(سبحانك ) في القرآن الكريم
سبحانك ، من خصوصيات رب العزة لا تُقال إلا لله سبحانه ، وقد جاءت متصلة بكاف الخطاب في تسع آيات.. حري بنا ان نجعلهم نبراسا لنا في الحياة نستفيد ونقتدي بهذه المواقف التي يجمع بينها الاعترف بقدر الله، والخطأ في التقدير سواء من الملائكة أو من البشر في مواقف سنتناولها تباعا بحسب ظهورها في محرك البحث وكلنا أمل ان نحذوا حذو من نطق بها!! قد قصها قرآننا العظيم، كي نتعلم منها ، وأول موقف سنتحدث عنه في المواضع التي ذُكر فيها ( سبحانك) جاء على لسان الملائكة ،وهم يعترفون بعجزهم ونقص علمهم أمام علم رب العزة وهذا عند خلق آدم وعلمه للأسماء من قبل العليم القدير وجهل الملائكة لها ، واعترافهم أن علمهم هو فقط ما علمهم إياه رب العزة إذ ليس لهم مصدر سواه للعلم حري بنا أن نقتدي الملائكة ولا ندعي علما ، وننسبه لأنفسنا وننسى أن نسنده لصاحب الفضل فيه ، وهذا يذكرنا بقارون وما كان منه حيث أنه أرجع مصدر ثروته لعلم عنده، وقد قال (إنما أوتيته على علم عندي)، ورأينا كيف قاده هذا التخبط والتكبر إلى مهاوي الفساد وللتدمير والخسف عندما اغتر بماله وقدرته ، ونسي أو تناسي من أعطاه هذه النعم ، فقد كان من قوم موسى وانشق عنهم في اتحاد السلطة والثروة عندما انضم إلى فرعون وحاشيته ،ليحافظ على ثروته بسلطتهم :
: البقرة - الآية (32) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
والموقف الثاني هو موقف اختيار نجح فيه أصحابه حيث اختاروا بوعيهم أن يكونوا مؤمنين في تذكر دائم وتفكر في خلق السموات والارض ،معترفين بقدرة الله سبحانه، مدركين لحجم الاختبار ، مجتازين لكل العواقب ،متغلبين على نزغ ووساوس الشيطان بسلاح علمهم اياه الله سبحانه وهو :ديمومة التذكر :
آل عمران - الآية (191 ) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَاآل بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
الثالث موقف فيه سؤال من رب العزة، عالم الغيب والشهادة لنبيه عيسى .. قد حكاه القرآن ـ بصفته آخر رسالة قد حوت كل الرسلات السابقة ـ وهو يناقش قضية من أخطر القضايا على الإطلاق وهي قضية التوحيد وعدم الشرك ، وإجابة من عيسى عليه السلام ،بكلمات واضحة صريحة، لا لبس فيها ولا غموض!! :
المائدة - الآية (116 ) وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
الموقف الرابع كان لنبي الله موسى ، الذي ذهب لميقات ربه ،وأراد أن يرى ربه حيث قال : رب أرني أنظر إليك ، فأخذ درسا عمليا جعله يخر صعقا ، وعند إفاقته قال سبحانك إني تبت إليك:
الأعراف - الآية 143وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
الموقف الخامس جاء على لسان المؤمنين في حين وجدوا ما وعدهم ربهم في الجنة ،وتنعموا بكل ما فيها من نعم فملأ الرضا نفوسهم واطمأنوا إلى حسن المُقام فكان الدعاء والتحية وآخر الدعاء معبرا عن هذا السرور وهذا الرضا بالفوز:
يونس - الآية 10دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
أما ذا النون ( يونس )الذي ذهب مغاضبا وكان عليه أن يكون أكثر صبرا، فقد كان اختباره عظيما، فقد أُلقي من السفينة في عرض البحر ، وابتلعه الحوت ،ولولا أنه كان من المسبحين للبس في هذا المكان لوقت البعث!! وقد كان تسبيحه هذا آية ! حري بنا أن نرددها في وقت الضيق ،حتى نتذكر ألا يخرجنا الغضب عن حدود الصبر والحلم :
الأنبياء - الآية 87وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
والموقف التالي عن حديث الإفك ،وكان يخص كل الجماعة المؤمنة المهاجرة ، ولم يكن مطلقا متعلق بالسيدة عائشة،( أم المؤمنين ) كما تذكر الروايات المزيفة، وفيه تنديد للمتورطين في هذا البهتان ، وحري بنا ألا ننساق لتلك المهالك، فلا نسمع أو نتحدث بنبأ بدون التأكد والتثبت والتحقق منه، وهذه الوصفة تبدأ بــ (لولا ) يفترض بنا أن نتبعها ونتذكرها عند حدوث مواقف مشابهة وهي:
النور - الآية (16) و َلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
وهذه مواجهة بين فريقين، الذي يدعي أن هناك من أضله ، ومدعى عليه من حقه أن يرد، تخبرنا بها سورة الفرقان ، وقت الحشر عندما يحشرهم الله سبحانه مع من يعبدون من دونه ، ويسألهم سؤال واضح : أأنتم أضللتم عبادي ، أم هم ضلوا السبيل؟ثم تأتي الإجابة من المُدعى عليهم تتصدرها كلمة سبحانك ،بأنهم لا ينبغي لهم أن يتخذوا من دون الله أولياء بنفي الاتهام ، والدليل على ذلك: أن الضالين هم من نسُوا الذكر بسبب الانشغال بالمتع هم وآباءهم، حتى أضاعوا فرصتهم :
الفرقان - (الآية 18 ) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا
ونفس الكلام يحدث في المواجهة الأخيرة وقت الحشر للجميع ،بين الذين ضلوا وبين الملائكة الذين عبدهم الضالون من دون الله :
سبإ - الآية 41قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ
ودائما صدق الله العظيم
اجمالي القراءات
14854
خالص الشكر والتقدير للسيدة الفاضلة . عائشة حسين ، على مواصلتها البحث والدرس في كتاب الله تعالى القرءان العظيم.
والمقال مكثف وموجز وبه من التذكرة بفريضة رئيسة من فرائض الاسلام الحنيف. الأ وهى فريضة التسبيح ،
فما معنى التسبيح فالكلمة نكررها ونتلفظ بها على سبيل الخشوع والحب والتقديس لرب العزة جلا وعلا . فما معناها اللغوي والإصطلاحي.. لو سمح وقتكِ بالإجابة.
حيث أن الكثيرين من المسلمين لا يعرفون معنى سبحانك وسَبَّحَ وسَبِّحْ ويسبح ويسبحون . فهل عندكم من علم فتعلموه لنا..
والسلم عليكِ ورحمة الله.