تعليق: كم رواتب حُكام العرب ؟؟؟ | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: التأصيل القراني لفهم عقلية الخوارج . | تعليق: آبى أحمد يسخر من السيسى وحُكام السودان . | تعليق: أين بنات وسيدات حُكام الخليج ؟؟ | تعليق: يرحم الله السادات . | تعليق: يتبع.../... | تعليق: ملحق للمقال، لعله يحدث في بعض القلوب الغافلة أمرا، | تعليق: ترجمان القرآن وأموال اليتامى والنسوان: | تعليق: جمهورية (فتوى سيسىتان ) | خبر: ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على الأدوية بنسبة 200% | خبر: الجنائية الدولية تصدر مذكرتي توقيف بحق زعيم حركة طالبان في أفغانستان وكبير قضاتها لاضطهادهما النساء | خبر: القادة العشرة الأعلى أجراً عالمياً في 2025 | خبر: ارتباك عالمي مع اقتراب تنفيذ ترامب تهديده بالعودة للرسوم العالية | خبر: كيف يعيد الغرب استعمار أفريقيا عبر أجندة المناخ؟ | خبر: إيلون ماسك يطلق حزبًا سياسيًا.. هل يهز عرش الديمقراطيين والجمهوريين؟ | خبر: مصر.. حزب سياسي يكشف عن خسائر 600 مليون دولار بسبب فشل حكومي | خبر: حمام العسل أحدث وسيلة للتعذيب في سجن بصحراء مصر الغربية | خبر: معتقلون مصريون سابقون... غادروا السجون ولم تغادرهم | خبر: الفاتيكان: تعيين رئيس جديد للجنة المعنية بالاعتداءات الجنسية التي يرتكبها رجال الدين | خبر: تأشيرات مشروطة وجنسيات مهددة بالإلغاء: كيف تعيد إدارة ترامب تعريف المواطنة في أمريكا؟ | خبر: «الدستورية العليا» تفصل في دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم غدا | خبر: بدعوة ألمانية.. قمة أوروبية طارئة في بافاريا 18 يوليو لتعديل منظومة اللجوء | خبر: عندما تلتهم أعباء الديون إيرادات موازنة مصر | خبر: نصف مليون سوري يعودون لبلادهم ضمن موجة العودة الطوعية المتصاعدة |
عندما يكون العقل في محنة

كمال غبريال Ýí 2014-08-14


 
نعم الإعلام له مهمة تنويرية، في شعوب مثل شعوب منطقة الشرق الأوسط، لكن هذا لا يمكن أن يعني أن يتحول الإعلام بالكلية إلى مجرد بوق للحاكم، وأن يتلاشى دور الإعلام الأساسي، في عرض حقائق الواقع العيني للجماهير بأمانة وشفافية. كما لا يمكن أن يعني اختصار التنوير المزعوم، في تحويل رؤية الحاكم إلى دوجما سياسية، تضاف إلى أخواتها من صخور الدوجما، التي تعترض سريان نهر التنوير الحقيقي بالمنطقة.
أفهم أن يجتمع رئيس جمهورية مصر بقيادات السلطة التنفيذية التي يرأسها، لبحث الخطوات القادمة، لتحقيق الإنجازات المنتظرة، فهؤلاء هم "أهل الفعل". أما اهتمامه الذي يبدو زائداً بالإعلاميين "أهل الكلام"، فأمر مثير للقلق. فالمفترض أن "أهل الكلام" يلهثون خلف "أهل الفعل"، لمتابعة إنجازاتهم ونشر أخبارها، لا أن يلهث "أهل الفعل" وراء "أهل الكلام"، لتجييشهم، باسم "إعادة تشكيل الوعى العام لدى المواطنين"، فهذا شعار براق وسيف ذو حدين. قد يستخدم في نشر ما عرفته شعوب العالم من تنوير، كما قد يستخدم لخلق عالم مواز، من الانتصارات والإنجازات الوهمية، تعمي العيون عن حقائق الواقع الفاشل. عفواً، لا أظن الوطنية حفلات طبل وزمر جماعي، فلقد جربنا هذا، وانتهى بوكسة 1967. الوطنية احترام للنفس، وعمل جاد وشاق ومدروس، من أجل إنتاج حقيقي، كاف لتوفير ما نصبو إليه من حياة أفضل. نعم تجييش الإعلاميين وتوظيفهم في عملية حشد ديماجوجي، قد يراه الحاكم أمراً ضرورياً، لكي يستطيع تجميع الشعب خلف هدف نبيل يقول أنه يسعى إليه، بعد حالة التشظي والتشرذم، التي ترتبت على "هوجة 25 يناير 2011". لكن هذا الحشد الإعلامي الكاسح، قد يستخدم أيضاً للتعتيم على ما يحدث حقيقة على أرض الواقع، وعلى خنق أصوات التنوير التي نحن في أمس الحاجة إليها.
المصريون وسائر شعوب الشرق يحتاجون بالفعل إلى "إعادة تشكيل الوعى العام لدى المواطنين"، فالحادث أننا أسرى أفكار وقيم ومفاهيم الماضي، التي وإن افترضنا أنها كانت صالحة في حينها، إلا أنها الآن كما نرى، صارت بمثابة أغلال تقيد أيادينا وأرجلنا، بل وتسحبنا إلى السقوط في هاوية الوحشية البدائية البشرية الأولى، وفق ما نراه من مهازل وجرائم دولة داعش الإسلامية. الحاضر هو ابن للماضي، ويحمل صفاته الوراثية. ويتطلب التقدم أن نحاول قدر المستطاع الفكاك من أسر الماضي، لنغرس نبتات جديدة، تثمر مستقبلاً مختلفاً. إذا سد علينا الماضي كل السبل، فليس أمامنا للوصول للمستقبل الأفضل، إلا أن ننسف هذا الماضي، كما ننسف الجبال لشق طريق جديد.
في مصر التي هي أكثر دول مجموعة "الربيع العربي" استقراراً، بعد نجاح شعبها وجيشها في القيام من كبوة السقوط تحت أقدام ذئاب الظلام وجمهوريتهم الدينية، لا يبدو الحال مبشراً، بالسعي الجاد نحو تجديد فكري، يجفف مستنقعات إنتاج فكر الإرهاب وذئابه، ممثلة في أعرق مؤسسات الدولة المصرية. فمازالت مقررات الأزهر الدراسية على حالها، تلقن النشء أفكاراً مفارقة للزمان والمكان. ومازالت دعاوى الحسبة سيفاً مسلطاً على دعاة التنوير وتنقية التراث، رغم الظن بأن النائب العام، الموكل إليه رفع قضايا الحسبة، لابد وأن يفرق بين الآراء التي تتضمن ازدراء للأديان، ما يجرمه القانون، وبين اختلاف الرؤى الدينية، لدى أصحاب العقيدة الواحدة. تجري الآن محاولات مستميتة، لسد الثقوب التي يصنعها بعض المارقين في جدار الظلمة.
في بلادي محظور أن تقلب الأرض السبخة. محظور أن تتأفف من رائحة العفن. محظور أن تفتح النوافذ فيتسلل النور. محظور أن تزعج المنطرحين على أرصفة المقاهي وأعتاب أوكار الحشيش والأفيون. في بلادي من حقك أن تأكل وتشرب وتتناسل. من حقك أيضاً أن تكره وتُكَفِّر وتُخَوِّن وتَسُبَّ الآخرين. لكن إحذر من عدوى التفكير، فهي توردك موارد الهلاك. أعتقد أن ما ينقص الشعب المصري، بأكثر من القدرة على التفكير، هو شجاعة التفكير. ربما نحتاج لأن نكنس من جماجمنا تلال من النفايات. وأن نغسلها بالماء والصابون. ثم نبدأ من نقطة الصفر. نقول هذا في مقابل ما يروج بالساحة المصرية الآن، ويشير إلى أن لسان حال أصحاب الفضيلة والقداسة في المؤسسات الدينية المصرية يكاد أن يقولها لنا صريحة، أنه "من البلاهة أن تطبخ طعامك، في حين يمكنك طلبه جاهزاً من المطعم. ومن الحماقة أن تعمل عقلك، ولديك مؤسسات دينية تعطيك إجابات جاهزة لكل المشاكل والأسئلة". هذا التمسك "بالنقل"، والإصرار على عدم إعمال "العقل"، أيرجع بالدرجة الأولى إلى عجز طبيعي في قدرات العقل، أم هو الاعتياد والتنشئة منذ الصغر، أو أن العقل المصري قد ضمر من عدم الاستعمال، وأصبح أشبه بالزائدة الدودية؟
لن نجد تسامحاً وحرية رأي، طالما لم يتوصل الناس لرؤاهم بأنفسهم، وظلوا يعتمدون على النقل وليس العقل، فيرددون ثوابت أصحاب الفضيلة والقداسة، بلا وعي حقيقي بما يرددون. الإنسان المفكر يتقبل عادة النقد والمراجعة، أما الناقل عن أسياده أصحاب الفضيلة والقداسة، فيعتبر النقد لما يردد، جريمة ترتكب في حق نواب الإله على الأرض، وليس غريباً عليه هكذا أن يلجأ إلى رجم الناقد بأحجاره وبذاءاته. عبثاً تنتظر من دولة دينية أو شبه دينية، ذات النتائج التي لا تتحقق إلا في ظل دولة علمانية صريحة مستقيمة.
 
 
Kamal Ghobrial
Alexandria- Egypt
+201223864061
 
 
اجمالي القراءات 8346

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-03-23
مقالات منشورة : 598
اجمالي القراءات : 5,942,298
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 264
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt