الثورة .. الأسباب و الظروف المحيطة

شادي طلعت Ýí 2011-06-10


تعددت أسباب الثورة المصرية و كثرت الآراء حولها فقد كانت حدثاً غير متوقع ، حتى أجهزة الأمن المصرية و التي كانت متوغلة في كل كبيرة و صغيرة عجزت عن رصد أحداثها أو حتى التنبوأ بها ، كما عجزت عن إكتشاف الحلول السريعة لثورة الشعب التي خرجت و لم تعد !

فيا ترى ما هو السبب الحقيقي لثورة 25 يناير ؟ و لماذا كان يوم 25 يناير هو بداية إنطلاق الثورة ؟ و من هم جنود الثورة اللذين تسببوا في إشعالها ؟

إن مصر كلمة من ثلاثة حروف و لكن لكل حرف معاني كثيرة ، يمكن شرح بعضها و لا يمكن شرح البعض الآخر فمصر في النهاية تمثل المصريين ، و المصريون إكتشفوا خلال ثورتهم التي بدأت يوم 25 يناير 2011 أنهم أصحاب جينات واحدة و عرفوا أن معادنهم ثمنية ، فقد قدم المصريون مدارس مختلفة خلال مراحل ثورتهم ، مدارس عديدة سيبحث فيها العلماء و سيدونون مخرجات تلك المدرسة حتى تستفيد منها البشرية في المستقبل و هذا ليس بغريب ، فمصر قد قدمت الحضارة الأولى و التي إنتشرت إلى جنبات العالم من قبل و هذا تاريخنا الذي كنا قد بدأنا في نسيانه .

و لكن....

لم يسمح المصريون لأنفسهم بنسيان تاريخهم حتى و إن كانوا يقبعون تحت قبضة ديكتاتورية حديدية و إنتفضوا و قالوا كلمتهم و كانت (( لا )) موجهة لكل الموبقات التي كادت تخفي الشخصية المصرية الحقيقية ، و ظهر المصريون مرة أخرى بعد عصر إضمحلال دام فترة طويلة و ها هم يقدمون حضارة جديدة إلى العالم .

و حتى نغوص في بحر الشخصية المصرية و ما قدمته خلال ثورة 25 يناير فإننا سنتوقف عند نقاط عده و سنمر بمراحل الثورة و سنبحث في أسبابها و في النهاية سنقف عند تعريف مختصر للشخصية المصرية :

و بداية تعالوا نذكر ما قدمته الثورة المصرية :

أولاً / فن ثقافة العمل الجماعي .

ثانياً / فن ثقافة فض النزاع السلمي .

ثالثاً / فن الإبداع في التعبير عن حب مصر .

رابعاً / الإعتزاز بالكرامة المصرية .

خامساً / مدرسة فن المواطنة متمثلة في الوحدة الوطنية بين كل الأديان و المعتقدات .

 

أما عن مراحل الثورة :

المرحلة الأولى / تتمثل في الأسباب و الظروف المحيطة التي أدت للثورة .

المرحلة الثانية / بداية الثورة من يوم 25 يناير حتى يوم 28 يناير 2011 .

المرحلة الثالثة / من يوم 29 يناير حتى يوم 1 فبراير 2011 .

المرحلة الرابعة / من يوم 2 فبراير حتى يوم 11 فبراير .

المرحلة الخامسة / مرحلة ما بعد الخلاص من حسني مبارك .

