صحيفة أميركية: فساد الحكام يدفع شباب الشرق الأوسط للتدين

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الجزيرة نت


ذكرت صحيفة أميركية في تقرير مطول من الأردن أن مشاعر السخط والإقصاء والحرمان من الفرص، دفعت الشباب بالشرق الأوسط إلى اللجوء إلى الإسلام للتعبير عن تمردهم على حكوماتهم.


وسوغت نيويورك تايمز تحدي هؤلاء الشباب لحكوماتهم باعتبارها فاسدة، وعاجزة عن تحقيق العدل لشعوبها.




وقالت الصحيفة إن هؤلاء الشباب الذين يشكلون 60% ممن هم أقل من 25 عاما يسيرون نحو إحياء الإسلام على مستوى العالم، وذلك لتعطشهم للتغيير السياسي والعدل الاجتماعي.


محمد فواز (طالب بالجامعة الأردنية) كان يحلم أن يحصل على منحة دراسية بعد إنهاء التعليم المدرسي، غير أن أحلامه تبددت لغياب ما اسماه الواسطة.


وتعتبر نيويورك تايمز تبنى فواز للنشاط الإسلامي تمردا على السلطة لانتمائه لمجموعة الطلبة الإسلامية بالجامعة والتي تعود إلى جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين التي تسعى لتحكيم الشريعة الإسلامية.


ويقول فواز "أرى أن ثمة عدالة في الحركة الإسلامية، وأستطيع أن أعبر عن نفسي". ويضيف "ليست هناك واسطة في هذا النظام الإسلامي".


من جانبه قال الكاتب بشؤون الأعمال وصاحب مدونة على الإنترنت نسيم طروانة (25 عاما) إن "الأسلمة بالنسبة لنا كالعروبة بالنسبة لآبائنا".


الصحيفة الأميركية علقت قائلة إن المضامين طويلة المدى من شأنها أن تعقد حسابات السياسة الخارجية بواشنطن، وتجعل استمرارها في دعم الحكومات التي تكبح جماح الحركات العلمانية أو السياسية والدينية المعتدلة "مكلفة".


كما أن واشنطن ستجد صعوبة في المضي بتجنبها قادة مثل هذه الجماعات كالإخوان المسليمين بمصر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين وحزب الله في لبنان، والتي تحظى جميعها بتعاطف شعبي.


وتشير نيويورك تايمز إلى أن قادة الدول الإسلامية حاولوا تخفيف مشاعر السخط في أوساط شعوبهم، في محاولة لمنع الغرب من مشاركة هذه الحركات الإسلامية بشكل مباشر.


وتقول أيضا إن الحكومات الدكتاتورية تنظر إلى الاعتدال النسبي من منطلق تحد سياسي أكثر منه تطرف، وهو ما تعتبره مشكلة أمنية تقوم باحتوائها بطرق قاسية.


عامل آخر
"
في ظل قمع الحكومات للديمقراطية وحرية التعبير كان المسجد ملاذ الشباب لمناقشة القضايا الحرجة
"
نيويورك تايمز
الأزمة المالية أيضا تضيف مزيدا من القلق لدى الحكومات الشرق أوسطية التي كانت تأمل أن يكون التطور الاقتصادي مهدئا لروع المواطنين، ووسيلة لخلق فرص عمل لجحافل العاطلين عن العمل والشباب وتحييدا لنداء الحركات الإسلامية.


غير أن الأزمة وتراجع أسعار النفط كان لهما وقع كبير، فكبحت الاقتصادات المتقدمة بمنطقة الخليج والنمو الاقتصادي المتواضع بمناطق أخرى.


وفي ظل قمع الحكومات للديمقراطية وحرية التعبير، كان المسجد هو ملاذ الشباب لمناقشة القضايا الحرجة.


وقالت نيويورك تايمز في الختام إن المهمة التي تواجه حكومات المنطقة وقادة الدول الإسلامية، تنطوي على فهم سبل استغلال الطاقة الكامنة لهذا الإحياء الإسلامي.


فالشباب الذين يحددون معالم العالم الإسلامي في المستقبل والطريقة التي يمكن مشاركة الغرب فيه، تبنوا الإسلام وحماس الثقافة المضادة.


المصدر: نيويورك تايمز

اجمالي القراءات 2740
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق