آحمد صبحي منصور Ýí 2012-05-15
كتاب (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ).
الباب الأول : (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الاطار النظرى )
الفصل الأول : ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر اسلاميا وقرآنيا )
سادسا : إصلاح الأغلبية الصامتة لتحاشى هلاك المجتمع
قراءة لسورة ( هود ) بحثا عن وسائل لتفادى الهلاك : ( الجزء الثالث ):
عرض للجزء الثالث من سورة هود :
أولا : تعليق على ما سبق من قصص الماضين :
1 ـ بعد قصّ القصص قال جل وعلا :(ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100)، أى من تلك القرى التى قصّ رب العزة قصتها ما يزال قائما بآثاره ن ومنها ما اندرس ولم يبق منه أثر. وقلنا من قبل إن مصطلح ( القرية ـ القرى ) يعنى الدولة والمجتمع الذى قد يضم مدينة ومدنا .
2 ـ وتلك القرى البائدة المهلكة ـ بفتح اللام ـ ظلمت نفسها بتمسكها بعبادة آلهة كانت تتوسل بها ، وحين جاء الهلاك لم تنقذهم تلك الألهة المزعومة ، وما زادوهم إلّا خسارا ، أى فهم الظالمون لأنفسهم ولم يظلمهم رب العزة : ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) .
3 ـ وهكذا كان تدمير رب العزّة جلّ وعلا للقرى الظالمة ، وهو عذاب شديد :(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) .
4 ـ وبعد الحديث عن الأقوام الهالكين الماضين ، يتجه الخطاب لعصر القرآن الكريم للعظة . يعظهم ليس فقط الاهلاك فى هذه الدنيا ، بل ما هو أكبر وهو عذاب الآخرة الذى سيشهده البشر جميعا (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103).
5 ـ وتأتى أوصاف هذا اليوم ، فهو يوم قد إقترب ، وهو أجل معدود :( وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104)
6 ـ وفى هذا اليوم لن تستطيع نفس أن تتكلم إلّا بإذن الرحمن ، وحين يأتى وقت حسابها ، وينجلى يوم الحساب عن تقسيم الناس الى أشقياء وسعداء :( يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)
7 ـ الأشقياء فى النار يصطرخون بين زفير وشهيق ، وفى النار يظلون خالدين بمشية الله جل وعلا الذى اراد وشاء الأبدية أو الخلود الأبدى فى الزمن :( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)
8 ـ وهو نفس الخلود الأبدى للسعداء أصحاب الجنة ، وفيها يتمتعون بعطاء غير مقطوع ولانهائى( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108).
ثانيا : الاهلاك وتشابه قلوب المشركين قبل وأثناء وبعد نزول القرآن الكريم
1 ـ والحقيقة ان الرسالات السماوية هى جمل إعتراضية فى تاريخ البشر الدينى المستمر فى الشرك والضلال قبل وبعد كل رسالة سماوية. فالرسول يأتى بالاصلاح ، ويتم إهلاك المشركين وينتصر الحق ، ويلبث فترة ـ أو جملة اعتراضية ـ يعود بعدها الشرك كما كان. حدث هذا فى قريش التى كررت كل ملامح الشرك التى عرفتها الأمم السابقة ، لذا يقول رب العزة لخاتم المرسلين أن يتيقن من تكرار قريش لكل ملامح الشرك السابق وأنهم سينالون نصيبهم غير منقوص : ( فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ (109). وهنا نتوقف مع تشابه المشركين ووحدة الدين الالهى لكل الأنبياء وكل الرسالات السماوية ، ونزل القر آن الكريم رسالة خاتمة للبشرية قبل قيام الساعة يوضّح ملامح الكفر فى كل زمان ومكان ، ويحذّر من الاهلاك الجزئى ويحّر من عذاب يوم القيامة الذى إقترب .
2 ـ قال جل وعلا لخاتم المرسلين عن كفر قريش بالقرآن فى سورة (فصلت ): (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) ، ثم قال عن القرآن الكريم (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)، أى هو ـ خلاف الكتب السماوية السابقة محفوظ من لدن الله جلّ وعلا لأنه لن يأتى كتاب سماوى بعده ، ولن يريل الله جلّ وعلا نبيا بعد خاتم الأنبياء . لذا يقول رب العزة لخاتم المرسلين عن وحدة الدين الالهى والقرآن وعن مشركى قريش ( مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ ) أى ما يقال لك من وحى سبق قوله بلغات أخرى للأنبياء السابقين . وما يقال لك من تكذيب وعناد سبق قوله من الأمم السابقة لأنبيائهم .
3ـ وعن وحدة الوحى الالهى لكل الأنبياء يقول جل وعلا ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164)( النساء ). وعن وحدة التشريع الأساس لكل الأنبياء يقول جل وعلا : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ (13) ( الشورى ) . وعن وحدة الأمر بلا اله ألا الله فى كل الرسالات السماوية يقول جل وعلا (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) ( الأنبياء )، بل جاء التحذير موحدا لكل الأنبياء من الوقوع فى الشرك لأنه يحبط العمل الصالح (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65) بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ (66) ( الزمر )، جاء هذا بكل اللغات التى كان يتكلم بها كل نبى وقومه ثم كرّرها وأكّدها القرآن الكريم ، ومع ذلك يتناقض معها المسلمون فى أديانهم الأرضية..
4 ـ وعن وحدة التكذيب من كل المشركين مع اختلاف الزمان والمكان واللسان يقول جل وعلا عن طلبهم آية حسية : (وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) ( البقرة ).أى تشابهت قلوبهم فى إجماعهم على طلب آية حسية عنادا . وهم يقرنون طلبهم ’ية حسية باتهام النبى محمد بأنه ساحر أو مجنون .وهو نفس الاتهام الذى كان يقال للأنبياء السابقين ، كأنما تواصى أولئك المجرمون الطغاة على هذا الاتهام من قوم نوح الى قريش . عن اتهامهم النبى بالسحر والجنون : (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) ( الذاريات ) .
5 ـ والعادة أن القادة فى الصّد عن سبيل الله جلّ وعلا هم الملأ المترف . ويقول جلّ وعلا عن تمسك المترفين بعبادة مما وجدوا عليه آباءهم وتراثهم أو ثوابتهم الدينية المتوارثة : (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) ( الزخرف ) . والعادة ان الملأ المترف الحاكم المسيطر المتسيد هو الذى يكره الاصلاح لأن الاصلاح يعنى زوال إمتيازاته وانتهاء ظلمه وسيطرته ، لذلك يستكبرون على الحق ويتآمرون على الرسل ويعتبرون أنفسهم أولى من الرسل بالاصطفاء الالهى ، يقول جلّ وعلا مؤكدا على قاعدة بشرية اجتماعية :( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123). وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) (الأنعام ) . وهذه القاعدة القرآنية كأنما نزلت فى أيامنا هذه ..سبحان الله العظيم .!!
6 ـ يتبع هذه القاعدة فى إجرام المترفين قاعدة أخرى فى إهلاكهم طالما يتمسكون بالظلم والفسق ويرفضون الأمر الالهى بالعدل :( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (16)وقد تكرر هذا فيما سبق من قرون من بعد نوح ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (17). ولذا سيتكرر الاهلاك الجزئى أو التعذيب حتى يوم القيامة نظرا لأن الظلم هو العملة السائدة فى دنيا البشر :( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً (58)( الاسراء ).
7 ـ تشابه قلوب المشركين فى كل عصر جاء تعبير القرآن عنه غاية فى السّمو والاعجاز الفصاحى فى سورة ( ابراهيم )، إذ جعلهم مع المرسلين يتحاورون كما لو كانوا يعيشون فى نفس الزمان والمكان ويتكلمون بنفس اللسان ، فيقول المشركون كلهم كذا ويرد عليهم الرسل كذا . يقول جلّ وعلا : ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)( ابراهيم ). وتنتهى الايات بالاهلاك واستخلاف المؤمنين ، ثم تعود القصة وهكذا. ومن هنا تأتى العبرة و العظة والنصائح فى سورة هود . هذا توضيح قرآنى لما جاء فى قوله جل وعلا فى سورة (هود ) : ( فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ (109). والقرآن يفسّر بعضه بعضا ، ويشرح بعضه بعضا.
8 ـ ونعود الى سورة هود وهى تتحدث عن انتهاء مرحلة الاهلاك الكلى بفرعون وقومه ومجىء مرحلة تالية بنزول التوراة برغم اختلاف بنى اسرائيل فيها ، ولولا أن كلمة الله جل وعلا قد سبقت بانتهاء مرحلة الاهلاك الكلى لأهلكهم الله جل وعلا ، ولكن توفية أعمالهم ستأتى يوم القيامة : يقول جل وعلا :( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)( وَإِنَّ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111) . وتكرر هذا المعنى فى قوله جلّ وعلا عن مجىء التوراة فصلا جديدا بعد إهلاك الأمم السابقة إهلاكا تاما وجماعيا : (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43)( القصص ).
