مسلمو ألمانيا.. من تهمة التطرف إلى التمييز العنصري

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٧ - أبريل - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


مسلمو ألمانيا.. من تهمة التطرف إلى التمييز العنصري

مسلمو ألمانيا.. من تهمة التطرف إلى التمييز العنصري
  • الأصوات التي بدأت ترتفع بعد اعتداءات باريس وزادت حدتها عقب تفجيرات بروكسل والتي تنادي بفرض إجراءات أمنية أكبر ضد الجالية المسلمة في أوروبا ولا سيما في ألمانيا، يعتبرها المجتمع المسلم تمييزا عنصريا ضدهم، وهو ما يزيد من حالة الاحتقان أكثر نظرا للفكرة النمطية الخاطئة بتصوريهم وكأنهم متطرفون أو إرهابيون.
العرب  [نُشر في 18/04/2016، العدد: 10249، ص(5)]
 
وجه جديد للتمييز العنصري
 
برلين - رفض المجلس الإسلامي الأعلى في ألمانيا سياسية التمييز التي يتعامل بها البعض من السياسيين الألمان تجاه الجالية المسلمة، مؤكدا تعاون المسلمين مع الأجهزة الأمنية من أجل سلامة المجتمع.

وأعرب المجلس، الأحد، عن امتعاضه من التصريحات المعادية للإسلام الصادرة عن ساسة بارزين في حزب البديل من أجل ألمانيا “إيه.إف.دي”، وأشار إلى أنه لا فرق بين الإسلام والديمقراطية.

وقالت المتحدثة باسم المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا في كولونيا، نورهان سويكان، إن “الإسلام يتضمن المبادئ الأساسية للمسيحية واليهودية كما أنه متوافق مع القانون الأساسي لمثل هاتين الديانتين”، وأن “الإسلام لا يفرض شكلا معينا للدولة”. وتابعت أن “الديمقراطية متوافقة مع الإسلام”، في حين اتهمت حزب البديل بأنه لا يقدم شيئا سوى الشعبوية لتقسيم المجتمع.

وأضافت المسؤولة في المجلس، وهو اتحاد يضم في عضويته 19 منظمة إسلامية ويتبع هذه المنظمات حوالي 300 مسجد، أن “المسلمين في ألمانيا تصدوا دون خوف للمتشددين بشكل جيد حتى الآن وسيواصلون ذلك بنفس القدر الذي يتصدون فيه لحزب البديل”.

ويتعرض المسلمون في أوروبا منذ أشهر إلى حملة تشويه ممنهجة من اليمين المتطرف، فهم أكثر المتضررين من التفجيرات التي يقوم بها المتطرفون باسم الإسلام داخل أوروبا.

 
نورهان سويكان: الإسلام يتضمن مبادئ المسيحية واليهودية ولا يفرض شكلا معينا للدولة
 

ويأتي هذا الرد بعد أن وصف ساسة بارزون من حزب البديل المناوئ للاتحاد الأوروبي والمعارض لعمليات إنقاذ اليورو، الدين الإسلامي بشكل جزافي بأنه “خطر على النظام الليبرالي”.

وكانت بياتركس فون شتروخ، نائب رئيس الحزب قد قالت في تصريحات لصحيفة “فرانكفورته ألجماينه زونتاغس تسايتونغ” الألمانية، إن “الإسلام في حد ذاته يعد أيديولوجية سياسية لا تتفق مع الدستور”.

وأكدت أنه “لا يمكن أن يجد الإسلام وطنا في ألمانيا”. وقالت “الكثير من المسلمين ينتمون إلى ألمانيا، ولكن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا”.

وينوي حزبها في اجتماعه المقرر عقده خلال أسبوعين في مدينة شتوتغارت الألمانية، “تأكيد سياسته المناهضة للإسلام في أول برنامج له، إذ من المخطط حظر رموز الإسلام مثل المآذن والآذان والنقاب”.

ومن جانبه، قال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية براندنبورغ الألمانية ألكسندر جاولاند، إن “الإسلام لا يعد ديانة مثل المسيحية الكاثوليكية أو البروتستانتية، ولكنه يرتبط فكريا بالاستحواذ على الدولة”.

لكن المتحدثة باسم شؤون السياسة الدينية بحزب اليسار الألماني المعارض كريستينا بوخهولتس اتهمت حزب البديل بكراهية الإسلام وتسميم المناخ المجتمعي.

وكانت وسائل إعلام ألمانية قد حذرت في الأشهر الماضية من أن استراتيجية الإرهابيين واضحة وبأنهم يريدون دق إسفين بين المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وبين من حولهم من غير المسلمين.

ويقول محللون إنه بهذه الهجمات تتعمق عدم الثقة وتتسارع عزلتهم وحينما يبدأ رد الفعل العكسي من المجتمعات الأوروبية تجاه كل ما يمثل رمزا للمسلمين، سيكون الإرهابيون قد حققوا هدفهم.

ويعتقدون أن المسلمين في موقف لا يحسدون عليه داخل المجتمعات الأوروبية. فمن ناحية يرى العديد من الساسة الأوروبيين في داخل ألمانيا أن المسلمين لا يبذلون الكثير من الجهود لمحاربة الإرهاب، ومن ناحية أخرى يرى المسلمون أن حقهم مغبون، ولا يتم الأخذ برأيهم أو استشارتهم في الحرب على الإرهاب.

 
بياتركس فون شتروخ: لا يمكن أن يجد الإسلام وطنا هنا، فالمسلمون ينتمون لألمانيا وليس العكس
 

ويعتبر صمت المؤسسات الإسلامية، رغم أنها تقوم بالرد في كل مرة على الهجمات المعادية للمسلمين، نابعا من معرفتها بأن كلامها لن يفيد وهو ما يجعلها تنسحب، لكن في المقابل هناك حركة نقدية داخل المسلمين، وينادي العديد منهم بتطوير المفاهيم الإسلامية لأن الأكثرية الساحقة منهم لا تدعم الإرهاب وتحاول الابتعاد عن المتطرفين.

وكان المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا قد طالب المسؤولين السياسيين الألمان مرارا، بمنح المسلمين مكانة الشريك المتعاون في مكافحة الإرهاب والمتطرفين.

وقال رئيس المجلس أيمن مزيك إنه “في السنوات الأخيرة بعد وقوع أحداث شنيعة تكرر ارتكاب الخطأ بعدم اعتبار المسلمين شركاء في مكافحة الإرهاب والتطرف وإنما كطائفة منبوذة، في المجتمع. ولا بد من تغيير ذلك”.

وأكد مزيك أن هدف الإرهابيين هو إحداث انقسام في المجتمع و”علينا فعل شيء لمواجهة ذلك” قبل فوات الأوان.

ويرى مسؤول شؤون الحوار في المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أحمد عويمر أن كل المذاهب الإسلامية حريصة على محاربة الإرهاب ونشر الوسطية والاعتدال من خلال الشبكة الكبيرة التي يملكها المجلس.

وأوضح عويمر أن المجلس يتبنى مفاهيم سلمية من أجل توعية الشباب المسلم، وأضاف “نقوم أيضا بلقاءات مكثفة مع الساسة في ألمانيا ومع منظمات المجتمع المدني من أجل متابعة دور المسلمين والتأكيد على دورهم في المجتمع”.

يذكر أن حركة أوروبيون ضد أسلمة الغرب “بيجيدا” اليمينية المتطرفة التي ظهرت عقب اعتداءات شارلي إيبدو في باريس العام الماضي دأبت على الخروج كل يوم اثنين في مظاهرات معادية للجالية المسلمة، وأقلقت تحركاتها حكومة المستشارة أنجيلا ميركل.

اجمالي القراءات 1761
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق