عبد النبي فرج:المتحولون” رجالة ” حسني مبارك “فئران السفينة ” .. المثقفون نموذجا

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٤ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


عبد النبي فرج:المتحولون” رجالة ” حسني مبارك “فئران السفينة ” .. المثقفون نموذجا

 

ليس الغرض من كتابة هذه المقالة هو أسر الماضي أو التنكيل أو الانتقام أو الفضح ولكن الفكرة تكمن في أهمية إلقاء الضوء علي    منظومة الفساد حتى  لا ننسي ما تم في الماضي القريب ونقوم ببناء نظام علي غير أساس سليم يقوم فيه الفسدة والمجرمون في حق الشعب المصري بالطفو مرة أخري وممارسة نفس الفساد وإعادة الوجوه القبيحة لتتصدر المشهد . يجب تطهير الإعطاب التي صنعها نظام مبارك   لأن هذا الماضي هو فاعل جوهري في ما يصنع الآن في مصر الحاضر وبالطبع المستقبل ,  وهذا الموقف ليس استئصالا لأحد لأن من شارك في نظام مبارك خارج التاريخ بحكم السن فمعظم رجال مبارك القبيحين وصلوا إلي سن يجعل من الراحة فعلا طبيعيا وأنا هنا بالطبع لا أطلب من أحد أن يكف عن الإبداع ولكنني أتكلم عن أبواب المؤسسات الثقافية في مصر التي يقبض علي مقاليد الأمر فيها كبار السن والمجرمون كيف  يستقيم الأمر؟ إن رجال مبارك الذي نهبوا مصر وحولوها إلي مزرعة لهم يشردون وينكلون ويحرمون  ويدمرون بلا رقيب أو حسيب

. نظام مبارك يحلب في البقرة ويضخ في شرايين أتباعه حتى سال الدم من ضروعها, ولم يشعر رجال مبارك خاصة من المثقفين الذين هم بالضرورة ضمير الأمة ” بأن هذا السكوت جريمة وتاج عار يصم المثقف إلي الأبد بالخزي ولكن هيهات فقد ماتت ضمائرهم وصغر شأنهم وأصبحوا كيانا تافها تلعب به السلطة وتحركه أينما تريد حتى وصفهم  ”الوزير المتهم بسرقة الآثار فاروق حسني ” يوجد بلاغ مقدم من نورالدين عبدالصمد والصحفي  علي القماش يتهمان فاروق حسني بالتجارة في الآثار ومعلومات اكثر علي هذا الرابط

بأنهم في الزريبة  وهو يعلم أنه يضع يده في يد الجلاد ضد الشعب المصري ولكن هو لا يبالي , المهم هو التمركز حول ذاته الأنانية ليحصل علي الامتيازات من وزارة الثقافة ورغم ذلك لم أنزعج لأن هذا اختيار للسلطة  ومن حق المثقف أن يقف في المربع الذي يريده بشرط أن يتحمل تبعات اختياراته هذا قانون اللعبة الطبيعي , اخترت السلطة حقك , ولكن عليك أن تتحمل بشرف تبعات مواقفك المخزية , ولكن لأن المثقف مجال عمله وموهبته في اللغة التي يستطيع من خلالها أن يخرج من المطب حتى لو كان لا أحد يصدق ذلك كما انه الأكثر مكرا ودهاء بالإضافة إلي الإعلاميين فلا يريدون أن يتحملوا نتيجة نفاقهم وتدليسهم الرهيب لنظام الرئيس المخلوع  لا يريدون أن يتحملوا نتيجة فسادهم وتدمير اقوي جدار في مدنية الدولة وهو العدالة والحرية  والاستقامة والنباهة و الموهبة  والفرادة لصالح السطحية   وانعدام الموهبة ولصوص المال العام والمخبرين والمجرمين  ونجوم فترة مبارك الأكثر  سوادا في تاريخ مصر الحديثة فقد جاءوا نتيجة صفقة مع النظام المصري في أوائل التسعينات فمن هم ممثلو الكتيبة من البررة الذين خدموا تحت قيادة  فاروق عبد العزيز حسني الذي ولد في الإسكندرية عام 1938، كأبرز الوجوه الثقافية في مصر الذي حصل على بكالوريوس الفنون اختصاص ديكور من جامعة الإسكندرية سنة 1964.

تقلد عدة مناصب إدارية منها إدارته لقصر الأنفوشي الثقافي بالإسكندرية لمدة ست سنوات وأكاديمية الفنون المصرية بروما وقبلها كان ملحقا ثقافيا بالسفارة المصرية في باريس لمدة ثماني سنوات، وشغل منصب وزير الثقافة منذ سنة 1987.

يكفي أن نعلم  أن ميزانية وزارة الثقافة مليار ونصف  وعليك أن تقارن هذا المبلغ بالانجازات الشاحبة للوزارة في عشرين عاما , ولذلك معظم القيادات التي اختارها لتعاونه اتهم بعضها رسميا وبعضها لم يتم الكشف عنه بعد ، بين هؤلاء : محمد فوده , أيمن عبد المنعم، مدير مكتب وزير الثقافة، والمشرف على صندوق التنمية الثقافية، وحسين أحمد حسنين، مدير صندوق إنقاذ النوبة بوزارة الثقافة، وعبد الحميد قطب، مدير الشئون الفنية والهندسية بمكتب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بالسجن المشدد 10 سنوات لكل منهم، وتغريم الأول مبلغ 200 ألف جنيه ورد مبلغ 275 ألف جنيه، وتغريم الثاني 125 ألف جنيه، والثالث 500 ألف جنيه لاتهامهم بالتربح واستغلال النفوذ في الاستيلاء على الأموال المملوكة لجهة عملهم، والتي وصلت إلى 2.5 مليار جنيه، وذلك في القضية التي عرفت بقضية «رشوة وزارة الثقافة».

واعتمد الوزير في السيطرة علي المشهد الثقافي علي أعمده من الشعراء والروائيين والتشكيليين والصحفيين معدومي الموهبة

,وهناك صحفيين موهوبين ولكن تحولوا إلي أداة من أدوات السلطة   منهم الصحفي اليساري صلاح عيسي  الأكثر معارضة وعنفا ضد  ناصر والسادات ومبارك , أصبح الأكثر وداعة وتدجينا  تحت قيادة فاروق حسني والمدافع الأصلب في مواجهة منتقدي الوزير , ثم عاد حجازي من فرنسا ليتولي  جريدة إبداع بدلا من الراحل الرائع عبد القادر القط   وسمير سرحان بدلا من عز الدين إسماعيل وجابر عصفور للمركز القومي للترجمة وأخبار الأدب لصالح جمال الغيطاني  , ثم تكوين  لجان المجلس الاعلي التي ضمت

أكثر من 100 مثقف , لتبدأ أكبر عملية تزييف لوعي الشعب المصري  من دخول  معارك وهمية لإلهاء المثقفين عن مطلبهم الأساسي وهو الحرية   أو  خوض معارك لصالح النظام وليس لصالح الأمة وكل ذلك بسياسة العصا والجزرة و التي استخدمها المخبر المعتزل فاروق حسني بحنكة وذكاء ، فالجزرة موجودة وهو مال الشعب غنيمة للصوص والعصا أيضا موجودة فمن لا يرغب في التواطؤ  والمشاركة في الفساد يقابل من جمعية منتفعي النظام بالحذف والنفي والإقصاء وكأنك غير موجود  ولو كان ماركيز يكتب في مصر في عهد مبارك لا يمكن أن يكون له وجود فاعل بالمطلق إلا من نافذة العهر خاصة في وجود كتيبة من الصحفيين  من المبدعين الجدد الذي تحولوا إلي عصابة بعد تحالفهم مع السلطة القمعية في مصر بعد أن أصبحت أكثر شراسة  من الدولة في مواجهة أي كاتب حظه الكارثي أن يكون خارج دائرة المصالح والمفاسد  وبدأت ثورة 25 يناير وخرجت مصر الي النور فكان علي هؤلاء المجرمين أن يخرسوا ولكن كيف , وهم الأكثر دهاء فتحول كل هؤلاء بربطة المعلم الي ثوريين من طراز رفيع وأصبحوا يدبجون المقالات والتصريحات للصحف  وشهادات في المجلات عن دورهم في الثورة وكيف كانوا آباء روحيين ومظلة أمنه لهؤلاء الشباب   , الذي لم يتكلم حتى الآن عن دوره في الثورة هو الوزير المتهم بسرقة الآثار السيد فاروق حسني بحسب شهادة الأثري نور عبد الصمد ليس لأنه خجلان من دوره المظلم في تاريخ مصر بل لأنه فقط لم تتح له الفرصة لكي يتكلم عن أمجاده في دعم الثورة بالطبع وأعتقد أنه سيقول مثل بعض الفنانات أنه كان يلبس نقابا ويمارس دوره في النضال باعتباره متعففا عن الشهرة الزائلة أما حجازي فيكتب عن مآثره في جريدة الأهرام  في دعم الثورة وجابر عصفور يتتبع جرائم الحزب الوطني وكأنه لم يكن الذراع اليمني لفاروق حسني وقبل الوزارة علي جثث 300 شاب سقطوا برصاص الشرطة   وجمال الغيطاني كان يكتب في مجلة الشرطة وكم دبج المقالات مديحا للشرطة في عيدها ومارس اقسي درجات العنف والحذف في جريدة أخبار الأدب محتكرها لمصالحه الخاصة وأصبح ألان منشد للثورة وهدد بالاستقالة من لجنة القصة في المجلس الاعلي للثقافة مع أنه كان عضوا في تكية فاروق حسني وكان صديقة الصدوق الذي افتتح معه أخر معارضة ولكن هذا الفجر  الذي يفوح من الغيطاني ليس غريبا عليه فهو منذ كان شابا وهناك علامات استفهام عن صعوده العجيب  وكيف أنه ظل عاما17 رئيسا لتحرير أخبار الأدب حتي جعلها استثمارا خاصا لمصالحه مع   قبضايات الثقافة في مصر والعالم العربي

اجمالي القراءات 1307
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق