أسامة قفيشة Ýí 2018-04-20
العلاقة بين أصناف البشر
سورة الحج تبين لنا تلك العلاقة و ترسم لنا ملامحها ,
في بداياتها تصنف لنا أنواع البشر و تقسمهم إلى ثلاثة أقسام ,
الأول هو الكافر عقائدياً :
يقول جل وعلا ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ) 8-9 الحج ,
هذا النوع من البشر هو منكرٌ لوجود الله جل و علا و يسعى جاهداً كي يثبت إنكاره لوجود الله جل و علا , و يخبرنا المولى عن طبيعته في الحياة الدنيا بأن له الخزي فيها أي أن ادعاءه و إنكاره للخالق ما هو إلا خزيٌ لصاحبه لأنه ببساطه لا يستطيع من تثبيت إدعاءه الباطل , و حسابه مؤجل ليوم الحساب حيث ينتظره يوم القيامة عذاب الحريق , و هنا نلاحظ بأن هذا الصنف لا يلجئ للقوه أو العنف , بل يستخدم عقله الضال و لسانه في جداله وفي الصد عن سبيل الله عز و جل و بأسلوبٍ لطيفٍ عطوف فيه ميلٌ و انحناء .
الثاني هو المشرك :
يقول جل وعلا ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) 11 الحج ,
هذا النوع تحديداً هو الأسوأ على الإطلاق , و في اعتقادي هو الأوسع انتشاراً في عالمنا العربي التعيس , هذا الصنف كما يصفه الحق عز و جل فهو معترفٌ بوجود الله جل وعلا و يتخذه إلهً بل و يعبده تقرباً و طاعةً , و لكن عبوديته لله ضعيفةٌ هشة ( عَلَى حَرْفٍ ) و سبب هذا الضعف لكونه يعبد الله على هواه أي دينه مفصلٌ على مقاسِ رغباته و أهدافه و مصالحه ,
هذا الصنف من البشر سرعان ما يقع في جحيم الفتن , و حياته الدنيوية حافلةٌ بالفتن و الاقتتال و الفساد و سفك الدماء , و يخبرنا جل وعلا عن طبيعته في الحياة الدنيا بأن سلوكه بها عدوانيٌ و عدائيٌ مما يجعله يقع سريعاً في الفتنة و الاقتتال مما يسبب هلاكه و يصيبه ما عملته و اقترفته يداه , فيخسر بذلك الدنيا و في الآخرة حتماً سيكون من الخاسرين , وهذا هو الصنف الأسوأ بخسارته للدنيا و الآخرة فكان هذا هو الخسران المبين , و من هنا نلاحظ بأن هذا المشرك ليس فقط مشركاً بعقيدته بل سرعان ما يتحول شركه إلى كفرٍ سلوكي فيمسي كافراً بسلوكه و عدوانه و إن صلى و صام .
الثالث هو المؤمن :
يقول جل وعلا ( إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) 14 الحج ,
هذا النوع من البشر هو وحده النوع الذي لم يذكر الله جل وعلا طبيعته في الحياة الدنيا و أقتصر الحديث في وصفهم بأنهم يعملون الصالحات أي هم بعيدون كل البعد عن الفساد و سفك الدماء , و هم وحدهم من ستكون لهم تلك الجنات في الحياة الآخرة , و لعل عدم الحديث عن طبيعة حياتهم في الدنيا تعود لعدم أهميتها بالنسبة لحياة الآخرة , و لعل جملة ( إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) عائدةٌ لطبيعة حياتهم الدنيوية .
ثم يأتي الحديث عن طبيعة العلاقة التي يجب أن تربط هذه الأصناف فيما بينها يقول جل وعلا ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) 17 الحج :
لا ينبغي لكل هؤلاء من الصراع الديني فيما بينهم بل عليهم بالتودد و التعارف و التعايش المشترك و الإصلاح و عدم سفك الدماء و هذا هو أساس العلاقات البشرية التي أمر بها الخالق جل وعلا و الذي يفصل بين هؤلاء هو وحده خالقهم جل وعلا يوم الحساب و هو وحده من يحدد أهل الجنة من أهل النار ,
يجب الانتباه بأن المشركين هنا غير معتدين , أي لم يصلوا لحالة الكفر السلوكي العدواني التكفيري , لأن المعتدي منهم بإسم الدين و الاضطهاد الديني وجب قتاله بشرط القدرة و امتلاك القوة التي تمكنه من صد العدوان و تمكنه من رفع الظلم المتعرض له ,
أما في حالة التصادم المحتوم بين طرفين و بأن يكون النزاع هو نزاعٌ ديني , أي وقوع اعتداء من طرف على طرفٍ آخر بإسم الدين و قد يكون هذا الاعتداء بين مجموعتين من نفس الدين الواحد و ليس شرطاً أن يكون المعتدي من دين آخر , فالمعتدي في كل الأحوال هو الباغي و هو الكافر بسلوكه كونه لجئ لسفك الدماء , و هذا الباغي المعتدي أياً كان دينه أو مذهبه فهو كافرٌ وله سوء العذاب و إن كان من كبار الدين , فقال جل وعلا في هذا متوعداً الباغي المعتدي ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ) 19 الحج ,
و أما مصير الطرف الآخر المعتدى عليه إن كان مؤمناً صالحاً ( إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) 23 الحج .
و في الختام لا يسعني سوى تقديم الشكر لأخي الكريم سعيد علي الذي بدوره و من خلال مشاركاته التي كان لها الفضل بشكلٍ كبير في فتح آفاق تدبر هذا المقال .
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
سبحانك إني كنت من الظالمين
وماذا لو امتلكت فلسطين قنبلة نووية !
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
دعوة للتبرع
الشيعة المصريون: ما هو تعليق كم على إعتقا ل الدري ني مؤلف...
حق ذوى القربى: هذة الآيا ت مفعول ة المدى كيف نفهم ذو...
وأُملى لهم .!!: مامعن ى قوله جل وعلا : ( وأملى لهم ) في سورتى...
صلاة الجمعة فى البيت: اود السؤا ل عن صلاه الجمع ه هل يجوز ان...
المسجد الاقصى: السلا م عليكم أولا أود أن أشكرك م على هذا...
more