سامر إسلامبولي Ýí 2007-06-04
وجود الله حقيقة فلسفية أم رأي فلسفي ؟
أعلن مركز ثقافي في دمشق عن وجود محاضرة لدكتور فلسفة مرموق حول قصيدة (لا أدري ) لإيليا أبو ماضي .
فذهبت إلى حضور المحاضرة ، واستمعت كغيري لشرح الدكتور للقصيدة ، وبغض النظر عن مستوى العرض الذي قدمه حول فلسفة أبو ماضي ، انتهت المحاضرة وبدأت الأسئلة والمداخلات تُعرض على الدكتور للإجابة والتعليق عليها .
وأحد الأسئلة التي عُرضت على الدكتور كان مضمونها هو :
هل وجود الله حقيقة فلسفية أم رأي فلسفي &ي ؟
فضحك الدكتور وقال : سؤال هام جداً وهو حساس ذو أبعاد ثقافية وفلسفية. وتابع حديثه قائلا : إن المنطق الذي يستخدمه من يؤمن بوجود الله ، هو ذاته يصح لنفيه ! وإليكم البيان :
- يقول المؤمنون بالله :
إن كل موجود لا بد له من موجد .......مقدمة أولى
الكون موجود ........................مقدمة ثانية
إذاً لا بد للكون من موجد ..............نتيجة
- بينما يقول النافون :
إن كل موجود لا بد له من موجد .........مقدمة أولى
الله موجود ..............................مقدمة ثانية
إذاً لا بد لله من موجد ....................نتيجة
وضحك !! وقال : أرأيتم كيف أن المسألة غير محسومة ! فمسألة الإثبات والنفي لوجود الله متساوية فلسفياً ، وبالتالي فالإيمان بالله ليس حقيقة فلسفية ، وإنما رأي فلسفي !.
فتذمر معظم الحضور وجرى بينهم همساً ! ما هذا الهراء الذي يقوله الدكتور !!
فطلبت من المسؤول عن المحاضرة القيام بمداخلة للرد على كلام الدكتور . فأذن لي . واتجهت إلى مكان الكلام ،وألقيت السلام وشكرت الدكتور على المحاضرة، والحضور على حسن الاستماع والمشاركة ،ووجهت حديثي إلى الدكتور قائلاً :
كنت أتمنى من الأستاذ المحاضر أن يبدي رأيه الشخصي في هذه المسألة بصراحة ، ولا يترك الحضور يستنبطون رأيه . وعلى كل أنا سوف أناقش الأفكار فقط .
إن المنطق الأرسطي منطق عقيم ، فهو لا يفيد الذكي ولا يفهمه الغبي ، وليس هو إلا إقرار للواقع في حال أصاب الحقيقة ، ولا يمكن أن ينشأ منه علم جديد ، وأي خطأ في استخدام المنطق يوصل إلى خطأ في النتيجة ، وهذا ما حصل مع السيد المحاضر، إذ استخدم المنطق بصورة خاطئة فوصل إلى نتيجتين متناقضتين وظن أنهما صواب منطقياً . والخطأ هو في استخدام كلمة ( موجود ) بقياس النفي المتعلق بالله وليس بالإثبات .
لأن دلالة كلمة ( موجود ) تدل على الشيء الذي وُجِدَ بعد أن لم يكون موجوداً ، مع إمكانية ذهابه . فعندما نقول : كل موجود لا بد له من موجد . بمعنى أن كل ما يتصف بصفة الإمكان في ظهوره أو غيابه فلا بد له من موجد لا يتصف بصفته وهو مغاير له . لذا لا يصح وصف الله عز وجل بصفة ( الموجود ) لمحدوديتها وإمكانيتها في الحضور أو الذهاب ، وإنما يتصف الله عز وجل بصفة الوجود اللازم الذي يعبر عنه علماء الكلام بقولهم : واجب الوجود . وهذه الصفة لله عز وجل ثبتت من خلال قاعدة: لا بد لكل فعل من فاعل ضرورة .
وبذلك يظهر لنا خطأ من استخدم المنطق لنفي وجود الله عز وجل ، وذلك حينما دسَّ تحت المقدمة الأولى (لا بد لكل موجود من موجد ) . مقدمة ثانية غير مستغرقة في الأولى ، لأن الله لا يتصف بصفة الموجود ، وبالتالي لم تستغرقه المقدمة الأولى الصواب ، فوصل إلى نتيجة باطلة كما سمعتم .
فوجود الله حقيقة فلسفية وليس رأياً فلسفياً ، وإذا أردنا أن نستخدم المنطق للاستدلال فينبغي أن ننتبه إلى أن تكون المقدمة الأولى صواباً، وأن تكون المقدمة الثانية مستغرقة فيها لنصل إلى نتيجة منطقية . وذلك على الشكل التالي :
مقدمة أولى : لا بد لكل فعل من فاعل --- صواب في الواقع .
مقدمة ثانية : الكون فعل --- مستغرقة في الأولى لأن الكون محدود رغم اتساعه.
نتيجة : لا بد للكون من فاعل ضرورة --- نتيجة منطقية صحيحة موافقة للواقع .
فصفق الحضور بشدة ، ولم ينتظروا تعليق الدكتور على المداخلة !! وقاموا وانصرفوا !!.
دعوة للتبرع
المنهج البحثى : تحدثت عن المنه ج العلم ي الذى يجب على...
التدخين: اخي الحبي ب د.احم صبحي منصور حفظك الله...
الرعب من كورونا : أمى مصابة بهوس كورون ا تخاف من لمس اى شيء ،...
عن قوم عاد : ذكر القرآ ن الكري م أن قوم عاد كانوا عمالق ة ...
أفّاك أثيم حقير: ماذا أفعل مع هذا الأثي م الأفا ك الحقي ر ....
more
أخي سامر المنطق الذي استخدمه الدكتور صحيح
أما منطقك أنت فاستعرت فيه لمقدمتك فرضيات كثيرة أهمها عدم محدودية الله
واجب الوجود حقيقة لا تقبل الجدل نتجت عن قاعدة منطقية مشهورة مستنتجة من السببية وهي:
إستحالة تسلسل الدور إلي ما لا نهاية.
وبتعبير ءاخر:
لابد من سبب أول
أو كما يمكن أن نسميه: (فاعل) أول
غير أن المنطق القرءاني إنتبه لمسألة أخرى في منتهى
الأهمية، وذلك في قوله تعالى:
" ما اتخذ الله من ولد (وما كان معه من إله إذا لذهب
كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض) سبحان الله عما يصفون "
فنجد ما بين القوسين منطق تأكيد الوحدانية لله.
إذ يبيح المنطق أن يكون الواجب أكثر من واحد، فتصدى
القرءان لهاذا وبين فساده.
ونصفق لك نحن أيضا لكننا لم ننصرف.
تحياتي
أخوك حسام مصطفى