ثلاثة أسئلة

الثلاثاء ٠٧ - مايو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
البخيل وأنا أحد أصحابى من أثرياء بلدنا كان أشد الناس فى البخل ، وكان أيضا حلو اللسان لسناه يقطر سكر . وإذا جلس فى قعدة سيطر عليها بشخصيته وكلامه . لكن فى نفس الوقت بخيل جدا . أحد اقاربه سقط منزله وانقذوه واولاده وزوجته بصعوبة . وتبرع الجميع له عدا هذا الثرى البخيل . إمام المسجد ذهب اليه فى بيته ليتبرع لقريبه والغريب انه هو الذى وعظ شيخ المسجد . مات صاحبى البخيل فجأة ، ولم يحزن عليه أحد سواى . حضر جنازته اشخاص وكنت منهم . انا تعلمت منه معلومات كثيرة ، واستفدت من تجربته فى حياته . وكنت أحب الجلوس معه . وكان أيضا يعزّنى لأنى لا أطمع فى شىء منه ، ولأنى مستمع جيد لما يقوله . ما رأيك فى هذه الشخصية ؟ وهل أنا مخطىء فى علاقتى به ؟ السؤال الثانى : أنا على المعاش ، ومتابع لموقع أهل القرآن وقناتك على اليوتوب . إستفدت من علمكم الكثير . وخصوصا فى حالى الآن ، وأنا عندى مشاكل صحية وآلام ، وأستعين عليها بالصلاة والصبر . لكن فيه مشكلة مع الصلاة . احيانا بعد الوضوء اجلس لالتقاط أنفاسى بسبب الهبوط . وربما أجلس مدة طويلة حتى أصلى وانا جالس أو عندما اصلى كالمعتاد . ربنا سبحانه وتعالى يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) ) وأنا أفهمها على انه لا بد ان تكون الصلاة بعد الوضوء مباشرة . وساعات افكر فى هذا الموضوع وأنا أصلى وتأخذنى الأفكار عن الخشوع فى الصلاة . وساعات أحسّ أن صلاتى غير مقبولة . أرجو أن اجد عندك الاجابة . السؤال الثالث : انا استاذ جامعى وأقرأ لك ، وأستفيد مما تكتب . وشكرا على مقالك عن ( الجن ) فى سلسلة القاموس القرآنى. وهى سلسلة أضافت لى معلومات قرآنية خصوصا عن خلق الجن قبل آدم وعن برازخ السماوات والأرض وعن ابليس الذى أصبح من الجن وطرده الله تعالى من الملأ الأعلى . ولكن هناك إستسفار عن معنى كلمة يا معشر الجن والانس ؟ ما معنى معشر هنا وهل لها دلالة فى سياق العلاقة بين الجن والانس ؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

أولا : ما قاله رب العزة جل وعلا عن البخل والبخلاء هو قمّة الحكمة . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180 ) آل عمران ) .

2 ـ ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً (37) النساء ) .

3 ـ ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24) الحديد  ).

4 ـ ( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) الليل ).

ثانيا :

1 ـ البُخل من أسوأ صفات البشر . والبخيل لا خير فيه ، ولا خير فيه حتى لنفسه . وهناك مثل شعبى مصرى عن البخيل الحريص : ( يخاف من الفقر وهو عايش فيه ). وللجاحظ كتاب رائع هو ( البخلاء ) ذكر فيه نوادرهم .

2 ـ  وأروع ما قيل شعرا عن البخلاء ما قاله الشاعر الفيلسوف ابن الرومى :

يُقتّر عيسى على نفسه

وليس بباقٍ ولا خالدِ

فلو يستطيع لتقتيره

تَنفَّس من منخرٍ واحدِ

3 ـ أتذكر مسلسلا تليفزيونا رائعا هو(  البخيل وأنا ) من تأليف وبطولة الراحل فريد شوقى ، وقدم فيه صورة رأئعة لشخصية البخيل ، الذى حرم نفسه  أولاده ، ثم ترك أمواله يبعثرونها .

أخيرا :

انتهت علاقتك بهذا البخيل ، وبموته ما أغنى عنه ماله وما كسب . ترك بعده ذكرى سيئة .  لا تفكر فيه .

إجابة السؤال الثانى :

المرض من الأعذار فى العبادات ، والله جل وعلا لا يكلف نفسا إلا وسعها ، وهو جل وعلا يريد بنا اليُسر ولا يريد بنا العُسر ، وهو جل وعلا يريد أن يخفف عنا وخلق الانسان ضعيفا ، والله جل وعلا ما جعل علينا فى الدين من حرج . دع عنك كل هذه الوساوس فهى ألاعيب الشيطان ليشغلك عن الخشوع فى صلاتك .  

إجابة السؤال الثالث :

1 ـ كلمة ( معشر ) من المعاشرة والعشيرة ، والتى تفيد العلاقة الطيبة والمودة . نفهم هذا من قوله جل وعلا :

1 / 1 ـ ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19) النساء ) .

1 / 2  ـ ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) التوبة )

1 / 3 ـ ( يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13) الحج )

1 / 4  ـ ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ (214) الشعراء ).

1 / 5  ـ ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )  (22)  المجادلة ) .

2 ـ نلمح هذا فى الآيات التى وردت فى موضوع الجن ، وهى :

2 / 1 : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) الانعام  )

2 / 2 : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ (35) الرحمن ).

الخطاب هنا لمعشر الجن والانس الذين هم على دين واحد مخالف للاسلام ، وقد إستمتع بعضهم ببعض وغرتهم معا الحياة الدنيا . وسيجتمعون معا فى الجحيم .!



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 220
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4996
اجمالي القراءات : 53,906,667
تعليقات له : 5,350
تعليقات عليه : 14,655
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


تبرج الجاهلية : كيف كانت هيئة تبرج الجاه لية الاول ى الذي...

الجاهلية: ما معنى الجاه لية ، وهل لها صلة بالجه ل ؟ أم...

التواصل مع القرآنيين: سلام عليكم دكتور . لقد تأثرت بكم كثيرا و أنا...

ابن حلال وابن حرام: فى كلامن ا العاد ى نقول عن فلان انه ابن حرام...

الزكاة على الربح: سوالي لم اجد اجابة علية في كتاب الزكا ة ...

مسألة ميراث: توفيت جدتي رحمها الله وعندي أم وخال كيف يتم...

الاستيجما ( الوصمة ): ما هو تفسير القرا نى لي ضاهرة ال stigma أو الجرح...

المكاء والتصدية: ( وماكا ن صلاته م عند البيت إلا مكاء وتصدي ه ...

سداد الديون أولا: وفرت مبلغا من المال ولي من الأقا رب أبناء...

نزول المسيح: كانن ي قرات لك شئيا عن نزول عيسى ، فهل لك راي...

المحراب: • فيم ا يخص كلمة المحر اب, فشخصي ا لا أريد...

لا بد من القضاء: صلاةا لفجر فاتتن ي هل أقضيه امع ...

رهائن / رهينة : أعيش فى ولاية أمريك ية متهمة بالتع صب . ومن...

عن التوراة والقرآن: ( اتمني الاقي اجابه عند حضرتك خصوصا أن حضرتك...

الحج والعمرة: دكتور نا الفاض ل ستتوف ر لي باذن الله فرصة...

more