محافظ الشرقية الرئاسة طالبتنى بتأمين الهانم.. فكان ردى: أنا «مش» شماشرجى

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٥ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الوفد


محافظ الشرقية الرئاسة طالبتنى بتأمين الهانم.. فكان ردى: أنا «مش» شماشرجى

عزازى : الرئاسة طالبتنى بتأمين الهانم.. فكان ردى: أنا «مش» شماشرجى

 

السطور التالية حوار استثنائى مع شخصية استثنائية.. فهو أول مسئول يعلن على الملأ رفضه العمل مع الإخوان، وهو أيضاً أول مسئول يستقيل من منصبه منذ عقود طويلة.
الدكتور عزازى على عزازى، محافظ الشرقية، المستقيل قال لصفحة المحافظات إن المشهد السياسى مفزع ومريب ومخيف وأخطر من نظام «مبارك».

وقال «عزازى» إن الإخوان كانوا يفتعلون الأزمات ويقطعون الطرق من أجل تحقيق مصالح شخصية.. وإلى نص الحوار..
> ما الصعوبات التى واجهتك خلال عملك كمحافظ للشرقية؟
- الحمد لله أنهيت فترة عملى كمحافظ الشرقية بسلام والصعوبات واجهتنى من أول يوم حتى آخر يوم، وهذه الأزمات منها حقيقى ومنها مفتعل من جماعات وتيارات سياسية صارت الآن على رأس الدولة، فكثير من تلك الأزمات وراءها قيادات فى الإخوان وكانوا يتصلون بى تليفونياً من أجل مطالب خاصة بهم وكانت هذه المطالب الخاصة ضد المصلحة العامة، وكانوا يحشدون المئات من أنصارهم أمام ديوان المحافظة أو أى جهة تابعة للمحافظة ويقومون بالاعتصام أو قطع الطريق لإثارة الرأى العام وإثارة الشارع.
> وهل استجبت؟
- كانت هناك أزمات حقيقية وبفضل الله استلمت محافظة الشرقية فى ظروف غاية فى الصعوبة وزادها صعوبة ما يفعله الإخوان ضد جميع الوزارات المتلاحقة منذ حكومة شرف حتى الجنزورى.
ومنذ أول يوم تسلمى لمهامى بالمحافظة منحت حافز 200٪ لجميع المصالح الحكومية وجميع مؤسسات المحافظة من أول يوم وكان أول قرار قد أصدرته، بالإضافة إلى قرار عودة دفعة 14600 معلم وكانت هذه الدفعة صداعاً مزمناً فى محافظة الشرقية وحديث الجميع وأصدرت قراراً فورياً بعودتهم إلى عملهم.
واتخذت عهداً على نفسى خلال فترة عملى كمحافظ للشرقية أن تكون العدالة الاجتماعية هى بؤرة اهتمامى وأيقنت أن العمل المستمر يحتاج أولاً لبطانة تتقى الله وتضع مصلحة المواطن والوطن فوق كل اعتبار، فقمت بعمل تغيير شامل فى قيادات المحافظة حتى تتلاءم مع متطلبات المرحلة، واخترت القيادات التى تعمل فى صمت من أجل مصلحة المواطن.
> تقصد أن القيادات السابقة لم تكن تفعل ذلك؟
- القيادات السابقة قامت بافتعال المشاكل وصنعت حائط صد كل ما تم تخطيطه فى المرحلة المقبلة، واتخذت عدة قرارات كانت مؤلمة لفصيل التيار الإخوانى فكانت تلك القرارات ليست على هواهم فهم يريدون مواطناً يحكم بشنطة الأرز واللحم، وزادت المشاكل والأزمات المفتعلة من جانب الكثير من التيارات السياسية وعلى رأس تلك التيارات الإخوان وما يتبعونهم من قيادات حزبية فى محافظة الشرقية، والتى تهدف إلى مصالحها الشخصية فمبدأ الإخوان مصلحة دولة الإرشاد أعلى وأسمى من مصر وكانت الضربة القاصمة لشبكة الإخوان فى الشرقية عندما أصدرت قراراً بتوفير 34 ألف فرصة عمل رغم الأزمات المالية بفضل الله وبعض الوزراء المخلصين والجنزورى أصدرنا قراراً بالتحرك بمرونة بين بنود المحافظة المختلفة لاستكمال خطط المحافظة لمصلحة المواطن البسيط.
> وماذا كان موقف قيادات الإخوان فى الشرقية من كل ذلك؟
- كانت قيادات الإخوان فى الشرقية ترغب فى تعيين أنصارهم ضاربين عرض الحائط بالعدالة والمؤهل والتفوق لكثير من شباب المحافظة، والتى يحق لهم التعيين، وطبعاً رفضت ضغوط الإخوان فزاد ذلك من شراستهم من الوقفات الاحتجاجية المفتعلة من جانبهم لزيادة إحساس الشارع بالفوضى وانهيار هيبة الدولة.
> وماذا عن الأزمات الأخرى التى واجهتك؟
- أكبر المشاكل التى واجهتنى خلال عملى بالمحافظة إعادة تأهيل المستشفيات والتى كانت تعانى انهياراً تاماً فى البنية الأساسية وجميع مرافقها وتحولت إلى خرابات لا تصلح للاستخدام الآدمى، ووفرت أكثر من 38 مليون جنيه من بنود مختلفة كانت غير مستغلة وكانت بنودها موجهة لمشروعات أخرى قمت بإصدار قرار باستغلال تلك المبالغ فى إعادة تأهيل المستشفيات التى كانت تخدم الفقراء والبسطاء من أهالى الشرقية، ووجهت تلك البنود فى إصلاح جميع المرافق من غرف للعمليات وشراء أسرة للمرضى والتى تتزايد كل يوم، ففى أقل من شهر قامت تلك المستشفيات بإجراء أكثر من 5 آلاف عملية جراحية خطيرة بالمجان للبسطاء والفقراء وهذا له علاقة مباشرة بالبعد الاجتماعى لشرائح كبيرة من مواطنى الشرقية، وهذه الإجراءات الفورية التى استقرت أسابيع قليلة كانت تزيد من هجوم بعض القيادات التى أصابها الحقد من التطور فى مرافق المحافظة والتى تخدم مواطنى الشرقية والشرفاء تلك الخدمات كان تهدم مخططاتهم التى تبنى على إذلال المواطنين البسطاء.
وهناك أيضاً الحجز الإدارى لمساكن أهالينا فى قرى طابا وأبوحماد والكثير من مدن الشرقية كانت تهدد بتشريد آلاف المواطنين ممن لا يجدون قوت يومهم، وعندما علمت بتلك المشكلة أصدرت قراراً دون تردد وأوجه حديثى إلى المسئولين أصحاب الأيادى المرتشعة فعلى هؤلاء أن يعلموا أن مصلحة المواطن فوق أى مصلحة، وأصدرت قراراً بتخفيض الإيجار الشهرى وكان هذا القرار يحمل فى مضمونه قراراً بتملك الأهالى تلك المساكن، فقد تم تخفيض الإيجار من 70 جنيهاً إلى 16 جنيهاً وتطويل مدة التقسيط من 15 سنة حتى أربعين سنة ويعتبر أيضاً هذا القرار من القرارات التى تمتاز بالبعد الاجتماعى لأنه يخدم شريحة مهمة لأهل الوطن البسطاء.
> وهل تعتقد أنك نجحت فى مهمتك بالشرقية؟
- أديت دورى بأمانة وقدمت مصلحة المواطن، فبرغم الأزمات المتلاحقة التى كانت معظمها مفتعلة ولكن بفضل الله تجاوزنا مؤشر الكفاءة بفضل إصدار قرارات سريعة تمتاز بالمرونة والتحرك من بند إلى آخر دون التقيد بالخطة والصرف على تلك الخطة.
> ما المشاكل التى واجهت محافظ الشرقية ولم يستطع حلها؟
- كل شىء بالتخطيط وبالقانون تستطيع أى قيادة من مواجهة جميع المشاكل داخل المحافظة ولكن توجد مشاكل سببها المحسوبية وتغلب الفساد على دولة القانون، فالبناء على الأراضى الزراعية كانت من المشاكل التى واجهتنى طول فترة عملى وواجهت جميع المحافظات فى ظل الغياب التام لمؤسسات الدولة والانفلات الأمنى الذى توغل فى أرجاء الدولة.
فمحافظة الشرقية بها 50 ألف محضر تعد على الأراضى الزراعية بالبناء، وقامت المديريات المسئولة عن تلك الملف بإعداد جميع المحاضر وأرسلتها إلى وزارة الداخلية، ولكن فى الأسبوع الأخير تمت إزالة 800 حالة تعد بعد معاناة شديدة من الأهالى وأصحاب تلك المحاضر والقضية الأهم والتى أصبحت مشكلة مزمنة هى التعدى على أراضى الدولة، فأكد الدكتور «عزازى» أن هناك محاضر حاولت مراراً وتكراراً تنفيذها بالإزالة ولكن جهات عليا حالت دون ذلك.
فكل الذين يعتدون على أملاك الدولة يملكون مستندات سواء كانت موافقات أو تعاقدات من النظام السابق يصعب إلغاؤها إلا بشروط قانونية معقدة جداً، وهذا يستغرق مدداً زمنية كبيرة، فى تلك الأثناء يقوم المتعدى بالبناء والسكن وتزداد المشكلة تعقيداً والسبب الرئيسى فى تعقيد تلك المشكلة هو تواطؤ بعض المواطنين الكبار فى الجهاز المعاون بالمحافظة يعملون ضد الدولة لإفساد جميع المحاضر لتصب فى مصلحة المتعدى على أملاك الدولة، وأكد «عزازى» أنه يوجد أسماء مشهورة جداً من المتعدين ومعروفة فى الأوساط المصرية سوف أعلنها فى القريب العاجل بعد إتمام الإجراءات القانونية وتوجد بعض الأحكام التى يوضع أمامها علامات الاستفهام توجه قرارات فسخ من قبل المحكمة بها إهدار لأملاك الدولة رغم أن المحكمة قامت بالمعاينة على الطبيعة ورأوا بأعينهم حجم المخالفات والتعدى، ولكن قراراتهم كانت تمتاز بالسلبية ولا أجد مبرراً لهذه القرارات التى تصب فى مصلحة المتعدى.
ومن الشركات المتعدية على أملاك الدولة «المصرية بلازا» التى تعد من الشركات المخالفة للقانون التى استولت على أملاك الدولة بالشرقية وللأسف كانت تدعم من جهة سيادية كانت تحميها بالباطل.
> ماذا تنصح المحافظ القادم للشرقية؟
- أنصحه بأن يعمل مع كل الناس من أجل كل الناس وأن يقوم بحماية المجلس التنفيذى من طغيان جميع التيارات السياسية المخربة وأن يلبى مطالب كل شرائح المجتمع ولا ينظر إلى من يعوقه، وأن يكون الحياد عنوانه فى جميع أعماله.
> المشهد السياسى الحالى كيف تراه؟
- المشهد السياسى الآن أصبح أكبر صعوبة وصار أخطر من عصر مبارك، فكان ما يعيب نظام مبارك خطة التوريث، والآن القمع والظلم الاجتماعى سيتم ولكن بأشكال أخرى أكثر شراسة، والدور المصرى الإقليمى سينهار والخضوع للتبعية سواء كان لأمريكا أو إسرائيل سيتم بشكل آخر، ومقاومة النظام الإخوانى أصبح ضرباً من الخيال، فالآن تجد أولاد الرئيس وأشقاءه يتحولون داخل منظومة الإعلام بتصريحات ليس لهم دخل بها ويتم استضافة أشقائه فى مختلف الصحف والفضائيات، فأولاد مبارك انتظروا عشرين عاماً ليظهروا فى الإعلام، ولكن أولاد «مرسى» وأشقاءه لن ينتظروا عشرين ساعة أخذوا يصدرون التصريحات والبيانات، وكانوا يقولون إن البطانة السيئة فى حكم مبارك وعددوا أحمد عز وفتحى سرور رغم أن دولة الإخوان بها كثير من الذين يحكمون مصر مثل المرشد والشاطر والبلتاجى وغيرهم، والغريب أن بعض قيادات الإخوان كانوا يغضبون من قراراتى التى تقضى على البطالة والرشوة، فدولة الإخوان قامت على «الأرز واللحمة» فكانوا يريدون أن يراهنوا إرادة وحرية المواطن للإخوان مقابل تلك السلع وكانت جميع الإعانات تأتى من الإخوان الذين يريدونها دولة المرشد.
> هل قدم محافظ الشرقية استقالته؟
نعم تقدمت باستقالتى مكتوبة وأرسلتها للمجلس العسكرى وإلى مجلس الوزراء ولم يتم الرد علىّ وهذا لا يشغلنى فهذا قرار نهائى لأنى أرفض دولة الإخوان، وقد تلقيت مكالمات تليفونية من المجلس العسكرى ومجلس الوزراء برفض الاستقالة، وأيضاً تحدث معى كثير من قيادات الإخوان باستكمال عملى كمحافظ للشرقية، ولكن قرارى هذا سياسى ولن أتراجع فيه، فأنا أرفض سياسة الإخوان ولن أقبل بأى منصب حتى ولو كان رئاسة الوزراء فأنا أرفض أن أكون تابعاً لمرشد الإخوان.
وأكد «عزازى» أن الدكتور أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى، كان يقول على حكومتى شرف والجنزورى حكومة النظام السابق أرد عليه وأقول له إن حكومتى شرف والجنزورى من أشرف الحكومات التى عملت فى أخطر وأصعب الظروف، فالعمل مع تلك الحكومات أشرف من حكومة «جون كيرى» مندوب إسرائيل الذى يذهب باستمرار إلى مقر الإخوان ليعطيهم الأوامر بشكل دائم ومستمر وحكومة أمريكا التى أتت بهم لأنهم أكثر ولاء من غيرهم فى مصر.
الدكتور كمال الجنزورى رجل سياسى من طراز فريد وعمل بشرف ووطنية يحسب له فى ظروف صعبة جداً وأنجز ما لا يستطيع أحد منهم أن يفعله.
وصرح الدكتور «عزازى» بأنه ترك موقعه بالمحافظة نهائياً يوم الثلاثاء الماضى، وأنه فوجئ باتصال من مسئول كبير بالرئاسة يخبرنى بأنه فى طريقه إلى محافظة الشرقية ويريد منى أن أقوم بتجهيز جميع أعمال التأمين لمقر إقامة الهانم، فقلت له: هانم مين ومقر إيه فكرر لى طلبه بأن أوفر لقوات التأمين الموتوسيكلات والسيارات اللازمة لخدمة الهانم.
فقمت على الفور بتحويل المكالمة إلى مدير المكتب وأكدت أنه ليس من اختصاصى أن عمل شماشرجياً للهانم، ولملمت أوراقى وغادرت المكتب من تلك اللحظة.



 

اجمالي القراءات 5591
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق