تعليق: حبا وكرامة أستاذي الفاضل ، والله يجمعنا في جنته | تعليق: شكرا استاذ خالد التميمى .. | تعليق: جزاكم الله خيرا | تعليق: آلية استثمارية شفافة تحقق العدالة والربح | تعليق: مصر فى ذيل القائمة !!!!! | تعليق: شكرا استاذ العودات ، وأقول لأحبتى أهل القرآن : | تعليق: سؤال :::: كيف وصلت للدوحة ؟؟؟ | تعليق: أما عن المصيبة السلبية الكبرى التي منينا بها فهي في ما ورد في الكتاب : | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | خبر: دول الساحل تنوي الانسحاب من الجنائية وتأسيس منظومتها العدلية | خبر: العام الدراسي الجديد في العراق... عائلات تشكو صدمات الغلاء | خبر: عمدة لندن يتهم ترامب بإشعال نار الانقسام السياسي المتطرف في العالم | خبر: مارك هاس للجزيرة نت: الشيخوخة قتلت الدول العظمى ولا شباب ليحارب | خبر: مغاربة ينتفضون ضد مستشفى الموت بأكادير، ويرددون شعارالصحة أولاً، لا نريد كأس العالم | خبر: الاجتياح الإسرائيلي يحوّل غزة إلى مدينة أشباح... تدمير الأسواق والأبراج | خبر: مصر... مخاوف من زيادة الغلاء والإنفاق العسكري بعد اجتياح غزة | خبر: قمة الدوحة تدعو لاتخاذ التدابير الممكنة للتصدي لانتهاكات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ونتنياهو لا | خبر: قتل المطلوبين أمنياً خارج القانون في مصر: ظاهرة متكرّرة بلا رقابة | خبر: نيبال: بين رفاهية فاحشة وفقر مدقع...جيل زد ينتفض ويقود مظاهرات أسقطت الحكومة | خبر: الدول الإسلامية تملك مفاتيح الاقتصاد العالمي.. فهل توحد جهودها للتأثير السياسي؟ | خبر: قمة الدوحة تدعو إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل | خبر: خريطة السعادة وجودة الحياة والعيش الأفضل في 2025.. الخليج يتقدم وأوروبا تتراجع | خبر: مشروع قانون يمنح روبيو سلطة سحب الجوازات من أمريكيين استنادا لآرائهم السياسية | خبر: أصعب 10 جامعات في العالم.. تكاليف الدراسة وفرص العمل والعائد على الاستثمار |
هى ثقافة الذبح

كمال غبريال Ýí 2014-10-06



الذبح الذي تمارسه "الدولة الإسلامية" الآن، ويمارسه من قبلها تنظيم القاعدة، وسائر التنظيمات التي "تجاهد في سبيل الله" منذ عدة عقود، لا يعدو إلا أن يكون الممارسة الأكثر فجاجة لثقافة العداء. ليس فقط تجاه الآخر المختلف، ولكنها فلسفة ورؤية بالغة القدم للحياة. فارقها الإنسان تدريجياً، عبر مسيرة تحوله من مستوى الحياة البدائية الوحشية، وصعوده لدرجات سلم الحضارة الإنسانية.
نستسهل عادة نسبة ما يفتضح من منتوج ثقافتنا، إما إلى الشيطان الأعظم أمريكا وربيبته إسرائيل، وإما إلى فئة ضالة ومنحرفة، خرجت على روح وقيم مجتمعاتنا الطوباوية البريئة الطاهرة. والحقيقة أننا طالما نفشل في تحديد أصل الداء وطبيعته، فلا يوجد أي أمل في التوصل لعلاج حقيقي ودائم له.
ليس الغرض من هذه المقاربة القول، أن كل فرد من أفراد الشرق الأوسط هو "ذَبَّاح" أو "مشروع ذَبَّاح محتمل" بالضرورة. كما لا نرى مع آخرين، أن ما نسميه "ثقافة الذبح"، ترجع لأيديولوجية معينة، تم الترويج والتوطين لها عبر عدة قرون خلت، حتى وإن لعب مثل هذا التوطين لتلك الأيدولوجية دوراً محورياً، في بقاء هذه الثقافة حية وفاعلة، وكأنه يرفد شرايينها بالدماء الجديدة المتجددة.
المشكلة كما نراها أكثر قدماً وعمقاً. فليست تلك الهمجية والوحشية التي افتضحت الآن على يد "المجاهدين في سبيل الله" غير فشل إنسان الشرق الأوسط، في أن يتجاوز حداً معيناً من التحضر. وهو حد يبدو هكذا غاية في الضآلة، فيما سارت أغلب شعوب العالم قدماً، نحو المزيد والمزيد من التحضر، مفارقة للبدائية الوحشية الأولى.
إن صحت هذه الرؤية ولو بمقدار محدود، فإننا هكذا لا ينبغي أن نعتبر هؤلاء "المجاهدين في سبيل الله" كائنات مشوهة، كما لو كانت من قبيل العيوب الخَلْقية"، تلك التي تتكرر طبيعياً وبنسب محدودة في كافة المجتمعات، لكنها بالعكس، تكاد تكون هي المنتج أو النسل الطبيعي الذي تنجبه الأرحام في منطقة الشرق الأوسط، وفقاً لجيناتها وطبيعة تكوينها، ووفق الظروف المحيطة بولادتها، وما يتلقاه الوليد بعد ذلك من حليب وغذاء. هكذا يمكن ولو بقدر من التجاوز القول، أن الولادات البريئة من هذا التشوه، هي الاستثناء عن القاعدة المنطقية والطبيعية، حتى ولو لم يكن كل أفراد هذه الكائنات البدائية، مؤهلين للوصول عملياً إلى درجة "ذّبَّاح".
الأمر إذن أمر "فشل في التحضر". أمر"ممانعة للتحضر"، يعلن عنه البعض من مدمني ومروجي الشعارات، بالحديث عن "الهوية" و"الأصالة" و"مقاومة التغريب" و"مقاومة الغزو الثقافي". . هي قائمة طويلة من المقولات والشعارات والمفاهيم، التي تجَمِّل وتغلف وتبرر، ما نتحدث عنه من فشل قديم ومستمر ومذهل في التحضر.
لا نحتاج فقط إلى المقاومة المباشرة لفكر وأيديولوجية "الذبح"، أو ما نسميه "فكر الإرهاب". لكن مع هذا وربما قبله، نحتاج مراكز دراسات جادة، تضع أيدينا على كافة أسباب "فشل إنسان الشرق الأوسط" في مسايرة ركب الحضارة الإنسانية. فهذا العنف الطارئ بلاشك في العقود الأخيرة على المنطقة وشعوبها، هو نتيجة "عصر العولمة"، التي فضحت الهوة الحضارية بين هذه الشعوب، وبين سائر ما يسمى "العالم الحر". أيضاً ترتب على العولمة، وضع هذه الشعوب في مواجهة الحضارة والمتحضرين، سواء بالهجرة المكثفة من الشرق إلى الشمال والغرب، أو بوصول منتجات وأفكار العالم الحر إلى صحارى الشرق الأوسط المجدبة. هذا هو ما سبق وأن تناولنا في كتابنا "العولمة وصدمة الحداثة". فنحن نستورد الحضارة، ونقاوم التحضر، عجزاً أو جزعاً على ما يعتبره البعض "هويتنا".
الهوية لدى الشعوب الحية ليست حجراً قابعاً في قاع واحدة من حفر الماضي وكهوفه، وإنما هي هناك أمامها عند خط الأفق، فيما يستطيع أبناؤها وأحفادها أن يحققوه. علينا إن أردنا النجاة، الهرب من الماضي الذي يأسرنا، والقطيعة معه، باتجاه الوصول إلى هوية جديدة ودائمة التجدد!!
kghobrial@yahoo.com

 
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
 
اجمالي القراءات 8199

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-03-23
مقالات منشورة : 598
اجمالي القراءات : 6,067,453
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 264
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt