ج3 / ف 5 : الصوفية وأكل أموال الناس بالباطل : الانحراف المالى

آحمد صبحي منصور Ýí 2015-05-14


كتاب (التصوف والحياة الدينية فى مصر المملوكية )

الجزء الثالث :أثر التصوف فى الانحلال الأخلاقى فى مصر المملوكية 

الفصل الخامس :الصوفية و أكل أموال الناس بالباطل .

  ( بين الانحلال الخلقى والانحراف المالى.   ــ التنافس الصوفى على الأموال .) ــ

 الانحراف المالى

بين الانحلال الخلقى والانحراف المالى :

1 ــ   يقول الجويرى عمّن أسماهم الدرجة الثالثة من المشايخ : (  وأعلم أن هذه الدرجة لم يتعلق بها إلا كل من يأكل الدنيا بالدين ويدخل الشبهة على قلوب المسلمين .. وأعلم أن كل واحد من أهل هذه الطائفة ظاهره صديق وباطنه زنديق ، يستحلون المحارم ويجهلون المعالم ، فمنهم المُباحية الذين يبيحون مؤاخاة النساء واللعب مع المردان ، ويبيحون السماعات ويخلون بالنسوان ، ويعقدون طرفا مقنعة للمرأة إن كان أمرها يؤول إلى الصلاح وينحل عنها كل أمر صعب تنحل لها هذه المقنعة ، ثم يقول : انقضى هذه المقنعة فتنقضها فلا تجد فيها عقدة، فيقولون الآن قد رضى الله عنك وخلص عنك كل أمر عسير.  

ومنهم من يظهر فى جسد المرأة شيئا من الكتابة من تحت قماشها فيقول قد ظهر لى فيك علامة على العضو الفلانى وهذا إشارة من عند الله يتضمن كذا وكذا فاكشفى عن هذا العضو تجديه مكتوبا كما ذكرت فإذا كشفت بانت لها الكتابة فيقول : ما شاء أن يقول . ثم يقول وجب لنا الشكران، ويفعلون من هذا النوع أشياء يطول شرحها ) "[1].

2 ــ  وهذه الدرجة الثالثة فى تقسيم الجويرى تضم كل الصوفية فى عصره الذين يمارسون المؤاخاة ويعقدون حفلات السماع ويتخذون من علاقتهم بالمرأة وسيلة للانحلال الخلقى والتحايل المالى عليها ، خصوصا والمرأة ـ فى طبيعتها ـ تميل إلى تصديق الخرافات ، وهكذا استحلوا جسدها ومالها .

ولايزال أولئك الأشياخ وأعمالهم السحرية يتحايلون على النساء ـ بل والرجال ـ فى الريف والمدن والأحياء الشعبية والأحياء الراقية ، طالما أن الاعتقاد فى التصوف لايزال موجودا برغم تفاوت المستويات الأقتصادية والثقافية.

3 ــ  وهكذا استتبع الانحلال الخلقى الذى قاده الصوفية انحرافا ماليا كانوا هم أيضا الأئمة فيه ، هذا مع أن المنطق العقلى لايتصور ذلك السلوك منهم ، فالصوفية عاشوا عالة على الناس وانهالت عليهم النذور دون أى عمل أو التزام من ضرائب ونحوها فلم يكونوا محتاجين للتحايل على الناس لسلب أموالهم لأن الناس يقدمون لهم ذلك المال طواعية وهم يركعون لهم ويقبلون أيديهم ويتمنون رضاهم. ولكن انتشار التصوف وكثرة أوليائه وتنافسهم فيما بينهم وتكالبهم على الدنيا أوقعهم فى صراع حول المريدين لانتزاع أكبر قدر من المال..

التنافس الصوفي على الأموال :

 1 ــ  التصوف دين بشرى ، أصحابه هم المشرعون فيه والشيخ هو المشرع لطائفته ، والبشر من طبيعتهم الاختلاف خصوصا فى دين أساسه الوجد والهوى والعاطفة، وحركته نحو الانتفاع الذاتى للشيخ، لذلك احتدم الصراع بين الصوفية فى عصر انتشار التصوف وخفوت الإنكار على أوليائه.

2 ــ  وفى القرن الثامن أنكر ابن الحاج على صوفية عصره أن أحدهم ( يأخذ العهد على المريدين أن ينتمى لفلان من المشايخ دون غيره ).. ( حتى كأن الطريق إلى الله تعالى على عدد المشايخ فينتسبون إليهم كما ينتسب أهل المذاهب إلى مذاهبهم، وحصل بسبب ماتقدم بينهم تعصبات وشنآن كثير حتى صاروا أحزابا ، ووقع بعضهم فى حق غير شيخه الذى ينتمى إليه . )  وأدى ذلك إلى انتقاص المريد للأشياخ الآخرين، يقول ابن الحاج : (  منهم من إذا اعتقد فى شيخ بعينه نقص غيره، ويهجر بعضهم بعضا لعدم تسليم كل واحد منهما لصاحبه. ) "[2].

 3 ــ  وبعدها بقرنين تفاقم الصراع بين الأشياخ الصوفية إلى درجة مطالبة المريد بألا يشرك بشيخه كما سبق توضيحه فى مبحث علاقة المريد بشيخه ، والشعرانى هو المصدر الأساس للتنافس الصوفى فى القرن العاشر ، فقد تكاثر الأشياخ وتعاظمت دعاواهم فى الولاية حتى ادعى أكثرهم القطبانية وهى أعظم درجة فى دين التصوف . وقد احتج الشعرانى على اختلاف الشيوخ فى عصره ، فقال : ( صار لكل من سولت له نفسه شيئا يعتقد صحته ، لقلة ظهور الشيوخ فى العصر ، فكل جماعة يدعون أن شيخهم هو القطب ، وربما سمعهم وسكت عن ذلك. ) . ويقول الشعرانى : ( ومعلوم ان القطب لا يكون إلا واحدا فى كل زمان ، ولا يصح أن يكون فى الزمن قطبان ، ومن شأن القطب الخفاء دون الظهور ). وهنا يرد عليهم الشعرانى برأيه فى التصوف ، وهو ينسى أن دين التصوف يملكه أصحابه وأنه يتيح لكل شيخ أن يُشرّع لنفسه ولمريديه ما يهوى .

4 ــ وقد أقلق الشعرانى بالذات إدّعاء بعض منافسيه القطبانية ، لأنه يرى نفسه الأحق بها باعتباره أعلمهم وأشهرهم . وبالفعل فقد أطلقوا عليه بعد موته ( القطب الربانى والكهف الصمدانى ) . وتحقق له أمله بعد موته .

فى حياته كان الشعرانى منشغلا بالتأليف بينما إنشغل منافسوه فى جمع المريدين وزعم القطبانية . وبعد موته كوفىء بمؤلفاته بينما دخل منافسوه فى عالم النسيان . فى حياته سجّل حقده على هؤلاء الشيوخ الأجلاف الذين كانوا حسبما يقول :( يصدون الناس عن الاعتقاد فى احد سواهم بغير حق ، وصاروا يصطادون أبناء الدنيا بالنصب والحيل ، وتحقير من سواهم من المشايخ ، ويقول بعضهم : اللهم اجعل ثواب ما قرأناه فى صحائف شيخنا القطب الغوث الفرد الجامع . ويُقرُّ أصحابه على ذلك . ) .  وفى هذا النّص يضاف سبب آخر لحنق الشعرانى ، هو إستئثار أولئك الأشياخ دونه بالمريدين من ( أبناء الدنيا ) أى أصحاب الأموال ، ويعتبر عملهم هذا إصطيادا بالنصب والاحتيال . وذلك ما سنتوقف معه بالتفصيل فيما بعد.

5 ــ وترددت أخبار التنافس الصوفى فى كتاب لطائف المنن للشعرانى ، مثل التنازع حول أمكنة مجالس الذكر فى المساجد ، يقول ( ويرفعون أمرهم للحكام ، ويأخذ كل واحد منهم مرسوما بأنه يكون شيخا ، وأنه أشيخ من غيره ) .!! . أى صار للسلطة الحق فى تحديد كمية الولاية او الالوهية فى أولئك الشيوخ . ويروى الشعرانى : ( قال أحد المشايخ :" والله إنى أود أن لو ظهر فى بلدنا هذا شخص يرشد الناس فكنت أدُلُّ أصحابى عليه وأستريح " ، فما مضى جمعة إلّا ونزل فى حارته شيخ فأخذ منه أصحابه ، فوقع بينهما ما لا خير فيه ، وصار يقول فيه العُجر والبُجر ..) .

وما سبق لقطات سريعة من كتاب ( لطائف المنن الكبرى 23 ، 278 ، 521 ) للشعرانى عن صراعات الشيوخ فى عصره ، وإن حفلت كتبه الأخرى ببعض ذلك كأن يقول " صار غالب الفقراء يطلب كل واحد أن يكون جيمع فقراء بلده تلامذته"[3]. بل ألف رسالة خاصة فى " ردع الفقراء عن ادعاء الولاية الكبرى" يقول فيها " كل واحد يحب أن ينفرد بالصيت والاعتقاد من الخلق ، وأن لا ينظر الناس إلى شيخ سواه ، وإذا مات شيخ من هؤلاء تصير جماعته يتنازعون فى المشيخة بعده، ويكرهون بعضهم بالطبع كأنهم على دين خلاف دينهم.. فلذا ترى الشيخ من هؤلاء إذا بلغه عن شخص من أقرانه أنه حصل له قبول تام واجتمعت القلوب على محبته وعظموه ينقبض ويصير على وجهه كآبة لاتخفى "[4].

  6 ــ  والشعرانى أورد مظاهر الصراع بين أشياخ عصره الذى وصل إلى درجة أن " الكثير منهم يموت فلا يحضر أحد من أقرانهم جنازته " وجعل من هذه التفصيلات المخزية لمنافسيه الصوفية حجة له عليهم فيفتخر بكونه يترفع عن ذلك ، مع أن أسلوبه يظهر أنه لايفترق عنهم فى شىء سوى أنه أكبر علما وفقها ومكرا.

فالشعرانى يفتخر بمحبته لكل منتسب للصوفية فلا يكره أحدا منهم ويقول : (  وهذا الخلق قليل فى غالب عصرى ، فنرى أحدهم يكره من يراه من جماعة أحد الأشياخ غير شيخه ، كأنه فى دين غير دينه، ويود ألا يظهر لغير شيخه اسم فى البلد . ). ويفتخر الشعرانى بعدم تعرضه لأحد من " الأخوان "( أن يتقيد على صحبته ولا يصلى الجمعة إلا عنده. )، أى يسمح لهم بصحبة الأشياخ الآخرين والصلاة عندهم ، ويفتخر بأنه يفرح بكل شيخ برز فى حارته والتقط منه أصحابه الذين كانوا حوله ، بل أنه إذا جاءه أحد يطلب الطريق أرسله إلى غيره ، ولاسيما إذا كان ذلك المريد من الأكابر والأغنياء والأمراء ويقول: (  وما رأيت أحدا من أقرانى فعل معى مثل ذلك أبدا ، مع قلة معرفته بالطريق . )، ويقول: ( وهذا أمر لم أجد له فى مصر فاعلا غيرى إلا القليل. ) ،  وافتخر بأنه يمدح الآخرين من أقرانه عند الأمير أو الكبير حتى يحسّن اعتقاده فيهم ، وربما يتركه ذلك الأمير ويصحبهم فيفرح بذلك ، ويقول : ( وهذا الخلق عزيز فى فقراء عصرى ) ، بل أن بعضهم وقع فى حق الشعرانى عندهم[5]. بل يجعل من العهود التى أخذت عليه أن يفرح بكل شيخ برز فى بلده وانقلب إليه جميع أصحابه حتى إن لم يبق حوله مريد واحد، ويقول ": ( ومتى تكدرنا من ذلك الذى برز وضاق صدرنا منه فهو دليل حبنا للرياسة . ).

7 ــ  ومنطق التصوف يجعل القارىء يتشكك فى ادعاءات الشعرانى تلك وأنها موجهة للآخرين كى يصدقوه ويؤمنوا به وينصبوه قطبا أعظم لهم باعتباره الأكثر علما وفقها ومثالية ، ولكن الشعرانى يفصح بين السطور عن حقيقته الصوفية ، وأنه لايختلف عن الآخرين فى التكالب على المريدين وأموالهم ، فهو يقول إن العهود قد أخذت عليه بمنع مريديه : (  من زيارة أحد من أقراننا إذا علمنا أن فتحهم لايكون إلا على أيدينا )"[6]. ، أى أنه يتحايل بالأسلوب الصوفى وادعاء العلم الغيبى ، فطالما علم بأن ذلك المريد لن يكون فتحه إلا على يديه فحسب إذن وجب عليه أن يمنعه من زيارة الأشياخ الآخرين ، وطبيعى أنه يمكن له أن يتنازل عن المريدين الفقراء لأن " فتحهم (  لن يكون على يديه) ، ويتمسك بالأثرياء تبعا لذات الحجة.

8 ــ  ويروى الشعرانى عن أخيه أفضل الدين " لاتفرح لتعليم أصحابك العلوم والفضائل حتى تنظر ثمرتها ، فربما تعلموا منك ثم جادلوك بما تعلموه منك وصاروا أكبر أعدائك فكان عدم اكتسابهم تلك الفضائل أولى) "[7]   . والفضائل المقصودة هى تعليمات الصوفية لأن الفضائل الخلقية الحقيقة لاتثمر جدالا ولا عداء.

 ويروى الشعرانى أنه سأل شيخه الخواص هل يصحب أحدا من الشيخ ليأخذ عنه الأدب: ( فقال لاتفعل ذلك فى حياتى أبدا ، وأما بعد موتى فإن وجدت أحدا مخصوصا بالبلاء من الكُمَل فاصحبه) "[8].

ولايعقل أن يكون الخواص الأمى هو المعلم الوحيد الذى تعلم الشعرانى على يديه الأدب ، والمعقول أن تكون هذه الرواية من الشعرانى موجهة لمريديه حتى لايصحبوا غيره فى حياته ، أما بعد موته فليبحثوا عن مثله إذا كان . ولقد صحب الشعرانى شيوخا آخرين تعلم منهم حين كان مريدا للخواص.

 9 ــ  ويتناسى الشعرانى أن أشياخه قبله عاشوا فى تنافس ، وهو إذ يرويه بنفسه لايستشعر إنكارا  كشأنه حين ينكر على معاصريه ، بل يحاول أن يخفيه بين دخان الكرامات المزعومة وعبارات الإعجاب والتقديس . فيذكر أن الشيخ أحمد السطيحة حضر مجلس سماع فى دسوق فطعنه فقير أعجمى  (  فقال : يارب خذ لى بحقى، فأصبح العجمى مشنوقا على حائط لايدرى من شنقه) "[9].

ويحكى الشعرانى عن علاقته بالشريف المجذوب وكيف حاول هذا الشريف المجذوب إغتيال الشعراى ، وغلّف القصة بأساطير الكرامات على عادته ، فيقول : (  وأرسل لى مرة رغيفا مع إنسان وقال له قل له يأكل هذا الرغيف، وطوى فيه مرض سبعة وخمسين يوما، فلما أكله القاصد فمرض سبعة وخمسين يوما ، فقال للقاصد لاتخف إن شاء الله تعالى اصطاده مرة أخرى، فلم يقدر له ذلك. )  [10].

10 ــ  وأحيانا يضطر الشعرانى لذكر صراع أشياخه ويتجاهل الإنكار عليهم ، فيقول أن الشيخ مدين بعد أن مات طلب محمد ابن أخته الشياخة بعده فى الزاوية فخرج له الشيخ الشويمى بالعصا وقال له : (  إن لم ترجع يامحمد وإلا استلفتك من ربك. ) "[11].

ويقول فى ترجمة أبى المواهب الشاذلى الذى احتكر الأضواء فى محيط الشاذلية الوفائية: (  وكان أولاد أبى الوفاء لايقيمون له وزنا لأنه حاكى دوواينهم وصار كلامه ينشد فى الموالد والاجتماعات والمساجد على رءوس العلماء والصالحين فيتمايلون طربا من حلاوته، وما خلا جسد من حسد، وكان هو معهم فى غاية الأدب والرقة والخدمة، وأمسكوه مرة وهو داخل يزور السادات ، فضربوه حتى ادموا رأسه ، وهو يبتسم ويقول أنتم أسيادى وأنا عبدكم )"[12].

فالشعرانى يحاول هنا تلطيف جو الصراع بين أبى المواهب والوفائية الشاذلية .

11 ــ  وأحياناً يورد صراعه مع صوفية عصره ويستعمل تعبيراً مُخفّفا مُلطّفا ًمثل ( المعارضة )، فيحكى أن فقيرأً جاء إلى زاويته قاصداً "معارضته" ومكث فى الزاوية بدون علم الشعرانى ثلاثة أيام، فأخبر الشيخ حسن الريحانى الشعرانى ثم أخرجه من الزاوية وضربه بعصاه ، فصادف ذلك الفقير الشيخ حسن الريحانى بعد مدة " ( فطعنه بسكين فى فخذه ،وقال:أنا طعنتك لكونك عارضتنى فى عبد الوهاب )[13]. أى أن المعارضة تعنى الضرب بالعصا والسكين.

والشعرانى لم يبتدع الصراع بين الأشياخ ولم يبتدع محاولة تخفيفه بالكرامات والمصطلحات، فقد كان ذلك موجوداً قبله ، ففى تحفة الأحباب يروى السخاوى عن أحدهم قوله : ( ولم أزل فى خدمة الشيخ حتى قيل لى:إن لم تتركه أعميناك )"[14].

 



[1]
ـ الجويرى المختار فى كشف الأسرار 20: 21

[2]ـ المدخل جـ 2/208، 211.

[3]البحر الموررود 210 .

[4]ردع الفقراء 10 .

[5]ـ لطائف المنن 203، 492، 278، 255، 199 : 201.

[6]ـ البحر الموررود 160 ،305 ،336 .

[7]ـ البحر الموررود 160 ،305 ،336.

 

[8]درر الغواص 53.

[9]الطبقات الكبرى جـ2 / 122 ، 135 ، 95 ، 62

[10]ـ الطبقات الكبرى جـ2 / 122 ، 135 ، 95 ، 62

[11]الطبقات الكبرى جـ2 / 122 ، 135 ، 95 ، 62

[12]ـ الطبقات الكبرى جـ2 / 122 ، 135 ، 95 ، 62

[13]لطائف المنن 147 : 148 .

[14]- تحفة الأحباب290 .

اجمالي القراءات 7193

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5127
اجمالي القراءات : 57,177,993
تعليقات له : 5,454
تعليقات عليه : 14,833
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي