شريف هادي Ýí 2009-05-14
لقد قررت عدم الكتابة أكثر في موضوع الشهادة في الإسلام ، وقد كتبت عدة مقالات فيها رأيي وعقيدتي وما أحب أن ألقى الله عليه ، فأنا أشهد بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد بأن محمدا عبد الله ورسوله .
ولكن تلقيت سؤالا من إبنتي داليا سامي تسألني وتلح علي في السؤال لأكتب لها الإجابة – من وجهة نظري طبعا – ولذلك قررت أن أكتب هذا البحث في الرد على سؤالها.
السؤال: ولكن موضوع التشهد محير بالنسبة لى فالتشهد الحالي ان كان متواترا بدون اى خطأ كما هي الصلاة ولكن نجدة ذكر للرس&aelول محمد وذريتة والخليل ابراهيم وذريتة والدعاء لهما ولذريتهما والسلام عليهم وعلى عباد الله الصالحين وووو .. حتي اجد كما لو ان التشهد الحالى اشبة بدعاء جميل لانبياء الله ولكنة ليس صلاة لنتقرب بها الى الله او ذكرة وحدة (واقم الصلاة لذكري ) !! فتارة اقولة وتارة اذكر اية التشهد وارجع ارتبك فاذكرهما معا واطلب من الله ان يهدينا سواء السبيل ... فاتمني ان نري رايك فى هذة المسالة؟
نقول بعد حمد الله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى
أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالصلاة فقال "واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين" البقرة43 ، وجعل لها أوقاتا معلومة فقال "ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا"النساء103 ، وجعل لأدائها طقوسا فقال "يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون" المائدة6 ، وجعل لها قبلة فقال "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون" البقرة144.
ومما جعل الناس في حيرة من أمرهم أن الله قد فصل الوضوء والتيمم ، كما عرض القبلة وأمر بالصلاة إلا أنه سبحانه لم يذكر لنا في القرآن أوقاتها أو كيفية أدائها ، وقد تسائل الناس ما العلة من ذلك ، بل وأصبح السؤال المكرر لكل من أراد أن يأخذ بالقرآن مصدرا وحيدا للتشريع : كيف تصلي من القرآن؟ وما هي أوقات الصلاة من القرآن؟
والحقيقة أنني وغيري كثيرون أجهدنا أنفسنا في إستخلاص إجابة من القرآن لهذه الإسئلة ، ورغم الجهد المحمود من الكثيرين من الاخوة لوضع إجابات منطقية ، يصبح السؤال قائما وهل عجز رب العزة سبحانه أن يضع إجابة فاصلة وآية صريحة كآية الوضوء يشرح فيها كيفية الصلاة وأقواتها وهي على هذه الدرجة من الأهمية؟
ولكن بعد فترة تأمل وتدبر للقرآن إمتثالا لأمر الله تعالى "افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها" محمد24 ، توصلت بفضله تعالى للدراسة التي سأضعها بين أيديكم مؤكدا على أنها عمل بشري يحتمل الصواب والخطأ ، نحمد الله على الصواب ونستغفره فيما مالت به نفوسنا من خطأ
أولا: نقر بأن سؤالنا هذا للتدبر والنظر وليس لرد الأمر على رب العزة سبحانه وتعالى فهو سبحانه لا يسأل عما يفعل ونحن مسئولون (لا يسال عما يفعل وهم يسالون)
ثانيا: الصلاة هي العبادة التي أحاطت بكل العبادات ، ففي التوجه للقبلة حج معنوي وإتبان نفسي ، وفي الوقت المضروب لها زكاة وصيام ، والصلاة ذكر لقوله تعالى "انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري" طه14 ، وهي طلب الله من كل الأنبياء والمرسلين ومن كل الأمم ، وهي على هذا النحو أهم عبادة فرضها الله على خلقه ، ولما كانت العبادة – أي عبادة – تستمد قدسيتها من قدسية المعبود بها والمصرفة إليه ، فإن الصلاة لا تؤدى إلا بالخشوع الواجب مع إستحضار القلب بالكلية وترك مباهج الحياة وإنشغال القلب بالكدريات الدنوية ، مع إستغراق حالة الرهبة لكيان المصلي تلك الرهبة التي تفتح باب السكينة والخشوع المؤدي للطمأنينة ، فيتم بذلك كمال وظائف الإنسان من جوارح بحالات القيام والركوع والسجود وقلب بحالة الرهبة والخشوع وروح بحالة الطمئنينة والسكون .
لذلك نهى الله سبحانه عن قرب الصالة حالة السكر في قوله "يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون..." الآية النساء43 ، والسكر هنا ليس فقط سكر الخمر ولكن حالة الانشغال بكدرات الحياة إنشغالا لا ينفع معه إستحضارا لهيئة الصلاة على الصورة السابقة وهو مفهوم السكر في قوله تعالى "...وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" الحج2
فعبادة هذا حالها لا يكفيها وصفا من الله لها في القرآن ، لأن الكلام مهما كان مؤثرا على الورق يفتقد للروح والحياة ، ولكن هذه العبادة تحتاج للرسول بأمر من رب العزة أن يؤديها وفقا لمقصود رب العزة منها ، حركات وقول وهيئة أداء فيتعلمها منه المسلمون ويشاهدونه في درجة خشوعه وإستغراق الصلاة بالكلية له ولكينونته ، مع تعلمهم لحركات البدن وأقوال اللسان ، فيأتي تعلمهم لها (جوارح وقلب وروح) على النحو الذي شرحناه آنفا ، وطبعا ليس هناك أفضل من رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة السلام ، ليكون مثالا يحتذى في كيفية الصلاة وأوقاتها وأركانها وهيئتها والخشوع الواجب لها .
فأداها عليه الصلاة والسلام تنفيذا لأمر الله وبصفته (أول المسلمين) تطبيقا وإلتزاما بالأوامر والنواهي الموجودة في كتاب الله القرآن لقوله سبحانه وتعالى "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين(162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين(163)"[سورة الأنعام] ، فكانت تلكم الآيات الكريمة هي أول دليل من القرآن على وجوب أخذ صفة الصلاة بأوقاتها وأشكالها من الرسول عليه الصلاة والسلام ، ذلك لأن صلاته لله رب العالمين ، وهو أول المسلمين ، فوجب على ثانيهم وثالثهم وهلم جر إتباع أولهم في صفة الصلاة والنسك الذي يؤديه لله بصفته أولهم ، كما أن الله تعالى قال (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم) البقرة128 ، وهوفي حق إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ، فتكون المناسك بالرؤيا ، وليست بالنص ، والصلاة نسك ، فكانت بمشاهدة المسلمين لرسولهم وهو يؤديها ، وقد أداها وفقا لرؤيته لها على النحو الذي أراده رب العزة سبحانه وتعالى رؤية لا تحتمل جهالة أو زيغ ، فكان أدائنا مثل ما فعله الرسول.
ثالثا: جاء الدليل الثاني من القرآن في بيان رب العزة سبحانه أن لكل أمة من الأمم الثلاثة الباقية بكتبهم حتى يوم الدين (يوم القيامة) وهي التوراتية والإنجيلية والقرآنية ، شرعة ومنهاجا ، في قوله سبحانه وتعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) ، فعرفنا أن هناك فرق جوهري بين الشرعة والمنهاج ، فدققنا النظر فوجدنا الآيات السابقة تتكلم عن (التوراة) و (النبيون) ، وعن (الإنجيل) و (عيسى) ، وعن (القرآن) و (محمد) عليهم جميعا السلام ، فكان نسب الشرعة للكتاب لأنها النص ، ونسب المنهاج للرسول لأنه الأداء ، فكان دليل أضافي من القرآن على وجوب إتباع الرسول في كيفية أداء الصلاة والنسك.
لا مانع هنا أن يكون أداء الرسول للصلاة جاء على نفس الشكل الذي كان يؤدي بها إبراهيم عليه السلام صلاته ، فإن في ذلك تكريم للرسول عليه السلام وتشريف لأمته أن تتبع مناسك إبراهيم عليه السلام بل هو الأقرب للفهم لأننا نؤدي الحج حتى الآن تنفيذا لآذان إبراهيم عليه السلام ودعاءه لنا بالحج لقوله تعالى" واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق" الحج27 ، فيكون الأقرب والأصوب أن تكون حركات صلاتنا متطابقة مع حركات صلاة إبراهيم عليه السلام ، وأن يكون الكلام متماثل وليس متطابق ذلك أن القرآن نزل على محمد ولم ينزل على إبراهيم وإن كان لديه وحي مماثل لقوله تعالى " ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك ان ربك لذو مغفرة وذو عقاب اليم"فصلت43 ، ففاتحة الكتاب مثلا تبدأ بالبسملة ثم الحمد والتقديس والاعتراف بأنه سبحانه مالك يوم الدين والتسليم بعبادته والاستعانة به ثم الدعوة للهداية ، وهو ذلك نفسه منطقيا في صلاة إبراهيم عليه السلام ، كما نؤكد على الانقطاع التاريخي بين صفة صلاة إبراهيم عليه السلام وصفة صلاة محمد عليه السلام رغم التسليم بتطابقهما لإعتبار النص القرآني " وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون"الأنفال35 ، وأسلوب الحصر بـ (ما وإلا ) يجعلنا نتصور ضياع صفة الصلاة الصحيحة عند البيت منذ أدخلت عبادة الأصنام للبيت الحرام على زمن قصي بن كلاب على ما أتذكر ، حتى أعاد هيئتها محمد عليه السلام.
رابعا: يمكن للمسلم الذي يأخذ بالقرآن وحده مصدرا للتشريع فهم كل الأوامر القرآنية بإتباع وطاعة الرسول من منظور (الشرعة والمنهاج) فيقبل الأفعال المتواترة للرسول وهو الأقرب للصواب والسلامة في الدين .
خامسا: كيف نستطيع وضع جدول للمنهاج ، ونقول أن هذا هو منهاج الرسول ؟ الموضوع ببساطة ننظر إلي ما وصل إلينا بالتواتر الصحيح غير المنقطع أداءا من عوام المسلمين ، بدأ من فعل الرسول وحتى وقتنا هذا ، لا نحتاج في تعلمه أو أداءه إلي نص الحديث ، بل والحقيقة أن أي إختلاف ظهر هو بعد ظهور ما يسمى بالحديث والذي أراد تكريس الاختلاف في الدين كله وحتى القرآن الكريم الذي لم يسلم من أحاديث تتدعي بزيادته أو نقصانه والصلاة التي لم تسلم من أحاديث توقع الحيرة في طريقة أداءها ، وقد تم تعريف التواتر بأنه ما يصلنا عن جماعة من الصحابة ثم جماعة من التابعين ثم تابعوا التابعين وهكذا ، وعندي التواتر هو ما وصلنا عن كل الأجيال وحاز إجماعا لا خلاف عليه ، وقد يكون في النص ، والنص الوحيد المتواتر وصولا عن كل الصحابة عن كل التابعين وعن كل تابعوا التابعين وهكذا الي اليوم هو النص القرآني ، أما الأفعال التي وصلتنا بهذه الطريقة فهي مناسك رسول الله وعلى رأسها الصلاة ، فقاعدة التواتر مشتركة بين النص القرآني والصلاة.
والعجيب أن بعض من يأخذون بالقرآن وكفى ، يقبلون القرآن الكريم ويرفضون الصلوات الخمس ، ويقولون لا دليل عليها من القرآن ، مع أنها تشترك مع القرآن في دليل صحته وهو التواتر الذي وصلنا به تواترا شاهدا على الحفظ الذي لا يكون معه تحريف ولا يقبل معه جهالة ، وبنظرة تاريخية نجد أن المسلمين الأوائل إختلفوا بما كان مقدرا في علم الله ، إختلافا أدى بهم للحرب والاقتتال وأوقع مئات الآلاف من القتلى في الجانبين ، ومع ذلك فقد عظم كلا المعسكرين نفس الكتاب (القرآن) ولما دارت الدوائر على معسكر معاوية إستنجد برفع المصحف على أسنة الرماح ، فما كان من معسكر علي إلا تعظيم المصحف ووضع السلاح والقبول بخدعة التحكيم ، وهذه الحوادث التاريخية تأكد حقيقتين الأولى حقيقة تواتر المصحف حفظا والثانية تؤكد كذب جميع الروايات في الكتب الحديث عن طريقة جمع القرآن وتدوينه ، وعن وجود مصحف خاص بعلي بن أبي طالب ، كان يضعه على بغلة ويمشي به في طرقات المدينة ولم يقبله منه أبو بكر أو عمر لأن هذه القصة المزيفة لو كانت صحيحة ، لرفض معسكر علي نسخة المصحف بيد معسكر معاوية على أنها ليست الصحيحة أو المعتمدة أو أن فيها تحريف ، ولكن هذا لم يحدث بما يدحض كل الروايات التاريخية عن كذبة جمع القرآن وكيف تم هضم حق علي بن أبي طالب في المشاركة ورفض نسخة المصحف التي تحت يديه ، لأنه لو كان ذلك كذلك ما قبل علي ومعسكره التحكيم على مصحف يعتقدون بعدم صحته.
وكذلك الصلاة فمع إختلاف الفريقين وحربهم فإن كل معسكر كان يصلي بنفس الطريقة التي يصلي بها أصحاب المعسكر الثاني بدون أي إختلاف بينهم في طريقة رفع الآذان أو أداء الصلوات أو عددها أو مواقيتها ، وما حدث خلاف مطلقا في ذلك حتى عصر التدوين وظهور البخاري وكتب الحديث والتي كرست للإختلافات ، ولكن والحمد لله فإن أحدا لم يتعلم الصلاة من البخاري أو مسلم أو البيهقي أو الترمذي أو مسند أحمد أو سنن أبو داود أو ابن ماجه وغيرهم ، ولكنه يتعلم الصلاة بعفوية ويسر ممن سبقه في أداءها وكما قلنا سلسلة ذهبية وكابرا عن كابر يقف المسلم اليوم يصليها وتنتهي هذه السلسلة برسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
قلت (اختلفوا بما كان مقدرا في علم الله) ذلك لأن إختلاف الأتباع يكون أحد الأسباب المباشرة لانقطاع التواتر لأن أحدهم سيرفض أن يتبع ما عليه الآخر ، ولكن في حالة إختلاف المسلمين الأوائل لم يحدث إنقطاعا للتواتر بل تأكيدا عليه من كلا المعسكرين بما يؤكد صحة النص القرآني وصحة نهج الأداء في العبادات والنسك التي أمرنا الله بأدائها وعلى رأسها الصلاة
سادسا: كل ما مضى شرحه كان مقدمة ضرورية للتأكيد على صحة وصول الصلاة إلينا تواترا صحيحا مماثلا لتواتر وصول القرآن لنا ، ومن أهم شروط قبول العبادة المتواترة هو قبولها بالكلية دون تعديل أو تحريف ، فلا يمكن أن أقول جاءنا القرآن كله متواترا ومقبولا إلا آية كما فعل رشاد خليفة ، لأن الاستثناء يهدم الأصل ، فرفضه للآية 128 من سورة التوبة رغم أنه يسري عليها ما يسري على القرآن من تواتر يهدم فكرة التواتر كأصل لقبول النص كما ينفي صحة النص نفسه وفي ذلك هدم للدين كله ، كذلك بالنسبة للصلاة لو قبلت الصلاة تواترا ثم قلت ولكن أرفض التشهد داخل الصلاة رغم أن التشهد جاء متواترا مع الصلاة تواتر الصلاة نفسها فهذا معناه أنه يجب علي أن أبحث عن أصل آخر للصلاة غير التواتر أو أن أقول بعدم صحتها بالكلية ويمكن التغيير في شكل أداءها أو إجتهاد كل منا في طريقة أداء الصلاة وعددها وهنا نكون فعلا قد هدمنا الركن كله ، استغفر الله العظيم .
فلو أعيانا البحث عن وجود أصل أو أساس آخر لوصول الصلاة إلينا غير التواتر فيجب قبولها كما هي بما فيها التشهد بصيغته والصلاة الإبراهيمية
شبهات حول التشهد:
أولا: يقول الرافضين للتشهد بصيغته الحالة أن أحد أسباب رفضهم هو كثرة الروايات وإختلافها حول نصوص التشهد بما يلقي الشبهات حول صحتها جميعا ، فهناك ستة صيغ مختلفة بروايات مختلفة على النحو التالي:
1- (التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) يقول ابن مسعود : وهو بين ظهرانينا فلما قبض قلنا السلام على النبي . رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود
2- (التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله ، السلام على النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) أخرجه ابن أبي شيبه والبيهقي عن عائشة بسند صحيح
3- (التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله [2] ) رواه مسلم وأبوعوانه عن ابن عباس
4- (التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لهوأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) رواه أبوداود والدار قطني وصححه عن ابن عمر
5- (التحيات الطيبات والصلوات لله ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباده الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) رواه مسلم وأبوعوانه عن أبي موسى الأشعري
6- (التحيات لله الزاكيات لله الطيبات لله ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباده الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) رواه مالك والبيهقي بسند صحيح عن عمر بن الخطاب
وكذلك لم تسلم الصلاة الإبراهيمية من كثرة الصيغ والروايات ، فقالوا من الأولى أسقاط كل الروايات والقبول فقط بالآية 18 من سورة آل عمران ، والتي في الشهادة بوحدانية الله من الله وملائكته وأولوا العلم.
ونقول لهم في الرد على هذه الشبهة من أوجه أولها أننا لم نأخذ بصيغة التشهد من الروايات ولكننا أخذناها ضمن الأداء الذي تعلمناه كابرا عن كابر في سلسلة ذهبية تنتهي بالرسول عليه الصلاة والسلام ، فعندما تعلم أحدنا الصلاة من أبيه لم يقل له أبوه هذه كيفية الصلاة وعليك بالرجوع لكتب الحديث لتأخذ صيغة التشهد ، ولكنه علمها له كل واحد ، فلا يؤثر وجود روايات كثيرة عن هذه الصيغة في كتب الحديث طالما أنها ليست معتمده في تعلم فرض الصلاة بالكلية بما فيه صيغة التشهد.
وثاني الأوجه حدث مع القرآن نفسه في الروايات من إختلاف حول جمعه وترتيبه ، فهل نرفض القرآن كله للاختلاف حول جمع القرآن بما يلقي بالشك على القرآن نفسه ، فالروايات حول تاريخ جمع القرآن تلقي بظلال الشك حول القرآن نفسه.
فقد قيل أن أول مَن حاول جمع القرآن علي بن أبي طالب . بعد بيعة أبي بكر قعد في بيته . فقيل لأبي بكر : كره بيعتك ! فأرسل إليه فقال : أكرهتَ بيعتي ؟ قال : لا واللهِ ! قال : ما أقعدك عني ؟ قال : رأيتُ كتاب الله يُزاد فيه فحدّثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلاّ لصلاة حتى أجمعه . قال له أبو بكر : فإنك نِعم ما رأيت ! – هذا حديث محمد بن سيرين عن عكرمة . وقيل جمع علي القرآن كما أُنزِل الأول فالأول ، بحسب تاريخ نزوله . وأخرجه ابن أشته في (المصاحف) من وجه آخر عن ابن سيرين أنه كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ.
ويُرجع أهل السنة الفضل في جمع القرآن لأبي بكر الصديق . "أخرج ابن أبي داود في (المصاحف) بسند حسن عن عبد خير قال : "سمعت عليًّا يقول : أعظم الناس في المصاحف أجرًا أبو بكر . رحمة الله على أبي بكر هو أول مَن جمع كتاب الله" ! لكن ابن أبي داود ينقل أيضا الحديث المناقض لابن سيرين عن عكرمة أن عليًّا كان أول من جمع القرآن.
"وأخرج ابن أبي داود من طريق الحسن أن عمر بن الخطاب سأل عن آية في كتاب الله فقيل : كانت مع فلان قُتل يوم اليمامة . فقال : إنّا لله ! وأمر بجمع القرآن فكان أول مَن جمعه في المصحف" . يفسّره السيوطي : "المراد بقوله (فكان أول مَن جمعه) أي أشار لجمعه".
وهكذا ينسبون الأولية في جمع القرآن الى كلٍّ من الخلفاء الراشدين الأربعة .
لكن لم يكن لهم في مهام خلافتهم متّسع من الوقت للاهتمام شخصيا بجمعه . لذلك أخرج ابن اشته في كتاب (المصاحف) عن ابن بريدة قال : "أول من جمع القرآن في مِصحف سالم ، مولى أبي حذيفة ، أقسم لا يرتدي برداء حتى يجمعه فجمعه . ثم ائتمروا ما يسمونه . فقال بعضهم سمّوه : السفر . قال ؛ ذلك تسمية اليهود ، فكرهوه ، فقال : رأيتُ مثله في الحبشة يُسمى المصحف ، فاجتمع رأيهم على أن يسموه المصحف" . فسّره السيوطي : "وهو مجمول على أنه كان أحد الجامعين بأمر أبي بكر".
لاحظ الاختلافات وكثرة الاحتمالات في قصة جمع القرآن .
والحديث المعتمد عن صحيح البخاري أن أبا بكر الصديق ، بإشارة عمر ، أمر زيد بن ثابت في جمع القرآن ؛ "فتتبعت القرآن أجمعه من العُسب واللخاف وصدور الرجال ... فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر حياته ، ثم عند حفصة بنت عمر". فيكون زيد بن ثابت هو أول جامع للقرآن . والشبهة الكبرى في ذلك أن زيدا ، على حياة النبي ، لم يكن قد بلغ الحلم بعد .
2 – وذكروا أيضا أنّ أمهات المؤمنين ، أزواج النبي ، قد حاولن هنّ أيضا جمع القرآن .
فذكروا أن عمر بن رافع ، مولى حفصة ، بنت عمر وزوج النبي ، جمع لها مصحفا ، عُرف باسمها . وهذا يُلقي شبهة أخرى على الصحف التي جمعها زيد بأمر أبي بكر وعمر ، "فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر حياته ، ثم عند حفصة بنت عمر" كما نقل البخاري من حديث زيد بن ثابت .
وذكروا أيضا أن أبا يونس ، مولى عائشة ، بنت أبي بكر وزوج النبي المفضّلة ، جمع لها مصحفا عُرف أيضا باسمها . وقد روى عروة بن الزبير حديثا عن عائشة : "إن سورة الأحزاب كانت تُقرأ في زمن النبي مئتي آية . فلما كتب عثمان المصاحف لم نُقدر منها إلاّ ما هو الآن" ، أي (73 آية) . وروي عن حميدة بنت أبي أوس قالت : "قرأ عليَّ أبي ، وهو ابن ثمانين ، في مصحف عائشة : (يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا – وعلى الذين في الصفوف الأولى) ، وذلك قبل أن يغيّر عثمان المصاحف " .
فعليُّ يشهد بأن كتاب الله يُزاد فيه ؛ وعائشة تشهد بأن عثمان غيّر المصاحف .
فهناك تيّار ينسب جمع القرآن الى كل من الخلفاء الراشدين . وهناك تيار ينسبه الى موالي أمهات المؤمنين .
3 – وهناك تيار ثالث ينسب مصاحف أخرى لأئمة القراء الذين أوصى بهم النبي : مصحف عبد الله بن مسعود ، ومصحف أُبي بن كعب ، ومصحف معاذ ، ومصحف سالم ، مولى حذيفة . وأشهرهما مصحف ابن مسعود ، ومصحف أُبي . "وإن المصحفين ظلاّ موجودين يُقرأان إلى ما بعد عثمان بمدة طويلة ، وإن ترتيب سور كل منهما مغاير لترتيب الآخر من جهة ، ومغاير لترتيب المصحف العثماني من جهة أخرى . وإن في أحدهما زيادة ، وفي أحدهما نقص ".فلم تكن الفاتحة ، ولا خاتمة القرآن (المعوذتان) في مصحف ابن مسعود ، وكان يحكهما ويقول ؛ إنهما ليستا من كتاب الله. فابن مسعود يشهد بأن ( الفاتحة ) ليست من القرآن .
وفي مصحف أُبي ، كانت سورة اسمها " الحفد " وأخرى اسمها " الخلع " وكان عليّ يعلّمهما الناس ، وعمر بن الخطاب يُصلّي بهما . وقد أسقطهما عثمان في الجمع الأخير.
4 – وهذا هو الواقع القائم بين هذه التيارات : كان الناس في الأقطار يقرأون القرآن بقراءَة القرّاء المختلفة . روى ابن الأثير (86:3) أن الأمة قبل عثمان كانت تقرأ القرآن في أربع نسخ مختلفة : نسخة أُبي في دمشق ، ونسخة المقداد في حمص ، ونسخة ابن مسعود في الكوفة ، ونسخة الأشعري في البصرة . وممّا يدل على اختلافها البعيد اقتتال أهل الشام وأهل العراق في معارك أذربيجان ، بسبب قراءاتهم المختلفة للقرآن الواحد . وهذا ما أفزع القائد حذيفة (وكان مولاه سالم قد جمع له قرآنا) ففزع الى عثمان بن عفان يحرّضه على توحيد المصاحف .
وحديث الأحرف السبعة ، يرفع النصوص المختلفة من أربعة الى سبعة .
قال حذيفة بن اليمان : "غزوتُ مرج أرمينية فحضرها أهل العراق والشام . فإذا أهل الشام يقرأون بقراءَة أُبي بن كعب ، فيأتون بما لم يسمع به أهل العراق ، فتكفرهم أهل العراق . وإذا أهل العراق يقرأون بقراءَة ابن مسعود ، فيأتون بما لم يسمع به أهل الشام ، فتكفّرهم أهل الشام".
وهذا الاختلاف والاقتتال والتكفير في حرف القرآن ، في الثغور والفتوحات ، قد وصل الى الغلمان والمعلمين في بيوت حفظ القرآن . "وقد رُوي حديث عن أنس بن مالك جاء فيه : إنّ الناس اختلفوا في القرآن على عهد عثمان حتى اقتتل الغلمان والمعلمون . فبلغ ذلك عثمان ، فقال : عندي تكذبون وتلحنون فيه ! فمن نأى عني كان أشدّ تكذيبا ولحنا ! يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إمامًا"..
فالتكفير والاقتتال في مدارس القرآن ، وفي غزوات الفتح ، على صحة حرف القرآن ، شهادة قائمة على وقوع التحريف في نص القرآن ، قبل الجمع العثماني . وأنى لعثمان ولجانه المختلفة الوصول الى النص الأصلي المنزل ، بعد أن أمسى قبل جمعه سبعة أحرف ، أي سبعة نصوص ، بقراءات مختلفة . إن إتلاف عثمان ، برضى الصحابة لجميع المصاحف سوى مصحفه ، برهان قاطع على اختلافها في حرف القرآن ، ودليل قائم على استحالة الوصول الى النص الصحيح المنزل المعجز .
ففي الوضع القائم للقرآن على سبعة أحرف ، عند وفاة النبي ، شبهة أولى ضخمة على صحة حرف القرآن . وفي الوضع الذي انتهوا إليه عند الجمع العثماني شبهة أخرى ضخمة على صحة حرف القرآن . وهذه الشبهات التاريخية القائمة لا يصح معها ادّعاء وسلامة الحرف القرآني ، موضوع التنزيل ، وموضوع التحدي بإعجاز القرآن . فالتحدي بإعجاز حرف القرآن ، لا أساس له . والواقع التاريخي "لحفظ" القرآن ينقض معجزة "حفظه" المزعومة .
ونكتفي بهذا القدر من كل هذا الطعن في المصحف الشريف وطريقة جمعه بين الصحابة عامة والخلفاء خاصة بما يلقي بظلال الشك حول إعجاز المصحف وحفظه ، فهل نأخذ بكل هذا الركام من الروايات ونطعن في القرآن ، أم نضرب عرض الحائط بكل هذه الروايات ونتمسك بأن المصحف الموجود بين أيدينا اليوم برسمه وشكله هو الذي كتبه النبي بيده الشريفة واستأمن عليه الأمة جميعا فنقلوه كابرا عن كابر ونسخوه من النسخة الأصلية والتي أصابها كحبر وورق ومواد عوامل التعرية التاريخية فزالت وأنتهت وبقى القرآن برسمه وشكله وتنسيقه كما هو بحرف واحد ، ومن أشد الأدلة النقلية والعقلية على صحته أنه عندما رفعوه على أسنة الحراب قبله علي بن أبي طالب ، ولو كان علي بن أبي طالب رحمة الله مقتنع بتحريفه كما قالت الرايات السابقة لأختلفت القصة تماما في واقعة التحكيم بين الفريقين
كما أن الله سبحانه وتعالى يقول (وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا) الفرقان5 ، والخط العام في القرآن عندما يقول الكفار شيئا غير صحيح يرد الله سبحانه وتعالى عليهم فيما أفتروه ، أما إذا قالوا شيئا ظاهرة الصحة ونيتهم سوء يفضح الله نيتهم ويؤكد على الظاهر الصحيح ، أما إذا قالوا شيئا صحيحا سكت القرآن في الرد عليهم ، والمثال على الحالة الأولى ، عندما قالوا (أساطير الأولين) قال لهم الله (قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض انه كان غفورا رحيما) ، مثال الحالة الثانية قوله تعالى (اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون) المنافقون1 ، هنا فضح الله نيتهم وأكد على صحة كون محمدا عليه السلام رسوله ، مثال الحالة الثالثة قولهم (اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا) سكت الحق في الرد عليهم وهذا السكوت يؤكد صحة الواقعة كونه كان يكتب القرآن.
والدليل الآخر قوله تعالى (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون) العنكبوت48 ، فظرف الزمان في قوله (من قبله) يدل على إختلاف حال النبي بين زمنين ، قبل الرسالة وهو لا يعرف القراءة والكتابة وبعد الرسالة وهو يكتب القرآن ويقرأه فلا يرتاب المبطلون ويقولون أن محمدا ابتدع القرآن فكيف وهو من قبله لم يكن يقرأ أو يكتب وكانت القراءة والكتابة معجزته والتي هي من جنس القرآن .
إذا بما أن تواتر الصلاة هو تواتر القرآن فيجب أن تعامل الصلاة بكل تفاصيلها معاملة القرآن بكل حروفه فلا يجب رفض أي منها مهما قل ، وإلا كان ذلك بابا لرفض التواتر من أصله والبحث عن دليل آخر على صحة ما نحن عليه الآن.
ثانيا: يقول الرافضين لصيغة التشهد أن المتن المقروء مخالف لقوله تعالى"وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا"الجن 18 ، وقوله تعالى "انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري" طه14 ، وقوله تعالى"واذا ذكر الله وحده اشمازت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون" الزمر45 ، وقوله تعالى"ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير" غافر 12 ، وقوله تعالى"وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون" يوسف 106 ، وظاهر آيات القرآن كله تدعونا لدعاء الله وحده لا شريك له ، وهذا النص التشهدي في الركوع الأوسط والركوع الأخير فيه ذكر لغير الله ، فلا تكون الصلاة هنا لذكر الله ، وينطبق على المصلين هنا قوله تعالى(وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)
نقول لهم بعد حمد الله وسؤاله التوفيق في الرد على هذه الشبهة :
1- معنى الدعاء في قوله تعالى (فلا تدعوا مع الله أحدا) معناه العبادة لقوله تعالى في حق إبراهيم الخليل عليه السلام (وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا ، فلما أعتزلهم ما يعبدون من دون الله وهبنا له أسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا) ، فهنا أعتبر الحق دعاء قوم إبراهيم لغير الله عبادة لغير الله ، فكان إعتزال إبراهيم لعبادتهم ، فالعاء لغير الله هو عبادة غير الله ، أي تصريف العبادة لغير الله ، ونحن في صلاتنا نبدأها ونيتنا تصريفها لله وحده ، فلا يؤثر في ذلك ذكر غير الله بالصلاة كأن أتلوا آية قوله تعالى (ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين) ، أو قوله تعالى (واذكر في الكتاب موسى) وقوله (وأذكر في الكتاب اسماعيل) وقوله (وأذكر في الكتاب إدريس) ، أو حتى قوله تعالى (تبت يد أبي لهب وتب) ، فهنا ذكرنا أسماء كثيرة لغير الله فهل تبطل صلاتنا؟ طبعا لا ، لأن النية لم تتجه إبتداء لتصرف عبادة الصلاة لغير الله ، بل إتجهت لتصريفها لله وحده ، ومن شرط تمامها تلاوة القرآن بغير محاذير أو ضوابط ، وكان النص القرآني يحتوي على ذكر أسماء الأنبياء والرسل بل حتى وبعض العاصين كفرعون وأبي لهب ، فيكون ذكرنا لأسمائهم في الصلاة ليس ذكرا لهم ولكن تلاوة للذكر الحكيم .
2- أيضا يفهم قوله تعالى (ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير) وباقي النصوص من ذات المنطلق ، أن الدعاء عبادة ، إذا دعي الله وحده أي إذا عبد الله وحده كفرتم ، وهذا هو حال كفار قريش ومن إستن بسنتهم من أدعياء الصوفية وغلاتهم ، ولنتدبر قوله تعالى" الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار" الزمر3 ، إذا فقد صرفوا العبادة إبتداءا لأوليائهم ، وأعتبروا ذلك زلفى تقربهم إلي الله ، ولكن ذكر أسماء الأشخاص لضرورة النص القرآني أو لتمام أركان عبادة الصلاة فيها تعظيم للخالق لا دعاء لمخلوقاته ، فهو الذي نبأ الأنبياء وأرسل الرسل ويؤتي فضله من يشاء من عباده ، فلا ضير في ذلك ولا مخالفة لظاهر النصوص ، لأن فهم آيات القرآن يجب أن يكون بتكاملها ، لاستنباط الحكم الصحيح لا بتضاربها – حاشا لله – وقلنا أن آيات القرآن ليست جزر منعزلة ولكنها تفهم بترابط أدلتها وفقا لسياقها والله أعلم.
3- ولنتدبر نص التشهد ونرى هل فيه دعاء لغير الله أم لا؟ كما نرى هل يتفق وطبيعة فرض الصلاة أم لا؟ ، نقول فيها (التحيات لله والصلوات والطيبات) قلنا أنه منذ أن خلق الله الخلق وقامت الممالك كان كل ملك أو جبار يحب أن تحيه الناس بتحية خاصة ، فمنهم من قبل من الناس رفع الأيدي ومنهم من طالبهم بالوقوف إحتراما وإجلالا ، ومنهم من أحب أن تنحني له الناس ، ومنهم من أرادهم يسجدون في حضرته ، ولكن لم نعرف ملكا طلب من أتباعه ورعيته أن يفعلوا معه كل أنوان التحيات ، فجائت صلاة المسلمين تبدأ برفع الأيدي ويتخللها الوقوف والركوع والسجود فضلا عن الانحناء تعظيما لله ، فكانت صلاة المسلمين لربهم فيها جماع التحيات التي صرفها الناس لملوكهم وآلهتهم عبر التاريخ ، فجائت صيغة التشهد لتقر بأن التحيات لله والصلوات والطيبات ، ثم نقول (السلام عليك يا أيها النبي ورحمة الله وبركاته) وهذا النص يتطابق مع قوله تعالى (صلوا عليه وسلموا تسليما) ، ولم يقل ذلك في الصلاة أو في غيرها ، كما أن النص نفسه يمكن ذكره في الصلاة لأنه من القرآن ، فيكون قولنا السلام عليك يا أيها النبي متفق مع القرآن وقد علمنا كيفية الصلاة ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين هو دعاء لأنفسنا بالرحمة والمغفرة مثل دعاء يحيى بن زكريا ( والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) ، كما أن ذلك فيه طلب للجنة التي قال الله عنها (تحيتهم فيها سلام) ، أشهد أن لا إله إلا الله ، إقرارا بوحدانيته واستحقاقه تنزيها أن تصرف كل العبادات بما فيها صلاتي هذه ، وأشهد أن محمدا رسول الله إقرارا بأنني أعبد الله على الشرعة والمنهاج اللذان نزلا على محمد وبلغهما ولم يقصر
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ، هو دعاء لمحمد بصلاة الله عليه أي رحمته ومغفرته له ، متفق مع قوله تعالى (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ، ومع قوله تعالى(قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى) فكان الدعاء لآل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، يتفق وقوله تعالى (ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين) آل عمران33 ، وكذلك قوله تعالى (ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما) النساء 54 ، فقولنا كما صليت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم ، إقرار بواقع وفقا للنص القرآني ، في العالمين انك حميد مجيد ، متفق وقوله تعالى (قالوا اتعجبين من امر الله رحمت الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد) وهو قول الملائكة لسارة زوج إبراهيم عندما بشروها بإسحاق.
فصيغة التشهد التي نقرأها الآن بعد تدبرها تتفق وصحيح القرآن ولا تختلف عنه وليس فيها عبادة أو ذكر لغير الله سبحانه وتعالى ، بل فيها تعظيم له سبحانه وتنزيه له ودعاء له ونرجوه أن يستجيب ، فلا ضير في ذلك.
وأقول لابنتي داليا سامي (أدعوا الله يا ابنتي أن أكون قد وفقت في إنهاء حيرتك وجلاء همك من هذه المسألة ، فلو كان ذلك كذلك أحمد الله سبحانه وتعالى ، ولو لم تكفي مقالتي لإنهاء حيرتك وإنتشالك من همك ، فهذا قصارى ما أحسن ، وأستغفر الله على جهلي وقلة حيلتي ، وأنصحك عندها يا بنيتي أن تسألي العلماء وأهل الذكر ، ولك تحيات أب يكفيه شرف المحاولة والتدبر)
وتبقى كلمة ، هذا نتاج تدبرنا لكتاب الله وهو ليس حكرا علينا أو وقفا لنا بل هو ميسر للذكر ، وتدبرنا يحتمل الصواب والخطأ ، والله سبحانه وتعالى وحده منزه عن الخطأ ، نسأله أن يهدينا وكل المسلمين لما فيه سواء السبيل.
شريف هادي
الأخ العزيز د. شريف تحية طيبة وبعد
ذكرت في مقالتك أن عدد الصلوات لم يذكر في القرآن وأحب أن الفت نظر سعادتك أنها هذا الاستنتاج غير صحيح فالصلوات وأوقاتها مذكورة في التنزيل الحكيم في آيتين هم الاسراء آية 78 ( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)
هنا ثلاثة أوقات هي المغرب والعشاء والفجر.
و هود 114( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114) وهنا نفس الآوقات طرفي النهار هما المغرب الطرف الأول والفجر الطرف الثاني والعشاء
وهي ثلاث صلوات أوقاتها المغرب والعشاء والفجر وكلها صلوات تبدا من دلوك الشمس (غروبها) وحتى بزوغها (الفجر).
وللتأكيد على ذلك نقرأ في سورة النور الآية 58 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)) فتلاحظ هنا يا سيدي أن الله سبحانه ذكر صلاة الفجر وصلاة العشاء ولكن عندما تكلم عن وقت الظهر لم يذكر كلمة صلاة ولو كانت هناك صلاة لقال لنا من قبل أو بعد صلاة الظهر أو العصر.
والصلاة الوحيدة النهارية هي صلاة الجمعة فقط.
مع تحياتي لك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اولا بشكر حضرتك عظيم الشكر على اهتمامك بتساؤلى ووقتك الغالى القضيتة تجيب على استفساري والحمد لله لقد ارحت بالي وفكري من مسالة التشهد فى الصلاة لانها كانت فعلا محيرة ولكن باستخراج حضرتك للايات الكريمة التي تصدق على اقوال التشهد فالحمد لله اننا لم نخرج عن القرآن الكريم فيها ولم تشوبنا شائبة شرك والعياذ بالله .. انا متفقة ان الصلاة جاءت متواترة وشئ مقنع بالطبع لان لو فتحنا المجال لاختلافات حول الصلاة فهذا سيقلب كل امور المسلم راسا على عقب ويطال الشك لكل شئ فى حياتنا وتصبح جحيم .. مرة اخري بشكرك يا والدي الكريم على وقتك ومجهودك جعله الله سبحانة وتعالى فى ميزان حسناتك وننتظر جديد مقالاتك نتاج تدبر كتاب الله عز وجل .. لك ارق التحية
بداية وفقني الله وإياك وهداني وإياك إلى صراطه المستقيم
دعنا نتفق بداية من أين نأخذ صيغة الصلاة وحركاتها
إما أن نأخذها من كتب التراث بناء على ما ورد فيها وهو أمر أرى من خلال مقالك أنك ترفضه وإن لم يكن كليا
أو نأخذها مما تواتر ونقله له آباؤنا وهو أمر أقر به ( بشكل جزئي)
والسؤال الذي يطرح نفسه هل نأخذها مما كان يفعل آباؤنا حرفيا دون زيادة أو نقصان
لو كان الأمر كذلك فسأروي لك الصلاة السائدة لدينا ضمن السواد الأعظم من مجتمعي الذي أعيشه
الصلاة عندنا أخي الكريم هي في معظمها توسل بالأولياء والأنبياء والصالحين وتغن بالقرآن وبشكل يدعو في بعض أحيانه إلى الرقص
وكثيرا ما يهرب المؤتمون من إمامهم إن لم يعجبهم صوته, هي أقوال مثل ( يا محمد إني أتوسل بك إلى ربي كي تقضي حاجتي ) ( يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي ) الحقيقة أن هذا ما تواتر لدي فهل آخذ به
في حديث سابق بيننا قلت لك أني( مع عدم النطق بالشهادتين) وإن كنت أرى أنه لا داعي لتكفير صاحبها واليوم أقول إن النطق بالشهادتين معا في الصلاة بشكل خاص (إن أنا فعلتها بشكل خاص) أعتبر نفسي قد أدخلت في صلاتي شيء من الشرك والله عز وجل لا يغفر أن يشرك به وأخشى أن ألقى الله على ذلك ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )
( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )
صحيح أنني آخذ صلاتي مما تواتر عن آبائي وآبائك ولكن
آخذ منها مما لا يجعل في صلاتي ولو بمقدار ذرة مما ليس فيه ذكر لله وحده
وأما عمن تساءل عن أن القرآن فيه ذكر لأنبياء وملائكة وغير ذلك
فإني أردد كلام الله , كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , كلام الله الذي أمرني ربي أن أقرأه
في الختام الصلاة كلها قراءة قرآن ودعاء , دعاء ليس فيه توسل ولا ذكر لغير الله معه
وأما عن صيغة الصلوات الإبراهيمية
الصلاة صلة, صلة بين العبد وربه وقوله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي * يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) أفهمه من منطلق واحد هي الصلة وهو أمر لمن عاصر النبي الكريم أن يصلوه ولا يقطعوه ( أو بمعنى أدق أن يكونوا دائما مناصرين له ) وأما بعد وفاة النبي الكريم فلم يبق شيئا أصله به سوى صلة المؤمنين الذين يسيرون على نهج هذا القرآن الكريم الذي أنزل على النبي الأمين
في الختام وإن كنت قد وجدت مني سابقا فإني لا زلت أكن لك كل الحب والاحترام
في كل مآذن المدينة التي أسكنها يرددون الآتي
الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمد رسول الله أشهد أن محمد رسول الله
حي على الصلاة حي على الصلاة
حي على الفلاح حي على الفلاح
الله أكبرالله أكبر لا إله إلا الله
الصلاة والسلام عليك يا سيدي يارسول الله
الصلاة والسلام عليك يا من عظمك الله
الصلاة والسلام عليك يا نور عرش الله
الصلاة والسلام عليك يا أول خلق الله وخاتم رسل الله
هذا ما تواتر لدي فهل أردده
تعليق بواسطة داليا سامي - 2009-05-17
الوالد الفاضل سيادة المستشار / شريف هادي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اولا بشكر حضرتك عظيم الشكر على اهتمامك بتساؤلى ووقتك الغالى القضيتة تجيب على استفساري والحمد لله لقد ارحت بالي وفكري من مسالة التشهد فى الصلاة لانها كانت فعلا محيرة ولكن باستخراج حضرتك للايات الكريمة التي تصدق على اقوال التشهد فالحمد لله اننا لم نخرج عن القرآن الكريم فيها ولم تشوبنا شائبة شرك والعياذ بالله .
هذا تأثير ما ينشره البعض على عقائد الناس.
والى الأخت داليا هذه الآيات ليس لها علاقه بالتشهد من قريب ولا من بعيد والإستدلال بها خاطىء ..... فانتبهي
تحية طيبة
من هذا المقال يتبلور خط فكري ثاني موازي للخط الفكري القرآني التقليدي للدكتور منصور.
أستطيع ان أقول لك يأستاذ شريف هادي بأنك في الحقيقة "لست" قرآنيا بحتا, وأنما أنت عقلانيا.
فخطك الفكري أعلاه هو خط فكري عقلاني وله منهاج مختلف عن المنهاج القرآني للدكتور منصور والأخ صائب مراد.
من الجميل ان نرى تلك الفسيفساء الفكرية في هذا الموقع.
مع كل التقدير والأحترام
أخوك زهير الجوهر
تحية طيبة
الأخ شريف هادي كان يتكلم عن نوع من "التواتر" الشديد والذي يكون عليه أجماع كبير جدا, والذي يتعدى كتب الاحاديث, هو يتكلم عن أجماع الممارسة بشكل كبير من قبل معظم الأمة الأسلامية صغيرها وكبيرها, اما انت في تعليقكم أعلاه فتتكلم عن بيئة معينه نشأت وتررعت فيها, وأقول لك بأن هذا الأذان الذي تسمعه في بيئتك المحترمة, ليس موجودا في العراق مثلا, بل في معظم بلدان المسلمين لاتجد تلك الأضافات على الأذان التي ذكرها حضرتكم, أو لربما تجد أضافات ولكن ليست بنفس الصيغة , وبذلك فما نقلته لايرقى الى التواتر الذي يتكلم عنه الأخ شريف هادي في هذا المقال.
مع كل الأحترام
أخوك زهير الجوهر
تحية طيبة
لايوجد خطر البته, أنما هو أختلاف في وجهات النظر, والناس تختار الأنسب والذي يقنعها, اليست هذه هي الحرية الفكرية التي ينشدها حضرتكم الكريم.
مع التقدير
أخوك زهير الجوهر
( اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ) ففي هذه الآيه الإستنكار على الذين لا يكفيهم الكتاب ، لأن كفايتهم الكتاب تعني الرحمه لهم يوم الحساب ( ان في ذلك لرحمة ) ، والله سبحانه يذكرهم بان يكتفوا بهذا الكتاب ( وذكرى ) ، والخطاب هنا كما هو واضح ( لقوم يؤمنون ) ، فالمؤمنون يكفيهم هذا الكتاب في عبادتهم ولا يستزيدون من غيره ، فالذي يصلي ظانا ان هذا الكتاب لا يلبي متطلبات صلاته بالشكل الصحيح كما يظن يكون قد وضع نفسه في موقف محرج امام الله سبحانه وتعالى ، فالكتاب يكفينا في صلاتنا ولا نحتاج اقوال بشر ايا كان هذا البشر لتستقيم صلاتنا ، اما من يستشهد بايات الله لتبرير اقوال من لم يكفهم الكتاب في صلاتهم واضفاء شرعيه على تمردهم على كفاية الكتاب فلا ادري بما سيجيبون رب العزة يوم اللقاء ( ان يتبعون الا الظن ) ، اما من يكفيه الكتاب فحجته قويه امام الله تعالى ويقف على ارضية صلبه لا مجال للظنون فيها ، من هنا جاء قولي بخطورة ما يكتبه البعض من اعمدة الموقع لما يتمتعوا به من مصداقيه واحترام وتأثيرعلى الناس في موقع انشىء اصلا لإصلاح عقائد الناس فالأولى بمن هو قرءاني وله عامود بالموقع ان يلتزم برسالة الموقع على الأقل ، فالقضيه هنا تختلف استاذ زهير ولم تعد قضية حرية رأي .
كما ان الحريه الفكريه ليست حكرا على احد دون الاخر هو قال رأيه بحريه وانا حذرت من اتباع رايه بحريه ونحن مختلفين في وجهات نظرنا ، هو يطرح فكرة وانا حذرت منها وعلى الناس ان تختار ما يناسبها .
وتقبل تحياتي استاذ زهير
السلام عليك ورحمة الله وبركاتة
حضرتك نبهتني مشكورا حول خطورة ما ينشرة البعض بالنسبة لراي سيادة المستشار شريف هادي فى موضوع التشهد .. فبحثت فى صفحتك عن مقال او رد يكشف رؤيتك الحقة حول مسالة التشهد فللاسف الشديد لم اجد .. حضرتك انتقدت راي وحذرت منة وطلبتني بالتنبة ولم تاتي بالجديد او تؤيد رايك ووجه نظرك بالادلة والبراهين على خلاف ما قالة الوالد الفاضل شريف هادي .. افلا تاتينا ببرهانك ان كنت من الصادقين ؟ سأكون فى قمة شكري وامتناني لذلك فانا باحثة عن الحق الخالص لوجه الله تعالى .. فى انتظار مقالتك او ردك المنطقي القرآني بخصوص موضوع التشهد وتحديدة وصيغتة كاملة واستدلالك بآيات القرآن الكريم على صحة ما تقولة وعندها سيسعدني جدا مناقشتك فى ذلك ...
تتكلم عن مصطلح جديد أسمعه لأول مرة ( التواتر الشديد) فهل أسمي هذا منطلقا فكريا جديدا لما تؤمنون به
إجماع كبير جدا
وكأن الأمة التي تتكلم عنها اجمعت على صيغة التشهد التي تتكلمون بها
زرت في حياتي بلدان اسلامية عدة وكان لكل بلد صيغة التشهد الخاصة التي يقولون بها وحتى أدعيتهم الخاصة وتوسلاتهم الخاصة ( حسب التوجه العام في هذا البلد )
صلاتهم كلها مختلفة لا يوجد ما يمكن أن نقول عنه اتفاق سوى في عدد ركعات الصلاة واوقاتها وحركاتها
هذا ما اتفق عليه الجميع
وكأن المجتمع الذي تتكلم عنه ( اقصد عموم المسلمين ) لم يتأثر بالتقنين المذهب الذي أتى به أئمتهم
حتى لو اجتمعت الأمة على شيء يخالف صريح القرآن فليذهب اجماعهم الى الجحيم
نحن نتكلم عن صلاة لله خالية من أي شائبة يشوبها , صلاة لا يذكر فيها غير الله, صلاة لا نخاطب فيها غير ربنا
أتعلم كيف اشعر حين كنت أقرأ سابقا صيغة التشهد التي تقولون بها
التحيات لله والصلوات الطيبات ( كلام جميل ) السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
وكأن النبي حضر امامي فأصبح في قبلتي فبادرته بالسلام , وكأن صلاتي أضحت لرب العزة ولرسوله معا
أي نبي تسلم عليه وانت في صلاتك
النبي مات منذ اثني عشر قرنا ( إلا كنت تعتبره لا يزال حيا )
كيف تتوجه بالسلام على رجل وحتى ان كنت تعتبره حيا في صلاتك التي أضمرت في نفسك في بدايتها أنك تصليها لله
الشيعة
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
السلام عليك أيُّها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التشهد الأخير فرض عند الشافعية....
الحنفية قالوا: التشهد الأخير واجب لا فرض، وقالوا: إنه إذا ترك التشهد تكون صلاته صحيحة مع كراهة التحريم.
المالكية قالوا: إنه سنة...
أما صفة التشهد فقد اختلفت فيها المذاهب:
الحنفية قالوا: إن ألفاظ التشهد هي: "التحيات للّه، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته، السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله الا اللّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله".
وهذا هو التشهد الذي رواه عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه، والأخذ به أولى من الأخذ بالمروي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.
المالكية قالوا: إن ألفاظ التشهد هي: "التحيات للّه، الزاكيات للّه، الطيبات الصلوات للّه، السلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته، السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله الا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله".
والأخذ بهذا التشهد مندوب، فلو أخذ بغيره من الوارد فقد أتى بالسنة وخالف المندوب.
الشافعية قالوا: إن ألفاظ التشهد هي: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات للّه، السلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله الا اللّه، وأشهد أن سيدنا محمداً رسول اللّه"؛ وقالوا: إن الفرض يتحقق بقوله: "التحيات للّه، سلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته، سلام علينا، وعلى عباد اللّه الصالحين. أشهد أن لا إله الا اللّه، وأشهد أن سيندنا محمداً رسول اللّه". أما الإتيان بما زاد على ذلك مما تقدم فهو أكمل...
الحنابلة قالوا: إن التشهد الأخير هو: "التحيات للّه، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي، ورحمة اللّه وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أ، لا إله الا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللّهم صلي على محمد".
والأخذ بهذه الصيغة أولى، ويجوز الأخذ بغيرها مما صح عن النبي صلى اللّه عليه وسلم كالأخذ بتشهد ابن عباس مثلاً، والقدر المفروض منه "التحيات للّه، سلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه، سلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله الا اللّه وأن محمداً رسول اللّه صلِّ على محمد"، الا أن الصلاة على النبي صلى اللّه عليه وسلم لا تتعين بهذه الصيغة).
فهل يوجد تفسير علمي لكل هذه الاختلافات؟؟؟
في الختام
أود أن اقول اننا نذكر في حياتنا رجال ونبيين وصالحين و لنا ذلك
نذكرهم نمدح سيرتهم نذكر محاسنهم كل هذا ونحن في حياتنا الخاصة وتعاملنا اليومي مع الاشخاص والاشياء
ألا يستحق منا رب العزة الذي خلقنا ان نخصه بذكر لا نذكر معه احدا
ألم يجعل ربنا أن من صفات الذين لا يؤمنون باالآخرة أنهم لا يطيب لهم خاطر إن لم يذكر مع الله أحدا حين يذكر الله
( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
)
ألا يستحق منا رب العزة ان نجعل صلاتنا التي نوينا ان نصليها له وحده ان لا ندعوا في صلاتنا معه أحدا
ألم يأمرنا ربنا بذلك ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
) (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
في الختام للجميع مني كل محبة واحترام
إذا بما أن تواتر الصلاة هو تواتر القرآن فيجب أن تعامل الصلاة بكل تفاصيلها معاملة القرآن بكل حروفه فلا يجب رفض أي منها مهما قل ، وإلا كان ذلك بابا لرفض التواتر من أصله والبحث عن دليل آخر على صحة ما نحن عليه الآن.!!!!!!!!!!!!!!
تعهد الله سبحانه حفظ القرءان ، وليس لاحد فضل في هذا سوى الله تعالى ، فلا دخل لنبي ولا تواتر ولا سلسه ذهبيه ولا سلسله نحاسيه بحفظ القرءان ، فقد تعهد الله بحفظه وانتهى ، فهل تعهد الله بحفظ التشهد والصلاة الابراهيميه ؟ الجواب لا..... فكيف لنا اذن ان نعاملها مثل القرءان، ولو حكمنا بوصولها الينا صحيحه مثل وصول القرءان لما كان لقوله تعالى ( وانا له لحافظون ) معنى
وكان النص القرآني يحتوي على ذكر أسماء الأنبياء والرسل بل حتى وبعض العاصين كفرعون وأبي لهب ، فيكون ذكرنا لأسمائهم في الصلاة ليس ذكرا لهم ولكن تلاوة للذكر الحكيم .!!!!!!!!!!!!!
... لأن هذا قول الله نفسه فانت تتعبد باقواله وهذه اقواله الحق تعالى ، لكن لا يحق لك ولا يجوز بحق الله ان تعتبر وتتعامل مع قول البشر ( التشهد والصلاه الابراهيميه ) كقوله تعالى .
ولكن ذكر أسماء الأشخاص لضرورة النص القرآني أو لتمام أركان عبادة الصلاة فيها تعظيم للخالق لا دعاء لمخلوقاته ،!!!!!!!!!!!!
وضع خطا تحت لتمام اركان الصلاه ، الا يكفي الله وقوله عباده لتمام اركان عبادتهم وهو المستنكر عليكم هذا بسؤاله ( اليس الله بكاف عبده ) وقوله تعالى ( اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم)
ثم نقول (السلام عليك يا أيها النبي ورحمة الله وبركاته) وهذا النص يتطابق مع قوله تعالى (صلوا عليه وسلموا تسليما)!!!!!!!
هل معنى صلّوا عيه وسلّموا تسليما ان نقول السلام عليك ايها النبي كل يوم 33 مرة مساواة له مع الله في صلاتنا ؟؟؟!!!! ، هذا هو الشرك بعينه ويقولون الله امرنا بهذا ، كقول الذين من قبلهم ، تشابهت قلوبهم .
واقم الصلاة لذكري
ان استشهادكم المستمر بالآية رقم 50 من سورة العنكبوت هو مبتور كمن يقول لا تقربوا الصلاة , وتصحيحاً لمفهوم الآية أخي الكريم يجب عليك الأخذ بعين الاعتبار سياق الآيات التي تخاطب كفار قريش الذين طالبوا بمعجزات حسية على صدق نبوته عليه السلام .
لاحظ الآيات : "وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ(50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)
والله اعلم
تحية طيبة
أولا أود أن أشكر حضرتكم الكريم شكرا جزيلا على توضيح الأختلافات الموجودة حول التشهد مما يدل على أنه لم يكن هناك أجماع حوله.
وأود أيضا أن أسأل حضرتكم الكريم سؤالا وأتمنى الجواب:
هل تعرف يقينا أن هناك مجموعة من بسطاء الناس, كأن نقول في المغرب أو أي بلد آخر او بقعة أخرى فعلا يقولون تشهدا مختلفا عن الآخرين, حضرتكم الكريم أخرج لنا أحاديث الفرق السنية المختلفة والشيعة.
ثانيا أني فقط اود أن الفت نظرتكم الكريم الى أنني كنت فقط أنقل وجهة نظر الأخ شريف هادي المحترم, وفي الحقيقة هي ليست وجهة نظري الشخصية, لأن وجهة نظري الشخصية هي شيء آخر ولا أود أن أناقشة.
لكني هنا أناقش الأفكار, أي أني أناقش فكرة الأستاذ شريف هادي بغض النظر عن قائلها.
رأي الاستاذ شريف هادي (وليس رأي أنا حيث أن رأيي مختلف تماما) هو أنه بالرغم من وجود الأختلافات في كتب المذاهب الا ان هذه الأختلافات غير موجودة على أرض الواقع, فالناس كما يبدوا من رأي الأخ شريف هادي يمارسون الصلاة تماما بنفس التشهد, أي انه على أرض الواقع لايوجد هذا الأختلاف الذي أشار له حضرتكم الكريم.
أنا في الحقيقة لا ادري لربما حضرتكم الكريم يعرف يقينا في بلدكم الكريم بأن هناك مجاميع تقرأ التشهد والتحيات بصور مختلفة عن جماعات أخرى.
أنا أقصد الأنسان البسيط وليس علماء الدين, أي أن سؤالي هو هل أمتدت تلك الأختلافات في صيغة التشهد لتشمل الأنسان البسيط.
ثالثا هناك نقطة مهمة هنا: كل الصيغ تتفق على نفس المحتوى, أي هناك التشهد لله وكذلك للرسول, فكل الصيغ مجمعة على ذلك؟ لماذا؟
تفسير الأختلافات في الصيغ ممكن أن يكون مصدره الرسول نفسه, أي لربما هو كان يصلي مستعملا صيغا مختلفة كل مرة, ويمكن أن يكون مصدره أختلافات في تصحيح السند, وما الى ذلك, والله أعلم. وفي النهاية الصيغة ليس مهمة بقدر المحتوى الذي يبدوا عليه أجماع مما نقله حضرتكم لنا.والله أعلم.
رأيي الشخصي (والذي لا أريد أن أناقشه مع أحد) هو أن الصلاة الأفضل أن تكون خالصة لله وحده, بل بالنسبة لي حتى الآيات القرآنية التي تقرأ في الصلاة يجب(بالنسبة لي وليس على غيري) أن تكون الآيات التي تتناول ذكر الله فقط, مثل الآيات التي تذكر نعم الله علينا, وفضل الله علينا, وهكذا.
رأيي في الصلاة هي أن الله لم يحدد لها أي صيغة في القرآن, ولكن حدد مواصفاتها العامة من الخشوع والقنوت لله, والقبلة, والسجود, والوضوء, والأوقات بصورة عامة ,أي مواصفات عامة, ولم يحدد الله لها صيغة معينة أبدا, ولذلك فأنت حر في أن تتخذ أي صيغة للصلاة أذا كانت تلبي الشروط القياسية في القرآن. وفي الحقيقة انا لا أذكر التشهد الثاني في صلاتي, حتى قبل أن يتكلم الأستاذ منصور بذلك. وكنت دائما اعتقد بأن شهادة الأسلام هي شهادة واحد الا وهي : أشهد أن لا اله الا الله. أما الشهادة الثانية فكنت ولا زلت لا أرى لها مكانا, لكني مع ذلك لا أقول بأن القول بالشهادتين كفر, حاشا لله من هذا القول.
طبعا رأيي في الصلاة يعتبر غريب وشاذ وغير ومقبول وووو.... الخ لذلك لا أريد أن أناقشة, ولأنه بالأساس أمر شخصي بيني وبين ربي ولادخل لأحد فيه, وأنما عرضته كي تعلم بأني لا أتفق مع الأستاذ شريف هادي.
لكني كنت أناقش فكر الأستاذ شريف هادي.
بالنسبة لي الصلاة الحالية بتشهدها الثنائي لايوجد فيها أي شرك, طالما كانت النوايا سليمة, أي أنها لا تتنافى مع المواصفات القياسية القرآنية للصلاة من خشوع وقنوت وسجود وقرآءة للقرآن, وذكر لله والأعتراف بنبوة محمد (وليس ألوهيته). لذلك فمن كان يريد أن يصلي هذه الصلاة فهو حر, ولا أشكال فيها.
مع التقدير
تحية طيبة لك أخي العزيز
في الحقيقة ليس هنا فرق بيني وبينك حوك مبدأ كفاية القرآن, لا بل ربما أنا أذهب بذلك المبدأ حتى اكثر مما يذهب به الدكتور منصور نفسه, ولربما أكثر منك أنت نفسك (والله أعلم). لكني أختلف معك ومع أستاذنا العزيز الدكتور منصور حول مسألة التكفير. عموما يبدوا بأنه مناقشة هذا الأمر ستكون عقيمة, لذلك لا أريد أن أمضي فيه.
لكني أقول في النهاية علينا دائما أن نناقش الآخرين بالحكمة والموعظة الحسنه, وفي النهاية الله عزوجل هو أعلم بمن ضل عن سبيلة وهو أعلم بالمهتدين.
مع التقدير
اخي الكريم الخطاب في الآيه 51 لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
"وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ(50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)
اي ان المؤمنون هم من يكفيهم هذا الكتاب ، وكفايته رحمه لهم وعليهم ان يتذكروا ذلك ولا ينسوة ...... ونهاية الآيه موجهه بوضوح لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
كما لا تنسى اخ محمود انه ليس هناك اية في القرءان مبتوره ، فكل ايه هي جمله مفيده بذاتها ، واستشهادي جاء بالآيه كامله فلا يمكن ان يكون مبتور .
أخي الأستاذ/ محمد البارودي
أشكركم على مداخلتكم ، وأقر لك بأنني أيضا لا أؤمن بروايات المعراج ، والتي أطلق فيها الراوي أو القصاص العنان لتخيله ، وتخيل أن التشهد بصيغته الحالية هو حديث معراجي بين رب العزة سبحانه والنبي عليه السلام والملائكة الكرام ، وهذا طبعا منسوب زورا للنبي كحديث ، ولكن يجب أن نتفق معا على قاعدة مؤداها أن سوء فهم الجهال لعقيدة لا يبرر إنكارها ، وكذا سوء أداء الجهال لفريضة أو شعيرة لا يبرر رفضها أو نقضها ، لذلك فإن قولكم (وهنا بترديدنا لهذا الكلام فنحن نأكد ضمنا حدوث المعراج) ليس دقيقا ، لأن ترديدنا لهذا الكلام على قاعدة من التواتر وليس لقبول النصوص المرفوضة منا أصلا.
ثم أتفق معك تماما أنه بالنظر لمكونات الحوار أنه لا يوجد حوار أساسا ، وأضيف أن موسى عليه السلام عندما سأله ربه (وما تلك بيمينك يا موسى) قال ( هي عصاي أتوكأ عليها ,اهش بها على غنمي ولي فيها مآرب آخرى) فقد كانت إجابته وكأنه لا يريد أن ينهي الحوار مع الله إستإناسا بالمتحاور إليه ، ولكن هؤلاء الكذابين ينسبون للنبي أن الله قال له (السلام عليك يا أيها النبي) فيقول (السلام علينا وعى عباد الله الصالحين) فهل في ذلك ردا للسلام أم – وأستغفر الله – إساءة أدب مع المتحدث إليه ، لذلك فإن التشهد في الصلاة وإن كنت أؤمن بتواتره فإن هذا التواتر ليس على قاعدة الحديث الكاذب بل على قاعدة الأداء ، والفرق لو تعلمون عظيم.
أخي الحبيب الدكتور عبد الرحمن
أشكركم على مروركم الكريم وأشكركم على إضافاتكم القيمة ، لا أختلف معك في ذكر أوقات الصلاة في القرآن ولكن لم يقل رب العزة صراحة أوقات صلاتكم هي ثم عدد هذه الأوقات ، ولكن كما ترى النص القرآني (أقم الصلاة) واللفظ هنا ليس جامع مانع ، يجمع المكتوبة ويمنع غيرها من الدخول فيها ، كما أن الأمر للرسول عليه الصلاة والسلام ، ونفهم من ذلك أن الأمر بالأداء جاء للرسول ، لذلك هو قام بالأداء على مقصود رب العزة وتبعه المسلمون الأوائل حتى وصل إلينا تواترا صحيحا (غير منقطع) ، لكم الشكر.
ابنتي / داليا سامي
أشكرك على قرائتك للمقالة وردك عليها ، نعم يا ابنتي لقد كتبت هذه المقالة من أجلك كما وعدت ، لا تهتمي يا ابنتي بمن يلومك على إقتناعك بهذه المقالة أو بغيرها ، وأعلمي يا ابنتي أن هذه المقالة بالنسبة لي نتاج تدبر القرآن ، والقرآن وحده ، ولا أقول أنني على صواب والباقي على خطأ ، ولكن أقول الله يعلم أين الصواب وأين الخطأ ، وهذه المقالة بالنسبة لي نتاج تدبري وأقتناعي الشخصي بأنه الصواب ، ولو إستطاع أحدهم إقناعي بعكس ما توصلت إليه لقوة أدلته ، ولصحة إستنباطه الأحكام من الآيات القرآنية فسوف أتبع رأيه وأعلن صراحة خطئي وهذا ما لم يحدث للآن.
أخي الحبيب محمد مهند مراد
أشكركم على مروركم الكريم ، وعلى تعليقكم الجميل ، وأعلم أخي الحبيب أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه فستظل أخي الذي أحبه وأحترمه وأقدره ، أشكركم على دعائكم الجميل ، والذي يحمل في طياته إقرارا بعدم إمتلاك الحقيقة أقدره ، وأقر بمثله.
