تعليق: كم رواتب حُكام العرب ؟؟؟ | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: التأصيل القراني لفهم عقلية الخوارج . | تعليق: آبى أحمد يسخر من السيسى وحُكام السودان . | تعليق: أين بنات وسيدات حُكام الخليج ؟؟ | تعليق: يرحم الله السادات . | تعليق: يتبع.../... | تعليق: ملحق للمقال، لعله يحدث في بعض القلوب الغافلة أمرا، | تعليق: ترجمان القرآن وأموال اليتامى والنسوان: | تعليق: جمهورية (فتوى سيسىتان ) | خبر: القادة العشرة الأعلى أجراً عالمياً في 2025 | خبر: ارتباك عالمي مع اقتراب تنفيذ ترامب تهديده بالعودة للرسوم العالية | خبر: كيف يعيد الغرب استعمار أفريقيا عبر أجندة المناخ؟ | خبر: إيلون ماسك يطلق حزبًا سياسيًا.. هل يهز عرش الديمقراطيين والجمهوريين؟ | خبر: مصر.. حزب سياسي يكشف عن خسائر 600 مليون دولار بسبب فشل حكومي | خبر: حمام العسل أحدث وسيلة للتعذيب في سجن بصحراء مصر الغربية | خبر: معتقلون مصريون سابقون... غادروا السجون ولم تغادرهم | خبر: الفاتيكان: تعيين رئيس جديد للجنة المعنية بالاعتداءات الجنسية التي يرتكبها رجال الدين | خبر: تأشيرات مشروطة وجنسيات مهددة بالإلغاء: كيف تعيد إدارة ترامب تعريف المواطنة في أمريكا؟ | خبر: «الدستورية العليا» تفصل في دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم غدا | خبر: بدعوة ألمانية.. قمة أوروبية طارئة في بافاريا 18 يوليو لتعديل منظومة اللجوء | خبر: عندما تلتهم أعباء الديون إيرادات موازنة مصر | خبر: نصف مليون سوري يعودون لبلادهم ضمن موجة العودة الطوعية المتصاعدة | خبر: آبي أحمد يعلن اكتمال سد النهضة ويدعو مصر والسودان للمشاركة بحفل الافتتاح قريبا | خبر: ارتفاع الأعمال المعادية للمسلمين في فرنسا بـ 75% |
إطلالة على قصة الفساد المصرية

كمال غبريال Ýí 2015-09-08


أظن مجرد ظن أنه قبل انقلاب "المغامرين الأشرار" عام 1952، كان الفساد مستشرياً في مصر، على كل من المستويين القاعدي والوسيط، وبدرجة أقل على مستوى القمة. بعد هذا التاريخ المشؤوم، بدأ استشراء الفساد المالي لأفراد العصابة الحاكمة، بالاستيلاء على مجوهرات وأملاك الأسرة المالكة وكبار الملاك والرأسماليين، وانحسر فساد قمة الهرم السياسي في فساد القيادة، التي ألقت باحتياطي الذهب بالخزانة المصرية إلى قبائل اليمن، ودمرت مدن القناة وأهدرت الدماء في مغامرات وحروب عبثية، علاوة بالطبع على تدمير الاقتصاد المصري بالسياسات العشوائية، التي لم تكن تنتمي لا للاشتراكية ولا للرأسمالية.


بدأ الفساد المالي بشكله الذي نعرفه الآن مع عصر السادات، حين اتجه لانفتاح اقتصادي، في وقت لم يكن لدينا فيه "رجال أعمال" حقيقيين كما يعرفهم العالم الحر، بل فقط وحصرياً "لصوص الثورة المجيدة" وأبناؤهم، كما أبدع في عرض ذلك الرائع الراحل أسامة أنور عكاشة في مسلسل "ليالي الحلمية" التليفزيوني. في عهد مبارك ومع استمرار التوجه نحو الاقتصاد الحر، بدأ ظهور "رجال أعمال" حقيقيين في مصر، بجانب المغامرين واللصوص المحترفين من مخلفات ثقافة العهود السابقة. وانقسم رجال الأعمال الشرفاء الذين تقدموا للعمل في مصر إلى ثلاث فرق، فريق بعد أيام وشهور وربما سنين من المعاناة، جمع أمواله ورحل، لما عاينه من بيئة تسد عليه كل المنافذ، وتعمل بمبدأ "ادفع كي تمر" أو بالبلدي "أبجني تجدني". وفريق برجماتي اختار أن "يدفع كي يمر". وفريق ثالث جاهد ومازال ليعمل ويكسب بشرف، في ظروف محيطية بالغة الصعوبة والفساد.
مشكلة الفساد المصري فيما نرى خلفها ثلاثة عوامل:
العامل الأول هو ما نزعمه من القابلية الشديدة للشخصية المصرية للفساد. ينقم عموم الشعب المصري على الفاسدين الكبار، ويتمنى لو يصلبهم أو يحرقهم في الميادين العامة. لكن لا يوجد أو يندر بيننا من يستحرم أو يستجرم الاستيلاء على المال العام، أو إهداره بالإهمال والتدليس. . هل نجرم مجتمعياً مثلاً التهرب من الضرائب، أو الاستيلاء على أراض الدولة؟. . لا أنسى أن الشؤون القانونية في شركة قطاع أعمال عام، كانت تحرر عقوداً لأساتذة جامعة للعمل لديها كمستشارين، بصيغة تتيح لهم التهرب من الضرائب، فتجعل قيمة العقد "عشرة قروش" مثلاً، وبدل المواصلات "مائة قرش"!!. . وأعرف عائلة شديدة التدين، لم تكن تستشعر غضاضة أو عاراً، في أن يكون أحد أفرادها من مافيا الاستيلاء على أراض الدولة. . هو شعب متدين بطبعه!!
العامل الثاني هو النظام السياسي والاقتصادي "اشتراكي الهيكلية"، الذي يتغول ويهيمن فيه الجهاز البيروقراطي على سائر الأنشطة الاقتصادية، بحيث يسد على رجال الأعمال كل المنافذ للعمل والكسب، ولا يمر إلا من يدفع. . سلطات خطيرة في يد موظفين يتقاضون مرتبات "بالملاليم"، ويتحكمون بها في مصير مشروعات "بالملايين" و"المليارات".
العامل الثالث هو النظام السياسي الديكتاتوري المهيمن المفتقد للشفافية وسيادة القانون، بحيث لا يسمح بكشف وافتضاح فساد، إلا لحالات "المغضوب عليهم"، نتيجة الصراعات الداخلية بين مختلف مكونات عصابات الحكم، أو لحالات غير المحميين أو المسنودين، والذين لا يمانع النظام المهيمن في التخللي عنهم، وتقديمهم كقربان للشعب، لإقناعه بنزاهة النظام "الذي لا يتستر على فساد"!!
العامل الأول وهو ضعف مقاومة الشخصية المصرية للفساد، يكاد لا يكون لنا حيلة فيه على المدى القصير، وأقصى ما نطمح إليه أن ينجب لنا المستقبل، في ضوء تغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، أجيال أكثر مقاومة للفساد.
العامل الثاني وهو هيمنة الجهاز البيروقراطي، نستطيع البدء فوراً في معالجته، إذا ما صدقنا التوجه المنفتح باتجاه الرأسمالية والسوق الحر، بتقليص هيمنة الدولة وجهازها البيروقراطي على الحياة الاقتصادية. هذا بالطبع يتعارض مع ما يتم الآن جهاراً نهاراً، من إضافة سيطرة القوات المسلحة على الاقتصاد المصري، بالإضافة إلى سيطرة الجهاز البيروقراطي العتيد.
العامل الثالث الذي يؤدي لاستشراء الفساد، وهو طبيعة النظام السياسي، ليس لنا أن نأمل في معالجته على المدى القصير، ولا نستطيع أن نتركه للمدى الطويل، نظراً لشدة خطورة تأثيره، لذا يتوجب علينا السعي للزحف التدريجي، باتجاه تأسيس حكم ديموقراطي شفاف، يقوم على السيادة التامة الكاملة للقانون.
هي إذن ليست قصة فساد أفراد، كذلك الذي نراه، حتى في أكثر الدول حضارة وحرية وشفافية. هي قصة فساد شعب، وفساد ثقافة، وفساد نظم اجتماعية واقتصادية وسياسية.

 

Kamal Ghobrial

Alexandria- Egypt

+201226834061

اجمالي القراءات 10104

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-03-23
مقالات منشورة : 598
اجمالي القراءات : 5,941,989
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 264
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt