كتبت - ولاء حامد:
ربما قد قابلته فى يوم من الأيام.. فى محطة من إحدى محطات مترو الانفاق المتكدسة بالركاب.. أوعيناك قد وقعت عليه مترجلاً بين العربات حاملاً ''كرتونة ملونة'' أو أكثر على ساعديه الضعيفين.
الطفل زياد - لم يتجاوز عمره العشر سنوات - يعمل منذ 3 سنوات بعدما توفي والده الذى كان يعمل ''سائق تاكسي'' ليكون هو المسئول عن تلك الأسرة التي تتكون من أم وشقيقتان داخل منزل صغير بمنطقة شبرا الخيمة.
''أنا مبنزلش الشغل غير لما أكتب الواجب بتاعي''.. كانت تلك الكلمات التي نطق بها الطفل زياد المقيد بالصف الرابع الابتدائي بإحدى المدارس الحكومية فى إشارة إلى مواعيد عمله التي أصبحت شبه يومية بعدما باتت أمه عاجزة على كرسى متحرك إثر حادث سيارة أثناء بيعها ''المناديل'' منذ 4 أشهر.
يرفض الطفل الذى لم يتخط العاشرة من عمره عمل شقيقته التي تكبره في السن: ''أنا راجل ودى مسئوليتي.. وربنا بيرزق '' .
من عباراته تشعر ببراءة الاطفال وتحمل المسئولية كالرجال فى آن واحد: '' الحمد لله أهى ماشية.. أنا اتعودت ع الشغل ومينفعش أقعد فى البيت ولا ينفع أشحت وأمد أيدى.. لازم آكل أنا وأمى وأخواتى بالحلال ''، هكذا يصر زياد على تحمل مسئولية أسرته الصغيرة من خلال بيعه ''فوانيس صغيرة'' فى عربات المترو.
''أنا مش عايز حاجة من حد.. بس يارب يكون الرئيس الجديد طيب.. ويتقى الله فى الناس الغلابة ''.. هذه كانت أقصى أماني الطفل زياد الذى يتمني أن يصبح مهندساَ رغم ظروفه الصعبة
