جماعات جهادية موالية لداعش تجتذب الشباب المحبط في غزة

اضيف الخبر في يوم الخميس ١٢ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


جماعات جهادية موالية لداعش تجتذب الشباب المحبط في غزة

جماعات جهادية موالية لداعش تجتذب الشباب المحبط في غزة
المتشددون يستغلون تنامي الفكر الجهادي في دول عربية لاستغلال الشباب المراهق والمحبط في غزة.
العرب  [نُشر في 13/05/2016، العدد: 10274، ص(2)]
 
الأعلام السوداء تغزو القطاع
 
غزة - تعمل جماعات سلفية جهادية، موالية لتنظيم الدولة الإسلامية، على تعزيز وجودها في قطاع غزة عبر التركيز على استقطاب وتجنيد الشباب الذي يعاني في معظمه من إحباط وانسداد آفاق المستقبل أمامه، في ظل سيطرة حركة حماس على القطاع والحصار الإسرائيلي الخانق.

وينشط السلفيون الجهاديون بين الفتية والشبان مستغلين الفقر والبطالة والحصار والإحباط، علما أن بعض هذه الجماعات تبنت خلال الأشهر الأخيرة هجمات بالصواريخ على بلدات إسرائيلية متاخمة لغزة، في محاولة بدت تسويقية للداخل على أنها معنية بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتتسم العلاقة بين الجماعات الجهادية وحركة حماس بالتذبذب، فالحركة المسيطرة على القطاع منذ العام 2007 كانت قد فسحت لها المجال ووفرت لها الأرضية للنشاط والدعوة إلى أفكارها المتطرفة، بغية تعزيز قبضتها على القطاع.

واتهمت القاهرة في عدة مرات حركة حماس باستخدام هذه الجماعات لضرب أمنها القومي، خاصة وأن تنظيم أنصار بيت المقدس سابقا “ولاية سيناء” التابع لتنظيم داعش حاليا الذي ينشط في شبه الجزيرة سيناء، تشكل بادئ الأمر في القطاع قبل أن ينتقل إلى الداخل المصري.

ودفعت الضغوطات المصرية خاصة في السنتين الأخيرتين، فضلا عن تقوية شوكة بعض هذه الجماعات، واستهدافها للجانب الإسرائيلي في أكثر من مرة، حماس إلى الضغط عليها وتشديد الرقابة على نشاطاتها. واعتقلت خلال الأشهر الماضية العشرات منها (تم الإفراج عن معظمهم في الفترة الأخيرة).

وسبق لحماس أن قمعت بالقوة ناشطين جهاديين اعتبرت أنهم يهددون سلطتها، فدمرت مساجد لهم ولاحقت قادتهم.

ورغم هذه الضغوطات الحمساوية على الجماعات الجهادية التي خرجت معظم قيادتها من رحم حركة حماس والجهاد الإسلامي، إلا أن الأخيرة لا تزال تملك هامشا من التحرك، كما أنها مازالت تجتذب، حتى أكثر من الفصائل التقليدية، العشرات من الشباب “المحبط والمفقر”.

ويقول المحلل السياسي أسعد أبوشرخ إن بعض الجهات “تستغل تنامي الفكر الجهادي المتطرف في عدد من الدول العربية وبينها تنظيم داعش لاستغلال الشباب المراهق والمحبط بلا أمل في غزة”.

ومنذ سيطرة حماس على قطاع غزة، ازدادت حالات الفقر المدقع ووصلت نسبة البطالة إلى 45 بالمئة في القطاع البالغ سكانه نحو مليوني نسمة.

ويقول قيادي بارز في جماعة “الشباب السلفي المجاهد” أبوالعيناء الأنصاري “أولويتنا مقاتلة اليهود في فلسطين”.

ويضيف “نحن التزمنا بالتفاهمات مع حماس، وحماس لم تلتزم وقتلت أبناءنا واعتقلت المجاهدين. ردنا تمثل بإطلاق صواريخ على الاحتلال الصهيوني”.

وكان أبوالعيناء واحدا من الأعضاء السابقين في الجناح العسكري لحماس الذين قاموا بإنشاء جماعات جهادية كرد على مشاركة حماس بانتخابات السلطة الفلسطينية في العام 2006.

وكشف أبوالعيناء أن نحو مئتي مقاتل جهادي “يقاتلون في صفوف الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا والعراق لدفع الظلم عن المسلمين”.

وغادر غالبية النشطاء غزة عبر الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية. وبحسب أبوالعيناء، فإن نشطاء “بأعداد قليلة” غادروا في العامين الماضيين من معبر رفح المغلق مع مصر والذي يتم فتحه استثنائيا بين الحين والآخر.

ويقول العضو السابق في حركة حماس “نحن جزء من إقامة الخلافة، الدولة الإسلامية العالمية، ولا نغضب إذا قيل عنا داعش”.

ويتابع “نريد تطبيق شرع الله في غزة وكل فلسطين، لكن نفضل حاليا التوعية الدينية التزاما منا بالواقع الفلسطيني”، مشيرا إلى أن “هذا ليس أولويتنا الآن في ظل الاحتلال”.

ويقدر النشطاء السلفيون الغزيون بالمئات، لكن مسؤولا سلفيا قدرهم بـ“أكثر من ثلاثة آلاف مجاهد يمثلون أكثر من عشر جماعات”. لكن يصعب التحقق من هذا العدد.

وأبرز الجماعات هي: تنظيم الشباب السلفي المجاهد وجماعة جند أنصارالله وتنظيم جيش الإسلام وجيش الأمة وجماعة سيف الله وكتائب التوحيد والجهاد وكتائب سيوف الحق، إضافة إلى مجلس شورى المجاهدين.

ويقول أبوسياف، وهو قائد عسكري في جماعة سلفية فضل عدم ذكر اسمها، “أولويتنا حاليا تقوية الوضع العسكري للمجاهدين لمقاتلة أعداء الله اليهود”.

ويضيف “لا نريد صداما مع حماس”، مستدركا “لن نتأخر عن قتال الكفار أو كل من يقف في وجه المجاهدين إذا فرض علينا”.

ولم يستبعد محللون سياسيون حدوث مواجهة عسكرية جديدة بين حماس والسلفيين الجهاديين، باعتبارهم باتوا يشكلون عبئا كبيرا عليها سواء في علاقتها مع مصر وأيضا في تنامي نفوذهم في القطاع وهو ما يشكل تهديدا لسلطتها هناك.

يذكر أنه في العام 2009، قتل عبداللطيف موسى أبرز قادة السلفيين ومساعده في مواجهة مسلحة مع حماس، بعدما أعلن إنشاء إمارة إسلامية في رفح. وقتل الناشط السلفي يونس الحنر بمنزله في شمال غزة عندما رفض تسليم نفسه لأمن حماس العام الماضي.

ولا يزال نحو 20 ناشطا من بين أكثر من 120 سلفيا كانوا محتجزين، في سجون تخضع لحماس بغزة. وفي يوليو الماضي، وجه تنظيم داعش رسالة تهديد لحماس. ونفذ سلفيون هجوما بالهاون على موقع تابع للقسام في جنوب القطاع.

و يقول أبوالعيناء عن العلاقة بين جماعته وتنظيم الدولة الاسلامية، إنها “علاقة تناصح، أما الفكر واحد، ولا ارتباط تنظيميا”.

اجمالي القراءات 1751
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more