السياسة لعبة مصالح وليست لعبة مذاهب
السياسة لعبة مصالح وليست لعبة مذاهب
يعني لو انت متخلف وفاكر الدنيا كلها مسلم ومسيحي أو سني وشيعي تبقى تستاهل ضرب الصُرَم
وكلمة صُرَم جمع صارمة وهي التعبير المصري للجزمة
كردستان إقليم متداخل في 4 دول هي (العراق - سوريا - تركيا - إيران) وشعبها يطالب في معظمه بالدولة القومية المستقلة، يعني شعب له ثقافة واحدة ودين واحد ولغة واحدة وتقريبا أيدلوجية واحدة..عاوز يستقل..بالتالي أصبح استقلال جزء منه في دولة تشجيع على استقلال بقية الأجزاء وتتفكك الأربع دول
أصبح معنى تشكيل دولة كردية في شمال سوريا مش بس تهديد لدمشق بل تهديد لتركيا وإيران والعراق أيضا..والأمريكان -ولاد الذين -بيلعبوا على هذه القصة الآن بتشجيع الأكراد على الانفصال وبالتالي يتحقق لهم حلمهم بتفكيك العراق وإيران بالتبعية..
تركيا هي الدولة الوحيدة الآن التي تقاوم أمريكا لمنع قيام هذا الكيان، سوريا لا حول لها ولا قوة تخلص بس من مشكلة الإرهاب وطرد الجماعات ، العراق الآن يقودها حيدر العبادي وهذا سياسي من طراز رفيع لكن ياخسارة عنده أحزاب مفككة خلفهم مرجعية دينية قوية، يعني مضطر في الأخير يتعامل مع المرجعية لمصلحة البلد، يعني بالبلدي العراق الآن ليست دولة مدنية وأي محاولة انفصال كردية ربما تواجه بحرب دينية من الجنوب والوسط..خصوصا وإن (ثلث) البترول العراقي في الشمال الكردستاني..
أما إيران فتخلصت منذ 20 عاما من حركات الأكراد المسلحة وأهمها (حزب كومالا) ولم يعد له حاضنة شعبية في كردستان إيران، إضافة لقضائها على مسلحي الحزب الديموقراطي وزعيمه قاضي محمد اللي استقل بمدينة .."مهاباد"..في الأربعينات..ويمكن الآن اعتبار أن أضعف رغبة للانفصال الكردي موجودة في إيران.
السعودية فتحت قنصلية لها في كردستان العراق منذ شهور، وغالبا كانت بأوامر أمريكية تسمح بتمويل السعودية للأكراد المحتملين يشكلوا قلق على إيران، لكن إيران مش قلقانة لأن تركيا قايمة بالواجب، وروسيا تعهدت بوحدة سوريا، والعراق لن تسمح بانفصال كردي، أما القنصلية السعودية فيمكن مواجهتها في إطار عمليات تجسس محتملة، يعني وارد جدا لما يدعموا شخصية أو زعيم أو جماعة عليهم بالقضاء عليها في المهد..
نفس ما يحدث في كردستان يحدث الآن في إقليم .."بلوشتسان"..وهو إقليم متداخل في 3 دول هي (إيران – باكستان – أفغانستان) وظروف الإقليم هي هي عدا أن رغبة الانفصال أقل عندهم من الأكراد، لكن لديهم حركات مسلحة تشكل خطر على الثلاث دول، وأيضا السعودية وأمريكا موجودين هناك لنفس الهدف
شوفنا ازاي اتفقت 6 دول خليط بين سنة وشيعة على هدف واحد وهو (منع قيام كردستان وبلوشستان)، وبنشوف ازاي أمريكا والسعودية بيصرفوا الآن دم قلبهم على قيام هذه الكيانات ليحشدوا طاقة الست دول على مواجهتهم دون اعتبار للدين ولكن الاعتبار الأول للمصلحة القومية
اجمالي القراءات
8103