القاموس القرآنى : الحيوان والأنعام والوحوش والحيتان

آحمد صبحي منصور Ýí 2015-08-12


أولا : معنى الحيوان

1 ــ الشائع أن ( الحيوان ) هو الحيوانات المعروفة . ولكن ( الحيوان ) فى لسان القرآن هو ( الحياة فى الآخرة ). الحياة الدنيا مؤقتة زائلة تنتهى حتما بالموت ، ومن يحرص عليها من المشركين المفتونين بها سيتركها حتى لو عاش ألف عام ، يقول جل وعلا عن بعضهم :(وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)  البقرة ). هذه الحياة الدنيا هى ( دنيا ) من الدنو أى القرب ، ومن الدناءة، أى مجرد لهو ولعب ، أما الحياة فى الآخرة فهى الحيوان الخالد بلا موت ، يقول جل وعلا :  ( وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64) العنكبوت ) . اسلوب التحقير للحياة الدنيا فى الآية الكريمة واضح من إستعمال كلمة ( هذه ) واستعمال أسلوب القصر والحصر ( وما هذه ..إلا .. ).

2 ــ  والله جل وعلا ذكر فى كتابه الكريم حقائق وتشريعات عن ما نسميه بالحيوانات ـ دون استعمال كلمة ( الحيوان ) . هذه ( الحيوانات ) نوعان : نوع منها مخلوق لنا جعله الله جل وعلا ( أنعاما ) من النعم ، والنوع الآخر الحيوان البرى الوحشى ، وهو ( الصيد ) أى الذى نصطاده . وقد ذكر رب العزة النوعين معا فى معرض تحريم قتل الصيد فى الحرم فقال جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ )(95) المائدة ) ، فالنعم هى الأنعام ، و الصيد هو الحيوان البرى ، والذى يقتل غزالا فى الحرم عليه فدية تقديم ( هدي ) يماثلها من الأنعام أو النعم ، خروف مثلا ، والذى يقتل بقرة وحشية يقدم هديا عنها بقرة من الأنعام . ونعطى بعض التفصيلات :

ثانيا : الانعام

1 ـ عن منافع الأنعام ( التى خلقها الله جل وعلا لنا ) يقول رب العزة :( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) ، اى فيها ( دفء ) من الأكل من دهونها التى تجلب الدفء . وروثها يستخدم بعد تجفيفه وحرقه فى الطاقة والوقود كما فى الريف المصرى، هذا عدا غاز الميثان . وفى المناطق الجليدية يستخدمون الكلب فى تدفئة فراشهم . ومنها ( الأكل ) من لحومها وألبانها . وفيها ( جمال ) فى ركوبها ، كالخيل . وتستخدم فى السفر وحمل الأثقال .

 ويقول جل وعلا أيضا عن إستخدام جلودها وأشعارها وأصوافها فى الملابس والخيام ( السكن المتنقل ) : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ (80) النحل ).

 ويتكرر هذا فى قوله جل وعلا لنا لنعتبر  : ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22) المؤمنون )( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ (66) النحل )( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) غافر )( وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) الزخرف )

ومن العبرة ان نتدبركيف سخّر رب العزة هذه الأنعام لنا ، تكون لنا طائعة مفيدة فى الأكل وفى الركوب . ترى طفلا يقود جملا ضخما ، والجمل يسير خلفه بلا مشاكل ، وترى طفلا يقود ( ثورا ) دون خوف منه  . بينما فى الغابة ترى الحيوان البرى ـ آكل العشب ـ شرسا . بل قد ينقلب الجمل غاضبا يعصف بمن حوله ، مفهوم من هذا أن الحيوان من الأنعام يعيش مخدرا ، فإذا تناقصت كمية المخدر فى مخه فققد خاصية التسخير المودعة فى مخه ، وثار غاضبا هائجا . هذا رأى شخصى فى تدبر معنى تسخير الأنعام  .  

2 ـ وعن الاختلاف فى انواع الانعام يقول رب العزة جل وعلا ( وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ )(28) فاطر ) فلاختلاف قائم فى شتى المخلوقات من البشر والحيوانات . وعن فصائل الأنعام يقول رب العزة جل وعلا ( وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ) (6) الزمر )، أى يسرى عليها قانون الزوجية ( ذكر وأنثى ) مثلنا ، يقول رب العزة جل وعلا ( فَاطِرُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً ) (11) الشورى ).

3 ـ والانعام مرتبطة بالزرع والحقل ، أى بالحرث ، يقول رب العزة جل وعلا عن زينة الحياة الدنيا ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) آل عمران ) ، فمنها الأنعام والحرث . وفى القصص القرآنى عن داود وسليمان :( وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) الانبياء ). فالغنم أكلت من الحرث ، أى الزرع . والجاهليون قدموا القرابين والنذور لآلهتهم ولله جل وعلا من الانعام والحرث ، باسم تلك الآلهة وباسم الله جل وعلا فقال جل وعلا يعيب هذا : ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنْ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136) الانعام )

4 ــ ومصطلح الدابة يعنى كل الكائنات الحية التى تدب وتسعى عن قصد ، ومنها الحيوانات ، وما ينطبق على خصائص الدابة ينطبق على الانسان والحيوان ، كقوله جل وعلا  عن رزقها ومستودعها ومستقرها : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) هود ). والتفاصيل عن مصطلح الدابة سبق فى القاموس القرآنى .

5 ـ وكل الحيوانات والوحوش سيتم حشرها بعد البعث يوم القيامة ، وسينتهى أمرها بالحشر ، يقول رب العزة جل وعلا ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) التكوير)، ويقول رب العزة جل وعلا ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الانعام) . أما نحن فأمامنا يوم الحساب بعده وإما الخلود فى الجنة أو الخلود فى النار ..فنحن أحرار ومعنا عقل ونزلت لنا الكتب السماوية ، وتحملنا الأمانة ، وسخر الله جل وعلا لنا الحيوان بل وسخر لنا ما فى السماوات وما فى الأرض جميعا منه (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) الجاثية ) ، بل خلق كل هذا الكون ليختبرنا (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (7)  هود) . وكل هذا يستلزم المسئولية . ولكن معظم البشر عن هذه المسئولية غافلون .

6 ـ والواقع إن رب العزة يجعل المشركين فى درجة الأنعام بل أقل ،لأنها لا عقل لها ولا إدراك فيما يخص الدين ،وهى مسخرة لنا ، ولكن الانسان الذى سخر الله جل وعلا التراب والحجر يصنع منه قبورا يعبدها وأوثانا وأصناما يقدسها ، وسخر الله جل وعلا البقر فمنهم من يعبد البقر . وفى تحقير المشركين بتشبيههم بالأنعام يقول رب العزة جل وعلا ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (179)الاعراف) ، ويقول رب العزة جل وعلا ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان ). ويقول رب العزة جل وعلا عن علماء الأديان الأرضية وأئمتها : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175)  وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) الاعراف )، ويقول جل وعلا عن أئمة الأديان الأرضية الذين يحملون أسفارا لا يقرأونها : ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الجمعة )

7 ــ وورد فى القرآن الكريم ذكر لأفراد من الأنعام : يقول رب العزة جل وعلا  يصفها كلها بالبهيمة ( أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ) (1) المائدة ). وعن بعض أنواعها يقول رب العزة جل وعلا ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8) النحل )، و يقول رب العزة جل وعلا  عن الخيل (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (5) إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) العاديات )، وعن الأغنام يقول جل وعلا فى قصة موسى عليه السلام : ( قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) طه )، وفى قصة داود عليه السلام حين إختكم له الخصمان وقال أحدهما : ( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) ص ). وفى قصة لقمان قوله لابنه يعظه : يقول رب العزة جل وعلا ( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19 ) لقمان )

ثانيا : الحيوانات البرية والبحرية

1 ــ يقول رب العزة جل وعلا يصف الحيوانات البرية بالصيد :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمْ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ) (94) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ) المائدة 95 ) .

2 ــ ويقول رب العزة جل وعلا عن الأسد والحمار الوحشى ( فَمَا لَهُمْ عَنْ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) المدثر ) . هنا تشبيه المشركين المُعرضين عن التذكرة بالحمر الوحشية حين يهجم عليه القسورة ، أى الأسد .

ثالثا : الحيوانات البحرية

1 ـ ويقول جل وعلا عن حيوانات البحر أنها ( صيد ) وأنها كلها حلال سواء تم إصطيادها حية أو ماتت بعد إصطيادها ، يقول جل وعلا :( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً )(96) المائدة ).

2 ـ ويصف جل وعلا صيد البحر بأنه ( لحم طرى ) ، وفعلا يتميز بهذا عن لحوم الحيوانات البرية ، يقول رب العزة جل وعلا ( وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً )(14) النحل ) ، ويقول رب العزة جل وعلا ( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً   (12) فاطر)  . وهذا اللحم الطرى يشمل الأسماك وكل الحيوانات البحرية صغيرها وكبيرها ، حتى المفترس منها .

3 ـ ولم يرد فى القرآن الكريم كلمة ( السمك والأسماك ).ولكن جاء مصطلح ( الحوت ) فى قصة موسى وقصة يونس عليهما السلام . ومنه نعرف نوعين من الحوت أو الأسماك . حوت صغير أو سمك يمكن للإنسان صيده وحمله ، جاء هذا فى قصة موسى مع رفيقه : ( قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِي إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً (63) الكهف ). وهناك حوت ضخم يبتلع الانسان أو يلتقمه ( فى لقمة واحدة ) كما جاء فى قصة يونس عليه السلام ،  يقول رب العزة جل وعلا ( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) الصافات ).

 رابعا : الطيور

1 ـ  عن الاعجاز فى طيرانها يقول رب العزة جل وعلا ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) الملك )، ويقول رب العزة جل وعلا ( أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) الانعام ). هى دعوة لنا لتؤمن ولنتعلم ، ومن الطيور تعلم الانسان صناعة الطائرات .

2 ـ وفى قصص سليمان عليه السلام نعرف أنه أوتى معرفة منطق الطير ( النمل 16 : 20 )

خامسا : مشكلات تشريعية فيما يخص الحيوان

1 ـ أحل الله جل وعلا الأكل من كل الطعام واللحوم عدا  الميتة والدم المسفوح من الحيوان الحى ولحم الخنزير ، وما يقدمه أتباع الديانات الأرضية قربانا وهديا لأولئائهم وقبورهم المقدسة وأنصابهم ، يقول جل وعلا : ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) الانعام ). بعد هذه المحرمات فكل الطعام حلال ، وحرّم الله جل وعلا تحريم هذا الحلال ، يقول جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً ) (88) المائدة  ) (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115) وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (116) النحل )(قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (60) يونس ) .  المشكلة أن المحمديين يقدمون النذور والقرابين لقبورهم المقدسة ولأوليائهم الأحياء ، ويأكلون هذا الطعام المحرم . ثم هم فى نفس الوقت يحرمون الحلال من الطعام المباح . أى يستحلون الحرام ويحرمون الحلال .

2 ــ مشكلة أخرى سببها أبو هريرة الذى حكم بنجاسة الكلب تعصبا منه للقطة أو ( الهرة ) وهو ( ابو هريرة ) وهذا يتناقض مع القرآن الكريم ، فأصحاب الكهف صحبوا معهم كلبه واقترن بهم ، ولم يعتبروه نجسا ، يقول رب العزة جل وعلا ( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (18) الكهف )( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ )(22) الكهف ). والله جل وعلا اباح الأكل مما يصطاده الكلب ، فإذا كان الحيوان المُصاد قتيلا بين فكّى الكلب فهو حلال أكله بلا حاجة لذبحه ، مجرد ان نذكر إسم الله عليه ونأكله يقول جل وعلا : (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنْ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمْ اللَّهُ فَكُلُوامِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ) (4) المائدة ) . فكيف يكون نجسا ( نجتسة مغلظة ) ورب العزة يبيح الأكل مما أمسكه بأسنانه ؟ والتفاصيل فى مقال منشور هنا بعنوان ( أبو هريرة والكلاب ) ، كوفئنا عليه باللعنات من المحمديين .

3 ــ المحمديون فى خبلهم يستحقون جائزة ( نوفل ) بالفاء وليس بالباء .

اجمالي القراءات 9978

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5125
اجمالي القراءات : 57,107,835
تعليقات له : 5,453
تعليقات عليه : 14,830
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي