وثائق الجزيرة: السلطة عرضت التخلي عن أحياء بالقدس

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٣ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


وثائق الجزيرة: السلطة عرضت التخلي عن أحياء بالقدس

 

وثائق الجزيرة: السلطة عرضت التخلي عن أحياء بالقدس
  |  23-01-2011 23:43
مقالات متعلقة :


بدأت قناة "الجزيرة" الفضائية، اليوم الأحد، عرض وثائق بعنوان "كشف المستور"، قالت إنّ لديها نحو 1600 وثيقة تتحدث عن أسرار المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية خلال عشر سنوات.

وكشفت "الجزيرة" أنّ المفاوضين الفلسطينيين عرضوا التنازل عن الحي اليهودي، وحي الأرمن، وحي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة للكيان الصهيوني.

وقالت الوثائق، نقلاً عن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين: إنّ نسبة تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القدس المحتلة 1 إلى 50 لصالح إسرائيل، فيما رفضت إسرائيل الاتفاق بشأن القدس واعتبرتها جزءًا لا يتجزأ من خريطة إسرائيل.

وأظهرت محاضر جلسات المحادثات المتعلقة بما بات يُعرف بقضايا الوضع النهائي في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، أنّ مفاوضي السلطة قبلوا بأن تضم إسرائيل كل المستوطنات في القدس الشرقية باستثناء مستوطنة جبل أبوغنيم.

وبحسب محضر اجتماع بتاريخ 15 يونيو 2008 حضره مفاوضون أمريكيون وإسرائيليون، قال رئيس طاقم المفاوضات في السلطة الفلسطينية أحمد قريع: إنّ "هذا المقترح الأخير يمكن أن يساعد في عملية التبادل".

وأضاف: "اقترحنا أن تضم إسرائيل كل المستوطنات في القدس ما عدا جبل أبوغنيم (هارحوما)". ويتابع "هذه أول مرة في التاريخ نقدم فيها مقترحًا كهذا، وقد رفضنا أن نفعل ذلك في كامب ديفيد".

وقد مثَّل حديث قريع هذا خلاصة صريحة وواضحة لما عرضه -بالخرائط- الوفد الفلسطيني المفاوض برئاسته في الرابع من مايو 2008، وهو الاجتماع نفسه الذي قال فيه قريع للإسرائيليين إنّ هناك مصلحة مشتركة في الإبقاء على بعض المستوطنات.

وقد نحا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات نفس المنحى، عندما قال في اجتماع بتاريخ 21 أكتوبر 2009 مع المبعوث الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل، وفقًا لوثيقة سرية، "بالنسبة للمدينة القديمة فإنها تكون تحت السيادة الفلسطينية، ما عدا الحي اليهودي وجزء من الحي الأرمني".

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يظهر فيها التراجع الفلسطيني عن التمسك بالحي الأرمني، إذا ما قورن هذا الموقف بما تسرب من موقف للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في كامب ديفيد.

وحول الموقف من الحرم القدسي الشريف، يتابع عريقات قائلاً في الاجتماع نفسه: "الحرم يمكن تركه للنقاش. هناك طرق خلاقة، كتكوين هيئة أو لجنة، الحصول على تعهدات مثلاً بعدم الحفر".

وقد نال حي الشيخ جراح في القدس هو الآخر نصيبه من مسلسل التراجع الفلسطيني كما تُشير إليه الوثائق السرية.

فبشأنه يلمح قريع إلى إمكانية المساومة عندما يقول للجانب الإسرائيلي في أحد اللقاءات التفاوضية "في إطار تبادل الأراضي، بالنسبة لمنطقة في الشيخ جراح، لا بد أنّ أحصل على منطقة مكافئة".

وبحسب عريقات فإنّه في مقابل العروض الفلسطينية، رفض الإسرائيليون مناقشة القدس، الّتي تصر إسرائيل على أنها خارج دائرة التفاوض.

وتُؤكد ذلك وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في لقاء تم في الـ15 من يونيو 2008 مع قريع ووزيرة الخارجية الأمريكية إذ ذاك كوندوليزا رايس، قائلة: "أخبرنا الفلسطينيين أننا لن نعوضهم عن أي أرض هي جزء من إسرائيل"، قاصدة بذلك القدس الشرقية التي كانت تل أبيب قد أعلنت ضمها للسيادة الإسرائيلية.

وفي اجتماعات أخرى كانت ليفني تُصر على أنّ القدس "هي العاصمة الموحدة وغير المقسمة لإسرائيل والشعب اليهودي منذ 3007 سنوات"، وهو ما كان يثير احتجاجًا من قبل المفاوضين الفلسطينيين.

وخلال اجتماع عقده مع محامين من وحدة دعم المفاوضات في الخامس من مايو 2009 يرفض عريقات أي علاقة للأردن بالمدينة المقدسة، ويقول: "لا أريد أن تكون للأردن أي علاقة بالقدس".

وفي اجتماع آخر له بتاريخ 15 يناير 2010 مع ديفد هيل، نائب ميتشل، شدّد عريقات على أنّ "ما في تلك الورقة يمنحهم أكبر يوراشاليم في التاريخ اليهودي".

وبعد أن طالبه هيل بأن يكون "أكثر تحديدًا" يقول عريقات: "أنت تعرف الورقة؛ الورقة التي أعطيتها لدانيال، كتبها (الرئيس محمود عباس) أبو مازن بنفسه".

واقترحت رايس ـ وفقًا لمحضر اجتماع بتاريخ 29 يوليو 2008 مع قريع وعريقات ـ أنّ "تكون القدس مدينة مفتوحة. لا أريد للفلسطينيين أن ينتظروا إلى الأبد إجابة قد لا تأتي".

وأضافت رايس، فيما بعد: "1967 هو خط الأساس، ولكن إذا انتظرنا إلى أن تقرروا بخصوص السيادة على الحرم أو جبل الهيكل.. فإنّ أولاد أولادكم لن يتوصلوا إلى اتفاق. عندما يتعلق الأمر بالأماكن المقدسة، لا أحد سيجادل بشأن سيادة الآخر. اتركوها بدون حل".

وأشار عريقات في أحد الاجتماعات إلى أنّ التشديد على موضوع القدس هو قضية سياسية مرتبطة بالحرص على مستقبل وجود السلطة الفلسطينية.

ودشنت شبكة الجزيرة موقعًا جديدًا أطلقت عليه "كشاف الجزيرة"؛ مستهدفة إطلاع المهتمين على ما يدور في غرف السياسيين المغلقة أو ما يتاح من أسرار حول قصص الفساد ومواضيع انتهاك حقوق الإنسان، وغير ذلك.

وبدأت الشبكة اليوم كشف العديد من الوثائق المرتبطة بالمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، بادئة بالقدس، وفي اليوم الثاني اللاجئين ثم التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وفيما بعد الأسرار المرتبطة بالعدوان على غزة قبل سنتين، وتأجيل تقرير جولدستون ومواضع أخرى مهمة.
اجمالي القراءات 3108
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق