إن حركة :
داعــش ؟؟؟ إنه فينا ، بداخلنا ، أفلا نبصر ؟؟؟

يحي فوزي نشاشبي Ýí 2014-08-26


بسم  الله  الرحمن  الرحيم

**************** 

"  داعــش  " ؟

إنه  فينا  وفي  أنفسنا ...  أفلا  نبصــر ؟؟

 

        عندما يولي المرء وجهه شطر تلك الأراضي المترامية الأطراف،  ويتأملها  بالخريطة، من  الخليج  الفارسي  إلى  المحيط  الأطلسي، سيصاب  حتما  بدهشة ممزوجة بخيبة، ومرارة، وأسف، عندما يتذكر أن بها شعوبا شتى وقبائل، لاسيما، عندما يتذكر ما يعلمه يقينا، بأنها  شعوب وقبائل، لا تفتقر إلى  شئ، مثل افتقارها إلى فهم  وهضم  معنى ومعزى وروح " التعارف " الذي أراده الله  الذي  نبهنا أنه خلق الإنسان من ذكر وأنثى، وجعل الناس،  جميع  الناس، شعوبا  وقبائل.  وبشئ  يسير من الجهد  تقول الذاكرة لهذا  المتأمل إن وراء كل مصيبة، وكل أزمة،  وكل  فتنة، مصيبة  أخرى ، وأزمة  تقفز إلى الأمام  لتنسينا  سابقاتها بما  تتفنن  فيه  من  ويلات جديدة  أدهى  وأمـرّ.

        وإنّ آخر أزمة حلـّـت بنا هي تلك التي ترتع وتصول وتجول بين العراق والشام  في الوقت الراهن،  تلك التي  تبدو أسود وأحلك من سابقاتها مجتمعة، لأنها لا تمتّ لا من  قريب ولا من بعيد  بأية  صلة  إلى  دين الله  القيم ، بل كل ما فيها  وبدون أدنى  استثناء  يصرح  ويصرخ بأنه مخالف ومضاد  لما أراده  الله الرحمن الرحيم  حين  قال كـن، فكان هذا الكــون الهائل العجيب، بل المدهش، بل الماضي  في  فعل  الإثارة  والدهشة  باستمرار، بفضل العلم  وأدواته  الحديثة ، حيث بلغت  تقديرات أغلبية العلماء في علوم الرياضيات  والفيزياء  إلى أن عمرهذا الكون  الذي أراده  الله وأعـده -  في  ستة  أيام -  خصيصا  للإنسان، بلغ عمره ،  انطلاقا  من لحظة  الإنفجار الكبير المعروف بـ : ( le  Big  Bang )حوالي 15 مليار سنة ، ويقول  العلماء  كانت  كلها  مراحل  متتالية، اكتملت في  الأخير  ليأتي دور بني ءادم  الذي  كرمه الله العليم الخبير.(ولقد كرمنا بني ءادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ).سورة الإسراء – الآية 70 – وأما عن  تلك القيمة  التي قررها الله العلي الكبير لمخلوقه الإنسان،   فلعل الآية  التالية تساهم  في رسم  صورتها  ووزنها ؟ وهي : ( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) سورة المائدة  رقم 32.

        نعم ، إن ما حدث  ويحدث  منذ  عشرات السنين  بالنسبة  لما نعرفه  ونسمع عنه، شئ  مهول  يُنسي  بعضُه  بعضًا، والشئ  الوحيد  الذي  لم  يُنسِـه  لنا،  ولم  نع  نحن منه  الدرس ، هو أننا  كنا ، وما  زلنا  في  كل  حلول أزمة،  كنا  في  كل  مرة ، نسارع  وبدون  ملل  ولا  ضجر ولا  خجل ، إلى  اختلاق  الشماعة ،  تلك الشماعة العجيبة - هي الأخرى- لأنها تتحمل، وبدون كلل ولا ملل ولا  ضجر،  تتحمل  كل ما  نعلقه عليها من  سخافات ، وافتراءات ،  وبلادات،  ولأننا  نعتقد  أن  هذه  الشماعة  تسعها  كلها ، ومنها  هذه  المعلقات :

