : أَنَّهُ لَمْ تَأْتِ سُنَّةٌ صَحِيحَةٌ وَاحِدَةٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُنَاقِضُ كِتَابَ اللَّهِ وَتُخَالِفُهُ أَلْبَتَّةَ ، كَيْفَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُبَيِّنُ لِكِتَابِ اللَّهِ ، وَعَلَيْهِ أُنْزِلَ ، وَبِهِ هَدَاهُ اللَّهُ ، وَهُوَ مَأْمُورٌ بِاتِّبَاعِهِ ، وَهُوَ أَعْلَمُ الْخَلْقِ بِتَأْوِيلِهِ وَمُرَادِهِ ، وَلَوْ سَاغَ رَدُّ سُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا فَهِمَهُ الرَّجُلُ مِنْ ظَاهِرِ الْكِتَابِ لَرُدَّتْ بِذَلِكَ أَكْثَرُ السُّنَنِ ، وَبَطَلَتْ بِالْكُلِّيَّةِ .
فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَحْتَجُّ عَلَيْهِ بِسُنَّةٍ صَحِيحَةٍ تُخَالِفُ مَذَاهِبَهُ وَنِحْلَتَهُ إلَّا وَيُمْكِنُهُ أَنْ يَتَشَبَّثَ بِعُمُومِ آيَةٍ أَوْ إطْلَاقِهَا ، وَيَقُولُ : هَذِهِ السُّنَّةُ مُخَالِفَةٌ لِهَذَا الْعُمُومِ وَالْإِطْلَاقِ فَلَا تُقْبَلُ . حَتَّى أَنَّ الرَّافِضَةَ - قَبَّحَهُمْ اللَّهُ - سَلَكُوا هَذَا الْمَسْلَكَ بِعَيْنِهِ فِي رَدِّ السُّنَنِ الثَّابِتَةِ الْمُتَوَاتِرَةِ ، فَرَدُّوا.
الطرق الحكمية - (ج 1 / ص 103) الطرق الحكيمة.

وقد ورد في الآية تفسير ثالث يلزمهم قبوله على أصلهم، وذكر حديثاً رفعه إلى نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله عز وجل: " ومن الناس من يشتري لهو الحديث " " اللعب والباطل وتشح نفسه أن يتصدق بدرهم " . قال: وهذا أيضاً غير ثابت عندي وإنما أوردت هذين التفسيرين مناقضة لما أوردوه فيما تمسكوا به.
قال: ولن أركن إلى هذا أبداً ولا أقنع به ولا أحتج عليه ولا ألزمهم إياه، بل أقول صح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إجماع أهل السنة على أن السنة تقضي على الكتاب، وأن الكتاب لا يقضي على السنة، وقد جاءت السنة الصحيحة: أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع للغناء وأمر باستماعه، وقد أوردنا في ذلك من الأحاديث ما تقدم إيراده. قال: وجواب ثان يقال لهؤلاء القوم المحتجين بهذه التفاسير: هل علم هؤلاء الصحابة الذين أوردتم أقاويلهم من هذه الآية ما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لم يعلمه؟ فإن قالوا: لم يعلمه وعلمه هؤلاء، كان جهلاً عظيماً بل كفراً. وإن قالوا: علمه، قلنا: نقل إلينا عنه في تفسير هذه الآية مثل ما نقل عن هؤلاء من الصحابة، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز بحاجل. ومن المحال أن يكون تفسير قوله عز وجل: " ومن الناس من يشتري لهو الحديث " هو الغناء، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما كان معكن لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو " .
قال: ومن أعظم الدلائل على أن الله تعالى لم يرد بقوله: " لتبين للناس ما نزل إليهم " القرآن كله أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه من الكتاب متشابه من الآي. فالآيات التي ليس فيها أحكام لم يبين كيفيتها لأمته. فلما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم دل ذلك على أن المراد من قوله تعالى: " لتبين للناس ما نزل إليهم " كان بعض القرآن لا الكل.
وقال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله في هذه الآية: وأما شراء لهو الحديث بالدين استبدالاً به ليضل به عن سبيل الله فهو حرام مذموم، وليس النزاع فيه. وليس كل غناء بدلاً عن الدين مشترى به ومضلاً عن سبيل الله وهو المراد ف الآية، ولو قرأ القرآن: ليضل به عن سبيل الله لكان حراماً.
حكي عن بعض المنافقين: أنه كان يؤتم الناس ولا يقرأ إلا سورة " عبس " لما فيها من العتاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم عمر بقتله ورأى فعله حراماً لما فيه من الإضلال فالإضلال بالشعر والغناء أولى بالتحريم.
وقال الثعلبي في أحد أقواله عن تفسير هذه الآية عن الكلبي ومقاتل: نزلت في النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد الدار بن قصي، كان يتجر فيخرج إلى فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها ويحدث بها قريشاً ويقول: إن محمداً يحدثكم بحديث عاد وثمود وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن..
نهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 441) المكتبة الشاملة.

ختاما قال رسول الله عن الروح عن ربه: الم*ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(5). البقرة.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.
اجمالي القراءات 3605

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-11
مقالات منشورة : 527
اجمالي القراءات : 10,885,590
تعليقات له : 2,000
تعليقات عليه : 2,891
بلد الميلاد : ALGERIA
بلد الاقامة : ALGERIA