أما عن قولكم (دعنا نتفق بداية من أين نأخذ صيغة الصلاة وحركاته ، إما أن نأخذها من كتب التراث بناء على ما ورد فيها وهو أمر أرى من خلال مقالك أنك ترفضه وإن لم يكن كليا ، أو نأخذها مما تواتر ونقله له آباؤنا وهو أمر أقر به بشكل جزئي) ، فاسمح لي أن أقول لك ، أنني أرفض التراث بالكلية ، سأذهب لأبعد من ذلك وأقول لك أن سبب رفضي للتراث يختلف عن سبب رفض الدكتور أحمد منصور نفسه والذي رفض التراث لعدم ثبوت صحة نقله إلينا لإنقطاع التواتر في الحديث بالتأخر في كتابته لأكثر من قرنين من الزمان ، وأضيف أنني أقبل هذا السبب وأقول أنه حتى لو ثبت لدي ثبوتا يقينيا لا يقبل أي شك أن النبي قال كذا وكذا ، فأنا غير مطالب بتنفيذ قوله عليه السلام ، ذلك لأن الله تعالى قال (وارسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا) النساء79 ، وقال سبحانه وتعالى(وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لا يعلمون) سبأ 28 ، وقوله سبحانه وتعالى (كافة) يفيد العمومية ، أي صلاح الدين لكل الآزمنة والأمكنة ، فلو أخذنا بأقوال الرسول وهي محدودة بعلمه عليه السلام والمرتبط ببيئته وزمانه نكون قد أخضعنا الدين للسقف المعرفي لمكة والمدينة من ألف وأربعمائة سنة فنجرد الدين من عموميته ، ولكن القرآن بنصوصه العامة هو صالح لكل زمان ومكان ، ومن دليل عموميته إختلاف طرق فهمه رغم ثبات نصه من فرد لآخر ومن جماعة لآخرى ومن زمن لآخر وهكذا ، وأظن أن هذا هو السبب الذي بمقتضاه نهى النبي عليه السلام من كتابة أحاديثه وأقوالة.
أما عني أنا فانني آخذ صلاتي (صيغة وحركات) من التواتر ولا شيء غير التواتر ، والسبب عندي هو تطبيق فهمي لقوله تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) أي أن هناك منهاج ، والمنهاج لغة ومنطقا لا يكون إلا في العمل ، والعمل هنا الذي وضح لي النص أنه موجود لا يكون إلا عمل الرسول عند أداءه للأوامر القرآنية ، ويكون ذلك أيضا تنفيذا للأمر القرآني (وأطيعوا الرسول) ، وهو بعد آخر لتنفيذي للأوامر القرآنية.
وردا على سؤالكم: والسؤال الذي يطرح نفسه هل نأخذها مما كان يفعل آباؤنا حرفيا دون زيادة أو نقصان؟
أقر معك أن الطبيعة البشرية طبيعة متمردة ومبدعة في نفس الوقت ، فالنفس البشرية تتمرد على الرتابة والنظام لوقت طويل كما أنها نزاعة للتغير بإبتداع الجديد ، فمثلا ترى بعضهم عند القيام للصلاة يقول (نويت أصلي الظهر جمعا أربعة ركعات كاملات خلف هذا الإمام) ثم يكبر تكبيرة الإحرام ،وترى آخر يقول (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ، اللهم آتي محمدا الفضيلة والوسيلة والدرجة العالية الرفيعة وأبعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته أنك لا تخلف الميعاد) ، كما ترى بعضهم يفرض على نفسه طريقة للجلوس ويسمونها الافتراش أو التبرك (من البروك) ، ولكن كل هذا لا يؤثر في تواتر الصلاة نفسها لأن الأصل يبقى هو وحده المجمع عليه والمثبت تواترا بإجتماع الاتفاق على أداءه ، فتكون هذه الزيادات معلومة ومفضوحة للجميع ، فما عليك إلا تنقية صلاتك منها ، وأظن أن التشهد ممن أجمع عليه الكافة في صلاتهم ، ولا عبرة بالقول أن الصيغ إختلفت لأن إختلاف الصيغ جاء بعد دس الحديث ووباء كتابته وجمعه بعد أكثر من مائتين عام من موت النبي عليه الصلاة والسلام ، كما أنإختلاف الصيغ لم تختلف معه المعنى الأصلي للتشهد بما يؤكد تواترها ، ولا يضحى هذا الاختلاف إلا كونه إختلافا مماثلا لطريقة الجلوس في الصلاة ولكن يبقى الجلوس متواترا أليس كذلك؟
أما قولكم (الصلاة عندنا أخي الكريم هي في معظمها توسل بالأولياء والأنبياء والصالحين وتغن بالقرآن وبشكل يدعو في بعض أحيانه إلى الرقص) فأقر معك أولا أن الصوفية أدخلوا العجب في الدين والشرك في الأداء والاعتقاد هدانا الله وإياهم ، وثانيا أسئلك بدوري هل تؤثر أفعالهم وأقوالهم على تواتر وصول الصلاة إلينا؟ أقول لك لا وألف لا فمهما فعلوا يبقى فعلهم ضلال فرقة ، ويستمر تواتر الصلاة بشكلها وأوقاتها وحركاتها قائما عند عامة المسلمين.
أما عن إستشهادكم بقوله تعالى( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) ، كمقدمة لرفضكم قول التشهد في الصلاة وإعتباره شرك أن نقول (وأشهد أن محمدا رسول الله) فأسمح لي أن أقول أنه إستشهاد خاطئ وأن مقدماتك لا تؤدي للنتيجة التي توصلت إليها ، والسبب أن مجرد قول (محمد رسول الله) مع إعتقاد قائله بأن محمد رسول ليس إلا وهو بشر كباقي البشر لم يتميز عليهم إلا بالرسالة ، ينفي نية الشرك عن صاحبه سواء قاله في الصلاة أو في غير الصلاة .
يجب أن نتفق أولا على أن أي عمل لا يرتبط بنية لا يحاسب عليه صاحبة ، لذلك لا حساب للنائم حتى يصحى والمجنون حتى يفيق ، وقد قال تعالى (لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم) البقرة225 ، ويقول سبحانه (لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان... الآية) المائدة89 ، لذلك جاء قوله سبحانه وتعالى لرسوله (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين) النحل 125 ، لأنه قد لا يرضيه منهم بعض أفعالهم ولكن نياتهم على رب العالمين فهو الوحيد الذي يعلم السرائر ، فكيف بعد ذلك نكفر من قال (محمد رسول الله) وظاهر قوله إيمانه بما نزل على محمد وليس في ظاهر القول أي شرك أو كفر؟ حتى لو كان في الصلاة أو خارجها ، أظن أن في هذا القول تجرأ غير مطلوب على دين الله ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
أما عن قولكم (دعاء ليس فيه توسل ولا ذكر لغير الله معه) فأتفق معكم بأن الصلاة دعاء ليس فيها توسل بغير الله ، أما عن قولكم ذكر لغير الله ، فمن قال أنني عندما أقول (محمد رسول الله) في الصلاة أكون قد ذكرت غير الله – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – بل هو ذكر لله ، لأن في ذلك تعظيم للمرسل ، اسم الفاعل (بضم أوله وكسر ما قبل آخره) لا للمرسل اسم المفعول (بضم أوله وفتح ما قبل آخره) ، بل وفيه تأكيد على أنه رسول حتى لا نذهب بعيدا فنؤلهه تعالى الله الملك الحق.
أما عن قولكم (الصلاة صلة, صلة بين العبد وربه وقوله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي * يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) أفهمه من منطلق واحد هي الصلة وهو أمر لمن عاصر النبي الكريم أن يصلوه ولا يقطعوه ( أو بمعنى أدق أن يكونوا دائما مناصرين له ) وأما بعد وفاة النبي الكريم فلم يبق شيئا أصله به سوى صلة المؤمنين الذين يسيرون على نهج هذا القرآن الكريم الذي أنزل على النبي الأمين) ، أقول لكم النص القرآني لم يرتبط بعصره ، وهذا النص بالذات من عظيم كرم الله ومنه علينا ، لأن النص يحمل في طياته إقرار من رب العزة بأن الرسول أدى رسالته على أتم وجه فاستحق صلاة الله ورحمته له كما أستحق إستغفار الملائكة له ، وهو بذلك يستحق دعائنا لله أن يعطيه ما يستحقه بما أداه لأمته من تبليغ تحمل عليه ما أراد الله له أن يتحمل من مشقة وأذى في كتاب حسناته عليه الصلاة والسلام.
وفي الختام أقول لك أخي الحبيب أن حبي وإحترامي لك لم ينقطعا دمت لأولادك وبارك الله لك فيهم.
أخي الأستاذ / صائب مراد
أشكركم على مروركم الكريم وإهتمامكم بالمقالة
وأسمح لي أخي الكريم أن أقول لك ، أنه لا خطورة في الفكر ونشره ، والفكر لا يقابل إلا بالفكر حتى نصل جميعا للحق ، ولا تنسى أن (أهل القرآن) ليسوا جماعة ذو أهداف وأفكار محددة ، ولكنهم بعض المفكرين الذين يأخذون بالقرآن مصدرا وحيدا للتشريع ، ويعملون عقولهم في تدبر كتاب الله ، وهذا ليس حكرا عليك أو على الدكتور أحمد ولكنه لكل من يستطيع ، وأسمح لي أن أنقل لك ما قاله الدكتور أحمد بالنص (لا أريد العودة على التاكيد على المنهج القرآنى الموضوعى فى فهم مصطلحات القرآن من داخل القرآن ثم تجميع كل الايات ذات الصلة بالموضوع وبحثها معا بدون راى سابق يراد إثباته .ولا اريد العودة الى التاكيد على اختلاف الخلفيات العلمية وتاثيرها على الباحث القرآنى حتى مع وجود الرغبة الصادقة فى الوصول الى الصواب ، ولا أريد أيضا التذكير بأن جانب الهداية البسيطة واضح ، ولكن التعمق فى فهم آية هو مستوى الباحثين وليس عموم المسلمين ، وليس هذا رفعا لأحد على أحد أو إساءة لأحد ، ولكنه علم شأن أى علم يستلزم التفرغ والدراسة والتركيز) ، وأسمح لي أن أقول لك أنني من الباحثين في كتاب الله شئت أنت أم أبيت لا يختلف الأمر عندي.
كما إسمح لي أن أنصحك بنصيحة أخي الدكتور أحمد ، لا تعرض في كلامك ومداخلاتك بالغير ، ودع الاختلاف بيننا لا يفسد للود قضية ، واعتبر هذا رجاء من أخ لأخيه.
أما عن قولكم (والى الأخت داليا هذه الآيات ليس لها علاقه بالتشهد من قريب ولا من بعيد والإستدلال بها خاطىء ..... فانتبهي) فهو قول يفتقر للدقة العلمية ، لأنه كان يجب عليك كباحث أن تضع الأسباب وتجيب عن السؤال: لماذا؟ وعندها سنقوم بمناقشتكم حتى نصل للحق معا.
أما عن إستدلالكم بقوله سبحانه وتعالى(اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ) ففي هذه الآيه الإستنكار على الذين لا يكفيهم الكتاب ، لأن كفايتهم الكتاب تعني الرحمه لهم يوم الحساب)
فهو إستدلال خاطئ للأسباب الآتية
1- لأن الآية كانت ردا على قول الكفار (وقالوا لولا انزل عليه ايات من ربه قل انما الايات عند الله وانما انا نذير مبين) ، فطلبوا أن تنزل عليهم آيات من السماء كما نزلت المائدة على حواري عيسى عليه السلام أو أيات موسى عليه السلام لقومه ،وقد ألحوا من قبل (وقالوا لولا انزل عليه ملك) فجائت الآية لتقر لهم أن الآية الوحيدة التي أرادها الله لنبيه هو نزول الكتاب عليه ، وهي آية عظيمة لأنه لم يكن يتلو من قبله من كتاب أو يخطه بيمينه ، ولكنه الأن يفعل.
2- ولأننا يكفينا كتاب الله بالكلية ولا نأخذ ديننا إلا منه ، ولا نظن أبدا ولا يجول بخاطرنا أن كتاب الله لا يلبي متطلبات الصلاة بشكل صحيح ، ولكننا ننفذ أوامر الله في كتابة القرآن الكريم أن نأخذ مناسكنا بما فيها الصلاة من الرسول عليه الصلاة والسلام ، وفقا لما شرحنا من قبل.
3- ونحن لا نتبع الظن ولا نأخذ آيات الله لتبرير أقوال أخرى – حاشا لله – وكفاك تعريضا بنا ، ولكن ذلك نتاج تدبرنا لكتاب الله ، واستنباطنا للأحكام من آياته الكريمة دون تسبيق آية على أخرى أو الأخذ بحكم آية وترك آية أخرى أو حصرها في إطار تاريخي – حاشا لله – ولكننا نتدبر كتاب الله ويكفينا قوله سبحانه وتعالى (واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا) النساء 83
أما عن قولكم (من هنا جاء قولي بخطورة ما يكتبه البعض من اعمدة الموقع لما يتمتعوا به من مصداقيه واحترام وتأثيرعلى الناس) فاسمح لي أن أقول لكم أننا نستمد مصاقيتنا من تدبرنا لكتاب الله ، وتعلمنا منه وخوفنا من رب العزة سبحانه وتعالى أن نلحد في آياته أو نخوض فيها – حاشا لله – ولا نأخذ مصداقيتنا كوننا من أعمدة الموقع كما تقول ، ولو كنا نكتب هزلا أو تخريفا لما سكت علينا أخي الدكتور أحمد ساعة واحدة ، ولكنه يقدر ما نكتب ونتدبر رغم الاختلاف بيننا الذي لم ولن يفسد للود بيننا قضية ، ولا تنسى أن في قولك هذا مداعة بأنك تمتلك الحقيقة وحدك وهو أول طريق التعصب الذي يقود للتطرف والعنصرية وهو مهلكة أربأ بك وبنفسي منها ، هدانا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
أما عن قولكم (تعهد الله سبحانه حفظ القرءان ، وليس لاحد فضل في هذا سوى الله تعالى ، فلا دخل لنبي ولا تواتر ولا سلسه ذهبيه ولا سلسله نحاسيه بحفظ القرءان ، فقد تعهد الله بحفظه وانتهى ، فهل تعهد الله بحفظ التشهد والصلاة الابراهيميه ؟ الجواب لا..... فكيف لنا اذن ان نعاملها مثل القرءان، ولو حكمنا بوصولها الينا صحيحه مثل وصول القرءان لما كان لقوله تعالى ( وانا له لحافظون ) معنى) ، فهو قول جد عجيب ، نعم قال تعالى ، وإنا له لحافظون ، فما هي وسيلة الحفظ؟ أليست هي التواتر غير المنقطع كتابة وفي صدور الرجال جيلا بعد جيل حتى وصل إلينا؟ فلو قلت نعم ، أقول لك أن وسيلة حفظ الصلاة هي أيضا التواتر والعمل جيلا بعد جيل حتى وصلت إلينا ، ولو قلت لا أسئلك فما هي الوسيلة وما دليلك عليها؟
ثم في في قولكم وكيف لنا أن نعاملها (تقصد الصلاة) مثل القرآن؟ أقول لك لأنها أهم أمر قرآني في مناسك المسلمين ، فلو ضاعت لا يكون للآيات التي تأمر بها أي معنى لأنه أمر بمعدوم – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – بل هو أمر بصيح وواقع جاء إلينا بتواتر مثل تواتر القرآن ، بل إنك لو أستوعبت كلام الدكتور أحمد لعرفت أنه ذهب لأبعد من ذلك فتواتر الصلان عنده ليست فقط من عصر الرسول عليه السلام بل من عصر إبراهيم الخليل عليه السلام.
أما عن قولكم (لأن هذا قول الله نفسه فانت تتعبد باقواله وهذه اقواله الحق تعالى ، لكن لا يحق لك ولا يجوز بحق الله ان تعتبر وتتعامل مع قول البشر ( التشهد والصلاه الابراهيميه) كقوله تعالى) ، أقول لك لا نحن لا نعامل قول البشر كقول الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، فلم يقل عاقل أنها من القرآن ، ولكن الصيغة نفسها متضمنة في القرآن على نحو ما شرحنا من قبل ، ولكن أردت بمثالي هذا الرد على من قال الصلاة لا يذكر فيها غير الله سبحانه وتعالى ، فقلت له ماذا لو صليت وقلت (تبت يدا أبي لهب) أليس هنا يوجد ذكر لأبي لهب ، فهل هو الذكر المحرم؟ ،لا وألف لا ، الذكر المحرم هو في تصريف العبادة لغير الله ، كمن يحج بنية زيارة الرسول ، (ويقول بكل بجاحة رحت أحجله وأحط ايدي على شباكه) نعم هذا شرك ، لأننا أستظهرنا نية في تصريف العبادة لغير الله من قوله ، فهل يتساوى هذا مع من قال (محمد رسول الله) في الصلاة تعظيما لله لا تأليها لمخلوق هو رسوله؟ ، ولا تنسى أن هناك آية في القرآن تقول نصا (محمد رسول الله) فهل يختلف الوضع لو قلتها في صلاتي؟
أما عن قولكم (هل معنى صلّوا عيه وسلّموا تسليما ان نقول السلام عليك ايها النبي كل يوم 33 مرة مساواة له مع الله في صلاتنا ؟؟؟!!!! ، هذا هو الشرك بعينه ويقولون الله امرنا بهذا ، كقول الذين من قبلهم ، تشابهت قلوبهم) ، أقول لك معناها إتباع الرسول بإتباع كتاب الله والدعاء له ظاهرا وباطنا ، عملا وقولا ، والتسليم عليه ، وندعوا الله أن يجمعنا معه في جنات الخلد التي تحيتهم فيها سلام ، وذكرنا له ليس مساوي لله – حاشا لله – ولكن تابع له ورسول له تعظيما للواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، الذي أكرمنا بهذا الرسول من أنفسنا عزيز عليه ما عنتنا حريص علينا وهو بنا رؤوف رحيم.
وأنت أخي لم تفتأ تعرض بنا ، وتقول تشابهت قلوبهم :انك تكفرنا (سامحك الله).
وأخيرا فأنت تقول (واستشهادي جاء بالآيه كامله فلا يمكن ان يكون مبتور) ولنا أن نسأل هل هو منهج جديد غير منهج أهل القرآن؟ الذي قال عنه الدكتور أحمد نصا (تجميع كل الايات ذات الصلة بالموضوع وبحثها معا بدون راى سابق يراد إثباته) وأنت تكتفي بآية واحدة فقط تبترها من سياقها ، فالبتر منك وليس في القرآن – حاشا لله – أليس كذلك؟
أخي الدكتور زهير الجوهر
اشكركم على مروركم الكريم ، وتعليقكم
واسمح لي أخي أن أقول لك نعم إن لي خط فكري موازي للخط الفكري التقليدي للقرآنيين ، ولكن ينطلق من ذات القاعدة كما يتخذ نفس الوسائل (المنهج القرآنى الموضوعى فى فهم مصطلحات القرآن من داخل القرآن ثم تجميع كل الايات ذات الصلة بالموضوع وبحثها معا بدون راى سابق يراد إثباته) ، وان اختلفت النتائج
أما عن قولكم ("لست" قرآنيا بحتا, وأنما أنت عقلانيا) فأنا أرى أن العقل والقرآن صنوان لا يفترقان أو يختلفان ، لذلك أنا قرآنيا بحتا من هذا المنطلق.
الأستاذ / شريف هادي
أود أن أشكرك علي هذا المقال ، وأن ألفت نظرك أيضا إلي قول الله تعالي في الأية رقم 84 من سورة الشعراء عن سيدنا إبراهيم "وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ" بأنها قد تكون و الله أعلم هي الأمر بذكر نبي الله إبراهيم في صلاتنا اليومية في قولنا كما صليت علي إبراهيم و علي أل إبراهبم ، أما إل إبراهيم فهم من أقرباء النبي محمد صلي الله عليه و سلم أيضاً .
و لك جزيل الشكر
تحت فكرة الصلاة وماهي الصلاة وكيفيتها وميقاتها سوف اكتب مستقبلا باْذن الله تفصيلا كامل لكيف ان الله وضحها لنا فى كتابه العزيز بدون اَي نقص ومن مدلول الآيات.
ولكن احببت ان أعرج على موضوع جانبي متصل بالصلاة للأهمية :
د. خالد مصطفى
مفهوم الغيب والشفاعة والوحى كما فهمته من القرآن
لكل نفس بشرية جسدان: ) 12 ) : التوبة بين الجسد المادى والجسد الأزلى
علاقة المرأة و الرجل فى أطار النكاح
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة (القضية الفلسطينية)
دعوة للتبرع
لا تناقض هنا: هناك تناقض بين الآية 154 من سورة البقر ة في...
هل نملك جسدنا؟: نشرت فتاة تونسي ة صورته ا على الانت رنت ...
الاسلام فى اندونيسيا: تكلمت عن انتشر الإسل ام بالسل م في...
الكيد والمكر: رسالت ي هذه لا تتعلق باي امر ديني ولكن تتعلق...
تقصير الثياب: اعلم ان تقصير الثيا ب لا شأن له بالاس لام ....
more
الأخ العزيز د. شريف اعزك الله
انني اعلمك انني من المعجبين بكتاباتك وباسلوبك ولكن اسمح لي ان اسجل اعتراضي على موضوع التشهد. فالتشهد الذي يقوله المسلمون في الصلاة يقولون انه الحوار الذي دار بين الله سبحانه وتعالى وبين الرسول محمد عليه السلام اثناء مقابلته له خلال رحلة المعراج.
وهنا بترديدنا لهذا الكلام فنحن نأكد ضمنا حدوث المعراج ورؤية الرسول لله سبحانه وتعالى. وانا اعتقد انك لا تصدق برواية المعراج. ثم لننظر الى مكونات هذا الحوار فنجد انه ليس هناك اي حوار من الأساس اللهم ان كانت السلام عليكم وعليكم السلام تكون حوارا.
فالرواية كالتالي:
قال الرسول: التحيات لله والصلوات الطيبات لله.
الله يرد: السلام عليك يا ايها النبي ورحمة الله وبركاته
يرد الرسول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله.
الملائكة تقول: اللهم صل على محمد وآل محمد...الخ
انتهى الحوار.
ارجوك سيدي الفاضل ان تنظر الى هذا الحوار وتقول لي اين هذا الحوار وما فحواه وما المقصود منه. وهل يشهد الرسول امام الله انه عبد الله ورسوله.
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ. الشورى51.
وشكرا.