(3 ) (العمل ) أو (السلوك) بين الايمان والكفر

آحمد صبحي منصور Ýí 2008-12-18


مقدمة :
1 ـ كان المفترض أن أكتب مقالة وحيدة فى التفريق بين الكفر السلوكى و الكفر العملى ، توجهت للقرآن الكريم لأتعلم منه المزيد فاتسع أمامى الموضوع لأن ألفاظ الكفر و الايمان و الشرك والنفاق وسياقاتها الأصلية و الفرعية هى معظم ما جاء فى القرآن الكريم ، وهكذا فكلما بحثت إزدادت التفاصيل اتساعا ، وبضمير الباحث لا بد من التعرض لها واستقصائها ، وبالتالى لم أعد أكتب ردا على تساؤل ولكن لاستكمال بحث قرآنى هو أساس فى العقيدة ودخول الجنة أو النار.


هو بحث يخاطب الأحياء الذين لديهم الفرصة لمراجعة النفس قبل الموت ، دون أن يفرض رؤيته على أحد ، فكل انسان لديه حرية الاختيار وهو مسئول عن اختياره أمام الله جل وعلا يوم القيامة . ولا بد من إعادة التاكيد أننى ـ كالعادة ـ لا أحكم بكفر احد بشخصه ، ولكن أذكر حقائق القرآن البينات الواضحات فى موضوع الكفر العقيدى و السلوكى طبقا لسياقاتها فى القرآن الكريم ، وفى كل ما أكتب أكون مسئولا عن كل ما أقول يوم العرض على الله جل وعلا يوم القيامة ، ولهذا يستوى عندى أن يقتنع الناس أو يرفضوا .. فالباحث القرآنى يهتم أساسا بقول الحق القرآنى لكى ينجو بنفسه من عذاب يوم القيامة.

2 ـ وهذا المقال يتوقف مع العمل والكفر والعمل والايمان الصحيح .
المصطلح القرآنى يذكر ( العمل ) صراحة أو ضمنا ،ولكن كلمة ( الكفر العملى ) بعيدة عن استهلاكنا اللغوى و استعمالنا الثقافى ، لذا اخترت مصطلح ( الكفر السلوكى ) لأنه الأقرب لنا . وفى النهاية فالسياق هو الفيصل فى تحديد الكفر السلوكى والكفر العقيدى ، وهو سياق غزير وفير فى القرآن الحكيم استدعى أن نتوقف معه بهذه السلسلة الممتدة.
وسبق الاشارة الى وجود (إيمان ) ولكنه (قليل) فى الكفر مقابل الايمان (الخالص ) الذى يتطلبه الاسلام العقيدى والايمان الحق .

3 ـ وهناك علاقة متداخلة بين الايمان الصحيح والعمل الصالح ، وبين الكفر والعمل السىء ، وتمتد هذه العلاقة من الدنيا الى الاخرة ، فلنا أن نحكم على الايمان والكفر من حيث الظاهر من العمل ومن السلوك ، أما المعرفة النهائية و اليقينية التى تنفذ الى حقيقة العمل ونية صاحب العمل من إخلاص أو رياء ، وحقيقة الايمان فلن تكون إلا يوم القيامة يوم يلقى كل إمرىء حسابه عن عمله وايمانه.
كما أن الانسان نفسه يستطيع ـ إذا أراد ـ أن يتعرف على حقيقة ايمانه وعمله فى محاسبة شفافة وحقيقية لسلوكه و معتقداته ، إذا إحتكم مخلصا الى الميزان وهو القرآن الكريم ، طالبا الهداية. وهو مقال آخر قادم بعونه جل وعلا.

أولا ـ ارتباط العمل بالايمان أو بالكفر :

1 ـ من يدخل الجنة ليس فقط المؤمنون ولكن (الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) أى لا بد من إيمان خالص وعمل صالح ، لا ينفع أحدهما دون الآخر.

2 ـ العمل الصالح بلا ايمان لن يجدى يوم القيامة ، هناك من يموت على الكفر العقيدى وقد عمل الكثير من الصالحات ، وهو شأن معظم المسالمين من البشر الذين لا يؤمن أكثرهم بالله تعالى إلا وهم مشركون ( يوسف 106 ). يوم القيامة وهم فى النار سيقال لهم على سبيل التأنيب : (ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا) ( غافر 12 ).
هذه الأغلبية من البشر لا تتصور الله جل وعلا وحده الاها . يكفى فى اعتقادهم الايمان بالله الاها ولكن معه وحوله باقة من البشر المقدسين ، على رأسهم هذا النبى أو ذاك الولى أو ذلك القديس ، يقيمون لهم تماثيل وأنصابا وقبورا مقدسة ومعابد يحجون اليها ويتقربون لها بالقرابين والنذور ، ويجعلونها شريكة لله جل وعلا فى المساجد والمناسك و شهادة الايمان.
لا وقت لديهم لتصحيح العقائد لأنهم عن ربهم غافلون وعن الآخرة لاهون .
ترى بعضهم غاية فى الذكاء و المهارة فيما يخص الدنيا ولكن يرضى بجهله فى الدين ، يكون متعذرا أن تخدعه فى أمور الدنيا بائعا أو شاريا ، ولكنه يسهل خداعه بل يرضى بأن يكون مخدوعا بيد مرتزقة الأديان الأرضية ، يقيم لهم المساجد والمعابد ، ويتبرع لهم بالنفيس و يتوجه لهم بأخلص التقديس طالما ينفعه ذلك فى تحقيق مصالحه الدنيوية .وعلى هامش انكبابه على الدنيا يقوم بأعمال صالحات مثل رعاية الأيتام و مساعدة المرضى و المحتاجين والدفاع عن المظلومين . باختصار :هم يقدسون البشر و الحجر ، ويقتصر اهتمامهم على الدنيا ولقمة العيش دون الاضرار بأحد من الناس ، الغنى منهم يزداد شهرة بما يتبرع به ، والفقير منهم غاية همه ( الستر ) فى الدنيا ، وكلهم مطمئنون الى دخول الجنة ، وقد ضمن لنفسه النجاح فى اختبار الآخرة مقدما طالما سيشفع فيهم هذا النبى أو ذاك الولى أو ذلك القديس.
أولئك ماتوا بعقائد شركية كافرة ، فما هو مصير أعمالهم الصالحة؟
هى الى الضياع فقد أحبطها الله جل وعلا ، وهذا ما جاء فى كل الرسالات السماوية تحذيرا لكل الأنبياء و الرسل :أن من يموت مشركا فان الله تعالى يحبط عمله ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ( الزمر65 ) . ولنلاحظ أن الخطاب هنا موجّه لخاتم الأنبياء رأسا ، وسبق توجيهه لمن سبقه من الأنبياء ، عليهم جميعا السلام . فاذا كان هذا ما يقال الى صفوة البشر فكيف بنا نحن ؟
ولنعد الى المشرك بعقيدته صاحب العمل الصالح أو السلوك الصالح : فإن من عدل الله جل وعلا انه يجزيه خيرا بعمله الصالح فى الدنيا فقط ، فقد انصب اهتمامه بالدنيا وعمل من أجلها ليكسب رضى الناس ، وغفل عن الآخرة ، فمن حقه الجزاء الحسن فى هذه الدنيا مقابل الخير الذى قدمه ، وليس له حظ فى الآخرة ، فلم يعمل لها ولم يأبه بها،أو نظر اليها من خلال معتقدات فاسدة كالشفاعة بالبشر ، فلم يقدر فيها الله جل وعلا حق قدره.
فى هذا يقول رب العالمين سبحانه وتعالى :(مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) ( هود 15 : 16 ). هذا الانسان وضع الدنيا نصب عينيه وجاهد فى سبيلها طيلة عمره يريد الاستحواذ على أكبر قدر فيها من الزينة ، وفى سبيلها عمل الصالحات ، فالجزاء أن الله تعالى سيوفيه عمله الصالح فى هذه الدنيا دون أن يبخسه أو يظلمه حقه ، ولكن سيحبط الله جل وعلا عمله الصالح ويبطله فلا يبق له فى الاخرة سوى النار.
3 ـ الايمان وحده بلا عمل صالح لن ينفع ، فهذا الايمان الذى عجز عن انتاج عمل صالح لا عبرة به . العمل الصالح مع الايمان الحق أساس دخول الجنة ، وبدون هذا العمل الصالح لا (يصلح ) الانسان لدخول الجنة. وهى قضية معقدة سنتعرض لها بالتفصيل فى حينها ، ولكن نشير بسرعة الى أن دخول الجنة يستلزم ( صلاحية ) الدخول لها ، وهذه الصلاحية تعنى أن يتحول العمل الصالح المرتبط بالايمان الخالص الصحيح الى نور يغمر النفس يوم القيامة ويكون جسدا لها بديلا عن الجسد الدنيوى الذى نلبسه الان و سنتركه فى تلك الأرض ليتدمر معها يوم القيامة ، وسنبعث بجسد جديد يتكون من أعمالنا ،فإن كانت أعمالنا صالحة ، فسيكون الجسد الجديد بها (صالحا ) لدخول الجنة ، وإن كان العمل سيئا فهو من آليات العذاب يوم القيامة حيث سيكون الكفرة وقودا للنار (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ ) ( آل عمران 10 ) وهذا ما حذّر الله جل وعلا منه المؤمنين ، فطلب منهم أن يقرنوا إيمانهم بالعمل الصالح ليقوا أنفسهم نارا وقودها الناس و الحجارة :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) ( التحريم 6 ). وفى المقابل فإنه بالعمل الصالح تلبس النفس المطمئنة جسدا نورانيا ( تصلح ) به لتدخل الجنة . يقول جل وعلا (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ( العنكبوت 7 ) تكفير السيئات يعنى إزالتها حتى يصلح الجسد النورانى بازالتها الى دخول الجنة ، ولذا فان الملائكة (فى سورة غافر : 9 ) تدعو الله تعالى ان (يقى ) المؤمنين شرّ ( السيئات ) حتى ينالوا رحمة الله جل وعلا ، وهى الصلاحية لدخول الجنة، وهذا معنى قوله تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ )(العنكبوت : 9 ) أى فى الصالحين لدخول الجنة.
4 ـ وفى الجانب الاخر ففى الكفر (إيمان قليل) وغفلة و(عمل) سىء غالب وسائد .
ايمانهم القليل لن ينفعهم يوم القيامة: (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ)( السجدة 29 ). يبقى لهم عملهم السيىء أو (سلوكهم ) السيىء ، الذى يكونون به وقودا للنار.
هذه قواعد قرآنية لمن مات وختم عمله ، والله جل وعلا وحده هو الأعلم بكل من مات ، وكيف تحددت عند الموت درجة كل منهم ، أمن أهل الجنة هو أم من أهل النار.
5 ـ والله تعالى ذكر ذلك لنصح من كان حيا ولديه الفرصة للخروج من الغفلة والاستعداد ليوم الفتح أو يوم الحساب . ولو أعدنا قراءة الآيات الكريمة السابقة لوجدناها تخاطب الأحياء للإنذاروالتذكير. وهو خطاب للمؤمنين والكافرين . يقول تعالى لكفرة قريش : (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ) ( البقرة 23: 24 ) أى يحذرهم ويخوفهم بالنار التى سيكون الكافرون وقودا لها. ويقول لكل المؤمنين الى يوم الدين :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) ( التحريم 6 ). ولهذا جاءت معظم آيات القرآن الكريم فى تقرير الحرية فى الايمان والكفر وفى مسئولية الانسان على اختياره ، ودخوله الجنة أو النار تبعا لمسئوليته تلك .
6 ـ ومهمة هذا الموقع (أهل القرآن ) التعريف بحقائق القرآن أملا فى ألا يخسر المسلمون الآخرة كما خسروا الدنيا . بمعنى أننا فى تعرضنا لقضايا الايمان و الكفر لا نقصد مطلقا تكفير الأشخاص ولكن النصح والتذكير للأحياء ، وهم فى حياتهم يمتلكون القدرة على تصحيح عقائدهم لو أرادوا. وهى نفس دعوة خاتم النبيين عليه وعليهم السلام ، فقد كان ينذر الأحياء المعاصرين له بالقرآن الكريم ، ويركز فى إنذاره على المؤمنين الذين يستجيبون للوعظ ويخافون الوعيد ، يقول جل وعلا له عليه السلام ، ولكل من سار على دعوته :(فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ) ( ق 45) أى لا بد أن يكون الشخص مؤمنا أولا بالقرآن حتى يخاف وعيد الله جل وعلا فى القرآن.
وبعد موته عليه السلام سيظل القرآن الكريم رسالة إنذار ونصح وتحذير لكل من كان حيا وألقى السمع وهو شهيد (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) ( ق 37 ) ويقول جل وعلا عن وظيفة كتابه العزيز فى إنذار وتحذير الأحياء فى كل عصر (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا)( يس 70 ).
وتبدو أهمية هذه المهمة فى الدعوة حين نعلم أن الانسان الحىّ يتعرض ايمانه للزيادة و النقصان طالما ظل على الأرض حيا يسعى .


ثانيا : طالما يكون الانسان حيا يسعى فى الأرض فايمانه يتذبذب حسب عمله :

1 ـ قد يكون الانسان كافرا بعقيدته دون ان يدرى ، وقد يدمن النفاق ويتعود عليه حتى لا يرى فى ذلك بأسا ، وقد يكون غافلا ألهته الدنيا بصراعاتها وزخرفها فلا يفيق إلا عند الاحتضار ، وينطبق عليه قوله جل وعلا (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) ( التكاثر 1 ـ ) وقد يأخذه العناد والتمسك بالباطل ويجعله يحترف الصّد عن سبيل الله و الاعتداء على دعاة الحق . والقرآن الكريم هو الحجة علينا جميعا ،فهو بيننا محفوظ الى يوم القيامة من لدن رب العالمين ليكون بيانا للناس وإنذارا لهم : (هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ) (ابراهيم 52 ). من هنا تاتى الدعوة الى تصحيح الايمان لكل إنسان ، وهو إذا فعل فمن خلال علاقة خاصة بينه وبين ربه ، لا يعلم البشر عنها شيئا . وهذا هو ما نأمله فيمن يقرأ لنا .
2 ـ فى العقائد يتنوع البشر من حيث الايمان والعمل ، منهم السابقون بعملهم وايمانهم ، عملهم الصالح معروف ومشهود بين الناس ، يتمثل فى التعامل الراقى والخير الذى يقدمونه لمن حولهم ، وعدم تعديهم على أحد ،بل العفو عن المسىء والصبر و الاحسان. ما يهمنا هو عملهم الصالح النافع للمجتمع والناس. ومنهم الكافرون بالعقائد وبالاعتداء و الظلم تطبيقا لتلك العقائد ، ومنهم المنافقون ، ومنهم آمن إيمانا صحيحا ولكن خلط عمله الصالح بالعمل السيىء.
نوعية الايمان التى يصدر عنها ذلك العمل الصالح أو السيىء لا يعنينا ، فهو لله جل وعلا وحده الذى يعلم السّر وأخفى . الذى يقلق المجتمع أكثر هو السلوك السيىء الاجرامى ، وهو يصدر عن قلة إيمان أو نفاق ،أو كفر صريح ، وقد توقف القرآن الكريم مع هذه النماذج التى كانت موجودة فى الصحابة و لا تزال.
المنافقون :
المنافقون هم الأكثر تذبذبا فى ايمانهم ، كان ايمانهم يتضاءل الى درجة الكفر ، ثم يتضاءل أكثر فيزداد كفرا (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً )( النساء 137 ) وهذا صنف منهم ، وهناك صنف آخر تذبذب بين الايمان الصحيح والكفر الصريح (مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ) ( النساء 143 ) وهناك منهم من تاب وأناب قبل الموت ، ومصيره أن يكون مع المؤمنين الفائزين يوم القيامة، وهناك من مات منهم على نفاقه فسيكون فى الدرك الأسفل من النار : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) ( النساء 145 ـ )
ترمومتر الايمان الصاعد الهابط فى قلب المنافق مرجعه لارادته واختياره ومواقفه عند الشدة ، وكانت الحروب الدفاعية أهم مواقف الاختبار والاختيار . ونعطى مثالين :
* فى غزوة ( أحد )التى حشدت فيها قريش كل قوتها وجاءت للهجوم على المدينة رفض بعض المنافقين الاشتراك فى الدفاع عن بلدهم وعن أنفسهم ، قيل لهم تعالوا قاتلوا كمجاهدين أو دافعوا عن بلدكم كوطنيين فاعتذروا قائلين : لو نعلم قتالا لقاتلنا معكم. الله جل وعلا يحكم عليهم بأنهم فى هذه اللحظة وذلك الموقف كانوا أقرب الى الكفر منهم الى الايمان :(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ) ( آل عمران 167 ). إذن فالكفر بايمانه القليل و الايمان الصحيح الكامل هى محطات يتردد بينها قلب المنافق ، ولا يعلم حقيقة ايمانه إلا الله جل وعلا الذى يعلم ما يكتمون .
* بعض المنافقين المتقاعسين عن الدفاع عن المدينة فى غزوة ذات العسرة ـ جاء يعتذر للنبى محمد عليه السلام ، بعد أن رضوا لأنفسهم أن يتخلفوا عن المعركة و يكونوا ضمن الخوالف من اصحاب العاهات والعجائز. يقول جل وعلا : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( التوبة 94 ).
هنا يأتى الرد على اعتذارهم بأن اللوم يقع عليهم بسبب موقفهم المتخاذل قبل المعركة ثم موقفهم المخادع بعدها حين جاءوا يعتذرون كذبا ، والله جل وعلا يجعل موقفهم هذا صادرا عن قلوب إنطبعت على الكفر بحيث أصيبت بالعمى عن رؤية الحق ونسيان العهد والميثاق الذى وقّعوا عليه مع النبى محمد عليه السلام حين أقيمت دولة الاسلام فى المدينة . وردا على اعتذارهم الكاذب يأتى الأمر من الله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام أن يرفض بصراحة إعتذارهم المخادع قائلا لهم : أنه لا يأمن لهم ولا يثق فيهم إذ فضح الله تعالى حقيقة مواقفهم الماضية، أما ما يخص أعمالهم المستقبلية فمرجع الحكم عليها الى الله تعالى حين ينزل الوحى القرآن على رسوله ينبىء عما يقترفون. أى هو تحذير مسبق لهم لمنع المزيد من خداعهم وتآمرهم . ثم يأتى يوم القيامة بانكشاف كل أعمالهم حيث سيخبرهم رب العزة بكل ما كانوا يفعلون فى الدنيا.
فى الاية الكريمة مستويان من التعامل مع أولئك المنافقين المتخاذلين المخادعين :
الأول المستوى الالهى : وهو بالكشف عن خفايا قلوبهم وفضحها ، وهذا لله تعالى وحده . وهذا المستوى انتهى بانتهاء القرآن الكريم نزولا . وبعد موت النبى محمد عليه السلام وقع الصحابة ـ ومنهم المنافقون ـ فى كبائر وقد أصبحوا بمأمن من أن ينزل القرآن يفضح ما يفعلون لأن هذا المستوى الالهى أنتهى بإكتمال القرآن وموت النبى محمد عليه السلام.
المستوى البشرى فى التعامل ، والذى كان خاصا بالنبى محمد الذى كان ينزل عليه وحى القرآن ، وقد أمره الله جل وعلا أن يقول لهم أقوالا محددة مترتبة على سلوكياتهم ، أملا فى ان تتغير الى الأفضل. ويبقى لنا من هذا المستوى البشرى فى التعامل هو العبرة بأن نقيس أعمالنا وعقائدنا على تلك النماذج التى حكاها رب العزة لنتعظ ونتعلم. .
المؤمنون الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا :
بسبب أعمالهم السيئة والتى لا تليق مع إيمانهم الصحيح نزل القرآن الكريم بالحل لهم ولكل من ينطبق عليه نفس الحال ، يقول جل وعلا :
(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( التوبة 102 : 105 )
أولئك مؤمنون عصاة معتدون بادروا بالاعتراف بالذنب والتوبة عنه ، ولهم مع ايمانهم الصحيح الذى دفعهم للاعتراف والتوبة أعمال صالحة اختلطت باعمالهم وسلوكياتهم الشريرة . المطلوب منهم تحقيق التوبة عمليا بإعطاء الصدقات للمجتمع فإن كانوا صادقين فى التوبة وفى إعطاء الصدقة فان الله جل وعلا سيقبل منهم الصدقة وسيتوب عليهم ويغفر لهم .
هنا أيضا مستويان من التعامل : المستوى الالهى الذى يخص الله جل وعلا وحده ، وهو معرفة خفايا القلب حين يتصدق ويعطى ، وعلى أساس هذه المعرفة الالهية سيكون قبول الصدقة والتوبة والغفران أو العكس ، وسيأتون يوم القيامة أمام الله جل وعلا فيخبرهم بحقيقة أعمالهم .
وهناك المستوى البشرى فى حكم الناس مستقبليا على أولئك التائبين طبقا للظاهر من سلوكياتهم حيث يقول تعالى (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) فالكلام هنا عن اعمالهم المستقبالية بعد التوبة ، وسيراها المؤمنون ، وهى ليست مجرد رؤية بل حكم وتقييم ، فإذا كانت أعمالهم الظاهرة للمؤمنين صالحة فقد أصبحوا متمتعين بالثقة فى إطار المن والأمان و السلم والسلام الذى يعنى الاسلام الظاهرى والايمان الظاهرى ، ثم يكون الحكم الحقيقى لله جل وعلا يوم الدين ، حين يأتى البشر جميعا أمام الله جل وعلا (بارزة أعمالهم ) وحيث لا يخفى على الله جل وعلا منهم شىء : (يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) ( غافر 16 : 17 ) .
ونلاحظ هنا إختلافا عن حالة المنافقين السابقة . فالمؤمنون يكونون حكما على سلوك العصاة المؤمنين إذا تابوا (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) ، بينما ليس لهم هذا الحق بالنسبة للمنافقين المخادعين فى الآية السابقة التى تقول :( وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) (التوبة 94 ) فلم يقل ( والمؤمنون ) لأن المؤمنين مأمورون بالاعراض عن أولئك المنافقين إذا جاءوا اليهم يعتذورن خداعا وكذبا ، يقول جل وعلا بعدها للمؤمنين : (سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)(التوبة 95ـ).

ثالثا : زيادة الايمان ونقصه عموما حسب العمل :
1 ـ وطالما ظل الانسان حيا على الأرض يسعى فايمانه عرضة للتغير حسب إرادته وعمله ، ولذلك فان المؤمن الحقيقى يخشى من تقلب الظروف وأن ينتهى به الأمر الى أن يموت عاصيا خاسرا ، لذا هو يدعو ربه مخلصا أن يموت مسلما حقيقيا ،أى أن يظل ترمومتر إيمانه فى ارتفاع أو يثبت على ارتفاعه الى لحظة الموت ، وهذا هو ما دعا به نبى الله يوسف عليه السلام ، بعد أن آتاه الله تعالى من الملك و حقق له كل أمانيه ، فبقيت له الأمنية الكبرى والعظمى أن يموت على اسلامه ( ولنتذكر أن الاسلام هو دين الله تعالى الذى نزلت به كل الرسالات السماوية بشتى لغات الأنبياء ) قال يوسف عليه السلام (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) ( يوسف 101). أى يدعو ربه أن يظل مسلما حتى آخر عهده بالدنيا ، وأن يلحقه بالصالحين ( عند دخول الجنة ) أى يصلح بعمله لدخول الجنة.
2 ـ ونفهم من القرآن الكريم أن بعض الناس قد يظل على كفره وغفلته الى أن تأتى لحظة حاسمة فى حياته ، يكون عليه فيها أن يختار بين الايمان الحق ومستلزماته من التضحية أو الرضى بالباطل وتاييده ، ولو إختار وقتها الحق واستعد لمواجهة الموت تمسكا بهذا الحق فانه يموت مسلما برغم ما سلف طوال حياته من لهو ولعب و غفلة وابتعاد عن الصراط المستقيم ، أى كما يقال ( العبرة بالخواتيم ) ولا يعلم هذه الخواتيم سوى رب العالمين .
فى قصة موسى وفرعون ـ التى لا تنتهى مجالات العبرة فيها ـ فوجىء سحرة فرعون بأن عصا موسى انقلبت ثعبانا حقيقيا يأكل حبالهم وعصيهم . كانوا من قبل قد طلبوا من فرعون الجائزة الكبرى لو غلبوا سحر موسى ، ووعدهم فرعون بالأجر و الجاه و القربى منه : (وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ )(الأعراف 113ـ ). إختلف موقفهم حين رأوا الآية فسجدوا مؤمنين، بل وأعلنوا ايمانهم فى حضرة الفرعون وأمام جماهير الناس يوم الزينة ، أى أعلنوا هزيمة فرعون بين قومه وملئه دون أن يأبهوا بالعواقب. هددهم فرعون بأشد العذاب : (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) ردوا عليه بكل ثقة وإيمان: (قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا) ثم دعوا ربهم أن يمن عليهم بالصبر على قطع ايديهم وأرجلهم ، وأن يمنّ عليهم بالموت مسلمين :( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ )(الأعراف ـ 126 ).
3 ـ وليس كل الناس يتعرضون لهذه التجربة الفظيعة ، لذا لا بد لكل انسان حريص على مستقبله يوم الدين أن يعمل له اليوم قبل الغد ، لا يرجىء التوبة الى الغد كما فعل أخوة يوسف حين عزموا على المعصية بإلقاء أخيهم فى الجب ، مع الوعد بأن يكونوا بعدها قوما صالحين : (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ )( يوسف 9 )، بل كلما استغرق فى السلوك الصالح أو العمل الصالح كان أفضل له ، أو بمعنى آخر كلما اتقى الله عز وجل فى عقيدته وقلبه وفى سلوكه وعمله وحافظ على هذا الى آخر لحظة فى حياته فقد فاز. ولذلك فان الله جل وعلا يخاطب المؤمنين فى القرآن الكريم يأمرهم بالتقوى فى حياتهم الدنيا وألاّ يموتوا إلاّ وهم مسلمون:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) ( آل عمران : 102 ).
4 ـ ولا يعنى هذا الزهد فى الدنيا والرهبنة بل يعنى ارتباط الايمان الحق بالعمل الصالح النافع . والعمل الصالح النافع هو إنغماس فى الحياة بالخير وتفاعل مع الناس بالتواصى بالحق وعمل الصالحات ومشاركة فى أمور المجتمع بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وسعى من أجل المعاش بالحلال لانفاقه فى البر والصدقات . وفى كل هذا فإن المؤمن يجب أن يظل حريصا على الصلة بربه جل وعلا ليزداد إيمانا وليظل ترمومتر ايمانه مرتفعا والى اعلا الى أن يموت ، ولأنه ليس معصوما من الخطأ فقد يقع فى معصية فيبادر بالتوبة وتصحيح المسار ، وقد يواجهه موقف يستلزم الثبات على الحق ومواجهة الباطل فلا يجبن ولا يخاف لأنه كالطالب المجتهد قد استعد ليوم الامتحان بالمذاكرة ، وهو قد استعد للقاء ربه بإيمان حقيقى و عمل صالح ، وهو متاكد من عدل الرحمن جل وعلا ، وأنه جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن (عملا ) أو أحسن (سلوكا) .
5 ـ وقبل مجىء لحظة الاحتضار يحرص المؤمن فى حياته على زيادة الايمان فى قلبه بتلاوة القرآن الكريم وذكر الله جل وعلا : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) (الانفال 2).
والواقع أن من أسرار القرآن الكريم وآياته فينا أنه المقياس الحساس لما فى قلوب الناس ، فالذين عاصروا نزول القرآن ازداد بعضهم به إيمانا وإزداد به المنافقون نفاقا ، وازداد به الكافرون كفرا. ففى المقارنة بين المنافقين والمؤمنين حق الايمان وهم يعيشون معا فى المدينة يقول تعالى : ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ )(التوبة 124 ـ ) ، أى عند نزول سورة كان يزداد بها المؤمنون إيمانا ، هم مؤمنون فإزدادوا بالقرآن إيمانا ، بينما المنافقون الذين فى قلوبهم مرض إزدادوا بالقرآن مرضا ورجسا فى قلوبهم .: ونفس الحال مع الكافرين يزدادون كفرا لو قرأوا القرآن الكريم ، ولقد تكرر مرتين قوله تعالى عنهم :( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا) ( المائدة 64 ، 68 ).
ونفس الحال فى كل عصر بعد نزول القرآن الكريم والى قيام الساعة .
يقول جل وعلا : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا)( الاسراء 82 ) أى يتوقف الأمر على الانسان نفسه ، المؤمن يدخل على القرآن الكريم ليصحح عقيدته يطلب الهداية مستعدا لها مهما تعارض قول القرآن مع كل موروثاته .. أما الظالم فى عقيدته فهو يدخل على القرآن ليقتنص من آياته ما يعزز تلك الموروثات الشركية الكافرة ، فينتقى من الايات ما يوهم ظاهرها بما يريد متجاهلا الايات الأخرى ومؤولا الايات المحكمات ومتلاعبا بالايات المتشابهات الى أن يصل الى إرضاء هواه ..ومعظم كتب التراث سلكت سبل التأويل والتكذيب الضمنى و الصريح للقرآن الكريم تحت شعرات (النسخ ) والسّنة والحديث.

6 ـ هو فى النهاية موقف عملى يقوم على مشاعر قلبية من الايمان الحق أو الكفر بالحق. فالاستشهاد بالقرآن الكريم فى تصحيح عقائد المسلمين هو سلوك صالح أو عمل صالح ، يقابله من الناحية الأخرى الاستشهاد بالقرآن الكريم لكى يستمر الباطل سائدا مع وجود القرآن الكريم .
هذا الموقف العملى ( العلمى ) فى النقاش والحوار و الجدال قد يتطور بأصحاب الباطل من مستوى الدعوة الى الباطل الى فرض الباطل بالاكراه فى الدين ، وهذا هو الكفر السلوكى المعتدى الظالم الذى يعلن الحرب على الله جل وعلا.
وسبق أن قلنا إن من يعتقد نفسه على الحق لا يمكن أن يقوم باكراه أحد فى الدين . صاحب الباطل الذى تنقصه الحجة هو فقط الذى يلجأ الى الاكراه فى الدين بسبب ضعف حجته وفساد عقيدته. ومن هنا ينتقل الموضوع من ساحة الحوار الى ميدان القتال ، كما يحدث عندما يتوجه جيش من الأمن المركزى الى رجل مسالم من أهل القرآن ليحاربه بأحدث الأسلحة أو ليسلم المسكين نفسه لهم . يواجهون حجته القرآنية بالسلاح والعتاد والجنود والحشود.
هى قصة مؤلمة متكررة يتعرض فيها ـ دائما ـ المؤمنون المسالمون الى الاعتداء.
ولو كانوا فى حال تمكنهم من رد الاعتداء بمثله فقد وجب عليهم القتال الدفاعى ، وفيها يتجلى موقف المواجهة المسلحة ، وبه يزداد المؤمن إيمانا ، وهذا ما حدث من المؤمنين الصادقين من الصحابة بعد هزيمة (أحد ) إذ صمموا على ما بهم من جراح على أن يطاردوا العدو الكافر الذى خطف نصرا سريعا ثم ولى الأدبار ليحافظ على نصره . صمم أولئك الشجعان من جرحى المسلمين بعد المعركة على مطاردة العدو ، فقيل لهم إن العدو قد جمع لهم الجموع و نصب لهم الكمين ،فلم يهتزوا هلعا بل إزدادوا إيمانا وقالوا الكلمة الخالدة : حسبنا الله ونعم الوكيل. أى يكفيهم الله جل وعلا حاميا وناصرا ومدافعا ووكيلا : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) ( آل عمران 173). تكرر نفس الموقف فى غزوة الأحزاب :(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ) (الأحزاب 22). هنا يزداد الايمان فى ساعة الشدة .
وعندما يكون أصحاب الحق قلة مستضعفة يكون سلاحهم الوحيد هو ضعفهم ودعاؤهم الله جل وعلا ، وصلاتهم وصبرهم . عند التهديد بالموت يقولون ما قاله سحرة فرعون لفرعون : (لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) ( طه 72 ـ ) ..
وهذا ما يجب أن يكون عليه شعار أهل القرآن فى مواجهة الفرعون وجنده .فالمصريون من أهل القرآن هم الأحفاد الحقيقيون لأولئك الرجال العظام الذين (كانوا ) سحرة فرعون ، ثم آمنوا بالحق وتمسكوا به حتى الموت، فالايمان مشاعر قلبية يعلن عنها السلوك ويظهرها موقف الشدة ، سواء كان إيمانا بالله تعالى وحده أم كان إيمانا بآلهة وأولياء مع الله جل وعلا.


وفى النهاية
فهى دعوة لاتباع الحق قبل أن يحل الموت.
دعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة ، لا نفرضها على أحد ، ولا نهتم لو لم يتبعها أحد ، ونقولها حتى لا نكون يوم القيامة ممن يكتم الحق.
والى الله جل وعلا الحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون :(قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (الزمر 46 ).

اجمالي القراءات 21079

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (22)
1   تعليق بواسطة   سوسن طاهر     في   الخميس ١٨ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31330]

اعتزال واصل

والله إني أشكر الظروف التي أوصلتني لهذا الموقع المبارك ، لكي أتواصل معكم وخاصة الشيخ الدكتور أحمد صبحي وإن كنت أعتب على بعض الأخوة في الموقع الذين يسارعون بالقول أن هذا المقال ليس كافيا للإجابة على تساؤلهم وهذا يذكرني بموقف كانت ترد به الإدارة الأمريكية على الخطوات التي يخطوها الفلسطينيين في إتجاه السلام حيث كان الرد هو " هذه الخطوات غير كافية للسلام " . ولذلك فإني منتظرة ما تجود به قريحة بعض الأخوة في الموقع الذين يعلقون تعليقات علمية وفريق آخر يقول أن هذا غير كاف وفريق أخر يقول ..الخ والدكتور أحمد كعادته بصفته صاحب البيت يرحب بكل ضيوفه بكل أدب وإحترام ويؤكد على أنه لا يكفر أحدا وأنه فقط يذكر بآيات القرآن وأنه لا يكره أحدا ويرد عليه بعض من يريد الإصطياد في الماء العكر بصورة مستفزة بها الكثير من التجني على المقال وكاتبه .. وكأنه يريد أن يكرر التاريخ حين قال الحسن البصري مقولته الشهيرة " لقد إعتزلنا واصل .. فهل يريد واصل أن يعتزل؟؟؟ أو هل يريد واصل قبل أن يعتزل أن يهدم المعبد ؟؟ أرجو أن يتراجع واصل عن مخططه وأن لا يعتزل فوجوده مهم له أولا وللموقع ثانيا ولنا نحن المشاركين بالتعليقات .وأقول للأخوة الذين يقولون أن هذا غير كاف أن يفكروا للحظات ربما أنه غير كاف لهم وهو كاف لغيرهم فلماذا التعسف ؟؟ الدكتور أحمد يقول ما عنده والآخرين يقولون ما عندهم ونحن نقرأ للجميع وهذا يقربنا أكثر من القرآن الكريم وتدبره ، وأنا أرى أن الدكتور أحمد وله جزيل الشكر لا يعطي نفسه ميزة عن الباقين وهذا أهم ما يميز الموقع عن باقي المواقع الأخرى . معذرة فأنا منكبة على الموقع ما يقرب من15 ساعة يوميا وهذا  ما خلصت إليه .


 


 


2   تعليق بواسطة   عمار نجم     في   الخميس ١٨ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31332]

الأستاذة الكريمة سوسن طاهر

أستاذة سوسن من عادتي أن أسأل أسئلة غير متوقعة              هذه واحدة من خصائصي أو عيوبي            أسأل كثيرا و لا حدود لأسئلتي               حضرتك قمت بتصنيف المعلقين إلى عدة مجموعات            كنت أهم بالتعليق على هذا المقال للنطاسي البارع أحمد صبحي منصور              لكن تعليقك جمد عروقي         بالعامي تعليقك كهربني              سؤالي لك      أرجو أن تخبريني في أي مجموعة تضعين عمار نجم                 لا أريد منك أن تقولي شيئا عن بقية الإخوة               أنا فقط أريد أن أعرف كيف يراني الآخرون              يعني نوع من مراجعة و تقييم الذات            فيد باك  بالعنكليزي        أشكرك على تعليقك العلمي اللاسع اللاذع        أنا فعلا مندهش جدا من مستوى تعليقك               فهو صدقا يشكل مقالة كاملة جامعة مانعة          البلاغة في الوجازة           بوركت و إلى الأمام        هاي فيد باك مني مقابل الفيد باك الذي أنتظره منك            لكن لا تتأثري بهذا التعليق        أريد أن أعرف مكاني الذي أنزلتنيه حسب تعليقاتي السابقة          يعني تجاهلي تعليقي هذا تماما                              السلام عليكم     


3   تعليق بواسطة   سوسن طاهر     في   الخميس ١٨ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31337]

الحق يقال

الأستاذ الكبير عمار أحيي فيك أسلوبك الساخر الذي لا يخلو من مضمون وأقول لك أنني أعتبرك من المعلقين الذين يعلقون بشكل علمي بدليل إختلافك مع الدكتور أحمد صبحي في تدبرك لآية "لا نفرق بين أحدا من رسله" ومع ذلك تعطي الكاتب حقه بغض النظر عن الإتفاق أو الإختلاف . وهذه هى شخصية الباحث الجاد الذي يهدف إلى الوصول إلى الحقيقة .


4   تعليق بواسطة   أنيس محمد صالح     في   الجمعة ١٩ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31352]

لا توجد شهادتين في الإسلام

يعلم الجميع في موقعنا المبارك أهل القرآن, إنني منذ حوالي العام ونصف العام, نشرت دراستي ( لا توجد شهادتين في الإسلام ) على الرابط:

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1949



وأنقسم الموقع حينها إلى نصفين بين مؤيد ومعارض... وألحقتها دراسة أخرى بعنوان ( لماذا نصر ونكابر على إشراك الرسول محمد وإبن عمه مع شهادة الوحدانية لله ) على الرابط:

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2045



والمفارقة العجيبة إنه ثارت العديد من الموضوعات, تحدد من خلالها مفهوم الإسلام في القرآن الكريم, بعدما نشرت دراسة تفصيلية بالقرائن والحجج والدلائل والإثباتات والبراهين من القرآن الكريم, لتحديد مفهوم الإسلام في القرآن الكريم على الرابط:

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1564



ودراسة أخرى بعنوان ( الفرق بين الإسلام والإيمان في كتاب الله ) على الرابط:

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1660



وواضح تماما إن من يعترضون, لا ننكر إنهم كتابا وباحثون, إلا إنه من صفاتهم إنهم يكابرون عن إتباع الحق, حتى عندما يتعلق الأمر بنكران كتب التحريفات والتزويرات المُضلِلة من كتب التاريخ والتراث المكتوبة حروفها بالدماء, وقامت أساسا على العدوان والحرب على الله وكتبه ورسله, عندما قولوا وعظموا وألهوا الرسول محمد وآل بيته ( عليهم السلام ) بعد موتهم بأكثر من مائتي عام!! وحاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا !! بإختلاقهم أديان أرضية وضعية ملكية ( سُنية وشيعية )!!! وأشركوهم وأقرنوهم مع شهادة الوحدانية لله وحده لا شريك له !! ولا يحسون بحرج عندما يستثنون الرسول محمد ( عليه الصلاة والسلام ) عن باقي رسل الله وأنبياؤه ليشركوه ويقرنوه مع شهادة الوحدانية لله وحده لا شريك له, ويأولون الآيات القرآنية ليدحضوا بها الحق وليأكدوا عدم علمهم بمفهوم الإسلام في القرآن الكريم, والفرق بين الإسلام والإيمان في القرآن الكريم.



الله يعينك يا دكتور أحمد صبحي منصور, فالدور عليك الآن لمحاولة إقناع من لا يقتنع, بعدما عانيت أنا منه كثيرا, محاولا ليعودوا إلى الحق ( إسلام وجوههم لله جل جلاله ) وحده لا شريك له, ولو جئتهم بكل آيات القرآن الكريم لما أتبعوا قِبلتك. فلهم دينهم ولنا ديننا ولا إكراه في الدَين قد تبيَن الرشد من الغي.


5   تعليق بواسطة   عمار نجم     في   الجمعة ١٩ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31373]

أستاذة سوسن طاهر/أستاذ أحمد منصور

الأستاذة سوسن طاهر أشكرك على رأيك في شخصي المتواضع و أتمنى أن أكون عند حسن ظنك و ظن كل الإخوة الكرام.

أستاذ أحمد منصور قرات هذه المقالة و لي عليها ملاحظتين:


 أقتطع أولا هذه الفقرة من المقالة:

أولا ـ ارتباط العمل بالايمان أو بالكفر :

1 ـ من يدخل الجنة ليس فقط المؤمنون ولكن (الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) أى لا بد من إيمان خالص وعمل صالح ، لا ينفع أحدهما دون الآخر.

2 ـ العمل الصالح بلا ايمان لن يجدى يوم القيامة ، هناك من يموت على الكفر العقيدى وقد عمل الكثير من الصالحات ، وهو شأن معظم المسالمين من البشر الذين لا يؤمن أكثرهم بالله تعالى إلا وهم مشركون ( يوسف 106 ). يوم القيامة وهم فى النار سيقال لهم على سبيل التأنيب : (ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا) ( غافر 12 ).
البند رقم واحد لا غبار عليه      شرط إعتبار العمل الصالح نتيجة للإيمان و ليس كيانا قائما بذاته.

البند رقم اثنان أرى فيه تناقضا ظاهرا     فأنت تقول العمل الصالح يمكن أن يصدر عن الكافر     و تقول العمل الصالح بلا إيمان لن يجدي يوم القيامة     هذا الكلام غير صحيح لأن العمل الصالح هو نتيجة تالية للإيمان     فلا عمل صالح دون إيمان      فالمؤمن يعمل العمل الصالح و يعمل العمل السيء     أما الكافر فلا يمكن أن يعمل صالحا     الكافر يمكن أن يعمل أعمالا نستحسنها و نراها مفيدة للمجتمع و الحضارة      لكن الله لا يعتبرها أعمالا صالحة      و كما ترى لم يرد في القرآن أن كافرا عمل صالحا      و لم يقترن العمل الصالح بالكفر أبدا      قال تعالى ((وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا))     لاحظ أن الله لم يقل     قدمنا إلى ما عملوا من عمل صالح فجعلناه هباء منثورا      لأن العمل الصالح لا يمكن أن يجعله الله هباء منثورا     لأن العمل الصالح يفهم من إسمه أنه عمل يصلح لإدخال صاحبه الجنة      وقد أشرت حضرتك في غير موقع من هذه المقالة إلى أن العمل الصالح هو عمل صالح لدخول الجنة     أي أنت تعلم و توافق معي على إستحالة الجمع بين الكفر و العمل الصالح      لهذا فالله لم ينسب العمل الصالح إلا للمؤمنين

و أقتطع من المقدمة هذه الفقرة

هو بحث يخاطب الأحياء الذين لديهم الفرصة لمراجعة النفس قبل الموت ، دون أن يفرض رؤيته على أحد ، فكل انسان لديه حرية الاختيار وهو مسئول عن اختياره أمام الله جل وعلا يوم القيامة . ولا بد من إعادة التاكيد أننى ـ كالعادة ـ لا أحكم بكفر احد بشخصه ، ولكن أذكر حقائق القرآن البينات الواضحات فى موضوع الكفر العقيدى و السلوكى طبقا لسياقاتها فى القرآن الكريم ، وفى كل ما أكتب أكون مسئولا عن كل ما أقول يوم العرض على الله جل وعلا يوم القيامة ، ولهذا يستوى عندى أن يقتنع الناس أو يرفضوا .. فالباحث القرآنى يهتم أساسا بقول الحق القرآنى لكى ينجو بنفسه من عذاب يوم القيامة

أظن أنك ناقضت نفسك في هذه الفقرة       فمرة نراك يستوي عندك أن يقتنع الناس أو يرفضوا     و مرة نراك تخشى أن تقول الأمور كما هي و على حقيقتها      لماذا أنت متردد و خائف و لا تريد أن تحكم بكفر أحد بشخصه     ما دمت لديك قناعة بأن كذا و كذا هو كفر سلوكي أو كفر عقيدي       فعليك أن تقول بشجاعة للشخص الذي يسألك ما حقيقته        كان الرسول عليه الصلاة و السلام في منتهى الوضوح     فلا مجاملة و لا مداهنة قال للكافر أنت كافر و دله على طريق الإيمان      لو قال الرسول أنا لا أكفر أحدا بشخصه لما تبعه أحد و لظن الناس أن المسألة فيها أكثر من رأي


6   تعليق بواسطة   عمار نجم     في   الجمعة ١٩ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31374]

نتابع مع الأستاذ أحمد

لكن الرسول قال كلاما واضحا     و القرآن يعج بالآيات التي تتحدث عن الكفر و الكافرين      إذا كنت مثلا ترى الشهادة للرسول إشراك بالله و كفر بالإسلام       فيجب أن تكون صريحا و تقول للذي يقول بالشهادتين أنت كافر      و إلا فإنه سيظن أنك لا تعني ما تقول     وأن الأمر فيه بحبوحة و مساحة للأخذ و الرد      إذا كنت متأكدا من أن الشهادتين كفر فيجب عليك أن تقولها مدوية و واضحة لا لبس فيها     و إلا فإنك إما تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه     أو أنك غير مقتنع بما تقول      إذا كنت غير مقتنع تماما بما تقول فالأفضل ألا تدخل هذا المعترك       فلتقل مثلا الشهادة للرسول ليست واجبة بل مباحة أو تقول يجوز الوجهان        أما ما دمت مقتنعا بأن الشهادة للرسول كفر فعليك أن تواجه الناس بهذه الحقيقة دون تردد      هكذا كان الرسول       حتى بالنسبة للسنة و الشيعة فكل من يقرأ لك يفهم من كلامك أنهم كفار       و لكنك تعود لتقول نحن لا نكفر أشخاص       فما الفائدة من فكرنا إذا كنا سنداهن الناس      كيف سيتنبه الناس إذا كنا نقول لهم لا نكفركم كأشخاص      القرآني يقول الأحاديث ليست من الدين و الدين هو القرآن فقط و معظم الأحايث موضوعة        وهناك من يقول الأحاديث جزء من الدين و أن منها الصحيح و الضعيف و أن إنكارها كفر      فكيف لا نقول لهذا الشخص أنت كافر      أليس هذا هو الإخلاص و هذا هو تبليغ الرسالة     كل الرسل عليهم السلام قالوها و لم يكترثوا للناس     فمن شاء آمن و من شاء كفر     لكن كان واجبا مفروضا على الرسل من الله أن يبلغوا الرسالة لتقوم الحجة على الناس يوم القيامة        أقول هذا الكلام لأنني قرأت كلاما لكثير من الإخوة يعتبون عليك فيه لأنك تقول أن الشهادة للرسول كفر بالإسلام      و يقولون لك يمكنك أن تعبر عن رأيك دون أن تكفرنا        ورأيتك ترد عليهم أنا لا أكفر أشخاص بعينهم بل أفكار و عقائد        و رأيتهم يرفضون ردك و يقولون أنت أستاذ كبير و كلامك له قيمة و إعتبار     و أن تكفير الأفكار هو تكفير لأصحاب هذا الأفكار     أنا بصراحة تامة أرى أنهم محقون في كلامهم       و أنك أنت وحدك تتحمل مسؤولية تمييع الأمور      إذا تجمعت لديك كل الصفات التي تؤدي للكفر في قضية ما       فالمنطق أن يكون من تنطبق عليه هذه الصفات كافرا        لماذا تحاول الفكاك من الصراحة و الحق        أستاذ أحمد إعقلها وتوكل على الله        إذا كنت واثقا تماما من كلامك و مقتنعا به تماما فيجب أن تقول للكافر أنت كافر        أما ماذا بعد التكفير فأنت تعلم أكثر من أي إنسان أنه لا شيء يترتب على التكفير     الكفر حق للإنسان في الحياة الدنيا       حق الكفر مكفول في الإسلام        فلنحذر الناس من الكفر و لا يعنينا بعد ذلك آمنوا أم كفروا     كل واحد على دينه الله يعينه        أما إذا كنت متشككا و غير واثق مما تقول فلا بأس بمراجعة الذات و تصويب الأخطاء      و ليس في الأمر مهزوم ومنتصر      فكما يقولون الرجوع عن الخطأ فضيلة        فضيلة ما بعدها فضيلة      و بالتوفيق في كلتا الحالتين


7   تعليق بواسطة   Saleem Al-Jabery     في   السبت ٢٠ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31379]

فسوق وليس كفرا سلوكيا

أرجو أن يتسع صدر الدكتور منصور لهذا الاختلاف في الرأي لأنه واستنادا إلى القاموس القرآني أو الدلالة القرآنية للمصطلحات فإن ما يسيمه الدكتور أحمد صبحي منصور بالكفر السلوكي ، يسمى قرآنيا بالفسق وليس كفرا ، فعندما يقوم شخص أو مجموعة من الناس بمخالفة تعليمات الله سبحانه وتعالى وبضمن ذلك اضطهاد المؤمنين من اتباع الرسالات السماوية  فهذا يسمى فسوق وليس كفرا سلوكيا والله أعلم


وأستشهد هنا بكتاب الله كما في قوله عز وجل :



(واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه)


(اوادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع ايات الى فرعون وقومه انهم كانوا قوما فاسقين)



(حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالازلام ذلكم فسق)




(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)




(فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون)


دمتم بخير يا دكتور


سليم الجابري


8   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ٢٠ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31386]

الإختيار الصعب .

(احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون)...صدق الله العظيم .


هذا الجزء من البحث الكامل عن (الكفر الإعتقادى ،والكفر السلوكى ) يستحق أن يقرأ مرات ومرات ،لأنه بحق يذكرنا ويطالبنا جميعاً بقراءة القرآن قراءة هادئة متأنية موضوعية حول الإختيار الصعب فى ::


هل نحن على الحق ؟؟


وإذا كنا عليه فهل نحن مستعدون للتضحية من أجله عقائدياً وسلوكياً ؟؟ بمعنى هل نحن مستعدون لإقران الإيمان بالعمل الصالح سراً وعلانية أمام كل المواقف أم لا؟؟


وأعتقد أن محنة القرآنيون الأخيرة هى فرصة ذهبية لنا جميعا لنعيد حسابتنا ونقررونحاسب  أنفسنا إلى أى مدى نحن مستعدون لإعلان مواقفنا الحقة أمام الباطل وجحافلة؟؟ .


....فشكراً لأستاذنا الدكتور منصور -على مجهودة فى تجلية حقائق الإسلام والقرآن ،وتذكيرنا بآيات القرآن العظيم .


وشكراً لكم جميعا على وجودكم ضمن قافلة (اهل القرآن) الإصلاحية .



9   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   الأحد ٢١ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31431]

لماذا الإصرار!!!!!

المقال واضح في ذكره للفارق بين الكفر عقيدة وسلوكا ولا يتطرق للحكم وقالها الدكتور بصراحة وبأسلوب مباشر ، ولم نتعود منه على غير ذلك، فلماذا الإصرار والإلحاح من بعض الناس على اقحام فكرة التكفير لأشخاص ؟؟؟!!!!ما الهدف من ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يكفي أن نقرأ في بداية المقال هذه الفقرة .. (( ولا بد من إعادة التاكيد أننى ـ كالعادة ـ لا أحكم بكفر احد بشخصه ، ولكن أذكر حقائق القرآن البينات الواضحات فى موضوع الكفر العقيدى و السلوكى طبقا لسياقاتها فى القرآن الكريم ، وفى كل ما أكتب أكون مسئولا عن كل ما أقول يوم العرض على الله جل وعلا يوم القيامة ، ولهذا يستوى عندى أن يقتنع الناس أو يرفضوا .. فالباحث القرآنى يهتم أساسا بقول الحق القرآنى لكى ينجو بنفسه من عذاب يوم القيامة. )) أنا شخصيا قد حثني المقال على أهمية العمل الصالح  مدعوما بآيات من القرآن أقف أمامها مبهورا ولا يسعني إلا التصديق والإذعان، وهذا هو مايجب أن ننتبه إليه ولا يأخذنا الجدل العقيم  إلى غير ذلك ، إلا إذا كان هذا الجدل مقصود لذاته وعليه فلكل إنسان ما اختاره لنفسه إن خير أو شر فعليه تبعته


10   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الأحد ٢١ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31432]

لا للتكفير

لا للتكفير ولا للتخوين هذه الشعارات يؤمن بها أهل القرآن ، ويؤمن بها أي وطني يحب بلاده ، نعم للخلاف في الرأي ، ولكنه الخلاف الذي لا يفسد للود قضية . نعم للتمسك بالرأي ولكن لا لفرضه على الآخرين بطريقة أو بأخرى ، نعم للمناقشة الحرة ولكن لا للتفتيش في العقائد والصدور والحكم عليها لأن هذا المجال لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . وأعتقد أن أهم ما يميز أهل القرآن عن غيرهم هو عدم تكفيرهم للآخر ومهما حاول بعض الخصوم جر أهل القرآن إلى ساحة التكفير فلن يفلحوا إذن أبدا ، لأن تكفير الأشخاص يتناقض مع آيات القرن الكريم أولا فضلا عن تناقضه مع مبدأ الوطنية . ولهذا لن ينجرف أهل القرآن لهذا المستنع مهما كانت المحاولات .


11   تعليق بواسطة   عمار نجم     في   الإثنين ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31439]

الأستاذين الكريمين فتحي مرزوق و أيمن عباس

واضح تماما أنكما تردان على تعليقي السابق و لهذا وجب علي توضيح بعض النقاط

الرسل جميعا عليهم السلام كانوا يكفرون الأفكار و الأشخاص    فهل نحن أكثر إنسانية و رحمة منهم و هل نحن أحرص على مشاعر الناس منهم    هل تتخيلون أن رسول الله محمد عليه الصلاة و السلام كان يقول للكفار أنا لا أكفر أفراد بذاتهم؟   أم كان يقول لهم أنتم كفار و يدلهم بعد ذلك على طريق الحق و الفلاح!!    كلمة كافر كلمة لها مدلول خاص يتعلق بالعقيدة فالذي ينكر أن محمدا هو رسول الله هو شخص كافر و الذي ينكر الصلاة هو شخص كافر    و أهم من ذلك هو أننا عندما نقول للشخص أنت كافر فهو مجرد تشخيص للحالة    أي تشخيص للمرض    و بالتالي هو مقدمة لوصف العلاج     تماما كما يفعل الطبيب عندما يقول للمريض أنت مريض    هل يجوز أن يقول الطبيب أنا أشخص أعراض المرض و لا أشخص أفراد بذاتهم     أصلا الغاية من دراسة أعراض المرض هي معرفة الأفراد الذين يعانون منه من أجل معالجتهم     و على المريض أن يشكر الطبيب لأنه دله على مرضه      نفس الأمر ينطبق على رسل الله و أنبيائه و الداعين إليه في كل زمان و مكان    هم يشخصون الكفر و يدلون الناس على طريق الإيمان     و يستحقون الشكر و التقدير لأنهم يهدون الناس و ينيرون لهم الطريق     و نحن إذا قلنا للكافر أنت كافر فنحن نريد له الخير لأننا نحذره من الضلال الذي يتيه فيه     و هو بالمقابل عليه أن يشكر من نبهه و حذره بغض النظر عن موقفه من الداعي و دعوته      كي تتضح الصورة أكثر أقول    عندما يتحاور مسلم و مسيحي     يدعو المسلم المسيحي للإسلام و يحذره من الكفر و الضلال و يدعو المسيحي المسلم للمسيحية و يحذره من الكفر و الضلال      نلاحظ هنا نقطة في غاية الأهمية     المسلم يريد الخير للمسيحي و لذلك فهو يدعوه للإسلام كي ينجو من عذاب الحريق     و أيضا المسيحي يريد الخير للمسلم و لذلك فهو يدعوه للمسيحية كي ينجو من عذاب الحريق     أي أن التكفير ليس إلا تشخيص للمرض مع وصف الدواء     و لا داعي أبدا للغضب و التخاصم     بل على العكس على كل منهما أن يشكر الآخر على حرصه و رغبته الصادقة في وضعه على طريق الحق كما يراه     يعني ما المشلكة إذا قال لي المسيحي أنت كافر و عليك كي تدخل الجنة أن تتحول إلى المسيحية     بالعكس أنا أقدر فيه أنه يريد لي الخير و النجاة     لو قال لي أنت كافر و ستدخل النار و لا سبيل لدخولك الجنة و سكت بعد ذلك    أي لم يصف لي الدواء (أو منع عني الدواء)     فعندها سأقول له مت بغيظك و حقدك    مثلا اليهودي يقول للمسلم و المسيحي أنتم كفار ولكنه لا يدعوهم إلى اليهودية أبدا     و المشين العجيب أنه لا يمكن أن يعتنق الإنسان اليهودية إلا بالوراثة     فالدم عندهم هو الأساس    أي اليهودي لا يريد الخير للناس و يريد الجنة له وحده من بابها لمحرابها     فهم شعب الله المختار و غيرهم من البشر هم حطب النار     الخلاصة: نعم عندما نضع صفات و مواصفات للكفر فعلينا أن نقول لحامل هذه الصفات أنت كافر و علينا أن ندله على الصراط المستقيم كما نراه    وعليه هو أن يشكرنا إذا كان فعلا صاحب عقل و منطق سواء قبل دعوتنا أو رفضها لأن الدافع وراء كلامنا هي رغبتنا في نجاته و فلاحه     و لذلك فلا مبرر لغضبه و إستنكاره     أما إن كان أرعنا أو أحمقا فهذه مشكلته هو    هكذا فعل كل الرسل عليهم السلام     إذن لنحصر النقاش في نقطة واحدة هل كذا و كذا هو كفر    إذا اقتنعنا بأنه كفر فيجب علينا أن نقولها واضحة مدوية     لأن الله فرض علينا أن نقول لمن يحمل هذه الأفكار أنت كافر       السلام عليكم


12   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الإثنين ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31440]

الأستاذ الكريم عمار

شكرا على ردك ولكني اؤكد عى أنه لا للتكفير وهذا إقتناع وهذا ما أفهمه من القرآن العظيم ، ليست قضيتنا هو إصدار أحكام التكفير فهذا كما تعرف هو من خصائص رب العالمين ،وهو وحده كما تعرف الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ،لذلك من يريد هذا فهو شأنه مسئول عنه أمام الله وليجهز حجته ، أما عن نفسي فلن أتقمص دور الله سبحنه وتعالى . والدكتور أحمد يؤكد في كل مقالاته على هذ’ا وكثيرا من كتاب هذا الموقع ، وهذا من أدب الحوار الذي تعلمناه من القرآن الكريم ، وهذا ما أراه مفروضا على من قبل القرآن العظيم ، وليس مبررا لنا أن نقول مادمنا نتعرض لحملات تكفير فعلينا الرد بالمثل وأرد على هذا بالآية الكريمة


({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8 ) . أي علينا بالعدل حتى مع من لا يستخدمه معنا لماذ ؟؟؟؟  لأنه (هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) وهذا ما أتمناه ويتمناه كل فرد يبغي النجاة من النار أن تنتهي حياته وهو عند الله من المتقين حيث ينجو بنفسه من الخلود في النار .


13   تعليق بواسطة   عمار نجم     في   الإثنين ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31442]

الأستاذ الكريم أيمن عباس

كل كلامي يتمحور حول فكرة رئيسية هي أنه عندما نقول عن شيء  ما (قول أو عمل)  أنه كفر بالإسلام فيجب أن نقول عن الشخص الذي يفعل أو يقول هذا الشيء أنه كافر         العملية تلقائية أوتوماتيكية و لا تحتاج ذكاء و عبقرية             و في النهاية الكفر و الإيمان لا دخل له بالمواطنة و الحقوق المدنية      و القرآن هو الذي يحثنا على أن نبلغ الرسالة و أن نسمي الأمور بأسمائها دون مواربة        فلماذا تفترض أن تكفير فئة معينة يقتضي التعارض مع القرآن و مبدأ الوطنية          معلوم أن الإسلام يكفل حق الكفر للجميع          و الحساب على رب العباد يوم الحساب        المشكلة أنكم تحملون الكفر أكثر مما يحتمل              و تساوون بينه و بين الإجرام        وشتان بين الإثنين       السلام عليكم


14   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الإثنين ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31448]

مفتاح الجنة والنار وعقدة الفرقة الناجية ..

يبدو أن الدكتور اجمد اصبح لا يملك فقط حقائق القرآن .. قائلا :
ولا بد من إعادة التاكيد أننى ـ كالعادة ـ لا أحكم بكفر احد بشخصه ، ولكن أذكر حقائق القرآن البينات الواضحات فى موضوع الكفر العقيدى و السلوكى طبقا لسياقاتها فى القرآن الكريم "
هذا رغم أن القرآن ليس فيه أي شيء اسمه كفر عقيدي وكفر سلوكي .. هناك فقط إيمان وكفر وفسوق .. والحكم علي اي منهم هو لله فقط ..
ولكنه ايضا اصبح يملك مفاتيح الجنة والنار .. لأنه في رأيه .. أصبح يعرف من هو صاحب الكفر العقيدي الذي لن ينفع معه العمل الصالح ومن هو صاحب العمل السيء الذي رغم ايمانه بإله واحد لن ينفع له هذا الايمان ..
بعد قراءة هذا المقال تأكدت وماقبله عن الشهاديتين أن حكاية الفرقة الناجية متغلغلة في عقول المسلمين بكل التيارات لا يختلف في هذا قرآني عن سني عن شيعي ..
حسب هذا المقال وماسبقه تأكدت أنني ومن وجهة نظر الدكتور احمد ومعي الكثير حتي ممن يتعاطفون معه مثل المستشار شريف والاستاذ فوزي فراج.. هم في الجقيقة كفار عقائيا ولن ينفع لهم أي عمل صالح عملوه .. فنشكره
ولكن مع تقديم اعتذاري له .أؤكد له أن ثقتي في الله ورحمته التي تتسع لكل البشر هي اكبر كثيرا من ثقتي في الدكتور احمد أو ابن باز أو الخميني أو أي شيخ ازهري .. وفي الحقيقة لا يوجد اي فرق بينهم الا هل نقبل السنة أم لا وهل هي سنة الصحابة أم هي سنة اهل البيت ..

15   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31452]

قليل من الحب ،كثير من الإنصاف يا دكتور -عمرو

دكتورنا الكبير - عمرو إسماعيل .ليس المهم الحب او التعاطف بقدر ما نحن فى حاجة إلى الإنصاف .دكتورنا الكبير -داعية حقوق الإنسان والعدل والمساواة والمواطنة والحرية ،هل من العدل أن أصنفك ضمن فريق يضم (فتحى سرور -و- صفوت الشريف - وصلاح نصر -و معاون مباحث قسم أول المنصورة - ومعاون مباحث قسم المنتزه بالإسكندرية -وجلادو مباحث أمن الدولة -؟؟؟؟) بالتأكيد لا تقبل ،وبالتأكيد إذا فعلت أنا ذلك سأكون من الظالمين ،لأن هناك فرق بينكم وبين كل هؤلاء ،فأنت تدعوا لإحترام الإنسان ،وهم يدعون إلى سحقه وإستعبادة وقتله وإذلاله وتعذيبه وإمتهان كرامتة فى كل لحظة سواء بالتشريعات أو بالعصا والكرباج ....


ولذلك يا صديقى العزيز - ليس من العدل والإنصاف ان تضع المنهج القرآنى الإصلاحى السلمى ودعاته ،وعلى رأسهم أستاذنا الدكتور منصور -فى نفس الخندق مع (إبن باز- ومشايخ الأزهر - والسلفين وأهل السنة والآيات الشيعية ،وفلول كل إولئك من المتطرفين ،والقتلة والسفاحين .).. فشتان ما بيننا وبينهم ،وما بين منهجنا ومنهجهم ،وما بين الدكتور منصور - وبين مشايخهم ....


ثانيا -انا أرى أن الموضوع أبسط مما تتخيل ،ولكنك تحصر نفسك فى زاوية ضيقة للغاية من زوايا أركانه ، وهى - لنفترض أن استاذنا الدكتور منصور - قد إكتشف ألف معلومة جديدة من حقائق القرآن ،وصدع بها على الناس ونشرها هنا وهناك ثم جمعهم ونشرهم جميعاً على موقع أهل القرآن ،ثم قمت حضرتك بقرائتها كلها (وأنا اعلم أنك قارىء ومتابع جيد لكل كتابات سيادته) ،فوافقت على 980 معلومة ،ورفضت العشرين (20) الباقيات .الا يعتبر هذا إنجاز لا يحظى به أى كاتب أو مفكر مهما كانت درجة افكاره وعبقريته ونبوغه العلمى؟؟؟ ان يحصل على هذا الكم من الموافقة على اراءه من قارىء محايد مثلكم ؟؟


فيا صديقى الحبيب .دعك مما لم يعجبك من فكره ،وسطره ودونه فى أجندتك الخاصة ،وقم ببحثه أنت ولا تلتفت لأقوال هذا أو ذاك ،ثم أئتنا بنتيجة بحثك لنقرأها ونقارن بينكما ،ونحن كباحثين عن الحق والحقيقة ،وتابعين له أينما كان ،سنرجح الحجة الدامغة ،والحق المستبين ،بغض النظر عن قائله ،(سواء سيادتكم أو سياداته ) ..


.هذه من ناحية ،ومن ناحية آخرى . فأنا أرى أن الدكتور - منصور - يعرض نمازج فكرية للإيمان والكفر ،قد تنطبق على هذا أو ذاك أو أو هو أو هى أو هم أو اللذين ،.والهدف منها العظة والعبرة والتذكرة لنا جميعاً ،وحماية لنا ولأهلينا وأحبابنا من نأتى يوم القيامة ونحن خاسرين لأعمالنا  ،وكنا نحسب اننا نحسن صنعاً فى الدنيا .وكذلك  فهو يصيغ التذكرة بصيغة عامة ،ولا يفرضها على أحد ولا يكره  عليها أحد ، أو على أن يتذكر أو لا يتذكر بها أحد  ،ويدافع عن حرية الناس فى إعتقادهم وتدينهم وحياتهم المدنية وحقوقهم الدنيوية ...


.فهل بعد كل هذا يستحق منك أن تضعه مع (إبن باز - وإبن طنطاوى- وإبن خمينى - وإبن برزريه ؟؟؟؟) ..


16   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الإثنين ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31455]

بل هو كثير من الأمل ..

ألا تفقد فكرة جيدة الكثير بسبب القليل ..

17   تعليق بواسطة   عبد الله العراقي     في   الأربعاء ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31528]

كيف يكون كافرا ومؤمنا في نفس الوقت؟؟

كيف يكون كافرا ومؤمنا في نفس الوقت؟؟


18   تعليق بواسطة   عبد الله العراقي     في   الأربعاء ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31529]

خطا اساسي في تفسير الايه عند الدكتور احمد

هناك خطا اساسي في تفسير الايه عند الدكتور احمد حيث انه ظن انه ايمانهم في الايه( قُلْ يَوْمَ



الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ) ظنّ ان ايمانهم كان قبل يوم الفتح.



والصواب هو انه لما راو اهوال يوم الفتح فانهم قد امنوا وعندها لن ينفعهم ايمانهم. الدليل



الايات التاليه من سورة غافر:

فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ {40/ 84} فَلَمْ يَكُ



يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ



{40/ 85}

 


19   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31534]

الأخ العراقى

أخى الكريم الآية الكريمة (قلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ)  من سورة السجدة ، تتحدث عن احد مواقف يوم الفتح (اى يوم القيامة) أى فى هذا اليوم لن ينفع الذين كانوا يعتقدون أنهم مؤمنون ،وهم فى حقيقة الأمر كافرين إيمانهم ،لأن الله سيحبطه ...


أما الآيات الكريمات (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ). من سورة غافر فإنهن يتحدثن عن الإيمان اللحظى للمجرمين عند الإهلاك الدنيوى مثلما حدث مع فرعون موسى وإعترافه بألوهية رب العالمين عند الغرق .فهذه حالة وتلك حالة ،وهذا يوم وذاك يوم آخر .ولكن ما يجمع بينهما هو ان الله جل جلاله لا يقبل إيمان الكافرين فى الحالتين ...


وبذلك أعتقد أن فهم الدكتور منصور للموضوع صحيح ،وعليكم انتم مراجعة الموضوع مرة آخرى . 


ولكم التقدير والترحاب على هذا الموقع المبارك فأهلا بكم وسهلا.


20   تعليق بواسطة   عبد الله العراقي     في   الجمعة ٢٦ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31614]

خطا اساسي في تفسير الايه عند الدكتور احمد

 السلام عليكم ورحمة الله ,وهدانا واياكم الله

اولا البينه على من ادعى فانت تقول ان ايمانهم المعني من الايه هو قبل الفتح وهذا تخصيص



منك لا دليل عليه نهائيا لماذا لا يكون بعد الفتح(بعد رؤية العذاب) خصوصا وان كل البشر



بعد رؤية العذاب سوف يعرفون الحقيقه . فانت كما ترى في سورة غافر انهم امنوا بعد



رؤيتهم عذاب الدنيا  افليس الاولى ان يؤمنوا بعد رؤية عذاب الاخره؟؟ . كما ان وجود



كلمة ( ولا هم ينظرون )تعطي مؤشرا على هذا فهي تؤكد لنا انهم لن يمهلوا ليؤمنوا وهذا



لانهم اصلا لم يكونوا مؤمنين قبل الفتح والا كان الامهال لغوا لانهم حسب قول د احمد انهم



كانوا مؤمنين طوال فترة الدنيا؟؟

ثانيا هناك ايات تدل على امتناع وجود الكفر والايمان، نعم هناك ايات تدل على اشتراك



الشرك مع الايمان كما في الايه(وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون)

مثال على امتناع وجود الكفر والايمان:

أِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ {2/6}

 إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ {8/55}

الايه الثالثه هي الايه التي ذكرها د احمد نفسه وهي

 ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا  {40/ 12} فلم يقل وان يكفر



به تؤمنوا بعد ان كان هذا هو الاولى من سياق الايه(كلمة كفرتم)



نستنتج من هذه الادله على خطا ماذهب اليه احمد منصور وما ذهبتم اليه من الايمان كان قبل



الفتح.




21   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٢٦ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31627]

لقد مللت ممن يقرأ قليلا ثم يسارع بالاعتراض ..

أرجو من القادمين الجدد للموقع أن يقرءوا لى ما سبق كتابته قبل ان يسارعوا بالاعتراض ، ليوفروا وقتى ووقتهم .


الاستاذ العراقى يادر بالاعتراض دون أن يكلف نفسه قراءة ما قلته فى المقال السابق حول معنى الكفر و ما فيه من ايمان قليل : وأنقله بايجاز ( 

أولا : ـ لمحة لمعانى الكفر والشرك فيما يخص العقيدة والايمان القلبى :

1ـ الكفر و الشرك سواء .... ، , والله تعالى وصف المزارعين بالكفار، فالزارع كان يطلق عليه فى اللغة العربية "كافر" لأنه " يكفر الزرع " اى يغطيه بالتراب والماء لينمو. وجاء هذا المعنى فى القرآن الكريم ( 57 / 20 ).

3 ـ لقد خلق الله تعالى البشر بفطرة نقية لا تعرف تقديسا الا لله تعالى ولا تعرف غيره جل وعلا ربا والاها و معبودا ووليا وشفيعا ونصيرا ( 30 / 30 ). ثم تأتى البيئة الأجتماعية وموروثاتها الدينية فتغطى تلك الفطرة النقية بالاعتقاد فى آلهة وأولياء و شفعاء ينسبونهم الى الله تعالى زورا، بزعم أنها تقربهم الى الله تعالي زلفا أو أنها واسطة تشفع لديه. ذلك الغطاء او تلك التغطية هى الكفر بالمعنى الدينى . و فى نفس الوقت فان ذلك هو أيضا شرك لأنه حول الألوهية الى شركة وجعل لله تعالى شركاء فى ملكه ودينه.

4 ـ أى أن الكفر فى داخله ايمان ولكنه قليل ، وكذلك الشرك ، ففى داخل الكفر والشرك بعض الأيمان حيث يؤِمنون بالله ايمانا ناقصا اذ يجعلون معه شركاء فى التقديس , أو يأخذون من مساحة التقديس ـ التى ينبغى أن تكون لله تعالى خالصة ـ ويعطونها لمن لا يستحقها من البشر والحجر. وبهذا يجتمع ذلك الايمان ـ الناقص ـ بالله تعالى مع الايمان بغيره أي بتأليه البشر و الحجر. ولهذا وصف الله تعالى أكثرية البشر بأنها لا تؤمن بالله إلا أذا آمنت معه بغيره ، وهذا هو حال المشركين (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) يوسف / 106 ) ، فالشرك يعنى وجود إيمان بالله لكنه إيمان ناقص حيث يؤمن بالله تعالى ويؤمن أيضا بوجود آلهة أخرى معه.

5 ـ وهذا الايمان الناقص فى عقيدة الشرك سيؤدى بأصحابه الى النار يوم القيامة .

والله تعالى لا يأبه بذلك الايمان القليل لأنه " كفر" أى غطى الفطرة بتقديس غير الله . والفطرة كما جاء فى القرآن الكريم تجعل الالوهية لله وحده .

وقد لعن الله تعالى الكافرين بسبب إيمانهم القليل بالله (وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) ( النساء46.) وأكد أن أيمان الكافرين القليل لن ينفعهم يوم القيامة (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ) ( السجدة29 ).   )


22   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٢٦ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31630]

تابع

وهناك مقال أسبق فى النشر جاء بالتفصيل عن معنى الاسلام و معنى الكفر ومعنى الطاغوت .. وتكرر نفس الشىء فى بحث الاسلام دين السلام . وحين أكتب بحثا جديدا يكون بناء على ما سبق مع الاشارة اليه أحيانا ، مفترضا أن هناك قارىء جاد يريد أن يعرف ويتعلم ، لا لكى يقرأ مقالا ثم يبادر بالرد دون ان يتعلم مما سبق ...


أقول وأكرر .. هذا موقع علمى .. وليس مصطبة للدردشة .. واللغو ..


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4984
اجمالي القراءات : 53,465,521
تعليقات له : 5,329
تعليقات عليه : 14,630
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي