رسالة إلى الشعب الأمريكي

سامر إسلامبولي Ýí 2007-01-16


رسالة إلى الشعب الأمريكي

     من منطلق التعاون بين الشعوب لتحقيق العدل والأمن والسلام العالمي ، ومحاربة الفساد الاجتماعي والبيئي لا بد من فتح باب الحوار بين الشعوب عبر الوسائل الإعلامية المتاحة ليعلم الشعب أين يقف من الأحداث ؟ ومن يقوده ؟ ولمصلحة من ما يجري في الساحة العالمية ؟ فهل ما تقوم به الدولة الأمريكية من تجنيد لشباب الأمة ، ونشرهم في مختلف بقاع الأرض لاستعباد الشعوب الأخرى هو لتحقيق مصلحة الشعب الأمريكي ، أم لتحقيق مكاسب وحفظ مناصب للحزبين اليتيمين المتفقين على الاستبداد بالحكم بينهما بشكل تداولي ، مع اعتبار أن الأرض كلها ابتداء من الولايات المتحدة الأمريكية ونهاية بالعالم الثالث فريسة لهما يقومان باصطيادها حسب ما تقتضي المصلحة ، وحسب قوة الفريسة ، لأن من المعلوم أن كل صيد له طريقته التي تناسبه ، وفي النهاية يجتمع الطرائد في حوزة الصياد . وقصدنا بكلامنا هذا أن الشعب الأمريكي هو أول فريسة لدولته بحزبيها اليتيمين ، ولكن هذا الاستعباد لهم يختلف عن استعباد الشعوب الأخرى ، ومرد ذلك راجع إلى أن مقر الحزبين كائن في البلد ذاته وذلك يقتضي معاملة الشعب الذي يعيش معهم على الأرض ذاتها بشكل مميز عن غيره بحكم الجوار ليس أكثر ، فالاستبداد والاستعباد هو ذاته الذي يمارس على الجميع بنسب متفاوته حسب ما تقتضي المصلحة . فالحزبين هما اللذان يصنعان الرأي العام ، وهما اللذان ينشران الثقافة المعلبة بمواصفات تخدم مصالحهما ، وواقع الشعب الأمريكي معروفاً لكل باحث اجتماعي فنسبة الجهل والأمية والفقر والبطالة والإجرام بأنواعه من قتل واغتصاب وسرقات .....الخ والتفكك الاجتماعي والأسروي والتضخم في عدد المساجين وعدد المصابين بأمراض النفس والعقل بإزدياد مستمر عام بعد عام ، فضلاً عن أن بنية الشعب الأمريكي بنية فسيفسائية من القوميات المختلفة ، والتمييز العنصري والطائفي مازال إلى الآن ، وضرب المرأة وإهانتها وطردها من أسرتها إلى الشارع سلوك يكاد يكون غالباً في الشعب الأمريكي ، فضلاً عن المخدرات وتعاطيها والتجارة بها منتشر في الصغار أكثر من الكبار ...... الخ إلى غير ذلك من الأهوال التي يدركها المثقف الأمريكي بطبيعة الوضع الاجتماعي لشعبه .

    فالدولة شيء والشعب شيء آخر تماماً ، فالتقدم والقوة المادية والعلمية وغير ذلك إنما هو خاص للحزبين والمؤسسات التي صنعوها بأنفسهم لخدمة مصالحهم وليس لخدمة الشعب ، فلذا جعلت الدولة الشعب استهلاكي في حياته على الأصعدة كلها فهو استهلاكي في الثقافة ، استهلاكي في التقنية ، استهلاكي في غذائه ..... الخ وهذه الثقافة الاستهلاكية تقوم الدولة الأمريكية بتصديرها إلى شعوب العالم كله لتوسع من دائرة تصريف منتجاتها وسيطرتها الاقتصادية على العالم من خلال استعباد عقول الشعوب والسيطرة عليها وتوجيهها حسب ما يريدون ( العولمة ) . فلذا الشعب الأمريكي مثله مثل أي شعب آخر لا يملك قراراً ، ولا يعلم الحق من الباطل لأن القرار للحزبين فقط ، والحق ماتنشره وسائل الإعلام التابعة بشكل أو بآخر إلى الحزبين ومرتبطين معهم عضوياً لا تفاقهم على استعباد الشعب وامتصاص دمائهم وتقاسم المكاسب بينهم بشكل تداولي .

   والشعب الأمريكي يتململ الآن من استبداد الحزبين للحكم بينهما بشكل تداولي ، لأن غياب تعدد الأحزاب ، وعدم ميلاد أحزاب شابة جديدة ، هو إغلاق لباب التطور ، وإغلاق لباب مشاركة الشعب في السلطة وصنع القرار ، وهذا بحد ذاته طعنة في ص

اجمالي القراءات 13964

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-08
مقالات منشورة : 134
اجمالي القراءات : 5,203,101
تعليقات له : 354
تعليقات عليه : 834
بلد الميلاد : Syria
بلد الاقامة : Syria