ونجح عشرات الآلاف من المتظاهرين في لبنان بتشكيل سلسلة بشرية بطول 170 كيلومترا الأحد تمتد من مدينة طرابلس شمالا حتى مدينة صور جنوبا.
وتكتظ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب بالمتظاهرين منذ 17 أكتوبر، في إطار حراك شعبي غير مسبوق وعابر للطوائف على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين.
ولم يوفر المتظاهرون أي سياسي من الانتقادات التي طالت رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وهم يحملون على كافة الطبقة السياسية عجزها عن إخراج البلاد من مأزق اقتصادي وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990.
ويتسم الحراك في لبنان بالسلمية، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت توترات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين يقطعون طرقا رئيسية في العاصمة وخارجها، في محاولة منهم لتكثيف الضغط على السلطة لتنفيذ مطلبهم باستقالة الحكومة أولا. وباءت محاولات الجيش فتح الطرق بالفشل.
كما حصلت توترات بين متظاهرين ومجموعات من حزب الله ومن التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون. وأعلن الأمين العام لحزب الله الذي يمتلك مع عون وحلفائهما الأغلبية الحكومية، رفضه استقالة الحكومة والرئيس وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، كما يطالب المحتجون، متذرعا بخشيته من "الفوضى" و"الفراغ".
كذلك يرفض رئيس الحكومة سعد الحريري الذي كان خلال السنوات الماضية على خلاف مع حزب الله، الاستقالة، وفقا لما نقلته وكالة فرانس برس.
واندلعت شرارة الاحتجاجات الاجتماعية غير المسبوقة منذ سنوات في 17 أكتوبر، بعد إقرار الحكومة ضريبة على الاتصالات عبر تطبيقات الإنترنت.
ورغم سحب الحكومة قرارها على وقع غضب الشارع، لم تتوقف حركة الاحتجاجات ضد كافة مكونات الطبقة السياسية التي يعتبرها المحتجون غير كفؤة وفاسدة في بلد لم تتمكن فيه الدولة من تلبية الحاجات الأساسية على غرار الماء والكهرباء والصحة بعد 30 عاماً من نهاية الحرب الاهلية (1975-1990).
وتتألف الطبقة الحاكمة في لبنان بمعظمها من زعماء كانوا جزءا من الحرب الأهلية المدمرة التي شهدتها البلاد، ولا زال أغلبهم موجودا في الحكم منذ نحو ثلاثة عقود. ويمثل هؤلاء الزعماء عموما طبقة طائفية أو منطقة معينة.