 

أسباب الثورة و الظروف المحيطة التي أدت إليها :

عاش المصريون في ظل حكم حسني مبارك في ظل حكم ديكتاتوري  ذو قبضة حديدية ، عززت الخوف و الرهبة من الإقتراب من ممارسة العمل السياسي سواء أكان حق أم واجب ! عاش المصريون مكرهون تحت ظل حالة الطوارئ و حكم مباحث أمن الدولة ، و إرتفعت قبضة وزارة الداخلية القمعية على كافة الوزارات و الكيانات بما فيها المؤسسة العسكرية ! فتعداد الموظفين في وزارة الداخلية بالإضافة إلى المجندين يتجاوز المليون شخص ! في حين أن الجيش المصري يقل عدده عن ذلك بكثير فهو لا يتجاوز أربعمائة و تسعون الف شخص ، و من خلال قوة القبضة الحديدية لوزارة الداخلية نستطيع أن نستشف  مدى العصر الظالم الذي عاشه المصريون طيلة 30 عاماً في ظل حكم الطاغية .

و لكن .. مصر طوال عهدها كانت ولادة و مهما تم تكميم الأفواه فيها فإن أرضها الطيبة لا تخلوا من وجود البعض اللذين كانوا يقولون كلمة حق حتى و إن كانوا سيدفعون حياتهم ثمناً لهذه الكلمة و ظل هؤلاء اللذين قالوا ((لا)) صامدون أمام النظام الفاسد ، و قد  كان لأحد هؤلاء و هو الدكتور / سعد الدين إبراهيم ، مواقف لطالما كشفت النظام البائد ، و قد كان الرجل  مقرباً من مبارك في بداية مرحلة توليه الرئاسة و كان أستاذاً لزوجتة السيدة / حاكمة القصر سوزان مبارك ، و قد خرج د. إبراهيم من القصر الرئاسي مغضوباً عليه بسبب مواقفه و مطالبته للطاغية بأن يطبق الديمقراطية ، و قام بتأسيس مركزه المعروف مركز إبن خلدون للدراسات الإنمائية ، هذا المركز الذي شوهه النظام و إتهمه إتهامات عديدة مثل الخيانة و العمالة ! و سخر لهدمه كافة وسائل إعلام الدولة ! و لكن على أي حال نستطيع القول أن هذا المركز إستطاع أن يقدم الكثير من التوعية بالديمقراطية و إستطاع نشر ثقافة حقوق الإنسان منذ بداية إنشاءه عام 1989 و حتى قيام الثورة عام 2011 ، و كان أهم ما قدمه هذا المركز هو كسر حاجز الخوف و الرقابة على الإنتخابات عام 1995 ، حيث أصدر تقريره و كشف عن التزوير الذي تمارسه الدولة ! و يحسب لمؤسس مركز إبن خلدون أنه كان أول من أعلن ترشحه لإنتخابات رئاسة الجمهورية عام 2005 ، إذ أن إعلانه شجع فيما بعد ثلاثة أشخاص ليعلنوا هم أيضاً ترشحهم لإنتخابات رئاسة الجمهورية و هم د. نوال السعداوي و محمد فريد حسنين و د. أيمن نور و كان ذلك خلال عام 2004 و هو عام فاصل في تاريخ الحياة السياسية المصرية إذ أنه في هذا العام ظهرت حركة كفاية أيضاً ، و التي كانت مطالبها لا للتمديد لمبارك و لا للتوريث لإبنه ! و حركة كفاية تعد علامة فارقة أيضاً في تاريخ الحياة السياسية في مصر إذ أنها ضمت القوى السياسية بإختلاف تياراتها التي لم تتحد يوم ما ! إلا أنها إتحدت على أهداف حركة كفاية ، و قد خرج بالتوازي مع هذه الحركة حزب كان جديداً أيضاً على الساحة السياسية و هو حزب الغد و الذي رأسه د. أيمن نور ، و هو الشخص الذي إتهم نهاية عام 2004 بتهمة تزوير توكيلات حزب الغد ! و الذي كان لحبسه صدى دولي واسع نظراً لمساندة القوى السياسية له في ذلك الوقت و نظراً لنشر قضيته دولياً عن طريق د. سعد الدين إبراهيم الذي سخر علاقاته الدولية لقضية أيمن نور، حتى إستطاع أن يلفت إنتباه المجتمع الدولي لقضية شخص سياسي إضهده النظام الحاكم في مصر ! و في تلك الفترة كان رئيس أمريكا هو جورج دبليو بوش ، و هو الشخص المعروف عنه أنه يكره الديكتاتورية و الديكتاتوريين ! و إذ به يعلن رفضه لحبس أيمن نور و يرسل وزيرة خارجية أمريكا في ذلك الوقت إلى مصر لتضغط على مبارك حتى يفرج عن أيمن نور ! و كان بوش في ذلك الوقت يعطي أوامر و لا يأخذ رأياً ! و كان مبارك أحد الحراس الآمنين للمصالح الأمريكية و الإسرائيلية ، و بالتالي فإنه كان ينفذ ما تطلبه أمريكا و قام بإعطاء أوامره و أفرج عن ايمن نور في اليوم رقم 44 مع أنه كان محبوساً لمدة 45 يوماً ، ثم طلبت أمريكا أن يكون سبتمبر 2009 تاريخ لإنتخابات رئاسية و ليس لإستفتاء رئاسي ! و بالطبع إلتزم مبارك و طلب من مجلس الشعب تعديل المادة 76 من الدستور ، و قام المجلس الذي كان يرأسه المضلل الكبير فتحي سرور بتفصيل ماده على مقاس جمال مبارك ، و لكنها لا تمنع أيمن نور من الترشح لتلك الإنتخابات ! و قام النظام الفاسد بإستخدام المؤسستين الدينيتين المسلمة و المسيحية لدعم مبارك في إنتخابات الرئاسة 2005 !

و قد كانت الأحداث تسير في إتجاه لم يكن بالسيئ ، حتى و إن كانت النتائج سيئة في تلك الفترة ! إذ أن كافة الأحداث كانت تمهد للثورة المصرية ، و بعد أن إنتصر مبارك في إنتخابات رئاسة الجمهورية 2005 ، بدأ نظامه الفاسد يرتب لإنتخابات مجلس الشعب 2005 أيضاً ، و هذه الإنتخابات كانت أيضاً علامة فارقة في الحياة السياسية المصرية ، إذ أن النظام الفاسد عقد إتفاقاً مع الإخوان المسلمين ، و زور الإنتخابات لصالحه و لصالح الإخوان المسلمين ، و أعطاهم 88 مقعد في مجلس الشعب ! و بعد تلك الإنتخابات نشرت قناة الجزيرة أن إبن الطاغية مبارك شوهد في البيت الأبيض ! و كانت زيارته غير معلنة ، إلا أنها كانت لتوصيل الرسالة التحذيرية لأمريكا ، و وضعهم أمام أحد خيارين إما الحزب الوطني الحاكم ،  و إما الإخوان المسلمين ! و من هنا تبينت أغراض الصفقة الغير شريفة بين نظام مبارك  و بين الإخوان المسلمين !

و في نهاية شهر مايو 2007 عقد الملتقى الثاني للديمقراطية و الإصلاح السياسي في الوطن العربي بالدوحة عاصمة دولة قطر و حضر من مصر 75 شخصاً من مختلف الإتجاهات ، و إنتهى هذا المؤتمر إلى الإعلان عن تأسيس المؤسسة العربية لدعم الديمقراطية ، و التي كانت تهدف إلى توفير الدعم المالي للمنظمات التي تعمل في مجال حقوق الإنسان في الوطن العربي ، و هنا ثار النظام المصري و أصبحت رموزه تعبث في كل ما هو إعلامي لرمي المؤتمر ، و من حضروه بالعمالة و أبشع الألفاظ ، و في يونيو من نفس العام 2007 عقد مؤتمر المعارضين في التشيك و الذي حضره الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ، و التقى خلاله بالدكتور / سعد الدين إبراهيم ، و طلب د. إبراهيم من الرئيس لأمريكي خلال المؤتمر بأن يضغط على الرئيس المصري حتى يطبق الديمقراطية عن طريق التلويح بقطع المعونة الأمريكية ، و بعد هذا اللقاء بأيام إذ بالكونجرس الأمريكي يتخذ قراراً بقطع المعونة الأمريكية عن مصر ، فإذا بالنظام المصري يلقي باللوم على الدكتور / سعد الدين إبراهيم و إذا بسيل من الدعاوى ترفع على الرجل من رموز النظام الحاكم تتهمه بالعمالة و التخابر و خلافه ! و هذا و إن دل فإنما يدل على أن النظام الحاكم كان يتشكل من جموع اللاموهوبين أو نصف الموهوبيين ! إذ أن قرار قطع المعونة عن مصر لا يستطيع الرئيس الأمريكي أن يتخذه في لحظة أو يوم أو إسبوع أو حتى شهر ، إنه قرار بحاجة إلى تقارير و أبحاث و بحاجة إلى أن يتخذ الكونجرس قراراً ، و من هنا يتضح لقارئ الفصل الأول للثورة المصرية مدى جهل النظام البائد !

في ظل تلك الأحداث كان النظام الفاسد يعطي الوعود للأمريكيين بأنه سيعطي المصريين الديمقراطية على جرعات لأن المصريون غير مؤهلين لممارسة الديمقراطية ! و كان من بين تلك المساحات السماح بحرية الإنترنت و الذي عن طريقه إستطاعت حركة 6 إبريل الظهور على السطح و بدأت دعوتها بالإنتفاضة على النظام بالظهور يوم 6 إبريل 2008 و قامت إنتفاضة مدينة المحلة الكبرى و التي أعلن فيها عمال المحلة عن غضبتهم و لم تستطع قوات أمن محافظة الغربية السيطرة على الموقف فإستعانت بقوات أمن محافظة المنوفية و كفر الشيخ فالإنتفاضة كانت قوية و مدوية ، و لكنها إنتهت بأن قام رئيس وزراء النظام الفاسد بتلبية طلبات عمال المحلة ! و لكنها كانت نذير بأن الشعب قد بدأ في الخروج عن صمته ، و لكن لا يفهم إلا العقلاء أما النظام البائد لم يكن يرى أو يقرأ إذ أن إنغماسه في ظلم و قهر الشعب المغلوب على أمره قد طمس قلبه و لم يعد يرى إلا مايريده  فقط !

و بدأ وجه النظام القبيح يظهر فيما بعد ، بعد نهاية حكم الجمهوريين في أمريكا و رحيل جورج دبليو بوش و تولي باراك أوباما ، و هو الرجل الذي أعطى وعداً بأنه لن يتدخل في شؤن أي دولة ! و كان اليوم التالي لفوز باراك أوباما على ماكين يوم لا ينسى في الحياة السياسية المصرية ففي ذلك اليوم تم حريق حزب الغد ! و ما كان هذا الحريق إلا إعلان عن وجه النظام القبيح ، و الذي كان يخشى إدارة جورج دبليو بوش ، و لكنه في عهد إدارة أوباما لم  يعد يخشى شيئاً ! و لا يبالي بأن يستخدم أساليب غير شريفه في سبيل بقائه ! و هذا و إن نم فإنما  كان ينم عن مدى دنائته و أنه لا يخجل من أن يعلم الشعب أنه كان يخشى من شخص و هو جورج دبليو بوش ! لقد أثبت نظام مبارك أنه لا يستحي و كما يقول المثل إن لم تستحي فإفعل ما شئت ، و قد فعل النظام البائد ما شاء و حرق حزب الغد !

إلا أن النشطاء السياسيين و الحقوقيين كانوا على مسارهم لم يحيدوا عنه حتى و إن تمت إختراقات الأمن لهم ! لقد كان لمنظمات المجتمع المدني دور كبير في نشر ثقافات حقوق الإنسان و الديمقراطية كما كان لها دور كبير في فضح أساليب التعذيب و القمع للشرطة و كان لمنظمة إتحاد المحامين دور في التدريب على وسائل فض المنازعات سلمياً .

لقد كان المجتمع المدني في مصر يعمل على إستحياء خوفاً من بطش مباحث أمن الدولة ، إلا أن الأخيرة كانت سعيدة بمساحة الحرية التي نالتها تلك المنظمات حتى يظهر للعالم أن مصر تتمتع بالديمقراطية ! و لكن كان هناك منظمات حقوقية إنطلقت إلى خارج مصر و أخص بالذكر المنظمات التابعة للحقوقيين اللذين غادروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، و منهم زعيم القرآنيين الدكتور / أحمد صبحي منصور و عائلته التي إستطاعت أن تنتشر بين المؤسسات الدولية الحقوقية ، و إستطاعت أن تفرض مناقشة قضية الديمقراطية في مصر على عدة أصعدة ، ثم توالت فيما بعد أسماء حقوقيين آخرين و منظمات إنتقلت أيضاً إلى أمريكا لتخاطب المؤسسات العديدة هناك و كانت نذير شؤم على مبارك في آخر زياراته لأمريكا عام 2010 ، عندما وضعوا صورة للشهيد خالد سعيد أمام فندق فورسيزون الذي كان يقيم فيه مبارك و أعوانه ، بشارع جورج تاون بالعاصمة الأمريكية واشنطن ، و إستطاعوا من خلال هذا العمل إستفزاز مبارك و الذي طالب من رجاله التصرف تجاه الصورة و تجاه المتظاهرين ضده ، فإذا بالبوليس الأمريكي يعتذر لهم و يخبرهم بأنه لا يستطيع أن يقمع أو يمنع الناس لأجل آرائهم ! و لهذا معنى كبير و لكن مبارك و أعوانه لم يفهموا المعنى ، إلا بعد يوم 25 يناير .

و منذ عام 2005 بدأ الإعلام المرئي عبر الفضائيات في التعبير عن الناس عن طريق مساحات من الحرية المتفق عليها أمنياً ! كما بدأت بعض الصحف في الظهور و الجديث من خلال مساحات أكبر من الحرية مثل المصري اليوم و الدستور ، و قد يتساءل شخص .. لماذا سمح النظام البائد بهذه المساحات من الحرية ؟ و هو سؤال وجيه و إجابته أن مساحات الحرية تلك كانت تمتص من غضب الناس و تشعرهم بالراحة عندما يقرأون أو يسمعون نقد أو لوم لأي مسؤل ! كما أن مساحات الحرية تلك كانت تظهر حالات إنسانية صعبة كانت تجعل الطبقات المعدمة تشعر بالرضا كلما رأت حالات معدمة أكثر منها ! و لم ينتبه النظام إلى أن لكل ظلم نهاية و أن الصمت لن يطول و أن الجهاد بالقلب سينتهي و سيأتي جهاد باللسان قبل اليد .

و قد كانت إنتخابات مجلس الشعب 2010 هي نهاية النظام البائد و التي تم فيها التزوير بكل بشاعة و تم تنحية المعارضة و لأول مرة في تاريخ الحياة السياسية كان يمكن للناس لأن تأتي بنتيجة الفائزين من كونترول أحمد عز ! و الذي كان يريد أن يضمن وصول السلطة إلى جمال مبارك و من بعد جمال مبارك يكون هو أحمد عز الرئيس القادم !

 

هذه كانت لمحة عن بعض أسباب الثورة و لكنها ليست جامعة بل موجزة ، و كم نتمنى الخير لأمتنا فإننا نرجوا أن يعي الدرس أي حاكم آخر قادم .

 

و على الله قصد السبيل

شادي طلعت

اجمالي القراءات 11270

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-11-20
مقالات منشورة : 309
اجمالي القراءات : 3,633,699
تعليقات له : 79
تعليقات عليه : 228
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt