أسامة قفيشة Ýí 2017-01-21
صبر المحسنين
الاحسان هو كل شيء حسن من قول او عمل , فهو السلوك الحسن مع النفس و مع الناس جميعا على اساس العدل و التقوى , و الاصلاح و البناء بالخير .
عكس هذا كله يأتي الفساد و هو كل شيء مفسد من قول او عمل , فهو السلوك الافسادي للنفس و الناس بالظلم و الاعتداء , و الهدم و الخراب بالشر .
هذان الطريقان المتناقضان في كل شيء , المغاير في الجوهر و السلوك , فهما طريقين متعاكسين , متصادمين في كل شيء قلت قيمته او كبرت , لا يجتمعان ابدا , و لا يجمع بينهما شيء على الاطلاق , هذان الجنبان متناحرين لاختلافهما في الجوهر و السلوك , لا تطابق بين هذا او ذاك , لا يمكن التباعد بينهما لانهما متوازيان على درب الحياة ,
درب الاحسان و المحسنين يكتفي بالدعوة للحق الذي يمتلكه , بدون اعتداء او ظلم او اجرام , و غايته الاصلاح ,
الاسلام و الايمان متلازمان قولا و عملا , لمن اراد العبور في درب المحسنين , و الله جل وعلا يدعو اتباعه للسلوك في هذا الدرب من اجل الوصول لما وعدهم في نهايته و الله جل و علا لا يخلف الميعاد ,
و لان هذا الدرب شائكا و به الكثير من العثرات التي يضعها اهل درب الفساد في مسلكهم , فهم يعانون و سيزالوا يعانون و يتألمون من هذا الظلم و الشر و الاجرام في حقهم الذي لا يجبرون احدا عليه , و لان غايتهم الاصلاح بالعدل , يأتي الامر من العزيز الحكيم لهم بالصبر و التحمل , و الوعد القاطع لهم منه جل و علا بأنه لن يضيع اجرهم , و سيجزيهم يوم الحساب احسن ما كانوا يعملون , فالصبر هو السبيل للاحسان ,
و سبيل الاحسان كان و لا يزال يلاقي كل اصناف الاضطهاد و الاعتداء و الظلم ممن يبغي الفساد و سلك مسلكه من ارهاب و اجرام .
المحسنون هم قله قليلة عبر التاريخ , لا تخلو امة الا و فيها المحسنون الذين يحاربون الفساد و يتصدون له , و ينهون عنه باحسان , قولا و سلوكا , لا يضرهم التهميش و العزل , لا يضرهم الحملات و التشهير , هم قله مستضعفه من قبل المفسدين على مر التاريخ و العصور , و الى يوم الدين .
اما المفسدون فيريدون ان يفسدوا هذا الاحسان بشتى الوسائل ظلما و قهرا , و بالترغيب و الترهيب , كي يتبعهم اتباع درب الاحسان و يلحق بركبهم , طمعا في ترف الدنيا و زينتها , فاصحاب الفساد لا يطيقون دعوة الحق و العدل , و لا يحلوا لهم سماع شيء يهدم نهجهم الظالم , فهم مجرمون بما تحمله الكلمة من معنى , و من اتبعهم من الناس كانوا امثالهم مجرمين .
و لقد تعهد الله سبحانه و تعالى على نفسه باهلاك أي مجتمع فاسد و ظالم , ان تلاشى المحسنون من هذا المجتمع ,
فأن خلى أي مجتمع من هؤلاء القلة المستضعفة المحسنة , و اصبحت السمه الطاغية هي الفساد و الافساد وجب العقاب الالهي على هذا المجتمع المفسد الظالم المستبد , و حل عليه غضب الله القاهر الجبار .
ما اعظم الخالق جل وعلا , و ما ارحمه بعباده , حيث يمنع غضبه و عقابه لهم كرامة ً لهؤلاء المحسنين القلة , فهنيئا لكل مجتمع لا يخلو من المحسنين , و بأس لمجتمع غلبت عليه سمة الافسلد و المفسدين .
و صدق الحق العزيز الحكيم :
(وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ* فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ *وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) 115-117 هود .
اللهم اجعلنا من هؤلاء القلة التي تبغي الاحسان و تدعو له ,
اللهم عونك لنا على الصبر في سبيلك .
سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا
سبحانك اني كنت من الظالمين
وماذا لو امتلكت فلسطين قنبلة نووية !
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
دعوة للتبرع
انتشار الالحاد: أتكلم عن الارت داد والال حاد فى الدول...
التوبة من الشذوذ: شاذ جنسيا سلبى ويريد التوب ة ولا يستطي ع ...
التوبة هى الحلّ: الحم د لله, وشكرا لك, شيخنا الفاض ل أتأسف...
الصانع: هل يوصف الله تعالى الخال ق بأنه صانع؟...
عين حمئة : سأل احد الملح دين عن اية 86 من سورة الكهف يقول...
more