*) إن هذه الأزمة ، وهذه  الحركة هي من اختلاق وصنع أمريكا، العدو،  بل  وقد  افترينا وبدون أدنى ورع  أو حرج أن السيدة  "هيلاري كلينتون" نفسها  صرحت   في  مناسبة ما  قائلة إن أمريكا هي  التي اختلقت هذه  الحركة "الداعشية"، إلى غير ذلك مما يحلو لنا أن نتخلص منه، ما دامت شماعتنا المباركة الكريمة  المصابة بذلك النهم  العجيب،  ما دامت  ترحب  وبشهية منقطعة  النظير بكل شئ.

*) ويبدو أن الصحي: ك- سليم – (K. Selim)الذي نشر تعليقا له ( بيومية  وهران -  (le  quotidien  d’Oran، يوم 20 أوت 2014 ، تحت عنوان ( إن داعش  فينا نحن – ( le Daech  en  nous، يبدو أن هذا الصحفي وفق أيما  توفيق، عندما لفت الإنتباه إلى أن المفتي  الكبير -  بالعربية  السعودية -  السيد عبد العزيز  الشيخ ، وكأنه اكتشف حقيقة، عندما صرح بأن هذه الحركة " الداعشية "  متطرفة، إرهابية ، مجرمة، غير متسامحة ، متعصبة ، ومفرقة، وبالتالي عندما قرر أن  يصدر عليها  الحكم  بأنها  لا تمت إلى  الدين  الإسلامي  بأية  صلة وأنها ليست منا، ولسنا منها في شئ، وأنها حركة بمثابة العدو  رقم  01 للإسلام  السمح.

*) وأما عن الذي  يبعث الإحباط  والقنوط  في النفس، فهو أن هذا  المفتي  الكبير، ونحن جميعا معه، لم تتعلق  بالثريا لا همته هو ولا  همتنا، بل بقيت الهمة  المسكينة  ترزح  متعلقة  بتلك الشماعة المشهورة، التي تحولت إلى وسواس خناس  وهي  تراودنا، وكأن غرضها هو أن تنسينا ، وقد  فعلت ووفلقت ، حيث أصبحنا   ناسين أو متناسين الحقيقة، تلك الحقيقة التي تكاد تنطبق عليها تلك الآية الملفتة ، لاسيما وهي من الله العلي العزيز حبن  قال: ( وفي  أنفسكم  أفــلا  تبصرون )  الآية 21 – الذاريات..

نعم، لأن " داعش" وأخواتها السابقات، ولا  بارك  الله  في  أية  لاحقة -  ءامين –

هي فينا نحن، كما أشار إلى  ذلك  الصحفي ك – سليم – وصاحب  الرأي  السليم،  الذي قال إن أفكار "داعش" الحالكة السواد لم تأت  من  أي  خارج  كان، ولم  تكن بإيعاز من مركز الإستخبارات الأمريكية، ولا "الموصاد" الإسرائيلية ، بل  إن هذه الأفكارالرديئة، الخبيثة، الرجعية، المتزمتة، العدوانية، الشيطانية، هي أفكارمدسوسة بذكاء وصبر، لا يضاهيه إلا عزم  وذكاء وصبر وجلد  الشيطان  نفسه وإخلاصه في تنفيذ رهانه ، حيث :(قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين َإِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ...) سورة الحجر -36- 40-  إنها أفكار وآراء ومعتقدات  ومقررات  وافتراءات ، مـذاعة  بتــأنّ وباستمرار وبلا  انقطاع  من  طرف  أولئك  الذين يحلو لهم أن  ينسبوا أنفسهم  إلى  المتدينين  أو إلى رجال الدين، أو أهل  الذكر، لاسيما بتلك البلاد التي  تزخر بذلك  الذهب الأسود، الذي سود  أيامنا  أولئك الذين  تحولوا من حيث  يدرون أو لا يدرون إلى شخصيات  نفاثات في العقد، وفي المعتقدات، بفضل الأموال والفضائيات وما  إلى  ذلك  من وسائل تكاد أن لا تعد ولا  تحصى.

*) وبشئ  من الشجاعة  والتحديق،  تظهر الصورة  وتتضح  أكثر فأكثر، وتقول  قولتها البليغة،  بأن تلك الطوائف التي  تؤلف حركة " داعش" ليست في أية حاجة إلى اختراع أو اختلاق أو تصور أو استيراد أية فكرة مهما بلغت من الإنحطاط والنذالة  والجبن، والخبث ، -  ما  عدا  استيراد  أدوات  زرع  الموت والدمار والرعب - لأن مثل تلك الأفكار الهدامة  لــلإسلام هي منشورة منذ عشرات السنين من طرف من ؟ من طرف أغنى  دولة  في  العالم. وهذا هو أيضا  ما يراه  الكاتب العراقي " علي  الصراف" الذي  قال،  وبسخرية  وتهكم  حانق : إن  " داعش"  لم  تخترع  شيئا  من عنديتها، ولم  تأت  بجديد، إن  حركة " داعش"  تمارس  جهارا  نهارا  ما اعتاد  فعله وممارسته شتى الأنظمة والحكومات  لكن  خفية وكتمانا  وسرية ،  لأننا :

*  عندمــا :نحارب  باستمرار وبلا  هوادة  وبكل  عنف  الحريات ...

*  وعندما :نرفض حقوق المواطنة ...

*  وعندما :نكره  ونمقت  العلم ...

*  وعندما : نزرع  ونرعى  وننمي  كراهية الأنثى  منذ الطفولة  الأولى...

*  وعندما :نذيع ونشيع ونبث (بمنهجية) وبترتيب وبدقة ، مـن خلال الفضائيات

كراهية  ومقت  " الشيعة "  وغيرها ... ألا  نكون  حاملين  لبذور  داعشية ؟

وختم الكاتب العراقي تعليقه قائلا  قولا ،  نستأذنه  وأن  نتصرف ونحوله  إلى ما يلي معناه تقريبا : كلــكم " داعش" وكلكم  مسؤول عن "داعشيته"  إن تقتيل الأبرياء، وإهانة النساء وسحقهن، واضطهاد الأقليات، إن هذه  الممارسات كلها  ليست غريبة عـنا أبدا، مقارنة لما  يحدث  عندنا  تحت كلكل الحكومات الإستبدادية  لأن الفرق  الوحيد هو:  إن " داعش"  تفعل ذلك وما تشاء  من المنكر النكير، لأنها لا تستحي، بل  هي  حريصة  كل  الحرص على إظهاره وإشهاره  و(التمتع) بكل ما يصوره  لها  شيطان  ساديتها.

*) وإن هذه الحركات الهدامة الحالكة المسيلة لدموع  الشعوب المقهورة، إنها وفي  نفس الوقت لمسيلة للعاب مختلف الحكومات التي تستفيد منها لبلوغ وتحقيق طموحاتها المشبوهة، بل هي قادرة على اختلاق هذه  الظروف  الحالكة، اختلاقها حتى من العدم ، في سبيل ذلك ، وبدون أن تهتم  ولا  تخاف  ولا  تحزن عن الثمن الباهظ  المسلط  والمفروض على الشعوب. وعندما يكون الأمـر كذلك، وهو  - مع  شديد  الأسف  فعلا  كذلك -  فمن غير المنتظر، بل ومن السذاجة أن  نتوقع من نظام له نفس تفكير ونفس اقتناع حركة " داعش " أن يرجم هذه الحركة بأية  حجرة، وحتى لو فرضنا بأنه سيتجرأ هذا أو  ذلك النظام  على فعل  ذلك،  فسيكون حتما انزلق أولا  وقبل  كل  شئ  إلى  أخفض أو  أسفل  دركات  النفاق ، وهذا  ما  قاله  الكاتب العراقي، الذي  أضاف : بل إنه من السهل التظاهر بعدم الرضا وبنقد باهت، يصدره الملك ، أو المفتي، لتبرئة العربية السعودية، ولتمكينها من أن تتنصل من ورطتها التي لها فيها  نصيب الأسد  في السلبية، وفي دورإنشاء  أجيال كاملة حاقدة متعصبة .

*) وعليه ،  فإن "داعش" ساكن عندنا ومقيم  معنا، إنه  مزروع  ومُبـَـث من طرف الأفكار المضادة  المعرقلة  لأي  تطور.

*) إن " داعش" قضيتنا جميعا  ومسألتنا ،  وإن  إرساء  دعائم  الحكم  بالسعودية  وإرساء  الغلو في الدين، كل ذلك  يعتبر طرفا  في  المسألة، وهذا  ما يراه  الكاتب  العراقي.

*) وأخيرا، عندما يسمع  المرء هذا ويشاهذه ، بل وعندما يكتوي بناره،  ألا  تثور فيه تساؤلات  وتزدحم ؟  ولنتأمل  على سبيل  المثال، لا الحصر، هذه التعليمة  الربانية الواردة  في  الآيات ( 77+78+79)  في سورة  المائدة : ( قل يا  أهل الكتاب لا  تغلــوا  في  دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد  ضلوا  من قبل  وأضلوا  كثيرا وضلوا عن سواء  السبيل  لعن  الذين  كفروا  من بني  إسرائيل على لسان داوود  وعيسى  ابن  مريم  ذلك  بما  عصوا  وكانوا  يعتدون  كانوا  لا  يتناهون  عن منكر  فعلوه  لبيس  ما  كانوا  يفعلون ).

*) وهل  فعل  الإعتداء  مقتصر  فقط على  أهل  الكتاب  السابقين؟

*) وهل الغلــو الممقوت  في  الدين، وتجنب الحق واتباع  أهواء  القوم  الضالين  المضلين عن سواء  السبيل  مقتصر  فقط  على  غيرنا، نحن  أحياء  هذا  العصر؟

*) وهل  اللعنة  مقتصرة  فقط على  غيرنا  من  بني  إسرائيل  أو غير إسرائيل؟

*) ونحن؟ أحياء هذا العصر،  ألم  نتصف  كذلك  بصفة  أولئك  الذين  ضلوا  عن سواء  السبيل، وبصفة  أولئك  الذين عصوا  وكانوا  يعتدون ؟

*) ونحن ؟ هل نجونا ؟  ولم  نتصف  بصفة  أولئك  الذين  لا  يتناهون  عن  منكر  فعلوه  وعن  بئس  فعل  يفعل ؟

*) وإن  كل  ما  حدث  ويحدث  من  الخليج الفارسي إلى  المحيط  الأطلسي،  ألا  تقرأ فيه لغة اللعنة الموجهة للذين  كفروا،  الذين  عصوا  وكانوا  يعتدون  وكانوا  لا  يتناهون  عن  منكر  فعلوه؟

*) ونحن  جميعا، عندما  نمارس  أسلوب  الهروب  إلى  الأمام  أو  إلى أي  اتجاه  آخر، أو حتى أسلوب " النعامة " ألا  نكون بمثابة أولئك الذين ذمهم الخالق  سبحانه  وتعالى ؟ أولئك  الذين  كلنوا لا  يتناهون عن منكر ؟ ألا  يكون  موقفنا  السلبي  الباهت ،  بالذات هو منكر نفعله ؟، عندما  يكون  لسان  حالنا  يقول إن آخر ما يتبادر  إلى  الذهن  هو  أن  نتناهى  عنه ؟

*)  و" داعش " هـذا ؟  ألا  يكون هو نفسه  ( ... وفي  أنفسكم  أفلا  تبصرون ؟)

 

 

اجمالي القراءات 8925

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   يحي فوزي نشاشبي     في   الخميس ٢٨ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[75741]

الأستاذة نهاد حــداد


 



… et  de ma  part,  je  salue  votre  commentaire,  tant  réconfortant,  notamment  au  milieu  de  ces  temps,  où  règne  l’IMBECILITE.  Mais  je  crois  qu’il  ne  faut  jamais  perdre  espoir.



في الحقيقة ، أنا عتبرك  مثل  الشخص  الشجاع  الماضي  في  البحث  عن  الحقيقة  وعن  الحق  وسط  هذا  الخضم  من  الجهل  والبلادة .  وقد  كان أبونا  إبراهيـــم  (عليه السلام )  يبحث  عن  الإله  الحقيقي  الذي  يطمئن  إليه ،  فوجده  في  الأخير.  ثم ، لأمر  ما  اتخذ  الله  إبراهيم  خليلا ؟؟؟  ( ... واتخذ  الله  إبراهيم  خليلا ).  شكرا  ودمت  موفقة...



 



2   تعليق بواسطة   عبد الناصر المغربي     في   الجمعة ٠٦ - فبراير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[77516]

معذرة يا صديقي لكن, ليس في القنافذ أملس... على حد علمي وما اوتيت من العلم الا قليلا !


نعم، امريكا ليست قنفذا املسا.. بل هي اكثر شرا من داعش، بل ان هذه الاخيرة تعتبر مجرد بيدق صغير اذا ما قارنا جرائمها بجرائم ومذابح امريكا وحلفائها (اقصد اتباعها) !!

دعني اطرح عليك سؤالا بسيطا : لماذا سوريا والعراق ؟؟؟ لماذا لا تكون السعودية وهي مركز الفكر الوهابي مثلا ؟؟ لماذا لا تكون مصر وهي احد اهم --ان لم تكن اول-- المصدرين للفكر السلفي المتشدد (الازهر كمثال) ؟؟؟؟ لماااااذا العراق ؟؟؟؟

دعنا نجيب على السؤال مبدئيا بسؤال اخر :ماذا تتوقع من دولة قتل فيها ملايين من الاشخاص اغلبهم اطفال ونساء ورجال عزل لا علاقة لهم بالحرب لا من بعيد ولا من قريب (بل هم ضحايا للنظام الدكتاتوري السابق) وتمت إبادت عائلات وقرى باكملها  ؟ حيث انه حتى 2006 كان العدد المؤكد (الموثق) هو 655000 قتيل !!!!!

ولا تقل مرة اخرى انه افتراء (كما قلت عن كيلنتون في محاولة تبدوا لي كانك دافعت عنها بغير نزاهة.. وكلامها موثق ان قمت ببحث بسيط عبر يوتيوب !!).. وهذا التقرير يوضح لك حجم المأساة التي خلفها الغزو الامريكي البريطاني للعراق :

ar.wikipedia.org/wiki/غزو_العراق

ولا تقل لي انه حلف عالمي.. لانه وحسب التقرير نفسه ٩٨ في المائة من القوة العسكرية كانت امريكية بريطانية وبقية العالم مقهور لا يستطيع فعل شيء.. والا فالمحرقة في انتظاره ؟؟؟

قل لي.. ماذا تنتظر من دولة تم تحطيمها تحطيما لم يسبق له مثيل في التاريخ... حيث تم احراق الفلوجة بالفوسفور امام اعين العالم واغلبهم يتفرج بحقارة وبدون ادنى انتقاد ؟؟ وفي الاخير يصرح الامريكيون بحقارة : نحن اسفون فقد كانت التقارير الخاطئة التي تلقيناها عن وجد اسلحة دمار شامل هي السبب !!!! اسفون ؟؟؟؟ وماذا عن الملايين التي قتلت ؟؟ ماذا عن الملايين الذي اصبحوا باعاقات دائمة ؟؟ وماذا عمن اغتصبن بالالاف ؟؟ وماذا عن وعن وعن .... الخ ؟؟؟

السلام ؟؟؟ ههههههه انني اضحك بحرقة يا صديقي، صدقني !!!

هل تنتظر السلام من شاب كان قبل سنوات يرى اباه واخوته يذبحون كالشياه وامه واخواته يغتصبن امام اعينه وبضحكات امريكية شيطانية ؟ ماذا تنتظر من شاب لم يحمل سلاحا في حياته ولا يدري عن الحياة سوى رعي الاغنام او سقاية الحول قرب الفرات وتم إدخاله معتقل غوانتانامو بدون تهمة ولا سبب وتم التنكيل به ليلا ونهارا (وجرائهم الحرب في معتقل غوانتانامو لا تخفى عليكم.. والا فجوجل و ويكيبيديا وغيرهما موجودون فابحثوا ولو قليلا) ؟؟ ماذا تنتظر من عائلات تم التنكيل بها وغذلالها وتعذيبها على مر سنوات ؟؟؟؟ السلام، مثلا ؟؟

انا هنا لا اريد الدفاع عن احد... ولكنني اذكرك بالاسباب الرئيسية والحقيقة التي دفعت العراقيين على وجه الخصوص الى الانخراط في داعش، حتى ان هذه الجماعة استطاعت ان تغزو العراق في لمحة بصر.. وهو امر مستحيل لولا دعم العراقيين وانضمامهم لها !! والسبب واضح... والا لماذا فشلت --حتى الان-- في دول اخرى اكثر تشددا دينيا ؟؟

امريكا وحلفاؤها هم من صنع داعش... شأنا ام ابينا !!

تابع....



3   تعليق بواسطة   عبد الناصر المغربي     في   الجمعة ٠٦ - فبراير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[77517]

معذرة يا صديقي لكن, ليس في القنافذ أملس... على حد علمي وما اوتيت من العلم الا قليلا !




اولا :غرز مشاعر الحقد والانتقام على مر عشرات السنين.. والعراق ليست سوى واحدة.. فالدعم الكامل للكيان الصهيوني في احتلال اراضي الفلسطينيين واحراق الابرياء لاخراجهم من ارضهم بشتى انواع الاسلحة والاساليب والغزو المتكرر لدولة هي على وجه الخصوص ذات طابع اسلامي (العراق، افغانستان، فلسطين، لبنان،... الخ) هذه كلها امور لا تخفى على احد -- خصوصا لمن تبرع بقليل من وقته للبحث ولو بشكل سطحي--.

ثانيا :  صناعة لاجل اغراض عسكرية لا تستطيع امريكا القيام بها مباشرة... ولعل اخرها تدمير سوريا، فالدعم الكامل والمطلق للجماعات المسلحة في سوريا هو السبب الرئيسي الذي مكنهم من القوة العسكرية التي هم فيها.. والا فمن اين لهم  بالدبابات ؟؟؟؟؟ صنعوها في الصحراء العراقية مثلا ؟؟؟ ام تريدني ان اذكرك بان اخر ضحايا داعشو وهي الاردن كانت بالامس القريب قاعدة لتدريب مقاتلي المعارضة السورية... والتي تبين فيما بعد ان اغلبهم ينتمي لجماعات مسلحة من قبيل داعش ؟؟؟ اذن، فلا اسف على امريكا ولا اسف على الاردن، ولا اسف على كل من يشارك في دعم الجريمة بشتى انواعها !

جميعنا نعلم ان هناك ديموقراطية في امريكا في سياستها الداخلة... لكنها لا تعنينا كشعوب خارج الحدود الامريكية يا صديقي !! ما يهمنا وما له علاقة بنا هو السياسة الامريكية الخارجية.. فحاول ان تفهم هذا الامر !

كما قلت لك في الاول... لا ادافع عن احد هنا، لكنني لا اقبل باي شكل من الاشكال ان تتم تبرأة المجرم الاول بطريقة غير مباشرة عن طريق تعليق جريمته على شماعة "التقاليد" و "الفكر المتخلف" وغيرها !!

اعذرني ان كانت هناك شدة في حديثي.. لكننا هنا في موقع يعترف اول ما يعترف بالبحث العلمي والمراجع التاريخية والعلمية الصريحة والموثوقة (واهمها القران)، اما تقول لي : قال فلان ابن فلان او فلانة لكي تمرر فكرة من تحت الستار، فهذا امر لن يكون مقبولا في موقع رواده أعلى مرتبة من رواد المواقع الترفيهية على الاقل !!



تابع...



4   تعليق بواسطة   عبد الناصر المغربي     في   الجمعة ٠٦ - فبراير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[77518]

معذرة يا صديقي لكن, ليس في القنافذ أملس... على حد علمي وما اوتيت من العلم الا قليلا !


اما كاتبك العراقي (مع كامل الاحترام لشخصه) فعليه ان يعلم ايضا -بالاضافة لما نقلته عنه- بان ارساء مبادئ النفاق الديموقراطي ونفاق "حق الشعوب في تقرير مصريها" ونفاق "حرية الانتماء" كلها امور تؤدي بالضرورة الحتمية للثورة -الغير محمودة العواقب- وهو امر تقوم به الامبريالية الغربية بكل وضوح وعلى مر عقود طويلة !!

واما ما يحدث من لعنة "للذين كفروا" من الخليج الفارسي الى المحيط الاطلسي باسم الدين فهو يحدث بصورة ابشع من الغرب الاوروبي حتى اقاصي القارة الامريكية من لعنة لكل ما هو "اسلامي" او "عربي" باسم "الحرية" و "والديموقراطية" و "الدفاع عن النفس" (اسرائيل) فلماذا لا نجد الاقلام الحرة تنتقد تلك السياسات ؟؟؟ لماذا لم تنتقد اقلامك "الطيبة" مسير الارهابي المقيت "ناتانياهو" لما حضر في الصف الاول لمسيرة ما عرف ب "شارلي ابدو" ؟ الا يبدوا ذلك استفزاز للمسلمين خصوصا وللانسانية عامة لما نرى قائد حروب "غزة" التي حرقت بالفوسفور ليل نهار ولحد الان يتم احتجازهم في سجن كبير يسمى "غزة" ؟؟ الا يبدوا لك ذلك بثا لمشاعر الكره والحقد.. والدعششة ؟؟؟؟؟ ام ان السكوت عن ذلك كان لمداهنة الفرنسيين واحتراما للمشاعر مثلا ؟؟؟؟



اما قولك : "فسيكون حتما انزلق أولا  وقبل  كل  شئ  إلى  أخفض أو  أسفل  دركات  النفاق" فانا اتفق مع ما جاء في تلك الفقرة مع اضافة :  ان هناك درجة نفاق اسفل واكثر عمقا وهي تلك الدرجة او الدرجات التي ينزلق اليها من يحارب حريات الاخرين تحت شعار "الحرية"، ومن يحارب شعوبا باكملها تحت شعار "حق الشعوب في تقرير مصيرها" ومن يعمل على تهديم مقدسات الاخرين تحت مقدس اخر وهو "العلمانية".... وأتساءل حقيقة، متى نستطيع ان نمارس حقوقنا بدون المساس بحقوق الاخري ؟؟ وهل هذا ممكن يا ترى ؟؟ اتمنى ذلك ول انه بعيد المنال للاسف...



يا صديقي.. لا يمكننا القول بان ظاهر ما يسمى ب "داعش" نابعة من داخلنا (رغم انني لا انفي الدور الثقافي والفكر الموروث فيها) بقدر ما نرى بوضوح الصناعة الممنهجة والمدروسة للأمريكيين لها... ونحن نراهم يحملون سلاحا امريكيا.. يا عجبا !! هل الداخل هو من امدهم به ؟؟ وكيف فعل ذلك في غفلة من المزود الرسمي ؟؟

على العموم.. ان تحمل المسؤولية شيء, وتبرأة الاخرين شيء. وكي احسن النية, اقول انك لم تحاول فعل ذلك عن عمد.. ولكن الامر اكثر حساسية من مجرد قول.. فهو بالاساس ارواح محرمة تسقط يوميا, وبرعاية ودعم غربي.



على فكرة, لما ذكرت اية 21 من الذاريات اتبعتها بدعاء ثم قلت "ءامين" .. على حد علمي فهذه الكلمة لم ترد في القران وتاريحيا يتم ارجاعها لفرعون مصري يسمى امون... فهل استعمالك لها كختام للدعاء بدليل رباني من القران الكريم ام انها تقليد للفكر الذي يقلده الدواعش أنفسهم يا ترى ؟؟؟

معذرة عن اي ازعاج دكتور يحيى.. وارجوا ان تتقبل نقدي هذا من باب النقاش العلمي ولاجل البحث عن حقيقة هذا التنظيم (داعش) لا اكثر.

والسلام.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-10-28
مقالات منشورة : 288
اجمالي القراءات : 3,143,548
تعليقات له : 384
تعليقات عليه : 401
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco