الشيخ عماد سجد لله عندما بشرته زوجته أنه سيقتل برصاصة في صدره

اضيف الخبر في يوم السبت ١٧ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: جريدة التحرير


الشيخ عماد سجد لله عندما بشرته زوجته أنه سيقتل برصاصة في صدره


جنازة شهيد الازهر تصوير- عمر زهيرى

نال الشيخ عماد أمنيته وختم حياته بأجمل ما يتمناه مصلح اجتماعي وديني أن يموت شهيدا من أجل وطنه وبقيت أمنيته لا يبلغها الشهداء أن يتحقق ما ماتوا من أجله.

صلي العصر وخلع زي مشيخة الإفتاء وانطلق إلي حيث معتصمي مجلس الوزراء كما دأب أن يفعل منذ أول أيام ثورة ٢٥ يناير، كان حريصا ألا يحرج مؤسسة الإفتاء او ان تحسب مبادئه عليها ورفض ان يقف ليهاجم الازهر او دار الإفتاء ولاحتي بانتقاد وبدلا من ذلك كان يشارك بنفسه معز متظاهري التحرير حتي سقوط مبارك ورحيله واستمر طوال الشهور التاليه بنفس المنوال في الصباح يؤدي مهام عمله كأمين عام الفتوي وبعد العصر يتوجه الي حيث يمكن ان يستفيد منه الثوار بالرأي او المجهود أو اي شيء.

مساء الجمعه توفي الشيخ عماد عفت مدير إدارة الحساب بدار الإفتاء‏,‏ متأثرا بإصابته بطلق ناري أمام مجلس الوزراء وفتحت وفاته أبواب الغضب علي المجلس العسكري ومشيخة الإفتاء بعد أن ظهر ان الشيخ قتل بسلاح مندس وقف الي جانبه وسط المعتصمين واختار الشيخ ليقتله برصاصه نفذت من جانبه الأيمن وخرجت من جوار القلب كان المطلوب سقوط قتلي وكان نصيب الشيخ أن يكون واحدا منهم

وأكدت الزميلة الصحفية نشوي عبدالفتاح زوجة الشيخ عماد الدين عفت, عقب مصرعه أن زوجها ذهب إلي منطقة شارع مجلس الوزراء لمساندة المعتصمين ومنع أي اذي قد يصيبهم بالكلمة والتضامن معهم كما فعل دائما.

وذكرت أسرة الشيخ الشهيد نقلا عن شهود عيان كانوا بجواره أن بعض المندسين وسط الثوار بأسلحة نارية أطلقوا النار علي المعتصمين ليزداد الموقف اشتعالا.

كان الشيخ قد أفتي في وقت سابق بأن التصويت لفلول الوطني المنحل وجميع أعضاء مجلس الشعب السابقين يعد مخالفا للشرع وحراما‏ ما يثير شكوكا جديدة حول ظروف مقتل الشيخ الغامضة

الشيخ الشهيد من مواليد 1959م بمحافظة الجيزة، وحصل علي ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1991م، وليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1997م، ودبلومة الفقه الإسلامي العام من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر ودبلومة الشريعة الإسلامية من دار العلوم ومتزوج ولديه ولدان وبنتان أصغرهم إبراهيم وعمره ستة أشهر صحبه معه في رحلة الحج الأخيرة والتي دعا فيها الله بالشهاده فنالها لكن زوجته الصحفية نشوي اكدت بين دموعها رؤية رأتها له بأنه سيموت شهيدا برصاصة في صدره وعندما سردت له الرؤيا خر ساجدا لله شكرًا وظل يشكرها علي بشارة الشهادة.

عمل الشيخ عماد قبل توليه العمل بدار الإفتاء باحثا فقهيا بأكثر من جهة ثقافية ويحفظ القرآن وحاصل على إجازة بقراءاته العشر ودرس على فضيلة الشيخ على جمعة مفتى الجمهورية والشيخ سعيد الحبشى بالحرم المكى الشريف والمسجد القطرى بمكة المكرمة.

آخر الوظائف التى عمل بها مديرا لإدارة الحساب الشرعى بدار الإفتاء المصرية، وعضو لجنة الفتوى بها، بعد أن تولى رئيس الفتوى المكتوبة بالدار فى بداية تعيينه بأكتوبر 2003م.

ورغم علمه الواسع فقد رفض دائما أن يتحول إلي داعية تليفزيوني وسخر علمه لنفع وإرشاد الجماعات الصغيرة من الشباب ومسلمي أوربا وشرق آسيا وكان يتألم بشدة من تراجع مستوي الدعاة علي المنابر لدرجة أنه كان يصلي كل جمعة في مسجد مختلف ويعود متأذيا في كل مرة لانفصال الخطاب الديني عن مشاكل المجتمع ومحاولات إصلاحه.

وعقب إعلان وفاته بعد وصوله إلي القصر العيني الفرنساوي تضاربت الأقوال وظهرت بوادر انقسام بين تلامذة الشيخ وزملائه وظهر معارضي الشيخ علي جمعة الذين استفزهم بيان منسوب لدار الإفتاء المصرية، ذكر أن أمين الفتوى بها، توفى فى أحداث العنف أمام مجلس الوزراء إثر إصابته بطلقٍ نارى أثناء مروره بجوار القصر العيني.

بيان دار الإفتاء، أشار  أنها تحتسبه شهيدا عند الله ولا يعلمون سبب تواجده عند مجلس الوزراء، وطالبت دار الإفتاء بالتحقيق فى الوفاة وأسبابها، ولم يتبين لها بعد مصدر الرصاص الذى تسبب فى وفاته، وقالت دار الإفتاء إذا كان تواجده للتظاهر فهذا شأن يخصه.

لكن الأمور اشتعلت داخل القصر العيني مع ظهور إشاره علي صفحة الدكتور علي جمعة منسوبة لشاهد عيان بأن الشيخ قتل أثناء مروره مصادفة وسرعان ما نظم معارضي علي جمعه حملة هجوم وصلت مداها مع ظهور علي جمعه بنفسه ودخوله للثلاجة لإلقاء نظرة الوداع علي تلميذه والذي عقد قرانه بنفسه علي زوجته الأخيره وأوقف المعترضون الشيخ وطلبوا منه تفسيرا لما نسب للمشيخة وللشيخ فنفاها وسلم أسرة الشيخ نص البيان الذي أصدرته المشيخة وفيه يطالب بالقصاص وينفي رواية مرور الشهيد مصادفة

وقبل خروج جنازة الشهيد أصدر المفتي بيانا يطالب المسلمين والمصريين بالاحتشاد في مليونية لتوديع الشهيد ووصف من يتقاعس بأنه لا يحب مصر في تأكيد جديد لنفي ما نسب للشيخ والإفتاء.

وردا علي المحاولات الغامضه لطمس دور الشيخ إلي جانب الثوار، أصدرت أسرة الشيخ عماد بيانا اليوم، نعت فيه الشيخ إلى تلامذته ومحبيه مؤكدة أنها ستسعى لتحقيق ما خرج من أجله من أول يوم في فك أسر الوطن واستعادته، ومحاسبة المسئولين عن قتله.

اجمالي القراءات 4599
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق