لطفية سعيد Ýí 2015-08-22
) أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23) أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى (25)
تبدأ الآيات حديثها باستفهام بالهمزة بعدها فعل ، رأيتم الذي يدل على الرؤية الواضحة بحاسةالنظر ( العين ) ، مدعومة بتمييز العقل العاقل في الإنسان الذي يعطي حكما لما سبق مشاهدته ...ثم تأتي ذكر لثلاثة أسماء : اللات ، والعزى ، ومناة ، إذن الحديث عن ثلاثة أسماء المذكورةهو الموضوع الأساس .. فما قصة هذه الأسماء ؟ هذا هو موضوعنا الذي سنحاول معا قراءة الآيات من سورة النجم من 19 : 30 ببساطة ودون تعقيد.. وبعد ذكر هذه الأسماء الثلاثة يأتي الاستفهام الثاني في الآيات الكريمة : ألكم الذكر وله الأنثى ؟ من الذي له الذكر ومن الذي له الأنثى ؟ وما علاقة ذلك بالأسماء المذكورة سابقا ؟!!! سنجيب عنه فقط قليل من الصبر ، ثم يأتي دور الحكم على تلك القسمة غير العادلة ، و(ضيزى ) ، وهو اللفظ الوحيد في القرآن ، فلم يتم ذكره إلا مرة واحدة ... ثم تصرح الآيات بحكم ثاني على هذه الأسماء بأنها مجرد أسماء ، من صنع البشر ، ما أنزل الله بها من سلطان ، ومصدر البشر فيها مصدر ظني ليس مؤكد ، لأنه ليس مما أنزله الله فهو ليس موثقا .. ولذلك فهو عكس الحق الإلهي الذي أنزله رب العزة ، والذي هو الهدى لكل البشر .. وهو لا يتبع أماني الإنسان الذي يتدخل فيها الشيطان ووسوسته ، ولاحظوا معي أنه تم الحديث عن الإنسان المنحرف ، أو النفس المنحرفة ( الإنسان ) ثم الحديث عن أن لله سبحانه له ملك الأخرة والآولى ..
ثم يأتي الحديث عن الملائكة لكن في ( السموات ) وهم يؤدون وظيفة من وظائفهم وهي تقديم الأعمال ، ( وكم من ملك في السموات ) حددت الآيات مكان الملائكة الطبيعي وهو في السموات ، إذن وقت تقديم الأعمال عندما ينتهي دورهم في التسجيل والكتابة على الآرض ... (لا تغني شفاعتهم ) لماذا ؟!! هناك استثناء وهو : (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) .. ثم يأتي وصف لنوعية من الناس (لا يؤمنون بالآخرة ) ماذا يفعل هؤلاء الناس ؟ ليسمون الملائكة تسمية الأنثى .. ربط بين الملائكة ، وتسمية الأنثى .. من يقوم به هؤلاء الناس الذين لا يؤمنون بالآخرة
وهل لهم مصدر موثوق يستقون منه هذه التسميات للملائكة ؟ ترد الآيات ردا رائعا ، ينفي أي علاقة لهم بالعلم ( وما لهم به) ، بتقديم (من ) ، حتى يدل على أن مصدرهم يفتقر إلى أي جزء من العلم حتى ولو كان قليلا .. ( من علم ) ثم تأتي جملة مستثناة وهي : (إن يتبعون إلا الظن ) تؤكد أن علمهم مبني على الظن ، وهو ليس بعلم إذا ما تم مقارنة هذا العلم البشري المعتمد على الظن بالحق الإلهي، ثم توجه الآيات حديثها وتوجيهها للرسول ألا يهتم بتلك الدعاوى وبأن يعرض عنها ولا يلق لها بالا إنما هي من صنع من بعد عن ذكر الله وأراد المتع الدنيوية الزائلة المؤقتة ، وهذا هو ما أردوه وهو مبتغاهم ومبلغهم من العلم ... إذن هو موضوع الإشراك بالله .. هم يعتبرون أن الملائكة إناث !!! وهم بنات الله ( أستغفر الله العظيم ) وهم يسمون تلك الأسماء المذكورة (اللات ، والعزى ، ومناة ) لتدل على الملائكة واعتبارعم إناث ،والذي يؤيد ذلك أيضا ، الايات من 149 : 159 من سورة الصافات : اقرأ وتأمل ما أردت قوله جاء ملخصا في هذه الآيات من سورة الصافات :
فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمْ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ (150) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) أَاصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (157) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتْ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159)الصافات...
إذن هي قضية الإشراك بالله ، وهو الذنب الوحيد الذي لايغفره الله سبحانه وتعالى ،إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (116ويمكن النظر في كل الذنوب باستثناء هذا الذنب العظيم ، كما جاء في سورة النساء الآية 116 ، وشرحتها ووضحتها الآية التالية لها 117 من نفس السورةإِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَرِيداً (117)
فقدقصرت هذه الاية ما يدعون من دون الله من معبود ، إنما هو واحد من اثنين ، الإناث ، أو الشيطان المريد ، طبعا الجميع يعرف الشيطان المريد ، فمن الإناث المقصودة في الآية الكريمة .. هو ما سبق أن ذكرناه وهو أنهم يعتبرون الملائكة ولد الله وهم إناث بفعل ما يطلقون عليهم من أسماء .. ما أنزل الله بها من سلطان ..
) إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَرِيداً (117)النساء
ودائما صدق الله العظيم
العبودية للخالق هي الهدف من الخليقة ( وما خلقت الانس و الجن الا ليعبدون). فالرحمة و المغفرة هما اساس الالوهية و العبودية للخالق هي الحكمة في ايجاد الخليقة. و حيث ان القاعدة ان لا عبودية مع شرك. فلذلك تنتفي الرحمة و المغفرة من قبل الله لانتفاء العبودية من قبل العبد باختياره. الا ان التوبة عن الشرك تعيد العبد الى دائرة العبودية فتحق عليه الرحمة و المغفرة من قبل الخالق العزيز الحكيم. و اية سورة النساء 48 جاءت تعليلا للحكم الوارد في الاية التي تسبقها 47. و لذا فان مغفرة الله للذنوب و المعاصي التي هي دون الشرك تأتي بشفاعة الاعمال الصالحة للعبد الملازم للعبودية و المتحقق بها.هذا ما اهتديت اليه باختصار شديد. و فوق كل ذي علم عليم.
السلام عليكم أستاذ إبراهيم ، أشكرك على مروركم الكريم على المقال وسؤالكم الذي أثرى المقال ، وفعلا أتفق مع الأستاذ السعيدي في إجابته على السؤال الخاص :
( ما سر غضب الله تعالى على من يشرك به، وهو القاهر فوق عباده، فهل يضيره شيئا إن أشرك به مخلوق؟)
إذ أن الهدف الأساس من الخلق هو عبادة البشر الخالصة لله سبحانه ، والشرك يجعل ولاء البشر وعبادتهم غير خالصة ، فينتفي الهدف الأساس من الخلق والرسالاتالسماوية، ما أتى التنبيه إليه عن طريق رسل الله جميعا وبلا استثناء، يأتي الدعوة لتوحيد الله والبعد عن الإشراك به في مقدمة الدعوة ، وبوسعنا أن نعود لما قاله كل رسول لقومه ، لنجد أن البداية متشابهة عندهم جميعا ، بل هي نصية تستخدم نفس اللفظ والعبارة ،وقد جمعت آية 36 في سورة النحل مضمون دعوة الله للرسل في :
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) النحل
شكرا لك، ودمتم بخير
السلام عليكم أستاذ هشام ، شكرا لك على مروركم الكريم على المقال ، وعلى الإجابة التي أتفق معك فيها
شكرا لك ودمتم بخبر
ادعو الله العلي الكبير ان يزدك علما و حكمة و يكشف لك من اسرار اياته ما يقر به عينك و يشرح به صدرك و يرفع به قدرك في الدارين.
اشكرك شكرا جزيلا الاخت الفاضلة الكريمة عائشة (وكفى بالمرء شرفا ان تكوني له أخت)على تعقيبك القيّم و ادعوه سبحانه ان يبارك في حياتك و يسعد أيامك بكل الخير. و نحن دائما في شوق للأستزادة مما افاض الله به عليك من فصل الخطاب.
دعوة للتبرع
أحسن كل شىء خلقه: ما معنى الذى ( احسن كل شىء خلقه ) ؟ هل هو صفة للفعل...
كتابة القرآن الكريم: هل هناك وجود لأصل ما خطه الرسو ل (صلع) من...
اربعة أسئلة : السؤ ال الأول : عند ا ان الشخص الناص ح ...
وانك لعلى خلق عظيم: لم أقتنع بمقال ك ( النبى لا يجسد الاسل ام ) لن...
شيطان التوافه: بعض الاخو ة يعانو ن كثيرا من مسألة الشك في...
more
الأستاذة الكريمة عائشة حسين أكرمك الودود سبحانه بكل خير، على هذا المقال الموضح لما يعبد المشركون، ولي سؤال يخطر ببالي من حين لأخر وهو في قوله تعالى :
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا(48). النساء.
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا(116).النساء.
ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ(12).غافر.
السؤال هو ما سر غضب الله تعالى على من يشرك به، وهو القاهر فوق عباده، فهل يضيره شيئا إن أشرك به مخلوق؟
علما أنه سبحانه يغفر لمن يشاء من عباده المستغفرين، إلا إبليس لم يترك له المجال ليستغفر كما فعل سبحانه مع آدم عليه السلام، فما السر في ذلك؟
دمت لأهل القرءان أستاذة متدبرة ممتازة.