ثالثا ::نصائح ووعظ للنبى محمد والمؤمنين فى الحقبة الأخيرة من وجود البشر فى هذا الكوكب الأرضى :
1 ـ فحتى ينجو النبى محمد عليه السلام والمؤمنين معه من مصير المشركين لا بد من الاستقامة ، اى التمسك بالصراط المستقيم وهو الكتاب والتقوى ، ولا بد من تجنب الطغيان المناقض للتقوى والاستقامة ، والله جل وعلا بما يملون بصير : (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112)
2 ـ وتجنب الطغيان يعنى تجنب الطغاة الظالمين وعدم الوثوق بهم ، وإلّا فمن يثق بهم ويركن اليهم سيكون شريكا معهم فى العذاب القادم : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ (113)
3 ـ ثم التمسك باقامة الصلاة ، ليس مجرد تأديتها ولكن أن تصلّى الصلوات الخمس خاشعا وقت صلاتك ، ثم تحافظ على صلاتك بعدم الوقوع فى الفواحش أو الظلم بين الصلوات الخمس ، وبهذا فإن الحسنات تمحو السيئات وتقلل من فرص الوقوع فيها ، فمن يشغل نفسه بالطاعة لن يجد وقتا للعصيان ، وهذه موعظة لمن يعى ويتذكر ولا ينال هذا الا الصابرون المحسنون : (وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115).
4 ـ وأهم العبر المستفادة من إهلاك الأمم السابقة أنهم انقسموا الى ملأ مستكبر ومعهم أتباعهم فى جانب الظلم والعدوان مقابل النبى والقلة المستضعفة التى معه والتى لا تستطيع الدفاع عن النبى وعن أنفسها . لذا كان يأتى التدخل الالهى باهلاك المعسكر الظالم الرافض للإصلاح . ولو ظهر عنصر ثالث ينصر الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ما حدث إهلاك ، لأن هذا الصنف الآمر بالمعروف سيحدث نوعا من التوازن وسيضم اليه عناصر من الملأ ومن اتباع الملأ ، وبالتالى سيكون هناك أمل فى الاصلاح ، وهذا الأمل فى الاصلاح يمنع الاهلاك . لم يحدث وجود عنصر فاعل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لذا جاء الهلاك ولم ينج منه إلا الأنبياء والمؤمنون . وهذه هى العظة الكبرى فى تاريخ الأنبياء ، يقول جلّ وعلا :
( فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116).وتؤكد ألاية التالية على شرط الاهلاك وهو تمسك الظالمين بظلمهم ورفضهم دعوة الاصلاح : ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117).
ومن هنا تأتى أهمية تطبيق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تجنبا للهلاك الجزئى . ولكن الذى يحدث أن أديان المسلمين الأرضية منها ما نبذ بالكامل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مثل التصوف ، ومنها من بدّل المعروف الى منكر والمنكر الى معروف ، وفعل مثل المنافقين والمنافقات فى عصر نزول القرآن فى المدينة حين كانوا ينهون عن المعروف ويأمرون بالمنكر . ولهذا تعرض المسلمون خلال تاريخهم فى العصور الوسطى والحديث والمعاصر لسلاسل من العذاب والاهلاك الجزئى . وسنعرض لذلك فى أوانه.
5 ـ وجوهر الموضوع هنا هو أن الله جلّ وعلا خلق الناس أحرار ليختبرهم ، وبالحرية التى يتمتعون بها عصى الأكثرية وحدث الاختلاف والشقاق ، وسيظل الاختلاف قائما ما بقيت الانسانية ، ولهذا خلقهم الله جلّ وعلا أحرارا مختلفين ، ولكن ينجو من هذا الاختلاف من يبحث عن الهدى مخلصا ويتمسك به ، وأولئك المهتدون بالحق الالهى لا يختلفون طالما يتبعون الحق ولا يتبعون الهوى . المأساة أن المهتدين قليلون ، ولهذا فإن جهنم ستمتلىء بالضالين من الانس والجن الذين أساءوا استعمال الحرية ، والذين إختاروا الضلال وحاربوا الهدى . يسرى هذا فى كل زمان ومكان قبل وأثناء وبعد نزول القرآن . يقول جل وعلا :ـ ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119).
6 ـ وبالتالى فإن من سمات الظلم فى الأديان الأرضية ظاهرة الإكراه فى الدين ، وفرض الدين الأرضى بل وأحيانا مذهبا من مذاهبه على الناس . وتتعاظم الخطيئة حين يستغل الظالمون سيطرتهم ونفوذهم فى إضطهاد المصلحين وطردهم ، وهو ما كان يفعله المشركون الظالمون مع الأنبياء ، وسبق الاستشهاد بآيات سورة ( ابراهيم ) فى هذا الخصوص ، وكان طرد النبى أو التهديد بطرده من علامات الاهلاك القادم . وهنا نسترجع قوله جل وعلا : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14).( ابراهيم ) ونتذكّر بكثير من التدبّر ذلك الوعد الالهى : ( .. فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)( ابراهيم ). وكان العذاب مؤجلا لقريش طالما لم يرتكبوا جريمة طرد النبى ، فقال جل وعلا لهم : ( وإذ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنْ السَّمَاءِ أَوْ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) ) ( الأنفال )( وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنْ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً (77) ( الاسراء )، وبالتالى كان هذا القصص القرآنى لتثبيت فؤاد النبى ووعظه وليكون ذكرى للمؤمنين ، يقول جلّ وعلا : ( وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)
7 ـ أما بالنسبة للكفار المعاندين الذين لا أمل فيهم فعلينا أن نرضى لهم ما ارتضوه لأنفسهم ، وأن يظلوا على دينهم وعقائدهم كما نتمسك نحن بديننا وعقائدنا ، أى لهم دينهم ولنا ديننا ، وهذا هو منتهى العدل . وننتظر نحن وهم يوم القيامة حين يحكم الله جلّ وعلا بيننا وبينهم . وهذا هو القول الذى أمرنا الله جل وعلا أن نقوله للمشركين المعاندين : (وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122) . وهنا تأكيد على حرية الدين والاعتقاد وتسليم الأمر لله جل وعلا لأن يحكم بين المختلفين دينيا فى يوم الدين ، وبالتالى فلا حاجة للتناحر الدينى أو الاكراه فى الدين ، بل المسالمة واحترام حق كل فرد فى حريته الدينية فى العقيدة وفى العبادة وبل وفى الدعوة لما يؤمن به بلا ضغط أو إكراه للآخرين . لو تم هذا فسيكون السلام هو العملة المتداولة بين الناس مهما إختلفت أديانهم ومذاهبهم وطوائفهم . ولكن من شيمة الكفر هو ذلك الإكراه فى الدين ، كما يفعل أتباع الدين السنى بقتل الفرد المخالف بما يسمى بحدّ الردة ، وقتال الأمم المخالفة فى الدين حتى لو كانت مسالمة لم تعتد على المسلمين طبقا لحديث البخارى الذى يشرّع القتال لارغام الأمم الأخرى على دخول الاسلام :( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ..). وبالتالى فإن الله جل وعلا يضع سبل السلامة والنجاة من الهلاك بأن يدخل الناس فى السلم كافة ، وأن يتركوا الحكم لله تعالى فى الدين الى يوم الدين ، وهذا معنى أن يكون الدين كله لله جل وعلا يحكم فيه بين الناس فيما هم فيه مختلفون ، وأن يكون الناس جميعا أحرار فى كل ما يخصّ الدين من عقيدة وعبادة ودعوى ليكونوا مسئولين أمام رب العزة يوم الدين . فالدين أساسه الحرية فى هذه الدنيا ، وأساسه مسئولية الناس عن حريتهم يوم الدين الذى هو يوم الحساب . بدون ذلك يكون احتمال العذاب والاهلاك الجزئى واردا .
8 ـ وفى النهاية فلله جلّ وعلا وحده العلم بالغيب واليه وحده يرجع الأمر كله ، وعلينا نحن أن نعبده وحده وأن نتوكل عليه وحده وأن نستعين به وحده جلّ وعلا ، فهو الذى يعلم ما نخفى وما نعلن ، وكان هذا ختام سورة (هود ): (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)
ودائما ـ صدق الله العظيم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على مقالكم الجميل
دكتور أحمد بارك الله فيكم وفي سعيكم بالاصلاح بالقرآن العظيم
دكتور أحمد لي سؤال حيرني قليلا وأنا أقرأ في مباحثكم المتكررة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبعلمكم وبافادتكم قد تزول عني هذه الحيرة عني
يقول رب العزة في القرآن العظيم بعد أن أعوذبالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ((ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا مابأنفسهم وأن الله سميع عليم)) الأنفال
ويقول أيضا (( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وان أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ومالهم من دونه من وال)) الرعد
أخيرا يقول أيضا (( مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم )) فاطر... ودائما وأبدا صدق الله العلي العظيم
سؤالي هنا يادكتور الايات الكريمات في سورتي الأنفال والرعد حسب فهمي المحدود توحي بأن دوام نعمة الله على القوم مشروطه بعدم تغيير هؤلاء القوم مابأنفسهم وأما الآية الكريمة في سورة فاطر قد توحي بحسب فهمي المحدود بأن الرحمة والنعمة شأن الهي خالص بيد رب العزة ولاشأن للبشر به وبحالهم البشري الفطري المتغير والمتقلب بين الخير والشر وتغيير مابأنفسهم ... فلاأعلم حقيقة من هذه الآيات الكريمات أي منها المتشابهات وأي منها المحكمات ... أفيدوني أفادكم الله ... وسبب ربطي لهذه الآيات الكريمات مع مباحثكم بالانذار بهلاك الأمم السابقة هو بأننا بدأنا نشتم رائحة الفتن الطائفية المقيته في بلدنا الحبيب الكويت الذي من الله عليها بنعمة الأمن والأمان والرزق الكريم فأخاف أن يؤول حالنا لحال قوم سبأ الذي مزقهم الله كل ممزق وجعلهم أحاديث.
سؤال ثاني ورجاء أخير ((( حاولت أن أبحث في القاموس القرآني عن مصطلح ((التحريم)) فهو بصراحة مصطلح واسع المفاهيم ومهم وأضرب أمثلة:
بما يخص سيدنا موسى عليه السلام (( وحرمنا عليه المراضع من قبل)) لا تفيد التحريم هنا أمرا تشريعيا
((الا ماحرم اسرائيل على نفسه)) كذلك لا تفيد هنا أمرا تشريعيا
(( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به)) هنا تفيد أمرا تشريعيا صريحا
وكذلك من الأمثلة الكثير
فان كنتم قد كتبتم في هذا فوجهوني لأطلع أكثر على الموضوع جزاكم الله خيرا
شكرا ودمتم وبارك الله فيكم وبجهادكم في سبيل قول كلمة الحق
انا بعت سؤال للدكتور احمد والحقيقة مردش علية
سؤالى هو كم عدد الصلوات اليومية 3 ولا خمسة لان فى بحث او مقال قريته ان عدد الصلوات 3 الصبح والمغرب والعشاء وان ربنا هو اللى حدد عدد الصلوات فى القران الكريم وان هناك فرق بين عبادة الصلاة وعبادة التسبيح وعبادة الدعاء
استنادا للاية الكريمة رقم 114 من سورة هود
ولكم منى جزيل الشكر لو حد رد عليه
ولى عتاب بسيط عليكو هو ان الموقع الذى اتشرف بانى مشتركه فيه لايهتم بنشر الفيديو ومقالات دكتور احمد على صفحة الموقع فى الفيس بوك وده غلط كبير لان فى ناس لا تتابع الا من خلال صفحة الفيس بوك
1 ـ فى البداية أقول إننى فعلا ممتنّ لتفضلكم بالتعليق والأسئلة لأتنها تفيدنى وتفتح آفاقا جديدة للبحث .
2 ـ ولكن بعض الأسئلة يكون قد سبقت الاجابة عليها عدة مرات ، وسبق التعرض لها فى عشرات المقالات، ومنها موضوع الصلاة الذى تسأل فيه الاستاذة ( سارة على ). نحن نصلى الصلوات الخمس ، وننكر جعلها ثلاثة صلوات ، ومنشور كتابنا عن الصلاة فى القرآن الكريم . وبسبب كثرة الجدل فى هذا الموضوع من أصحاب الأهواء ممن ينكرون الخمس صلوات أغلقنا باب المناقشة حيث لا فائدة فيه إلا تضييع الوقت .
3 ـ وبعض الأسئلة سيأتى موضع الرد عليها فى مقالات قادمة . وتوجيه هذه الأسئلة يعتبر ذكاءا من السائل . وقد تخصص فى هذا النوع من الأسئلة الاستاذ أبو أيوب الكويتى فى أسئلته على هذا المقال ، وهناك بحث تحت الاعداد فى التأصيل القرآنى عن ( حرم ـ تحريم ) كما أن سؤاله الآخر عن التغيير سيأتى فى الاجابة عليه مجموعة من المقالات فى موضوع الامر بالمعروف والنهى عن المنكر . وسبق للاستاذة عائشة حسين ان تساءلت فى موضوعات وتمت الاجابة عليها لاحقا فى مقالات . ونفس الحال مع د محمد عبد الرحمن محمد الذى تساءل مرة عن موضوع اللباس ، وهو لا يعرف ان بحثا عن موضوع اللباس قد تم تقريبا الانتهاء منه وسننشره بعون الله جل وعلا .
4 ـ بالنسبة لطلب الاستاذة سارة فى موضوع نشر الفيديو فهو طلب مشكور ، وقد وجهته الى محمد منصور المخرج لينشر الفيديو على الفيسبوك الخاص بالموقع ، ولا أعرف إن كان محمد مشتركا فى هذا الفيسبوك ام لا ..أنا عموما جاهل فى موضوعات الفسبوك والتويتر .. وليس لدى وقت للمتابعة . ولذا أهيب بالجميع المساعدة فى نشر برنامج فضح السلفية بكل طريق .أتمنى لو كنت أقدر على هذا ،أو كان لدى وقت لهذا..ولا يكلف الله جل وعلا نفسا إلا وسعها . فليقم كل منكم أهل القرآن بما فى وسعه. وفى النهاية فهو عمل خير نقدمه لأنفسنا وسينفعنا يوم الحساب ، بعونه الله جل وعلا.
السلام عليكم ورحمة الله دكتور أحمد صبحي جزاك الله خيرا على ما تبذله من جهد في سبيل إصلاح المسلمين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مصرنا الحبيبة .
.ومن المحاولات التي يمكن اتباعها لتفادي الاهلاك هو الاستمرا ومواصلة الأمر بالمعروف القولي ومكافحة الظلم سليما ، والوقوف بجانب المظلومين حتى لا تطغى طائفة من المجتمع على حساب طائفة أخرى ، وتنشأ الحروب الأهلية بسبب فساد الأخلاق وفرض المذاهب الدينية على الطوائف الأخرى .
أى من تلك القرى التى قصّ رب العزة قصتها ما يزال قائما بآثاره ن ومنها ما اندرس ولم يبق منه أثر. وقلنا من قبل إن مصطلح ( القرية ـ القرى ) يعنى الدولة والمجتمع الذى قد يضم مدينة ومدنا .وتلك القرى البائدة المهلكة ـ بفتح اللام ـ ظلمت نفسها بتمسكها بعبادة آلهة كانت تتوسل بها ، وحين جاء الهلاك لم تنقذهم تلك الألهة المزعومة ، وما زادوهم إلّا خسارا ، أى فهم الظالمون لأنفسهم ولم يظلمهم رب العزة : ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) .وهكذا كان تدمير رب العزّة جلّ وعلا للقرى الظالمة ، وهو عذاب شديد :(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) .وبعد الحديث عن الأقوام الهالكين الماضين ، يتجه الخطاب لعصر القرآن الكريم للعظة . يعظهم ليس فقط الاهلاك فى هذه الدنيا ، بل ما هو أكبر وهو عذاب الآخرة الذى سيشهده البشر جميعا (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103).وتأتى أوصاف هذا اليوم ، فهو يوم قد إقترب ، وهو أجل معدود :( وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104)وفى هذا اليوم لن تستطيع نفس أن تتكلم إلّا بإذن الرحمن ، وحين يأتى وقت حسابها ، وينجلى يوم الحساب عن تقسيم الناس الى أشقياء وسعداء :( يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)الأشقياء فى النار يصطرخون بين زفير وشهيق ، وفى النار يظلون خالدين بمشية الله جل وعلا الذى اراد وشاء الأبدية أو الخلود الأبدى فى الزمن :( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107وهو نفس الخلود الأبدى للسعداء أصحاب الجنة ، وفيها يتمتعون بعطاء غير مقطوع ولانهائى( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108).ثانيا : الاهلاك وتشابه قلوب المشركين قبل وأثناء وبعد نزول القرآن الكريم والحقيقة ان الرسالات السماوية هى جمل إعتراضية فى تاريخ البشر الدينى المستمر فى الشرك والضلال قبل وبعد كل رسالة سماوية. فالرسول يأتى بالاصلاح ، ويتم إهلاك المشركين وينتصر الحق ويلبث فترة ـ أو جملة اعتراضية ـ يعود بعدها الشرك كما كان. حدث هذا فى قريش التى كررت كل ملامح الشرك التى عرفتها الأمم السابقة ، لذا يقول رب العزة لخاتم المرسلين أن يتيقن من تكرار قريش لكل ملامح الشرك السابق وأنهم سينالون نصيبهم غير منقوص : ( فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ (109).
قال جل وعلا لخاتم المرسلين عن كفر قريش بالقرآن فى سورة (فصلت ): (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) ، ثم قال عن القرآن الكريم (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)، أى هو ـ خلاف الكتب السماوية السابقة محفوظ من لدن الله جلّ وعلا لأنه لن يأتى كتاب سماوى بعده ، ولن يريل الله جلّ وعلا نبيا بعد خاتم الأنبياء . لذا يقول رب العزة لخاتم المرسلين عن وحدة الدين الالهى والقرآن وعن مشركى قريش ( مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ ) أى ما يقال لك من وحى سبق قوله بلغات أخرى للأنبياء السابقين . وما يقال لك من تكذيب وعناد سبق قوله من الأمم السابقة لأنبيائهم .وعن وحدة الوحى الالهى لكل الأنبياء يقول جل وعلا ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164)( النساء ). وعن وحدة التشريع الأساس لكل الأنبياء يقول جل وعلا : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ (13) ( الشورى ) . وعن وحدة الأمر بلا اله ألا الله فى كل الرسالات السماوية يقول جل وعلا (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) ( الأنبياء )، بل جاء التحذير موحدا لكل الأنبياء من الوقوع فى الشرك لأنه يحبط العمل الصالح (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65) بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ (66) ( الزمر )، جاء هذا بكل اللغات التى كان يتكلم بها كل نبى وقومه ثم كرّرها وأكّدها القرآن الكريم ، ومع ذلك يتناقض معها المسلمون فى أديانهم الأرضية.. وعن وحدة التكذيب من كل المشركين مع اختلاف الزمان والمكان واللسان يقول جل وعلا عن طلبهم آية حسية : (وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) ( البقرة ).أى تشابهت قلوبهم فى إجماعهم على طلب آية حسية عنادا . وهم يقرنون طلبهم ’ية حسية باتهام النبى محمد بأنه ساحر أو مجنون .وهو نفس الاتهام الذى كان يقال للأنبياء السابقين
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5108 |
اجمالي القراءات | : | 56,614,594 |
تعليقات له | : | 5,441 |
تعليقات عليه | : | 14,812 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
لا يصح زواجك بها : السلا م عليكم التقي ت بفتاة مسيحي ة ...
الطهارة من تانى.!؟: لقد اكدت في احد الفتا وي ان ما يغسل في...
المس الشيطانى: أخي أصابه مرض نفسى وفشل فى علاجه اطباء...
يأجوج ومأجوج: ما معنى ( وَحَر َامٌ عَلَى قَرْي َةٍ ...
أنا .. وهو .. وهى ..: وقع نزاع بينى وبين شريكت ى فى الشرك ة ، ووصل...
more
الإكراه يعد سلاح يستخدمه الوهابيون بقوة في بسط نفوذهم وإظهار تمكنهم على المخالفين لهم في الرأي تصل لدرجة إحلال دم المخالف ، والإكراه علامة على أن الإنسان يسير في الطريق الخطأ فيجب عليه أن يتراجع إذا كان حسن النية ، وهكذا نبدا بحسن النية وعدم الاتهام ، إذن أيها الناس هناك علامة أو مؤشر تقول إنك تسيرفي الطريق الخاطئ ، فأرجوك ابتعد عن هذا الطريق ، ابتعد عن الإكراه ،لا تكره أحدا من البشر ، لأنك بشر مثلهم لا تملك ان تتميز عنهم ولا تحكم أنك فقط على حق وغيرك على باطل لأنك وبكل صراحة لست في مكانة أعلى لكي تحكم !! وإذا كان الخالق جل وعلا لا يجبر أحد من خلقه على عبادته وطاعة أمره ، بل ترك لهم حرية الاختيار ، حتى يكون هناك الحساب يوم القامة .