..:
(3) - القرآن يفند قصة عروج النبي (ص)إلى السماوات -المقال الثالث من سلسلة القرآن في مواجهة التراث

نبيل هلال Ýí 2013-05-03


لتمام الفائدة نوصي بقراءة المقالات بترتيب كتابتها : أي الأول فالثاني ,وهكذا .....
جاء في تفسير ابن كثير عند تفسير أوائل سورة النجم:" إن هذه الرؤية لجبريل لم تكن ليلة الإسراء بل قبلها ورسول الله في الأرض , فهبط عليه جبريل وتدلى إليه فاقترب منه وهو على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمئة جناح ( !!!!!) , ثم رآه بعد ذلك نزلة أخرى عند سدرة المنتهى يعني( ليلة الإسراء ), وكانت هذه الرؤية الأولى في أوائل البعثة بعدما جاءه جبريل أول مرة , فأوحى إليه صدر سورة العلق , ثم فتر الوحي فترة " انتهى كلام ابن كثير. وكان المعنى يستقيم تماما مع ما أوردناه سلفا لو لم يتم إضافة كلمتي (ليلة الإسراء) . وقد ورد في تفسير ابن كثير أنه في حديث عن عائشة لما سألوها هل رأى النبيُ اللهَ ، نفت ذلك وقالت :" ولكنه رأى جبريل , لم يره في صورته إلا مرتين : مرة عند سدرة المنتهى ومرة في أجياد وله ستمئة جناح قد سد الأفق ", وإيراد الخبر على هذا النحو دون تخصيص أن مرة سدرة المنتهى كانت في السماء , والثانية في أجياد , وعطف المرتين على هذا النحو , يشير إلى أن المرتين حدثتا في الأرض. وفي تفسير الجلالين جاء أن أول رؤية للنبي لجبريل كانت في حراء . ولما سُئل النبي عن رؤيته لله تعالى , قال :" لا , إنما رأيتُ جبريل مُنْهَبِطَا". وينسبون إلى ابن عباس قوله : أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد , ... أما نحن بني هاشم فنقول إن محمدا رأى ربه مرتين . وكأن المسألة مفاخرة ومباهاة . والخوض في كلام عن رؤية الله هو مما لا يصح الخلاف حوله , بل هو من قبيل الجهر بالسوء من القول ,وهو جدل يكون العقل فيه مجرد ضيف شرف.
والله يصف رؤية النبي لجبريل بأنه من آياته " الكبرى , يقول في سورة النجم الآية 18:" لقد رأى من آيات ربه الكبرى " , و"الكبرى" -كما يقول أهل الدراية باللغة هي مؤنث أكبر - فهي تمكين النبي البشري من رؤية مخلوق من منطقة كونية أخرى من خارج عالم الأرض المحسوس , من عالم الغيب الذي لا نعرفه ولا يعرفه أحد إلا من شاء الله , فهو تفرد وسبق وتكريم للنبي , إذ يرى جبريلَ شديد القوى ! وهو كائن نوراني ليس مخلوقا من الطين ,وانفرد محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه , برؤيته رأي العين دون كل البشر منذ الأزل وحتى الأبد . البشر المخلوق من طين الأرض يرى بعينيه مخلوق غيبي (فضائي) من مكان ما من الكون العلوي, أي آية كبرى تلك ! ويزعمون أن المعراج كان مع الإسراء في ليلة واحدة , مع أنه لا إشارة في سورة الإسراء عن هذا العروج , فالله تعالى يقول: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1 . ولو كان ثمة عروج لذكره الله في نفس الآية . وتضاربت الآراء والحكايات حول هذه المعجزة مما ينفي المصداقية عن كثير مما أثير حولها , فغياب الرواية الأكيدة الموحَّدة إنما يؤكد عدم ثبوتها عن النبي . والأصوب هو الاكتفاء بما جاء عنها في القرآن. وكان العروج أَوْلى بتكذيب المشركين لأنه أشد عجبا وأبعد تصديقا من الإسراء . وكل ماقيل حول عروج النبي إلى السماوات العلى يعتمد على تأويل الفقهاء لسورة النجم. والبيِّنة الدامغة الشديد الأهمية التي غابت عن الوضَّاعين هي أن الفارق الزمني بين نزول سورة النجم وسورة الإسراء هو أكثر من ست سنوات تقريبا , فنزول سورة النجم سابق على نزول سورة الإسراء , فترتيب نزول سورة النجم هو 23 وكان ذلك في بداية السنة الخامسة من بدء البعثة النبوية , وترتيب نزول سورة الإسراء هو 50 وكان ذلك في السنة الحادية عشر من بدء البعثة النبوية . أي أنه في الوقت ما بين نزول سورتي النجم والإسراء , نزل الوحي بربع القرآن الكريم تقريبا , إذ نزلت سورة الإسراء بعد سورة النجم بعدد 27 سورة. فما الداعي لأن يغفل القرآن ذكر الحادثتين معا في سورة واحدة وينتظر أكثر من ست سنوات ينزل خلالها ربع القرآن ثم يتذكر فجأة ويورِد قصة العروج . وكل ما ذكره الوضاعون عن العروج كان في سورة النجم التي نزلت قبل حدوث الإسراء في زعمهم , فكيف تتحدث سورة النجم (بصيغة الماضي)عن وقائع لن تحدث إلا بعد نحو ست سنوات ! وإن لم يكن إلا هذا لكفى . انتهى المقال الثالث ويتبعه الرابع بإذن الله تعالى - بتصرف من كتابنا ......بين القرآن والتراث - نبيل هلال هلال

 

 

اجمالي القراءات 15726

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-01-12
مقالات منشورة : 123
اجمالي القراءات : 1,420,748
تعليقات له : 109
تعليقات عليه : 282
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt